سد الموصل ... سد صامد بأذنه تعالى.! - دراسة تتضمن المعطيات العلمية حول حالة السد الحقيقية
سد الموصل ... سد صامد بأذنه تعالى:
بثقة إيمانية عالية بالله الحافظ، ومن ثم، بأعتماد المعطيات العلمية المتاحة أستطيع القول أن ( سد الموصل )، سد قرية نبي الله يونس ( عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ) سوف لا ينهار، وكما يتردد كثيراً، وعلى نطاق واسع، في الأوساط المحلية والدولية. وحتى اذا ما حدث ذلك ( لا سامح الله ) فأن تأثيرها سيكون، وبمشيئة الله، خفيفة نسبياً على المدينة وعلى أهلها. إذ توجد مصدات اعتراضية طبيعية ضخمة موزعة على طول مسار النهرِ الممتد ما بين جسم السدِ ومدينة الموصل. المدينة المتمتعة بالوعد والكرم الرباني الى حين قيام الساعة بنتيجة أيمانهم.[( فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ) ... يونس : 98 ).
تتمثل هذه المصدات الطبيعية بجبّلين ( طيتين محدبتين ) ممتدين بإتجاه ( شرق _ غرب ). وتشير الدلائل العلمية والمنطقية الى أن هذين الجبلين سيعترضان فيضان النهر حال مغادرته موقع السد، وسيعملان على التوالي، كحائطي صد أو كسر الآمواج، وبالتالي أمتصاص طاقات الأمواج التدميرية الهائجة ( التسونامي ) الناتجة عن تحطم السد اذا ما حدث ذلك فعلاً ( لا سامح الله )، أي أن الجبال ستشكل مصدات لأمواج التسونامي العالية لتردها مرة أخرى نحو جسم السد، وجزءً منها ( حوالي الثلث ) تتجه نحو الغرب، حيث أراضي الجزيرة المنخفضة. وهذه التشظية لجبهة الامواج الهائجة، سواءً بالارتداد بعكس الاتجاه أم بأنجراف ثلثها صوب الجزيرة ستقلل، والى حدٍ كبير، من عنفوان الفيضانات وعزمها أثناء مرورها بالمدينة.
حائط الصد الحقيقي الأول هو تركيب ( علان ) الذي يقع شمال مدينة الموصل بأكثر من ( 20 ) كيلومتراً. ويصل ارتفاعه الى حوالي ( 400 ) متراً فوق مستوى سطح البحر. ويبلغ طول هذا الجبل حوالي ( 26 ) كيلومتراً وعرضه حوالي ( 4 ) كيلومتراً. ويمتد محور هذا الجبل بإتجاه ( شرق _ غرب )، وتحديداً من شرق ( بادوش ) الى تركيب ( بروج ) في الغرب، وينحرف مجرى نهر دجلة نحو الشرق بعد اصطدامه العمودي بالطرف الشمالي للجبل عند الربع الاول من نهايته الغربية، ليتجه النهر بعدها شرقا بمحاذاة الطرف الشمالي للجبل.
أما خط الصد الثاني فهو تركيب ( جبل حليلّه ) الذي يقع شمال مدينه الموصل بأكثر من ( 10 ) كيلومترات. وهذا الجبل هو الأخر بأمتداده المتعامد على مسار النهر، يجبر النهر على تغير مساره بقرابة تسعين درجة نحو الشرق، وذلك بدءً من قرية ( حليله ) في الغرب الى قرية ( القبه ) في الشرق. أما القوة التدميرية الثانية فهي الجهود الفيضانيه الأعتيادية. وهذه القوة الفيضانية تأتي بالمرتبة الثانية بعد الموجات الأولية الأكثر قوة ( التسونامي ).
ومن الجدير بالأشارة، أن مصممو ( سد الموصل )، وتحسباً لمخاطر انهيار السد، كانوا قد وضعوا في حساباتهم إنشاء ( سد حماية ) يُعرف بأسم ( سد بادوش ) ليربط ما بين جبلي ( علان ) و ( سروج )، وكان العمل جارياً فيه على قدم وساق بحيث تم أنجاز اكثر من ( 50% ) منه. فهو بذلك سيُصبِح ايضاً بدوره مصداً أخراً للأمواج العاتية. علاوة على ذلك، ولمزيد من الحماية وتنظيم انسيابية المياه فقد أُقترح أنشاء سداً ثالثاً ( سد القبة التنظيمي )، ما بين سد الحماية ( سد بادوش ) ومدينة الموصل. ويقع الموقع المقترح لسد ( القبة ) بعد ( الرشيدية وشريخان )، ليربط ما بين تركيبي ( حليله ) و ( الرشيدية ).
اللهم أحفظ نينوى وأهلها من الكوارث الطبيعية، وأنصرها على من يكيد لها وأرحم أهلها فإن فيهم أولياؤك، وفيهم أمهات ثكلى، وأطفال يتامى، ورجال قهرهم الهم. اللهم لا تكل أمرها لغيرك، ولا تسلط عليها ظالماً، أو حاقداً، أو طامعاً، أو حاسداً. فكل أدعية أهلها هي دعاء نبيك يونس ( عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ) في بطن الحوت: ( لا أله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ). فلك اﻷمر من قبل ومن بعد ولا حول ولا قوة الا بك.
( د.عبدالعزيز الحمداني / كلية العلوم / جامعة الموصل ... في 7/ 4/ 2016 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق