نجاح باهر وحضور ابهر لمؤتمر المغتربين العراقيين.! - لقطات ومواقف
انتهى اليوم مؤتمر المغتربين العراقيين الذي عقد في اكثر بقاعها العالم صلة تاريخية بالعرب : الاندلس، مسجلا نجاحا باهرا لم يسجله اي مؤتمر او اجتماع عراقي منذ الغزو وحتى الان، اذ اجتمع فيه البعثي والناصري والشيوعي والليبرالي والاسلامي والمستقل - الذي ضيّع متحزبون دوره فوضعه المؤتمر في قلب مسؤوليته الكبيرة - والكردي والعربي والتركماني والمسيحي والمسلم والصابئي، ..
والتقى فيه الفلسطيني مع الاحوازي وقبل الاحوازي ابن البحرين وتشاور اللبناني مع السوري وتعانق الجزائري مع ابن الانبار، وتصافح الالماني مع ابن الموصل وتبادل الابتسام ابن البصرة مع الاسباني وجلس ابن ديالى مع البرتغالي وتحدث الفنان العراقي مع محب الفن السويدي، اما النساء فقد كان عرسا بهيا لهن اثبتن فيه ان المراة رقما فاعلا في معادلة الدفاع عن العراق تبادلن فيه زهور الفرح العراقي بلقاء الاحبة بعد ازمان الفراق. ولم يتأخر الاكاديميون العراقيون والعرب عن الحضور فقد رأيناهم يجدون في المؤتمر فرصة لنقل خبراتهم وتجاربهم الغنية.
ومما يجب لفت النظر له هو ذلك الاشتراك الشبابي الكبير اللافت للنظر فلاول مرة نرى شباب العراق يشاركون في مؤتمر من اجل العراق بهذالمستوى، فالعراق ليس شيوخا مناضلين فقط لان الزمن يدور ومع دورته يحتاج العراق لاجيال جديدة تتقدم الصفوف لاستلام الراية من الشيوخ كي يبقى في العراق من يقوده بصواب، وهذا مافعله المؤتمر حيث اشرك شباب العراق بصورة فعالة ووفر لهم فرصة لعب دور نشط يفتح الطريق امامهم كي يقودوا العراق مستقبلا. اما الاعلاميون فقد برزوا بصورة متميزة جدا لانهم صوت العراق العالي.
المغتربون العراقيون في المهاجر التقوا للمحافظة على جذورهم العراقية واغناءها بما تعلموه في عالم الغربة ولرسم دورهم في خدمة عراقهم ملعب طفولتهم ومسرح احلامهم وهم كبار وتلك، وغيرها كثير، ظاهرة مفرحة وتظاهرة فريدة وغير مسبوقة منذ غزو العراق حضرها العالم كله : الاتحاد الاوربي واسيا واستراليا وامريكا الشمالية وافريقيا، ونتج عن المؤتمر اتفاق رائع ليس فقط على دعم قضية العراق عامة بل ايضا سلط الاضواء على الجرائم التي ترتكب ضد الفلوجة الشهيدة بأفضل طريقة والموصل الصامدة وكل العراق من البصرة حتى ابراهيم الخليل وزاد من تفهم اوربا لقضية العراق ومد جسورا اضافية لتبادل وجهات النظر بين العراق واوربا.
وحدة العراق وتعاون قواه الوطنية المتعددة وترابطها العضوي لاجل تحريره برز في المؤتمر قبل ظهور نتائجه فقد كان العراق كله حاضرا فيه من نبوخذ نضر الى صدام الشهيد مرورا بصلاح الدين الايوبي، لاول مرة يعقد مؤتمر عراقي بمثل هذا الوزن وبسعة هذا التمثيل للعراق في بلد من بلدان الاتحاد الاوربي، واكرر منذ الغزو وحتى الان، يالعظمة ارادة الاوفياء للعراق كم انت راسخة في القلوب والعقول؟ ويالروعة ترفع العراقي الحقيقي عن خلافاته عندما تكون مصلحة العراق فوق اي اعتبار خاص، ويالشرف ورقي نزعة العراقي لالتقاء قلوب اصرت على وحدة العراق رغم كل كوارثه، ويالروعة عراقي يتحمل كل المحن ومع ذلك يقف باسما في اوربا يحمل علم الشرف الذي مات ستة ملايين شهيد عراقي من اجله.
لقد نجح المؤتمر ليس فقط في عدد الحضور غير المسبوق اذا تجاوز الثلاثمئة شخصية عراقية بل في وصول صوت العراق للعالم كله من اوربا بالذات وليس من فندق في قطر عربي تبقى قراراته محبوسة ضمن اطر عربية ضيقة، لقد كسر الحصار الاعلامي بحضور نشطاء اوربيين لهم اسم وسمعة عالمية وهذه احدى نتائج الاختيار الصحيح لاسبانيا لعقده.
واختيار اسبانيا، بل جزء منها وهو الاندلس، كان قرارا ذكيا ليس فقط للتذكير باصولنا وتاريخنا العربي في العالم بل لتذكير العرب ومن حضر بان اجدادنا كانوا هنا ووصلوا على ظهور خيولهم وجمالهم الى هنا عابرين البحار والجبال مواجهين الاهوال من اجل نشر رسالة انسانية، فما احرانا اليوم ان نصل لاوربا ولبقية العالم بانجازاتنا العلمية والتكنولوجيا وبقوتنا؟ اجدادنا صنعوا حضارة في اوربا عندما كانت تعيش في قرون الظلام والتخلف فتخلفنا وتقدموا!!! اليس هذا تذكيرا لنا بان تحرير العراق يعني من بين ما يعنيه اعادة بعث العرب ونهوضهم العلمي والتكنولوجي بعد توحد قلوبهم وعقولهم؟ اختيار الاندلس اذن كان عبقرية بعثية صامتة فهمها الاذكياء ومن لديه حس مرهف.
فتحية حب وتقدير لمن نظم المؤتمر ولمن اداره ولمن شارك فيه، والف تحية لمن رفع راية العراق وجعلها فوق رؤوس الاوربيين وابناء الغرب كله ولم تبقى فوق هاماتنا فقط شرفا عظيما لرمز العراق المقبل على التحرير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق