هل ستسقى ايران الشر كأس السم الاقليمي.. وبداية آخر مرحلة لانهيار «العمق الاستراتيجي» للنظام الايراني
كل المتحركات والمتغيرات على الساحة السورية توحي ان ايران تجرعت الرشفات الاولى من كاس السم السوري وانها ستسقى المزيد، حتى تقتلع من الارض السورية ليبدأ مشوار اخر هو تجرع كاس السم العراقي، وبخاصة بعد تجرع كاس السم اليمني كاملا، يقول تقرير من داخل ايران انه بنهاية السنة الفارسية 1394 الايراني التي انتهت في 19 مارس وبينما كان في آخر أيامه انتشر خبر في وسائل الاعلام التابعة للنظام عن حصول حادث مهم.
حادث يعتبر ثالث تحول خطير في العام الماضي فيما يتعلق بنظام ولاية الفقيه. وكان الخبر: «مشاورات كمال خرازي في سوريا» ويلحق الخبر تساؤل مرعوب مفاده هل هذا «بدء الانتقال السياسي لحكومة بشار الأسد؟» (موقع آريا الحكومي). «بدء الانتقال السياسي» لبشار الأسد يعني بداية آخر مرحلة لانهيار «العمق الاستراتيجي» للنظام الايراني. وعندما تبلغ الظروف حدا يستوجب خضوع النظام لهذا التحول كما هو حاصل الان، فهذا يعني تجرع كأس السم الاقليمي والرضوخ لما كانت وسائل الاعلام التابعة للنظام تصفه قبل أشهر ب «برشام» أي «برجام سوريا» (الاتفاق حول سوريا). ولكن قبل 6 أشهر وعندما وصل النظام في سوريا عتبة الهزيمة، فقد التجأ الى أحضان بوتين لجعل روسيا تقف خلفه والجيش الأسدي في محاولة لتأجيل المهلة المحتومة التي سطرها ثوار الشعب السوري الحر للأسد عدة أيام أخر من خلال بعض التقدمات على الأرض.
ولكن في الوقت الحالي وفي أخر أيام العام الايراني يفيد خبر خروج روسيا وبدء مفاوضات جنيف وزيارة خرازي للبنان وسوريا، خضوع النظام لتجرع كأس السم النووي في سوريا. وأبرز كمال خرازي في حديث متلفز وضع النظام بعبارة «مشكلات المنطقة ليست قليلة مع الأسف وهي كثيرة للغاية» ومن أجل ازالة هذه « المشاكل والمشكلات» «لابد أن نفكر كيف نعمل مع هذه التحولات!» (تلفزيون النظام 19 مارس).
وسبب هذا العجز يكمن في الاختلال في أجندات النظام. وكانت خطة النظام أن يحفظ نظام الأسد بالاعتماد على القوة الجوية الروسية ويستغل القصف الروسي بمثابة هراوة لأخذ امتيازات في مفاوضات جنيف من الطرف المقابل الا أنه وبانسحاب روسيا تبددت آمال النظام. وأبدى تلفزيون النظام توجعه من الخبر بأن بوتين «هراوته أخذت صيغة الجزر!». وعلى النقيض تبدي المعارضة السورية ارتياحها من عملية المفاوضات لأن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة دي مستورا الذي كان حتى قبل ذلك يقف بجانب النظام الأسدي، طلب من الأسد الآن «أن يقدم خطته للانتقال السياسي بابرام ورقة» (قناة الجزيرة 19 مارس).
وهكذا تأخذ عبارة «بدء الانتقال السياسي لحكومة بشار الأسد» عنوانا بارزا في وسائل الاعلام التابعة للنظام لتعرض اتجاه البوصلة في التطورات السورية. وفي كلمة واحدة انها عبارة عن سكب كأس السم الاقليمي في بلعوم الولي الفقيه للنظام علي خامنئي.
وبذلك وبعد مرور 3 أشهر فقط على كأس السم الذي سكبته مجاهدي خلق والمقاومة الايرانية في بلعوم الولاية، فان ذلك تبرز آثاره في جر النظام الى تجرع كأس السم الاقليمي. السم الذي برز في التآثير المتقابل في مسرحية الانتخابات والاختلال في التوازن الداخلي للنظام وجعل الصراع على السلطة يدخل مستوى جديدا وبالتالي دفع نظام ولاية الفقيه عشية عام 1395 الايراني الجديد في منحدر حاد آكثر من العام الماضي. ويمكن استشعار تهرؤ وضعف النظام غير المسبوق في بداية العام الجديد من خلال استباق رفسنجاني في توجيه رسالته النوروزية وشن أكبر هجومه على خامنئي حينما يقول طعنا للولي الفقيه المنهارة هيبته: «الروحانية بدون الشعب... حاله حال القش غير قادر على حفظ نفسه».
وهكذا يدخل النظام العام الايراني الجديد وهو يئن من كدس من الأزمات المتراكمة والمآزق المتعدده الجوانب. انه لعام مبارك يبشر بالأمل للشعب والمقاومة الايرانية وجميع شعوب المنطقة كونه وحسب المثل المعروف: يَکفِيکَ مِمّا لا تَريَ ما قدْ تَرَي!
ان متغيرات الاقليم ومتغيرات الساحة السورية والدولية او التوافق الدولي العام على خط مسار الازمة السورية على طريق التسوية السياسية والتخلي عن الحل الامني، افقد النظام السوري دعم حلفائه الروس والايرانيين، فالروس على وفق تفاهمات دولية تركوا المستنقع السوري واخلوا السبيل الى الحل السياسي، الذي يرى الجميع الا حاجة فيه للاسد، كما بدأ الملالي يتحسبون لمرحلة ما بعد الاسد واقل ما فيها انهم سيغادرون سوريا على عكس ما تقوم عليه عقيدتهم العسكرية – القتال في الخندقين السوري والعراقي والا فالقتال على ابواب المدن الايرانيه واسوار طهران، مغادرة ايران سورياسيفرضها المتحرك الدولي وبخاصة بعد التفاهم الاميركي السوري الذي سيتعكس سلبا وحتما على الوجود الايراني في سوريا، فقد خلصت نية المجتمع الدولي على تصفية الملف السوري جديا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق