بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
الطريق الثالث.. أنساق افتراضية لتفكير مستقبلي!؛
|
شبكة البصرة
|
اسماعيل أبو البندورة |
نقترح هنا بعض القواعد والأنساق لتفكير مختلف يأخذ على عاتقه وفي أعلى مقاصده تحريك الواقع العربي واستنهاضه، والتطلع إلى منطلقات ونظرات جديدة قد تفتح بعض آفاقه المسدودة منذ عقود وفي المرحلة الراهنة على وجه الخصوص وتنشّط الارادة والأمل، وتحفز الناس على إطّراح اليأس في هذا الزمن العربي الموحش والانشغال بقضايا الحاضر بوعي تاريخي استنهاضي جمعي وعقل فعال يتغيا التجاوز والتغيير والخروج من عنق الزجاجة.
نسق تفاؤل الارادة بمواجهة تشاؤم العقل : فالعقل بيقيناته ووثوقياته قد يأخذ الناس إلى اليأس المطلق المطبق والتشاؤم المعطٍل وقد يشوّش عقلهم بالأرقام والمعطيات الجامدة والحقائق الصادمة، ويشل إرادتهم على التفكير والتغيير في الكثير من الأحيان، وخصوصا عندما يستثني العقل إرادة الإنسان وقدراته وابداعاته ومفاجئاته عند انحشاره في المأساوي والمغلق ويخرجها من حسابات الفعل، وعندما يضع قوانين لحراك ونشاط العقل ويقعّد كل ما هو تاريخي واجتماعي وإنساني مرتبط بعقل الانسان وإراداته ومضمراته وينمّطه ويحشره في قوالب جامدة وأزلية.
بالإرادة يصنع الحاضر والمستقبل عندما تتحول الإرادة إلى وعي وفعل وليس اعتقادا وخيارا رغبياً وميتافيزيقياً واستيهامياً، فالإرادة تفعل فعلها بالوعي والتحريك والاشتغال وفتح الآفاق واستمداد البصيرة الضرورية من معطيات وقدرات وممكنات محددة ومتاحة، ولا تفعّلها الاحلام والتوقعات والأمنيات والأفكار الشاردة.
والإرادة تنطلق من وعي تاريخي حافز يدفع إلى ضرورة التغيير والالتحام بالعصر وقضاياه ومحركاته، ويقرأ إعضالات الحاضر والواقع العربي قراءات مخصبة بغية استمداد الخيارات والممكنات فيها ومنها، وينحي القراءات الساكنة والتأملية والاجترارية، فيبعث الارادة المرتبطة والمشتقة من هذا الوعي التاريخي النهضوي المختلف.
والإرادة لا تتولد من فراغ وجدب اجتماعي تاريخي وإنما يبعثها وعي تاريخي حاد متطلع إلى استنبات رؤى جديدة وخلاقة وتجاوزية تأخذ المجتمع إلى الأمام وتحفزه على التغيير.
وعليه يكون نسق تفاؤل الإرادة بمحدداته التي ذكرناها فضاءا جديدا للتفكير والاشتغال وإمكانية افتراضية يمكن أن ينبثق عنها ممكنات ومخبؤات تكسر معادلات الضمور والانحسار والموات التاريخي وتجدد الأمل في بناء حاضر متوازن ومستقبل واعد.
نسق نقد المنطلقات والمرجعيات : وهو نسق ضروري للتفكير في المرحلة الراهنة حيث لابد أن تبدأ من خلاله عملية مراجعة المسلمات واليقينيات وتعريضها لقراءات نقدية تتغيا تجديدها وبعث وضخ الحياة في جنباتها وثناياها وإعادة بناء أطروحاتها وتقويض ما أصبح عتيقا ومعرقلا فيها وإزاحة القداسة عنها كأفكار قابلة للمعاينة والإلغاء والإبدال أحيانا، فالفكر يتجدد بالسؤال والمسائلة، وتبقى أسئلته وإشكالياته مفتوحة إلى يوم الدين، ولذا فإن عمليات الإبدال والإحلال والإزاحة بالمعنى التطوري التجاوزي الايجابي هي من سمات الفكر الطليق والنقيض للفكر الجامد الدوغماتي.
ونقد المرجعيات لا يعني تفكيكها وخلق فضاءات فوضوية سائبة بلا ثوابت ومنطلقات وكليات تضبط حركة الفكر والمجتمعات وتمنع السيولة وفوضى الأفكار وشططها.
إنها محاولات في التجديد واجتهادات في مراجعة هذه المرجعيات وضخ أفكار جديدة فيها تجعلها موجهات حقيقية وصمام أمان وعاصم عن الشطط والانحرافات. والمجتمعات لا تقوم بدون أفكار كليّة هادية واستشرافات عقلانية ومحددات فكرية ونظاميات معترف بها ومتفق عليها، ولا نجد في تاريخ المجتمعات من قامت حياته على البياض والفراغ وفوضى الأفكار، وإنما نجد من تأسس تاريخه واستمر بالنقد والمراجعة الدائمة وإدامة التساؤل والسؤال في فضاء من الوعي والفعل والالتزام والتطلع إلى المستقبل.
هذه بعض الأنساق الافتراضية التي لا تدعي الكمال والاكتمال وتدعو إلى الإثراء والاستكمال وهي اجتهادات قد يراها البعض تكرارية وإنشائية ولكنها في النهاية تندرج في محاولات طرق الأبواب المسدودة وتحريك التفاؤل والأمل.
|
شبكة البصرة
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 26 أبريل 2016
اسماعيل أبو البندورة : الطريق الثالث.. أنساق افتراضية لتفكير مستقبلي!؛
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق