قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 22 يوليو 2011

قراءه في الشعار المرفوع اسقاط النظام الفاسد


بسم الله الرحمن الرحيم
قراءه في الشعار المرفوع في الشارع العربي
إسقاط النظام الفاسد
عندما نسمع الشعارات التي يرددها الشباب في الساحات ألعامه فإن الكثيرين يتعاملون مع هذه الشعارات وفق الميول السياسية والمستوى الثقافي والبعض يتعامل معها وفق ما يحمله الشعار من معاني بديهيه  بطريقة عفويه دون الخوض في ما قد يحمله الشعار من تأثير اجتماعي على المدى البعيد والقريب .
لقد رفع الشباب العربي  شعار إسقاط النظام الفاسد في تجمعاتهم السلمية  ما لبث أن أزرتهم حركات سياسيه ذات نهج سياسي متباين ولحق بهم بعض المفكرين من أساتذة الجامعات والصحفيين والكتاب اختلفت المقاصد بين من هوا أصلا جزء من الحركة الاحتجاجية وآخرين يريدون أن يحققوا إشباع رغباتهم للوصول للسلطة  وأخيرين يريدون إثبات وجودهم ليحظوا بقسمه من كعكة السلطة بعد التغيير  و هولا جميعا لم يكن لهم الفضل في رفع هذا الشعار لان الشباب قد سبقهم للساحات وبالتالي فيمكن إن نقول أنهم ركبوا الموجه التي لم يكن لهم دور في صياغة شعاراتها لذلك فإنهم لم يعطوا أي تفسير واضح لمعنى الشعار وفق رؤاهم الحزبية أو خلفياتهم الثقافية كما انه لم يكن هنا أي أفكار لبروز فكري أو نهج استراتيجي وطني أو قومي في أي من مجالات الحياة السياسية والتنموية ولاجتماعيه لكي تتمسك بها القوى التي تطالب بإسقاط النظام الفاسد .
الذي حصل في الوطن العربي انه تم السيطرة على ألدوله حكام انعزلوا عن شعبهم وسخروا كل إمكانيات ألدوله للمصالح الخاصة واستجابوا لرغبات الدول الكبرى لتحقيق مصالحها الاستعمارية وتم التغيير في بنود الدساتير والقوانين لتحقيق تلك المصالح وبين هذا وذاك حدث ترهل في أجهزت ألدوله وسيطرة البيروغراطيه وعم الفساد وظهرت طبقات من النفعيين استفادت من خيرات البلد بينما عموم الشعب يعاني الفقر والجوع و المرض .
عندما ترهل النظام وتأثر بالفساد فانه من الطبيعي أن تتأثر به مجمل الحركة المجتمعية من نقابات ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب سياسيه بقدر بعدها أو قربها من النظام لذلك فان بعض الأحزاب السياسية قد دارت بها عجلة الزمن ألردي ولم يعد التفكير الثوري همها الأول بل لم يكن لديها أية رؤيا ثوريه وقد اكتفت بما يعطيه إياها النظام من كراسي ضمن الانتخابات المتفق عليها سلفا  . ولما ازداد جشع النظام و منع أو قلل حصص تلك الأحزاب  التجأت الأحزاب لاستقوى بالأجنبي  إما بالهروب للعيش في الفنادق السياحية عند أسيادهم أو عبر السفارات أو عن طريق بعض المنظمات ألحكوميه الاجنبيه كل المعهد الديمقراطي الأمريكي , وجاءت الحركة الاحتجاجية بارقة أمل للتخلص من النظام . ولما لم يكن التخلص من النظام ممكن  ارتموا في أحضان العدوان وهذا ما يفسر تحالف من يسمون بالثوار مع العدوان الصليبي
إن النظام السياسي لأي دوله يتكون من عدة انظمه وهي :
1 النظام السياسي وفي العالم عدة انظمه منها النظام الرئاسي والنظام شبه الرئاسي والنظام البرلماني ونظام الحزب الواحد.
2 النظام ألاقتصادي والاجتماعي وينقسم إلى نظام اشتراكي أو رأسمالي أو ما بينهما.
يتحرك النظام العام للدولة وفق حركه منظمه تتحكم بحركته مجموعه من القوانين ألعامه تسمى المواد الدستورية ترافقها مجموعه من القوانين المتخصصة  النافذة واللوائح المفسرة للقوانين .وهذه المواد والقوانين ليست قرأن منزل وإنما تتغير بعض مواده و قوانينه وفق احتياجات البلد وطبيعة حركته التنموية كما إن القوانين في حاجة دائمة للمراجعة و الاضافه وفق الحركة التنموية والتطور الدائم .
في الوطن العربي يمكن أن نقسم الدساتير إلى نوعين الأول دساتير أعدها المستعمر بما يحقق أهدافه وتوجهاته القريبة والبعيدة وبقيت بعد أن استقلت الدول عن الاستعمار مثل الدستور اللبناني ودساتير دول الحليج العربي .  والنوع الثاني دساتير نقحت وقيمة بعد الثورات العربية ضد الاستعمار و وإذنابه بما يحقق تطلعات ابنا ألامه ويخدم الأهداف الثورية و التنموية, مثل الجزائر مصر العراق اليمن وغيرها .وعليه فان البناء الحضاري للدول لا يولد فجاه وإنما يتطور وينمو وبذلك تتفاعل مع هذا البناء وترافقه مراجعه لكل القوانين لذلك لازم أن يكون المشرع حاضرا في كل مراحل التطور المجتمعي .
إذا ماذا يعني إسقاط النظام؟؟؟
إسقاط النظام يعني تدمير كل أركان ألدوله بما فيها تعطيل الدستور وإلغاء مؤسسات ألدوله  وهذا يحدث عند غزوا دوله لأخرى أو عند الثورات التي تمتلك الأسس الثورية للتغيير دون حدوث إرباك لمسيرة الحياة أو تعطيل للمؤسسات لفترة طويلة .
إن الذي جعل الكثير من المفكرين العرب القوميين يشككون في الحراك ويحسبونه تآمر استعماري على ألامه لتقسيم المقسم ونشر الفوضى  هو المقدرة العالية لفهم حركة المجتمع العربي ونوايا الاستعمار عبر ما نشر من مخططات لإعادة تقسيم الوطن العربي . وكذلك لان الحركات المنضوية تحت حركة الشباب كأحزاب أو منظمات ليس لديها البديل الواضح الذي يمكن أن يخلف النظام الحالي والمعروف عند علما الاجتماع والمؤرخين انه عندما يسقط النظام وتنهار كل مؤسساته ينهار معها القانون وتعم شريعة الغاب وتنهار الأخلاق  فتنتشر الجريمة والنهب والسلب و التقطعات والجثث المجهولة فتلجا عناصر المجتمع لاحتمى بذاتها  إما بالقبيلة مثال الصومال أو بالطائفة مثال لبنان وعندها تشرذم ألدوله . وهذا الذي فهمه البعث في اليمن الذي للقبيلة دورها وكيانها الذي لا ينكره احد , واليمن الذي تسري فيه نزعات انفصاليه حاقدة وبذور طائفيه مقيتة , كل هذا جعل البعث  يسخر كل قدراته لحماية الشرعية الدستورية و الحفاظ على المنجزات الوطنية . وأكد البعث العربي الاشتراكي القومي إن أي تغيير خارج الشرعية الدستورية ما هوا إلا انقلاب وجريمة ترتكب بحق اليمن وأهله الذين امنوا بالديمقراطية طريق للتبادل السلمي للسلطة تحت مظلة النظام والدستور والحفاظ على المنجزات التي تحققت ممثلة بالوحدة والديمقراطية.
خالد عبدا لله الجفري



  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق