بغداد.. ليتها الجزائر ليتها هيروشيما ..فهل وضع مسؤول أمريكي وردة على نصب الجندي المجهول في العراق يوماً كما فعلها قادة العالم على قبور ضحايا احتلالتهم وسياستهم الدموية تجاه الشعوب..!؟
وضع رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قبل يومين، بكل احترام وخشوع اكليلاً من الورود على الضريح الرمزي لشهداء الجزائر في حرب التحرير ودحر الاحتلال الفرنسي الذي جثم فوق صدور الجزائريين مائتي عام.
جاء المسؤول الفرنسي الكبير ليقف اجلالاً أمام الشهداء الذين هزموا بلده حين كان محتلاً للجزائر.
إنها لحظة مواجهة الحقيقة التي لا خلاف حولها ،فلا أولوية امام بلد كبير له سيادته ورجاله الحريصون على تاريخهم إلا أولوية انحناء المحتلين السابقين أمام قطرة دم واحدة قبل انهار الدماء لشعب كافح بشموخ وبسالة حتى نال الحرية الصعبة. هل يعقل أن يفرط بها الآن سياسيون من جيل ما بعد الرعيل الأول من الثوار.
ونذهب الى اليابان حيث وضع اليابانيون في آول جدول اعمال جون كيري وزير الخارجية الامريكي صباح الاثنين زيارة النصب التذكاري لضحايا قنبلة هيروشيما النووية التي ألقتها الطائرات الامريكية على اليابان سنة 1945.
وخرج كيري من متحف هيروشيما واصفاً إياه بأنه صادم ومؤلم وأنه تذكرة لكل العاملين بالشأن العام بضرورة العمل من أجل الوصول إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
وزار كيري مع نظرائه من وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى متحف هيروشيما التذكاري للسلام الذي يعرض صورا لضحايا الهجوم النووي الذين أصيبوا بحروق شديدة وملابسهم الممزقة والملطخة بالدماء إلى جانب تماثيل تذكارية تصف حالهم واللحم يذوب من أطرافهم.
ولن تتردد اليابان الحليف الاقرب لواشنطن أن تجعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقوم بالزيارة ذاتها الى متحف هيروشيما المؤلم ليصبح أول رئيس أمريكي يزور هيروشيما خلال فترة رئاسته عندما يسافر إلى اليابان للمشاركة في قمة لزعماء مجموعة السبع في مايو أيار المقبل.
هل وضع مسؤول أمريكي وردة على نصب الجندي المجهول في بغداد يوماً، منذ خرجت قوات الاحتلال الامريكي . هل يشغل السياسيين في المنطقة الخضراء وحواشيها همّ أن يظهروا كدولة ذات سيادة بالشكليات في الأقل ومن باب رفع العتب ،أم أن همهم الوحيد هو الاستجداء لتعويض نهب الخزينة العراقية.
هل يظنون أن الامريكان يكنون لهم الاحترام وهم يرونهم غير آسفين على احتلال بلادهم ، فكيف نريد من واشنطن يوماً أن تقف وقفة استذكار، مجرد استذكار، لفجيعة واحدة من فجائعه المضافة بعد التاسع من نيسان عام 2003، فجيعة في الفلوجة وقذائف اليورانيوم المنضب أو فجيعة فتح أسوار العراق لكل من هبّ ودبّ بعد حل جيشه واستحداث آخر ترك شرفه العسكري تحت اقدام داعش في الموصل وسط علو كل الرايات الانقسامية إلا راية الشبح .. الذي لايزال اسمه العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق