بسم الله الرحمن الرحيم
حِزْبُ
البَعْثِ العَرَبي الاشْتِرَاكي القومي أُمةٌ عرَبِيةٌ وَاحِدَة
قيادة قطر اليمن ذاتُ
رِسالَةٍ خَالِدَة
مكتب
أمانة سر القطر
وحدة
حرية اشتراكية
بيان
جماهيري بمناسبة الذكرى الـ(69) لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي
لقد مثل ميلاد (البعث العربي) في السابع
من نسيان 1947م ثورة تاريخية ألقت بظلالها الوارفة على الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه،
فأحيا ميلاد البعث أمال الأمة العربية في الخلاص من واقع التجزئة والاستعباد والتبعية
وبعث فيها نزوعها واستعدادها الدائمين للتضحية والخلود، فكان ميلاد البعث، تصحيح لمسار
التاريخ، وضع الأمة العربية في مواجهة مباشرة مع مصيرها وكينونتها، إذ:(في حركة البعث
العربي يلتقي الوعي على أحسن أشكاله بالإيمان في أعمق صوره) كما قال القائد المؤسس
احمد ميشيل عفلق (رحمه الله) ..
هذا الالتقاء جعل (البعث العربي حركة تاريخية)
لأنها امتلكت تفسيراً واقعياً خاصاً لواقع الأمة وهو ما عبر عنه القائد المؤسس حين
قال :(هناك شيء آخر يجدر بالبعثيين أن يعرفوه وهو أن لحركتهم منطقاً خاصاً لأنها انبعثت
من قلب العروبة ومن أعماق التربة العربية ومن صميم مشاكل أمتنا، فهي حركة صادقة أصيلة،
لها موقفها الخاص كالكائنات الحية، التي تنمو حسب قوانين التطور).
هذه الخصوصية أناطت بحركة البعث دوراً تاريخياً
أطر الثورة العربية في صيغة منطقية شاملة موحدة، كما أسبغ على العروبة مفهومها الحديث..
وبذلك رد البعث على الواقع السلبي الذي أحاط بالأمة، وتجاوز كل الصيغ والأشكال والأطر
الفكرية والسياسية التي كانت سائدة آنذاك.. وفي ذلك يقول الرفيق أحمد ميشيل عفلق (رحمه
الله) :(لقد قُدر لحزب البعث الاشتراكي أن ينقذ الأجيال القادمة من الضياع بين العصبية
الإقليمية والثورة الأممية ووضعها في صميم العمل التاريخي عندما وضح لها الحقائق التالية:
1 – ثورية المرحلة، وعقم الاعتماد على التطور
والإصلاح الجزئي.
2 – واقعية الثورة وطابعها الاقتصادي واعتمادها
على جماهير الشعب.
3 – وحدة الأهداف الثورية، وتفاعلها والتأثير
المتبادل للنضال التحرري والنضال الاشتراكي والنضال الوحدوي.
4 – شمول القضية، وترابط مصلحة الشعب العربي
في جميع أقطاره وضرورة توحيد نضاله.
5 – الحرية كأعمق أساس وأقوى دافع. واعتبار
القومية صورة حية عن الإنسانية واعتبار الأمة مسرحاً لتحقيق القيم الإنسانية).
انطلاقاً من ذلك فقد اعتبر حزب البعث العربي
الاشتراكي أن إستراتيجيته، كما أوضحها التقرير السياسي للمؤتمر القومي العاشر :(هي
بناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد..... أما على مستوى الأهداف المرحلية
فإن المهام تتضح من خلال تحديد المسائل القومية المصيرية والتي تنتظر الحل السريع كقضية
فلسطين ومواجهة الغزو الاستيطاني في الخليج العربي وإلغاء القواعد العسكرية الموجودة
في بعض الأقطار العربية).
واعتبر البعث أن الإستراتيجية القومية هي
تحليل لمجمل الظواهر السياسية والاجتماعية في مرحلة معينة من مراحل التطور العربي منطلقاً
من نظرية ثورية (تدخل ساحة التطبيق (توجيهاً ورقابة) تحت قيادة مركزية موحدة).. موضحاَ
:(أما الاستراتيجيات القطرية فهي تحليل لظروف الأقطار العربية يستهدف اكتشاف الأشكال
المحددة للقوانين العامة التي تحكم تطور المجتمع العربي في تلك الأقطار).. إذن (الإستراتيجية
القطرية هي تفرع من الأصل القومي وليست قاعدة انطلاق للوصول إلى الإستراتيجية القومية)..
معتبراُ أن :(أخطر ما يهدد وجود هذا الحزب ورسالته أن يأخذ المعنى القومي فيه طابع
تجميع التجزئة).
أيها الرفاق
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
أيها المناضلون العرب
لقد أكد البعث عبر تاريخه التزامه الثابت
والمبدئي تجاه قضايا الأمة العربية المتمثلة في القضاء على التجزئة والاستعمار والاستيطان
وكل ما يمت إليها بصلة مباشرة أو غير مباشرة، وفي المقدمة من كل قضايا الأمة أخذت القضية
الفلسطينية مكاناً خاصاً ومتميزاً في فكر البعث وممارساته النضالية, فكان رده على قرار
التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947م، أن أعلن الحزب:(إن ساعة الفصل قد دقت، ولن تُنقذ
فلسطين إلا بالحديد والنار)...
وأوضح في بيان -نشرته جريدة البعث في
21 ديسمبر 1947م- إن المفاوضات ما هي خديعة انجليزية أمريكية صهيونية المراد منها إيهام
العرب أن قضية فلسطين مجرد قضية سياسية يمكن حلها بالتفاوض، محذراً :(إن التقسيم سيقضي
على حلم الشعب العظيم بالوحدة العربية .. وإنه بالتقسيم لن تكون الوحدة العربية وحدها
هي التي ستطعن بالصميم، فاستقلال البلاد العربية نفسه مهدد بالخطر).
بهذا البيان أفصح البعث عن تصوره الجلي
للعلاقة بين فلسطين والعروبة والوحدة والاستقلال وهو ما عبر عنه القائد المؤسس حين
قال :(فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين).
ولأن البعث (لا يرى غير الجهاد سبيلاً لإنقاذ
فلسطين) اتخذ مجلسه المنعقد بحمص في 15-16 كانون الثاني 1948م قراراً بتجنيد جميع أعضائه
للاشتراك في المجهود الحربي داخل البلاد العربية أو في خطوط فلسطين الأمامية كما قرر
إرسال أول كتيبة بقيادة لجنة الحزب التنفيذية وعلى رأسها مؤسسه ومفكره الأول الرفيق
أحمد ميشيل عفلق.
وفي 15 فبراير 1948م، ومن أرض المعركة حذر
الحزب من الأسلوب القتالي المتبع، مؤكداً :(إن المناوشات لا تجدي أمام الخطر الداهم)
مطالباً بدخول القوات العسكرية العربية إلى كل أرض فلسطين وتحريرها عسكرياً من الصهاينة.
وفي تموز1950م, طرح الحزب فكرة تسليح الشعب
للدفاع عن الأرض ومقاومة المشاريع الاستعمارية... مؤكداً :(إن فلسطين لن تجد حلها النهائي
إلا على يد حكم شعبي متحرر ومتين).
وكما في نقطة البداية استمرت فلسطين هاجساً
بعثياً بامتياز، واعتبرها الحزب كل لا يتجزأ مشدداً في أكثر من مناسبة أن أي تجزيء
للقضية الفلسطينية هو تآمر عليها، وفي ذلك يقول الرفيق القائد الشهيد صدام حسين :(أي
حل يسدل تراب الموت والنسيان على فلسطين الوطن والقضية ويعلن ضياعها إلى الأبد فنحن
ضده).
لقد أفصح الرفيق القائد صدام حسين في لحظة
استشهاده عن عمق الصلة بين البعث وقضية فلسطين، وجسد بهتافه (عاشت فلسطين حرة عربية
من البحر إلى النهر) ثبات البعث المبدئي، وقدرة البعثيين على المنافحة عن مبادئهم وما
يؤمنون به حتى وهم يرتقون صهوة الخلود على أعواد المشانق.
أيها الأحرار في كل مكان.
لقد أكد الحزب وما يزال يؤكد أن استهداف
العراق ونظامه الوطني ومشروعه القومي وقائده الرمز المجاهد الشهيد صدام حسين، استهداف
للقضية الفلسطينية، وأن كلاً من العراق وفلسطين قضية واحدة تمثلان ضمير الأمة، وهو
ما أكدته الأحداث بعد احتلال العراق في 2003م.
فالقضية الفلسطينية اليوم (قضية العرب المركزية)
تتعرض لمؤامرة تصفية وإبادة من قبل الصهيونية العالمية وسط صمت عربي ودولي مطبق، فتدك
بيوته ويقتل شعبه، واستكمالاً لهذا النهج العدواني فإن بعض منظماته استمرأت هذه الحالة
وشاركت بشكل أو بآخر بتهيئة الأجواء الفلسطينية لتمرير هذا المخطط العدواني، ولقد ساعد
الموقف العربي الرسمي على تمرير المخطط الصهيوني وأعان الصهيونية على تمزيق المقاومة
الوطنية الفلسطينية.
إننا في حزب البعث العربي الاشتراكي القومي
ندعوا إلى وحدة الصف الفلسطيني على طريق وحدة البندقية الفلسطينية المجاهدة، وتوجيهها
نحو العدو الصهيوني الغاشم.
أيها الرفاق المناضلون
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تمر اليوم الذكرى التاسعة والستون وشعبنا
الغالي في يمن العروبة والحضارة والتاريخ العريق يتعرض لحرب وحشية مدمرة استعمل فيها
الحلفاء الأشرار من صهاينة وعملائهم كل أنواع الأسلحة لقصف هذا الشعب المناضل وقراه
ومدنه وكل معالم الحضارة فيه مما أدى إلى القتل والتشريد والتهجير لشعبنا المكافح وتدمير
منازل المواطنين فيه في كل المدن والقرى اليمنية الآمنة.
إن الموقف الوطني يقتضي الدفع بعملية وقف إطلاق النار
حتى يتجاوز شعبنا هذه الأوضاع الصعبة ويعود السلام إلى ربوع اليمن ويرحل الأعداء لينعم
شعبنا بالأمن والاستقرار والأمان ويفوت الفرصة على المتربصين به وبوحدته شراً والطامعين
في أرضه وخيراته والهادفين إلى النيل من حريته وأمنه واستقراره.
إن مصدر الشرعية في بلادنا هو شعب اليمن
ومؤسساته الدستورية ودستوره الذي حظي بإجماع كبير في الاستفتاء الدستوري الذي أجري
على دستور دولة الوحدة ولا يمكن لأية جهة خارجية أن تدعي تمثيلها للشرعية اليمنية نيابة
عن هذا الشعب ومؤسساته ووثائقه الدستورية.
إن حزبنا –حزب البعث العربي الاشتراكي القومي-
إذ يؤكد على ما سبق أن أعلنه في بياناته السابقة –القومية والقطرية - ذات الصلة بالوضع
في قطر اليمن، والتي أكدنا من خلالها على رفضنا القاطع للعدوان السافر على اليمن وشعبه
ومؤسساته ومقدراته تحت مسمى (عاصفة الحزم) الإجرامية أو تحت أي مسمى آخر، يعلن تأييده
وتمسكه بما جاء في خطاب شيخ المجاهدين الرفيق المناضل/ عزة إبراهيم الأمين العام لحزب
البعث العربي الاشتراكي القائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلص الوطني (حفظه الله
ورعاه) بمناسبة الذكرى الـ(68) لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي حيث أفصح عن رؤيته
للحل قائلاً: ((..... إننا مع الشرعية اليمنية، ولا نستثني أحداً من أحزابها وتنظيماتها
وتياراتها وشخصياتها، وبما فيهم الحوثيون، عليهم جميعاً أن يجلسوا إلى مائدة الحوار
الوطني، في ظل الشرعية وتحت خيمتها،
وتحت خيمة المبادرة الخليجية، ويقرروا ما
يحفظ اليمن ووحدة أرضه وشعبه واستقراره، وسيطرد هذا الشعب العظيم كل التدخلات الخارجية،
وإن شعبنا العربي في اليمن قادر على أن يصنع المستحيل عندما يتوحد على مبادئ ومناهج
ومواقف وطنية تحررية، فهو صاحب حرب التحرير الوطنية، وهو صاحب الثورات الوطنية، وهو
صاحب الحكمة اليمنية، وهو صاحب الحضارات والتاريخ المجيد....))
إن هذا التصور الدقيق والمسئول الذي قدمه
الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب للخروج باليمن مما يعانيه من عدوان
خارجي وتدهور داخلي، يدل بجلاء على المتابعة الدقيقة والاستيعاب الكامل لما يحدث على
ساحة اليمن.. وعليه فإننا في قيادة القطر نؤكد على أن ما أعلنه الرفيق المناضل/ عزة
إبراهيم يمثل مدخلاً عملياً لحلٍ صائب ومسؤول، يرتكز على إيقاف نزيف الدم اليمني بين
الفرقاء على امتداد الساحة اليمنية دون تمييز أو تفريط.. لذلك كانت دعوة الرفيق الأمين
العام لحزب البعث العربي الاشتراكي لجميع الأحزاب والتنظيمات والتيارات والشخصيات اليمنية
دون استثناء لأحد، (وبما فيهم الحوثيون) للجلوس إلى مائدة الحوار، حتى يتمكن شعبنا
من ترصين جبهته الداخلية للتصدي للعدوان الخارجي الغاشم الذي تمثله (عاصفة الجرم) وبما
يضمن تحديد خياراته المستقلة والمستقبلية بعيداً عن أجواء الحرب والتهديد والتقتيل..
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة
تمر علينا ذكرى تأسيس حزبكم العظيم وشعبنا
في العراق المقاوم يعاني من سلسلة متواصلة من حلقات التآمر المستمر الذي بدأ بضرب النظام
الوطني والمشروع القومي فيه وقيادته التاريخية العظيمة مستخدماً الغزو البربري الصهيو
أمريكي الذي احتل العراق واستباح أرضه وشعبه ولا يزال إلى يومنا هذا يذيق شعبه الأمرين
وتمزيق نسيجه الاجتماعي بتسليمه للنظام الإيراني لقتل مواطنيه على أسس طائفية وعرقية
مقيتة ممارساً القتل والتنكيل بشعب العراق المناضل بدعم من النظام العربي الرسمي والنظام
الإيراني والتركي حليفاه في التآمر على هذه الأمة.
إن العدوان على اليمن اليوم يعيد إلى الأذهان
العدوان الثلاثيني الغاشم على عراق العروبة والإسلام.. بدءاً من التسمية حيث أطلق العدوانيون
الأشرار أسم (عاصفة الصحراء) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتجحفل معها أكثر من
ثلاثة وثلاثون جيشاً في مقدمتها جيوش أذنابهم الصغار أنظمة المسخ والخيانة والرجعية
العربية ونفذوا عدوانهم الآثم على عراق العروبة والإسلام، الذين يمثلون اليوم ما سمي
بـ(عاصفة الحزم) بقيادة حكام نجد والحجاز من آل سعود وحلفائهم الصغار من عرب اللسان،
في العدوان الهمجي الغاشم على شعبنا في اليمن، إن هذا العدوان لا يختلف في كثير من
تفاصيله وشخوصه وأدواته عن العدوان الثلاثيني على قطر العراق عام 1991، ذلك العدوان
الذي سخر له عملاء الصهيونية والأمريكان من آل سعود ومن لف لفهم كل مقدرات الأمة وإمكانياتها،
بما في ذلك فتح الأجواء والأرض والمياه العربية أمام جيوش الغزاة وطائراتهم وبوارجهم
الحربية لتدمر كل ما أنجزته ثورة 17-30 تموز المجيدة بقيادة فارس الأمة وابنها البار
الرفيق المجاهد الشهيد صدام حسين في قاعدة الأمة المحررة عراق النصر والسلام .. عراق
القادسيتين..إن العدوان المدمر الذي ارتكبته دول العدوان الثلاثيني على قطر العراق
استهدف إعادة العراق إلى القرون الوسطى من خلال تدمير كل البنى التحتية.. إلا أن العراق
بعزم القائد وهمة الأخيار عمر كل ما دمره الأشرار.. الذين عادوا في رجعاتهم الجبانه
التي تمكن شعب العراق المجاهد من امتصاصها، والتصدي لها بالصبر والمطاولة والمثابرة
والإبداع.. رغم الحصار الجائر الذي فرضته ونفذته الرجعية العربية امتثالاً لأوامر الأمريكان
والصهاينة تحت غطاء ما أسمي بـ(الشرعية الدولية) وما أصدرته من قرارات جائرة بحق العراق
وشعبه، تلك القرارات التي منعت عن شعب العراق حتى الغذاء والدواء.. فقتلت أكثر من مليون
ونصف من أطفال وشيوخ ونساء العراق.
لقد تصدى البعث ومعه شعب العراق كله وكل
شرفاء الأمة للعدوان والعدوانيين فأسقط كل التآمرات، وأفشل الحرب بالوكالة فلجأ أعداء
الأمة إلى العدوان والغزو المباشر وحشدوا كل آلتهم الجهنمية وتقنياتهم التدميرية الحاقدة
بقيادة التحالف الصهيوصفوي أمريكي.. وبتمويل وإسناد وتواطؤ عربي، ما كان لعلوج الغزو
والاحتلال الأمريكي البريطاني الصهيوني الصفوي التركي أن يحتلوا العراق العظيم لولا
التدمير الهائل الذي لحقه في العدوان الثلاثيني وما تلاه من حصار قاتل استمر لأكثر
من ثلاثة عشر عاماً تغذيه وتموله الرجعية العربية من أموال وثروات الأمة، موظفة مطاياها العملاء المعروفين باسم (معارضة الفنادق)
لدعوة العالم كله لغزو العراق واحتلاله، فجاء أعداء العروبة والإسلام بدعوة من المأجورين
(أحفاد أبو رغال وابن العلقمي والطابور الخامس) وبتمويل –أيضاً- من أنظمة المسخ في
نجد والحجاز والخليج العربي.. وشاهد العالم كله أولئك المأجورين وهم يدخلون العراق
على ظهور دبابات الغزو والاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي .
إلا أن القائد الهمام المجاهد صدام حسين
ومعه شعب العراق وجيشه المغوار وفدائيي صدام البواسل و جيش القدس الظافر وفي الطليعة
منهم البعثيون الأبطال، فاجاء العالم بانطلاق المقاومة العراقية المسلحة البطلة منذ
اللحظات الأولى للعدوان والاحتلال.. فأوقعوا جيوش الشر في المستنقع العراقي وألحقوا
بهم شر هزيمة، فقد انتخى كل شرفاء الأمة ومعهم أبناء الشعب العراقي العظيم بقواه الوطنية
والقومية والإسلامية فكانت جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، بقيادة شيخ المجاهدين
الرفيق البطل الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي عزة إبراهيم.. أداة الفعل الثوري
المقاوم الجبار، وتحت ضرباتهم المباركة أجبر المحتلون على الفرار من أرض العراق بليل،
فسلموا قواعدهم لشريكتهم إيران الصفوية الفارسية.. وما تزال عمليات الجهاد مستمرة وبوتيرة
متصاعدة لتحرير العراق بقيادة البطل الجسور الرفيق المناضل عزة إبراهيم الأمين العام
لحزب البعث العربي الاشتراكي، وستستمر متصاعدة بعون الله حتى النصر الناجز والتحرير
الشامل لكل أرض العراق العظيم.
أيها المناضلون على امتداد الوطن الكبير
إن ما يحز في النفس أن تتحول مصر الكنانة،
مصر العروبة وجمال عبد الناصر إلى أداة من أدوات الرجعية العربية، تتلاعب بها وتجير
مواقفها كيفما تشاء.. بعد أن كانت مصر يد العروبة وعرينها الحصين، وقبلة يقصدها الثوار
الأحرار من كل أقطار الأمة، وبعد أن روى الدم المصري الطاهر أرض اليمن ليرسخ ثورة شعبنا
الأبي، هاهو نظام مصر يحاول جر مصر وشعبها وجيشها البطل ليكونوا أجراء مدفوعي الثمن
البخس لدى آل سعود وأمراء الخليج.
ومع كل هذه المواقف التي اتخذها النظام
المتخاذل الحاكم في مصر العروبة فإننا نجزم وبكل ثقة بأن جماهير الشعب العربي في مصر
الكنانة، وقواها القومية والوطنية كفيلة بإعادة دور مصر الريادي إلى مساره الصحيح بكل
اقتدار، ليقول للعالم كله أن مصر الحضارة والتاريخ، مصر الفسطاط لا تباع ولا تشترى،
ودماء المصريين لا تقايض.
أيها المناضلون الوحدويون
يا أبناء العروبة في كل مكان
لقد أكدنا مراراً وتكراراً رفضنا لأشكال
التدخل في الشأن السوري والذي يمتد الاقتتال فيه للعام الخامس تحت مبررات شتى وفي مقدمت
تلك المبررات التي تسوق للعدوان على سوريا اليوم، وكنا نقول دائماً أن الهدف من شن
العدوان على سوريا الجريحة هو التمهيد لغزوها واحتلالها وتدميرها أرضاً وإنساناً وتاريخاً
ومقدرات.. إن ما يجري اليوم على أرض سوريا الحبيبة يمثل صراع دولي و إقليمي بامتياز،
فحلف الناتو وآل سعود وأنظمة المسخ الخيانية العربية من جهة، وإيران الصفوية وتركيا
من جهة أخرى.
إن قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي
القومي تطالب بوقف التدخل الخارجي بكل أشكاله ومن كل ألأطراف الضالعة فيه وأن يحسم
شعبنا العربي في سوريا وقواه الوطنية قضيته بنفسه وأن يترك له وحده تحديد طبيعة علاقته
بالنظام بعيداً عن الصراعات والتجاذبات الخارجية، وتتحمل كل الدول الضالعة في العدوان
تبعات الحرب والدمار الذي لحق بسوريا وشعبها فيتحملون مسؤولية تعويض أسر الشهداء والجرحى
والمعاقين وإعادة إعمار كل البنى التحتية التي دمرتها الحروب الظالمة.
أيها الرفاق المناضلون يا أبناء أمتنا المجاهدة
إن الحرب الدائرة في سوريا ما هي إلا بوابة
استعمارية لتحويل سوريا إلى ليبيا اخرى حيث تمزقها حراب الجماعات والفصائل على اختلاف
توجهاتها وتوصيفاتها، فقد تجمع شذاذ الآفاق على أرض ليبيا الحبيبة فأصبحت مرتعاً خصباً
(للقاعدة) و(الدواعش) و(أنصار الشريعة) وأمراء الطوائف وتجار الحروب، جميعهم يستكملون
ما بدأه حلف الناتو في عدوانه العسكري المباشر على شعبنا ونظامه الوطني في ليبيا، بتمويل
وتواطؤ ومشاركة من ذات الأنظمة الخيانية العربية التي تتشدق اليوم بـ(الأمن القومي)
فتتآمر جهاراً نهاراً لتدمير كل ما هو حي على الأرض الليبية، وتحويل ليبيا إلى إمارات
وطوائف وإقطاعيات، تقاتل بعضها البعض في حين يستنزف الأمريكان والصهاينة والأوروبيون
ثروات الشعب الليبي ويسرقون قوته اليومي..
لقد انكفأ حكام المغرب العربي كل على ذاته،
وجميعهم انكفئوا عن المشرق العربي بما يمثله من عمق استراتيجي وامتداد طبيعي وتاريخي
لأقطار المغرب العربي، مما سهل لأعداء الأمة العبث بذلك الجزء من الأمة وتكريس التجزئة
والوجود الاستعماري الاستيطاني، لاسيما في المملكة المغربية حيث يحتل الأسبان جزءاً
حيوياً من أرض العروبة هناك، وستبقى (سبتة ومليلة) جرحاً غائراً في جسد الأمة حتى تحررها
سواعد الأحرار من أبناء الأمة العربية فالمعركة هناك وفي كل مكان من بلاد العرب هي
معركة العروبة كلها.
يا أبناء أمتنا المجاهدة
لقد ظلت الصواريخ والإمكانات العربية طريقها،
بفعل العقليات المتسلطة على شعبنا ومقدراته في نجد والحجاز والخليج العربي، والسائرون
في درب العدوان والعدوانيين على اليمن، متذرعين بالأمن القومي العربي، في حين أنهم
يمثلون رأس الحربة في اختراق هذا الأمن، ويتعاملون معه تعاملاً انتقائياً ويخضعونه
لإرادة أسيادهم من أمريكان وصهاينة، فتوحدوا فجأة بكل تناقضاتهم ووجهوا صواريخهم وطائراتهم
لتدمر اليمن وإبادة شعبه، ففي حين فشلوا في التوحد وتوجيه كل الإمكانات والجهود لتحرير
الجزر العربية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي تحتلها إيران الفارسية
التوسعية، وهي جزء أصيل من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة، وعجزوا كذلك عن توجيه
السلاح والمال والرجال لاسترداد الحق العربي المغتصب في الخليج العربي واسترداد الأحواز
السليبة المحتلة من قبل إيران الفارسية كذلك..
أيها الرفاق الناضلون
يا أبناء امتنا العربية المجيدة
أيها الأحرار في كل مكان
ونحن نحيي الذكرى التاسعة والستون لتأسيس
حزب البعث العربي الاشتراكي، نحيي كل الرفاق الصامدين على درب الرسالة الخالدة، مجددين
العهد لأرواح شهداء البعث والأمة على امتداد ساحاتها بمواصلة النضال لخلق المجتمع العربي
الديمقراطي التحرري الواحد الموحد.. وكسر شوكة المعتدين والطامعين والغزاة من أمريكان
وصهاينة وصفويين وأتراك وأذنابهم الصغار من عرب اللسان الرجعيين والعملاء والخونة.
- الرحمة والخلود لشهداء البعث، شهداء الثورة
العربية ، شهداء الأمة العربية في كل مكان.
- تحية لروح القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق
.
- تحية لروح سيد الشهداء الرفيق القائد
المجاهد صدام حسين.
- كل الاعتزاز والتقدير للرفيق عزة ابراهيم
الأمين العام للحزب، وهو يقود جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني لتحرير العراق الأشم.
- تحية لأبطال المقاومة العراقية البطلة
الباسلة وكل المقاومين العرب على امتداد وطننا العربي.
- الخزي والعار للأنظمة الرجعية الخيانية
العميلة التي تواطأت ومولت العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991م وغزو واحتلال العراق
عام 2003م وتدمير ليبيا وتقسيمها، كما مولت وتمول اليوم الأمريكان وأعداء الأمة لضرب
المقاومة العراقية الباسلة، وتدمير سوريا واليمن، وسخرت وتسخر ثروات الأمة ومقدراتها
للتآمر على البعث وعلى العروبة وعلى قضية العرب المركزية فلسطين.
عاش البعث .. عاش البعث.. عاش البعث
عاشت فلسطين حرة عربية أبية من البحر إلى
النهر.
النصر والتحرير للأراضي العربية في القنيطرة
والجولان المحتلة.
النصر والتحرير للأراضي العربية في لواء
الإسكندرونه المحتل.
العار للخونة والمتخاذلين المدنسين بالمال
السحت خونة الأمة والمبادئ.
والله أكبر .. الله أكبر.. الله أكبر
وليخسأ الخاسئون
والنصر حليف الصابرين المؤمنين الخُلّص.
صادر عن قيادة قطر اليمن
لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
صنعاء في 6 أبريل/نيسان 2016م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق