قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 7 نوفمبر 2013

هُتاف الأصلاء في كَربلاء

هُتاف الأصلاء في كَربلاء

وجهات نظر
يحيى العراقي
في زمنٍ صعبٍ كالذي نعيشه اليوم والذي يمتلئ بالآلام والإنكسارات والمرار وإنحسار أفق الأمل حد اليأس (ولا يأس مع الايمان بالله فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) .. في هكذا زمن فإن حادثةً كحادثةِ الهُتاف العفوي لعدد من الكربلائيين الأصلاء التي حدثت قبل عدة أيام والتي تعالت فيها أصواتهم: بالروح بالدم نفديك يا صدام حادثة تعد بآلاف مثلها كانت قد حدثت فيما مضى أو ستحدث في قادم الأيام، حين نعيش زمن الكرامة والحرية القريب بحول الله وقوته.

كربلاء هذه مدينة عراقية أصيلة تضم رفات السبط العلم إمام الشهداء سيدنا الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة، أرادها أعداء الأمة عبر التاريخ أن تكون عنواناً كبيراً لثقافة الطعن بها وبأهلها والإنتقاص منهم على طريق القضاء عليهم، وذلك إستغلالاً للمأساة التاريخية الكبرى التي حدثت على أرضها بالقتل الظالم البشع لحفيد النبي وأهله وخاصته. تلك الحادثة العظيمة التي أتت في ذروة مرحلة فتن وخلافات وصراعات عربية إسلامية داخلية بدأت بالتبلور قبيل نهاية عهد الخليفة الراشد الثالث الصحابي الجليل الشهيد ذي النورين صهر الرسول عثمان بن عفان رضي الله عنه، مروراً بعهد الخليفة الراشد الرابع سيدنا الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والتي كادت أن تودي بالإسلام والأمة العربية الإسلامية في ثاني أزمة كبرى تواجهها بعد الأولى التي كانت منع الزكاة وحروب الردة لولا أن تداركها الله العزيز الحكيم، فحفظها فكانت أمة رسالية عظيمة مملؤة بالقيم وبالعلم والعلماء والبناء .. شيدت حضارة إنسانية إمتدت من إندونيسيا وحتى المحيط الأطلسي وأواسط أوروبا وتواصلت لأكثر من 14 قرناً حتى يومنا هذا.
كم حديثاً دينياً كاذباً ملفقاً صنعه الصفويون القدامى وأسلافهم في الفكر والثقافة والتوجه أرادوا به إعلاءً دينياً مفتعلاً متعسفاً لمكانة المدينة العزيزة يفوق ما حباها الله بغرض خارجي خبيث مشبوه معروف في أن تكون بديلاً عن الكعبة المشرفة على ذات النهج الذي حارب به أبرهة الحبشي الكعبة وحاول هدمها من أجل إعلاء قليسه؟
كم وحدة عسكرية في حرسهم الثوري أنشأها الصفويون الإيرانيون الجدد حملت إسم كربلاء؟
كم هجمة إجرامية خلال حربهم العدوانية البشعة على العراق أطلقوا عليها إسم كربلاء ثم راحوا يعطون لكل واحدة منها رقماً تسلسلياً مختلفاً عكس تكرارها وتعددها؟
كل تلك المحاولات الصفوية الجديدة جرت تحت الشعار الخميني الخبيث المعروف (راه قدس أز كربلا مي گذر) أي (طريق القدس يمر عبر كربلاء).
كم وكم وكم ... كل هذه المحاولات اللئيمة الفاسدة وحملات الإعلام الخبيث الناقل للفكر الأسود الظلامي المنحرف قبل وبعد الإحتلال وما صنعوه عقب الإحتلال في عام 2003 من كبت وإضطهاد وإجرام إلى جانب الإغراء لذوي النفوس الضعيفة كل ذلك بأجمعه باء بالفشل وذهب أدراج الرياح في أول إختبار جدي حقيقي عفوي لأهلنا الكربلائيين الأصلاء.
لقد كانت حقاً واحدة من النوادر السعيدة المشرقة وسط قتامة المشهد العراقي، أعادت لنا بريق الأمل.
فرغم الثقافة الصفوية البائسة المعادية المستشرية والمستوطنة في بيئتنا بفعل العوامل العديدة القديمة والجديدة، ومن بينها تقصيرنا نحن المثقفون الواعون في أداء الواجب بتسليط الضوء والحديث الصريح العقلاني الجريء والنصح والبيان، إلا أن قوة الحقيقة غالبة لأي زيف ولأي دجل مهما عَظُمَ ومهما طال أمده، وهي تنطلق صادقة عفوية على الشفاه والألسن في أقرب إمتحان يخلو من الافتعال والضغوط.
إن موقف هؤلاء الأبطال الأصلاء من أهلنا في كربلاء لابد أن يوضع في حدقات عيون العراقيين أجمع لأنه الموقف الأصيل الذي جسد إلى جانب الإباء ورفض الذل والإعتزاز بالنفس والشجاعة والتحدي بداية فشل أشرس مخطط ومراهنة خبيثة بائسة للأعداء الذين كانت قد سوَّلت لهم نفوسهم المريضة وسوَّل لهم شيطانهم أن الأمور قد إستتبت لهم ولباطلهم وأنهم نجحوا في دجلهم وغوايتهم لقطاع كبير من شعبنا الأصيل، وأنهم قد حوَّلوا هؤلاء إلى جنوداً في فيلقهم الأجنبي لإحكام السيطرة على العراق والمنطقة ولغزو العالم كما كانت تفعل بريطانيا مع الهنود وغيرهم من شعوب دول مستعمراتها في مطلع القرن الماضي، فإذا بموقف هؤلاء الأصلاء في كربلاء يأتي ليطرد كل هذا الزيف وهذه الأوهام ويعلنها بقوة أنهم ليسوا فقط متذمرين ورافضين للمسلك التعسفي القمعي للسلطة التي دأبت عليه وتكرر منها في أكثر من مناسبة، بل هم ايضاً يعرفون جيداً البديل الذي يريدون، ذلك البلسم القادر على علاج مآسيهم والمارد الذي يقضُّ ذكر إسمه مضاجع أعدائهم الظالمين، ذلك الترياق الذي خبروه لسنوات طوال ولم تفلح كل حملات الأكاذيب والتشويه والشيطنة في إنتزاع ذكراه الطيبة من صدورهم. إنه القائد الشهيد البطل صدام حسين الذي لذكر إسمه معاني ترتعد منها فرائص الأعداء ويصابوا بالهستريا والهذيان وسلس البول لما ترك حزمه وعدالته من آثار عميقة في نفوس المجرمين.
قائمقام مركز المدينة المدعو الدكتور حسين المنكوشي (ولا يعرف متى وكيف أخذ شهادته وهو الغِر التافه) عضو ما يسمى بكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أطلق لسانه في محاولة لذم هؤلاء الأحرار حقاً وليس على شاكلة كتلته المتلونة المنبطحة دوماً كالأخرين من على شاكلتهم لقاسم سليماني، قال عنهم "نتيجة تمادي الباعة المتجولين وعدم إحترامهم القانون ووجود ثغرات في القانون اللي تفرض على رئيس الوحدة الإدارية عدم فرض غرامة من جهة من جهة ثانية من باب الفصل بين السلطات عدم إعطائنا تخويل عملية الحبس أو الإعتقال جعل هذا هؤلاء الشرذمة من الناس يتمادون على القانون ويهتفون بإسم النظام البائد وبيَّن أصلهم وتبعيتهم للنظام البائد"!!!.
ثقافة وأحقاد هذا القائمقام وإرتباكه إثر المفاجأة المدوية ورعبه من ذكر إسم القائد الشهيد دفعاه لإطلاق هذا التصريح المضطرب الذي كان يقصد من خلاله النيل من سمعة ومكانة وأصل هؤلاء الكربلائيين الأصلاء، إلا ان كلماته الإنفعالية أتت رغماً عنه تكريماً لهؤلاء بأن نَسَبَتهم إلى أعز ما يفتخرون به ويفخر به كل حر أصيل في الوطن العربي والعالم أجمع، العراق الأصيل والقائد الشهيد صدام حسين هذه العناوين التي حفرت مجدها بأحرف من نور في سفر هذه الأمة العظيمة وفي تاريخ الأحرار في العالم وعلى مدى الزمن.
هنا تحضرني أبيات شهيرة مغنّاة من شعر الشاعر الأندلسي يحيى الغزال:
عيَّرتني بالشيب وهو وقار ياليتها عيَّرت بما هو عار
إن تكن شابت الذوائب مني فالليالي تزينها الأقمار.
أهلنا الأصلاء الطيبون هؤلاء من أصحاب الفطرة السليمة هم الأشد حاجة للإحتضان والعناية والرعاية والإهتمام والدعم لكن ليس بطريقة التربيت على الأكتاف والمبالغة بالإطراء والنفاق وتجنب الصراحة في ذكر مواطن الخلل الفكري والثقافي والسلوكي الذي أودى بغيرهم في منزلقات لا يرتضيها لهم أهلهم وأجدادهم الأصلاء، بل بمنهج الأخ والصديق المحب المخلص الحريص على المصارحة والنصح والأمين في نصائحه، لنتمكن من تعميق الأثر الطيب لهذه الحادثة المجيدة وتتمة دور هؤلاء الأبطال في إعادة الأوضاع شعبياً إلى الطريق العروبي الإسلامي النقي الأكمل فيتمكنوا من التطهير التام للنفوس والعقول من الدرن الفكري الصفوي الذي علق بها، ويساهموا بصورة فعالة بنبذ هذا الفكر وتلك الثقافة الخبيثة المنحرفة المعادية للأمة والعودة بهم إلى جذورهم الأصيلة المنسجمة المتصالحة مع الذات والآخر، ومع دينها وسيرة عظمائها ومعتزة بتاريخها وتراثها ورموزها في مقابل الثقافة الصفوية الفاسدة الخبيثة المعادية لقيم وتاريخ وتراث الأمة ولهويتها الحضارية التي إستفادت من سياسة دس الرؤوس في الرمال والقفز فوق الحقائق وإنتشار المنهج التلفيقي الذي يرفض الإعتراف بجدية وعمق المشكلة التي نعيش، محاولاً إخماد الحرائق على السطح والإنشغال بمعالجة المظاهر والأعراض تاركاً الأوار يستعر في الأحشاء وفي العمق دافعاً الأمور إلى أحد ثلاث توجهات:
الإستسلام الفعلي المبطن للفكر الصفوي الإمبريالي التوسعي المتنامي تحت مختلف المسميات كالحفاظ على الوحدة أو الإنضمام إلى معسكر الممانعة والمقاومة والتحالف وإذابة الخلافات في سبيل بناء جبهة ضد الإمبريالية والصهيونية.
الهرب نحو تطرف علماني مغالي يعادي الدين والتاريخ والتراث بشدة وبكل مفاصله وبصورة تناظر الموقف الصفوي وتلتقي معه.
اللجوء إلى نموذج محاصصة كالذي جرى ويجري في لبنان والعراق.

نسأل الله أن يؤازر جهود جميع المخلصين لكي يعود العراق حراً عزيزاً كما كان ولتلفظ الصفوية منه مرة وإلى الأبد، وتعود شوارعه وأحيائه حانية على أهلها كما كانت تطرزها رايات نُسِجت ألوانها وخُطَّت كلماتها بأيادي أبنائه وتملؤها صور قادته ورموزه التاريخيين، وفي مقدمتهم القائد الرمز صدام حسين، وليس كما الحال اليوم حيث تنتشر فيه صور الصفويين وأتباعهم.

لمشاهدة هتاف الكربلائيين الأصلاء، يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق