قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 23 يوليو 2016

حزب الصواب : رسالة إلى القمة العربية 27 المنعقدة في نواكشوط 25 يوليو/ تموز 2016

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
حزب الصواب
رسالة إلى القمة العربية 27 المنعقدة في نواكشوط 25 يوليو/ تموز 2016
شبكة البصرة
السادة رؤساء وملوك الأقطار العربية الذين شرفتم قمة العرب السابعة والعشرين المنعقدة في مدينة انواكشوط،
تحية الإخوة والمصير المشترك، وبعد:
إن آمال أمتكم تنعقد ومطالبها التاريخية تتجدد وأعناقها تشرئب إليكم على نحو غير مسبوق، تستنهض فيكم غيرة الرجال وحمية أصحاب النفوس الكريمة ونخوة الإباء والشهامة، وترجوكم أن تحولوا لقاءكم المبارك إلى (حكاية ميلاد معلن) يعيد الروح وجذوة الأمل للقمم العربية وللنظام الرسمي العربي، وذلك بالإنصات الكامل لأحلام ابنائها وطموحاتهم المشروعة وهواجسهم الجماعية التي يأتي في مقدمتها إيقاف الفتن والحروب الأهلية والمجازر التي يقتل فيها الأخ اخاه ويدمر فيها الحفيد ما بناه الجد، وان تواجهوا بثبات القادة وتفاؤلهم وأملهم واستشرافهم التاريخي ما زرعته السنون العجاف السابقة في الغور العميق للذاكرة العربية المكتظة بالخوف والرعب وانعدام الثقة في النفس، وغياب القناعة بثوابت الامة وقضاياها المركزية، والاستسلام الجماعي للعدو الدولي والإقليمي المتكاثر الذي ينتهك من العرب كل حريم وسيادة، وتحول جيوشه ومرتزقته كل يوم اجزاء إضافية من الوطن العربي إلى قاعات تغص بصور الرعب ومشاهد الخراب والمشردين والأموات في ديارهم وعلى شواطئ بحار العالم.

السادة الملوك والرؤساء والأمراء أشقاء وضيوف موريتانيا الأعزاء... تنطلق قمتكم على مرمى حجر من المكان الذي انطلقت منه على ضفاف المحيط خيول المرابطين قبل عشرة قرون لتوحيد الغرب الإسلامي وتحويله من إمارات صغيرة إلى دولة واحدة ذات شوكة في ميزان القوى العالمية، وهو امر يمكن استلهام تجربته اليوم في التعامل مع الحدود القطرية العربية المفروضة والمرفوضة، والبدء ببناء قاعدة قوية للتضامن العربي تضع حدا للانكشاف و حماية الهوية القومية للأمة العربية وتوفير أرضية لمواجهة مشاريع النزول بالواقع العربي إلى اخطر مما هو قائم حالياً، والبحث عن آليات محددة تكون هي عنوان قمة (الأمل) قادرة على توفير الإسناد الفوري لكل الأقطار التي تتعرض لمخاطر الاحتلال والتقسيم والتفتيت، وحفظ الأمن المادي والمعنوي لمختلف المكونات الوطنية العربية في كل ساحة من ساحاتنا. وصدور قرارات وضوابط ذات مضامين وحدوية تمكن من بناء عقيدة قومية تواجه الأطماع الأجنبية وقوى التكفير الديني والمذهبي بعيدا من كل استقواء بقوى أجنبية أو تكفيرية أخرى، وفتح صفحة جديدة من الوئام ودفن جراح الماضي، توقف الارتفاع المتواصل لمنسوب التصدع العربي الذي لا يوجد طرف بمنأى عن المسؤولية التاريخية فيه، ولا يتحملها طرف لوحده اليوم.

السادة الأمراء والملوك والرؤساء تدركون جيدا أنكم في عالم لا يحترم من لا يفرض الاحترام لنفسه، ولا يوجد ما يوقف شهوة التوسع وبسط النفوذ على موارد وطننا العربي الوفيرة وموقعه الاستراتيجي لدى القوى الطامعة فيه بقديمها وجديدها، إلا ببناء وامتلاك قوة الردع، التي تمكن العرب من توفير الأمن لأنفسهم بأنفسهم اعتمادا على الله وعلى ما يمتلكون من مقدرات كبيرة ومخزون رمزي باذخ يغنيهم عن التعويل على الآخرين مهما قربوا أو استجداء مسالمتهم والبقاء تحت رحمة تهديدهم الاستراتيجي، خصوصا بعد امتلاك كل الأمم والخصوم لأسلحة الدمار الشامل، وحرمان العرب لأنفسهم منها.

إننا في حزب الصواب نفخر ان بلادنا حصلت على المقدرات التي أتاحت لها احتضان هذه القمة وتنظيمها في زمن قياسي، وهو ما كان يمثل حلما لدى كل الموريتانيين الذين امتلكت نخبهم على اختلاف مشاربها رؤية ساهمت في تجنيب موريتانيا ولله الحمد مخاطر الهزات الارتدادية للزلزال الذي ضرب ويضرب الواقع العربي منذ 2010، ونفخر أكثر أن حزبنا من خلال كتلة أحزاب المعاهدة من أجل الوحدة والتناوب السلمي كان في طليعة القوى الوطنية التي أدركت أن تطوير الأوطان وتنميتها لا ينبغي أن يسلك طريقا يؤدي إلى إزالتها وتدميرها، وفتحها للغزاة من خلال عقيدة الفوضى الخلاقة التي أطلقها اليمين المتطرف في عهد المجرم جورج دابليو بوش وعلى إيقاع نشيدها الجنائزي دخلت امتنا أخطر محنها التاريخية، التي لا تزال ترقب انتهاء ليلها الطويل الذي نرجو أن تكون قمة نواكشوط بداية للصحوة منه باعتماد ما يفتح طريق الأمة لاستعادة حيويتها وقوتها وتثبيت سيادة أقطارها ويمنح مواطنيها الكرامة والرفاهية والسعادة، ويخرجهم من وهاد التخلف الذي يتخبطون فيه.ولهذا نوجه نداء ليكون اجتماع انواكشوط التاريخي بلورة لما تقدم مع التركيز في نقاشاته على:
أولا: جعل الإصلاح السياسي في الأقطار العربية في مقدمة القضايا العاجلة المطروحة على القمة، لأنه هو ضامن الاستقرار الأول وشرط التنمية الأساسي واهم مداخل بناء منظومات الدفاع عن السيادة.

ثانيا: وضع استراتيجية لمواجهة قوى الاحتلال الدولية والإقليمية، وفي مقدمتها الاحتلالين: الصهيوني والصفوي البغيضين، والدعم الصريح والفاعل للمقاومتين الفلسطينية والعراقية. والاعتراف بالمقاومة العربية في إقليم الأحواز المحتل، والاعتراف الصريح بحقها في بناء دولتها المستقلة ذات السيادة الكاملة، والشروع فيما يمكن من دعم استعادة كل الأراضي العربية السليبة: لواء الاسكندونه، الجزر الإماراتية في الخليج العربي، الثغور المغربية الثلاثة، إقليم الأوكادين.

ثالثا: مراجعة العلاقات الخارجية والبحث الجدي في إقامة عالم متعدد الأقطاب لخدمة قضايا الأمة ومواجهة النفوذ الأمريكي الذي لم يكن يوما لصالح الامن العربي.
إن ترحيبنا وفرحتنا كبيرين ا بعقد قمتكم هذه، واملنا فيكم كبير، ونستعيد ذلك كله من خلال أبيات لفقيد فكر العروبة في موريتانيا، فاضل أمين :
عربي أنا فيا ارض غيضي ** وسماء اشرقي وجُدْ يا سحاب
نحن أبقى من الضباب وأغنى** نحن شمس لم يَفْتَرِعْها ضباب
ربة النور والحياة سلاما ** بيديك الأقدار والأسباب
نحن أبناؤك السراة فهاتي** من ثمار الوجود ما يستطاب
وطن واحد ورب عزيز** وعطاء ثر وحب عجاب
القيادة السياسية
نواكشوط: 16 شوال 1437
21/ يوليو، تموز/ 2016
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق