قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 21 فبراير 2012

سوسن الشاعر: دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تيار راديكالي تحكمه عمامة


سوسن الشاعر: دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تيار راديكالي تحكمه عمامة
20/02/2012
 الدور الأمريكي
سوسن الشاعر
ساذج من يعتقد أن المخاوف التي تثار حول الدور الأمريكي في أحداث البحرين هي مخاوف عند بعض أطراف من عائلة آل خليفة فقط، وساذج من يعتقد أن تلك المخاوف موجودة عند السنة المتشددين -وهم قلة في المجتمع البحريني-، بل هي مخاوف موجودة عند عدة شرائح في المجتمع البحريني أولها هم الليبراليون من كل الطوائف، والمرأة من كل الطوائف، والقطاع التجاري، والأقليات الدينية كالمسيحيين واليهود والبهرة وغيرهم، كلها جماعات أصبحت تمتلك هواجسها المشروعة حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم تيار راديكالي تحكمه عمامة، مما يهدد كل المكتسبات التي حققتها تلك الشرائح بجهودها طوال حقب زمنية وتتمتع بها في وضع قل نظيره في كل الإقليم المجاور.

وساذج من يعتقد أن تطمينات ضبابية ترتكز على العلاقات التاريخية أو التحالفات القوية مع النظام السياسي والمبنية على المصالح المشتركة القديمة ممكن أن تبدد تلك الهواجس المثارة حالياً؛ فالتاريخ ليس ثابتاً والمصالح ليست ثابتة، ولا يمكن الاعتماد على هذين العنصرين لتطمين تلك الفئات مقابل كم المعلومات المؤكدة أو شبه المؤكدة، أو حتى الإشاعات منها، التي تبين حجم الدعم الأمريكي لذلك الحزب الراديكالي حتى كادت أن توصله إلى سدة الحكم!
جمعية الوفاق هي حزب شيعي يدين لولي فقيه إما إيراني أو عراقي مرتهن لإيراني -لا فرق في النهاية هي مرجعية شيعية غير بحرينية- جمعية الوفاق تقف الآن صفاً واحداً مع ائتلاف 14 وجماعة من الشيرازيين، جمعية الوفاق تحظى بدعم مباشر من حسن نصر الله في خطاباته، ويستضيف حسن نصر الله الآن عدداً من شباب الوفاق في لبنان، جمعية الوفاق تمول من قبل جماعات حزب الله في الخليج لدعم برامجها الإعلامية في لبنان ولندن، جمعية الوفاق حضرت مؤتمر نصرة الشعب البحريني في العراق برعاية أحمد الجلبي المعروف بصلته بإيران، كما هو معروف بصلته بالاستخبارات الأمريكية، وجواد فيروز شكر أحمد الجلبي على هذا الدعم.

الشواهد على ارتباط هذا الحزب بالأحزاب العراقية الإيرانية التوجه ومؤسسات ثورية إيرانية أكثر من أن تحصى، وسواءً كان هذا الارتباط على شكل قيادة مباشرة أو تنسيق أو دعم معنوي، فكلها تنتهي في نهاية المطاف إلى أن جمعية الوفاق وجماعة الشيرازيين لا يبعدون كثيراً عن خط الإمام الإيراني.
إنما رغم كل هذه الشواهد إلا أنهم أكثر الشخصيات التي فتحت لهم مؤسسات دعم الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية أبواب كل صناع القرار في الحزبين وفي الكونجرس الأمريكي في السنوات الخمس الأخيرة، ومولتهم ودربتهم ومنحتهم تلك المؤسسات الفرصة للتحدث باسم الشعب البحريني، هم من هذه التيارات المتشددة، لتكون المحصلة النهائية في نهاية المطاف دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم حزب ديني طائفي متطرف ليكون متحكماً في المشهد السياسي ويعرض كل المكتسبات التي حظيت بها المرأة والليبراليون والأقليات والانفتاح البحريني الاجتماعي والاقتصادي، والذي جعلها قبلة أهل المنطقة المعهود الذي تشيد به تقارير أممية، جعلتها كلها الآن رهينة للضياع بعد أن تقع تحت سيطرة هذا التيار الديني الذي تقوده عمامة، فعن أي ديمقراطية أو دولة مدنية تتحدثون؟ أي ديمقراطية ستتحقق على يد تلك العمامة؟ هل نضحك على بعض؟ كيف تدعمون الشعب الإيراني المعترض على خط الإمامة وتدعمون تياراً يتبع هذا الخط في البحرين؟

مؤشرات التنمية والحريات الاقتصادية في هذا البلد التي تحققت في ظل نظام سياسي منفتح يكشف عن زيف الادعاءات أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لسعادة الشعب البحريني حين تدعم انقلاباً عليه أو تدعم تمكين تيار شيعي ديني متطرف سياسياً.
كل امرأة بحرينية تعيش هاجس شيرين عبادي كلما رأت تحركات أمريكية وفاقية، كل الليبراليين يعيشون هاجس المهاجرين الإيرانيين كلما رأوا تحركات أمريكية وفاقية، رؤوس الأموال تتسمر في مكانها كلما لاح في الأفق تدخل أمريكي لصالح الوفاق، لم نتحدث بعد عن هواجس طائفية أو إقليمية فذلك أيضاً موضوع آخر له حديث خاص آخر.

نحن لسنا ضد التطور السياسي ومزيد من الصلاحيات للأمة أياً كان شكلها ونموذجها، لكننا ضد هذا الدعم المشبوه لواحدة فقط من القوى السياسية في حين أن المجتمع البحريني مجتمع تعددي يجعل من هذا الدعم لعباً على الوتر الطائفي، أي عكس ما يوحي أو يصرح به.
كيف يثق البحريني الآن بالتصريحات الأمريكية؟ لا تلام الآن كل هذه الشرائح أن تنظر بعين الريبة والشك أياً من تحركات السفير الأمريكي والقائلة إن هناك اجتماعات يعقدها السفير الآن مع الوفاق أو وسطائها للبحث لها عن مخرج، فتلك المعلومات تلقى رواجاً في هذه الأوساط حتى وإن كانت مجرد شائعات أو بالونات اختبار يلقيها هذا الطرف أو ذاك لأنها ببساطة مدعومة بحقائق وشواهد سابقة. 

 ملاحظة أصبحت سخيفة لكن لابد منها في كل مرة...
من الضروري التأكيد على أننا نتحدث عن “حزب سياسي” لا عن طائفة، حتى لا يصطاد رئيس تحرير الوسط غداً في الماء العكر، ويخرج ليقول إننا نتهم نصف الشعب البحريني بالتبعية لإيران، نحن نتهم “حزباً سياسياً” معروف قياداته وأشخاصه ومؤسسوه وإعلامه الممثل في جريدته، نحن نتحدث عن حزب سياسي محدد هو جمعية الوفاق لا عن الطائفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق