قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الممهدون لعودة المسيح: يقرعون طبول الحرب العالمية الثالثة


 

الممهدون لعودة المسيح: يقرعون طبول الحرب العالمية الثالثة ... والحرب على العراق حرب دينية مقدسة..

بقلم :هرمجدون. 

ترجمة: عبد علي سلمان


يعتقد الملايين من الأميركيين أن المسيح لن يأتي مرة أخرى حتى تتمكن اسرائيل من
 ابادة منافسيها، وان تقوم حرب واسعة النطاق في منطقة الشرق الأوسط. ويريد البعض منهؤلاء الناس إشعال حرائق كبيرة من الحرب والموت والدمار، من اجل ان ياتي المسيح بسرعةوعلى وفق ما يقول الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك فان الرئيس بوش اخبره ان هناك حاجة للحرب مع العراق كونها ستكون سببا لتحقيق الرؤيا المتعلقة بنهاية العالموفي سفري التكوين وحزقيال التوراتيين فان يأجوج ومأجوج هما من قوى نهاية العالم، اذ تقول النبؤات انهما يخرجان من الشمال ويقومان بتدمير اسرائيل ان لم يتم ايقافهما. واعتمد سفر الرؤيا وهو السفر الاخير في العهد الجديد ( الاناجيل والاسفار الملحقة) نبؤات العهد القديم(التوراة) التي تقول:
« 
وعندما تنقضي الف سنة، ويتم اطلاق الشيطان من سجنه، ويخرج لخداع الأمم الموزعة في جهات الارض الاربع، والى يأجوج ومأجوج، ليجمعهم معا إلى معركة وتنزل النار عليهم من الله من السماء وتفترسهم. « ويعتقد بوش أن الوقت قد حان الآن لتلك المعركة، على وفق ما يقول شيراك «إن هذه المواجهة قد أذن بها الله الذي يريد استخدام هذا النزاع لمحو اعداء شعبه قبل أن يبدأ عصر جديد». والان لايوجد سوى شك قليل حول أن السبب لقيام الرئيس بوش بشن الحرب على العراق كان، بالنسبة له، دينيا في الأساس. لقد كان مدفوعا باعتقاده بأن الهجوم على العراق في عهد صدام كان تحقيقا لنبوءة الكتاب المقدس وانه قد تم اختياره ليكون بمثابة أداة للربويقول معلم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ومستشاره والمؤتمن على اسراره منذ فترة طويلة ان» إيمان توني بلير المسيحي هو جزء منه، وصولا الى جواربه القطنية. وكان يؤمن في ذلك الوقت بقوة أن التدخل في كوسوفو وسيراليون والعراق ايضا كان كله جزء من المعركة المسيحية «الخير يجب أنينتصر على الشر، مما يجعل الحياة أفضل «. ويقول السيد بورتون، الذي كان كثيرا ما يوصف بأنه معلم بلير، ان دينه منحه «الاعتقاد التام بما هو صحيح وما هو خاطئ»، مما دفعه لاعتبار ما يُسمى الحرب على الإرهاب «قضيةً أخلاقية». وانتقد مناهضون للحرب تصريحات بلير في عام 2006، التي اوحت ان قرار بلير بالذهاب الى حرب العراق كان في نهاية المطاف حكما من قبل اللهوذكر بيل مويرز أن منظمة «ايها المسيحيون اتحدوا لاجل اسرائيل»- وعلى رأسها الشخصية المؤثرة كثيرا القس جون سي هاجي - دعت جميع المسيحيين لمساعدة الفصائل في اسرائيل لتمويل المستوطنات اليهودية، وطرد جميع الفلسطينيين والضغط من أجل غزو ايران كمرحلة وقائية، والى دفع روسيا للقيام بحرب ضدنا تشعل الحرب العالمية الثالثة وتتبعها حرب هرمجدون( الحرب الفاصلة)والمجيء الثاني للمسيح، ثم انتقال المؤمنين للجنة. و نرى كل هذه الامور في ما يسمى ديسبينساتيوناليسم( تطور في المفاهيم الكنسية الانجيلية حول فترات تاريخية مستقبلية ترى ان علاقة الله بالبشر تتخذ اشكالا جديدة مختلفة- المترجم-) واصبحت هذه التعاليم شعبية للحد ان سلسلة «ليفت بيهايند» حول الموضوع باعت اكثر 65 مليون نسخةوتضم حركة
 ديسبينساتيوناليسم قساوسة كبار وكنائسهم وهم:

جيري فالويل بات روبرتسون بيلي غراهام وهؤلاء يلقون دعما من قبل السياسيين مثلنيوت غينغريتش جوزيف ليبرمان جون ماكين عضو مجلس الشيوخ عن تكساس جون كرونين وزعيم الاقلية السابق في مجلس النواب ويب روي بلانت وزعيم الأغلبية السابق في مجلس النواب توم ديلايوغيرهم ويلاحظ الدكتور تيموثي ويبر - وهو مسيحي إنجيلي عمل مدرسا لتاريخ الكنيسة وتاريخ الدين الأميركي في معهد دنفر ولاهوتي معمداني جنوبي في لويزفيل، ونائب رئيس معهد اللاهوت المعمداني في شمال لومبارد ورئيس كليةتدريب القساوسة اللاهوتية في ممفيس في ولاية تينيسي انهفي وقت قريب ذكراستطلاع اجرته محطة (سى ان ان) ان أكثر من ثلث الأميركيين يقولون أنه منذ الهجمات الإرهابية في 9/11، وتفكيرهم يزداد حول كيف ان الاحداث الحالية قد تؤدي إلى نهاية العالموفيما ان 36 % فقط من جميع الأميركيين يعتقدون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله، وينبغي أن يؤخذ حرفيا، فان 59 % يقولون انهم يعتقدون ان الاحداث المتوقعة في سفر الرؤيا سوف ياتي وقتها قريبا. وتقريبا فان واحدا من كل أربعة أمريكيين يعتقد أن احداث الحادي عشر من ايلول قد تنبأ بها الكتاب المقدس، وواحدا تقريبا من كل خمسة يعتقد انه اوانها سوف تعيش لفترة كافية وترى نهاية العالم. بل ان الأكثر أهمية في هذه الدراسة، هو ان أكثر من ثلث هؤلاء الامريكيين الذين يؤيدون اسرائيل قالوا أنهم يقومون بذلك لأنهم يعتقدون أن الكتاب المقدس يعلمنا ان اليهود يجب ان يكون لهم بلدهم الخاص في الأراضي المقدسة قبل ان يعود السيد المسيحويعتقد الملايين من الأميركيين أن الكتاب المقدس يتنبأ المستقبل، وأننا نعيش في الأيام الأخيرة. وتمتد جذور معتقداتهم في ديسبينساشوناليسم، وهي اسلوب معين لفهم المقاطع التنبؤية في الكتاب المقدس، ولا سيما في دانيال وحزقيال في العهد القديم وسفر الرؤيا في العهد الجديد. وهم يشكلون نحو ثلث المسيحيين الانجيلين الذين يبلغ عددهم نحو 40 أو 50 مليونا في أميركا، ويعتقدون أن دولة إسرائيل سوف تلعب دورا محوريا في تكشف احداث نهاية الزمان. وفي الجزء الأخير من القرن العشرين اصبح المبشرون الانجيليون من أفضل اصدقاء اسرائيل، وهو التحالف الذي قد أحدث تغييرا جيوسياسيا خطيراومنذ بدايتها في سبعينيات القرن الماضي، تغلغت ديسبينساشوناليست (dispensationalist) في الثقافة الشعبية عبر مبيعات لايمكن عدها، وعبر حملة جيدة وسط الشبكة السياسية لتعزيز وحماية مصالح اسرائيل. ومنذ منتصف التسعينيات قرأ عشرات الملايين من الناس، الذين لم يروا مخططا تنبؤيا أو يستمعوا إلى خطبة عن المجيء الثاني للمسيح، واحدة أو أكثر من روايات سلسلة» ليفت بيهايند» التي أصبحت الناشر الأكثر فعالية لأفكار ديسبينساتيوناليسم اكثر من أي وقت مضى . وخلال الثمانينيات الماضية قام وزير السياحة الاسرائيلي بتنظيم جولات سياحية مجانية « تعريفية» للقيادات الدينية الانجلينيةومع مرور الوقت، حصل مئات القساوسة الإنجيليين على رحلات مجانية إلى الأراضي المقدسة. وكان الهدف من هذه الجولات الترويجية تمكين الناس من التأثر حتى ولو بشكل محدودة بتجربة إسرائيل وتعليمهم كيف يمكنهم جلب مجموعاتهم الخاصة في جولات إلى إسرائيل. وكانت وزارة السياحة مهتمة بجانب يفوق الحصول على الدولارات السياحية . لقد كانت هذه الجولات وسيلة لخلق فريق قوي من المؤيدين لإسرائيل من غير اليهود في الولايات المتحدة من خلال جلب أعداد كبيرة من الانجيليين كي يسمعوا ويروا كيف تروي اسرائيل قصتها. وقد نجحت هذه الاستراتيجيةوبعد وقت قصير من حرب الأيام الستة ( حرب حزيران عام 1967)، لاحظت بعض العناصر داخل الحكومة الاسرائيلية القوة المحتملة للثقافة الإنجيلية وبدأت في حشدها كقاعدة للدعم يمكنها أن تؤثر على السياسة الخارجيةالأميركية. وارسلت الحكومة الاسرائيلية يونا ملاخي من وزارة الشؤون الدينية للولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الأصولية الدينية الاميركية واحتمالات ان تكون حليفا لاسرائيل. ولاقى ملاخي استقبالا حارا من الأصوليين، وكان قادرا على التأثير في بعضهم وإصدار بيانات قوية موالية لاسرائيل. وقبل منتصف الثمانينيات، حدث تحول ملحوظ في الاستراتيجية السياسية الإسرائيلية. اذ بدأت لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك)، وهي مجموعة الضغط الاساسية للدولة اليهودية في واشنطن العاصمة، بإعادة مواءمة نفسها مع السياسية الأميركية اليمينية، بما في ذلك المسيحيين المحافظين. وكان التوقيت مثاليا لإسرائيل. إذ بدأت العمل بجدية معديسبينساشوناليست( (dispensationalistsالأمريكية في نفس اللحظة التي راح الأصوليون الإنجيليون الأمريكيون يجدون صوتهم السياسيوربما تكون اكبر منظمة مؤيدة لاسرائيل هي تحالف الوحدة الوطنية من اجل إسرائيل، التي اسستها امرأة يهودية من اللواتي تعلمن كيفية الحصول على دعم ديسبينساشوناليست. وهذه المنظمة ظلت تعارض «اقامة دولة فلسطينية داخل حدود إسرائيل.» وتماشيا مع التزامها بابقاء اسرائيل قوية ومؤثرة ضمن الاطر التي تنبأ بها الكتاب المقدس، فان dispensationalists دعمت بعض العناصر الأكثر خطورة في المجتمع الإسرائيلي. وهي تفعل ذلك لأن مثل هذه العناصرالسياسية والدينية، على ما يبدو تتفق مع معتقدات dispensationalist حول ما تحمله الايام القابلة لاسرائيل. وبواسطة تقديم الدعم المالي والروحي لهذه الجماعات، فان جماعة ديسبينساشوناليست تعتقد انها تساعد المستقبل الذي تتصوره لكي ياتيوتعتقد جماعة ديسبينساشوناليست أن هيكل سليمان سيقام ، واوصلتهم قناعاتهم لدعم أهداف وأعمال من يعتبرهم معظم الإسرائيليين انهم أخطر العناصر اليمينية في مجتمعهم، وهم الاشخاص الذين يرون ان اي حل وسط ضروري لتحقيق السلام الدائم هو أمر مستحيلومثل هذه المشاعر لا تهم المؤمنين بنبوءة الكتاب المقدس، والذين يؤمنون بالفعل ان نتيجة المسالة العويصة حول جبل الهيكل قد حددها الله مسبقاومنذ نهاية حرب الايام الستة، انتقلت هذه الجماعة بشكل متزايد من كونهم مراقبين ليكونوا مراقبينمشاركين . لقد تصرفوا بما يتوافق مع قناعاتهم حول أيام العالم الأخيرة القادمة عبر طرق تجعل النبوءات تبدو وكانها تتحق ذاتياوكما اشار بول بوير الى ان ديسبينساتيوناليسم قد قامت بفعالية بتكييف الملايين من الأميركيين لتكون وجهة نظرهم عن المستقبل سلبية إلى حد ما، وزودتهم بالعدسات التي يمكنهم من خلالها فهم أحداث العالم. وبفضل وجهات نظرالذين يعلمونهم الكتاب المقدس والتي تتغير في بعض الأحيان فان dispensationalists على يقين من أن المتاعب في الشرق الأوسط أمر لا مفر منه، وأن الأمم سوف تحارب الأمم الاخرى، وأن الوقت الذي سيموت فيه ملايين الاشخاص نتيجة للحرب النووية سياتي، اما بسبب الاضطهاد الذي يمارسه المسيح الدجال، أو نتيجة للحكم الإلهي. وان السعي لإحلال السلام في الشرق الأوسط هو سعي ميؤوس منه وليس هناك فرصة للنجاحوبالنسبة لجماعة ديسبينساتيونال، فان المستقبل قد تم تحديده مسبقا. وان نبوءات الكتاب المقدس تتحق بسرعة ودقة مذهلة. وهم يعتقدون أن خارطة الطريق لن ولا يجب ان تنجح. ووفقا للنصوص التنبؤية، فان التقسيم ليس له مكان في مستقبل إسرائيل، حتى لو كانت اقامة دولة فلسطينية هي أفضل فرصة لتحقيق السلام في المنطقة. ولا مكان للسلام في الشرق الأوسط وفقا للنبؤات، الى ان يأتي المسيح ويجلبه للمنطقة بنفسهوأسوأ شيء تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والأمم المتحدة به هو اجبار اسرائيل على التخلي عن الأرض مقابل السلام ،وهو ما سيساعد على عدم تحقق عودة المسيح الثانية. وان أي شخص يدفع من أجل السلام بهذه بطريقة يتجاهل أو يتحدى خطة الله الى نهاية العمرويبدو واضحا أن هذه الجماعة مثل الذي يتدحرج على كرة وينقلب ليعود متحركا للامام، أن أتباعها يشعرون أنهم يركبون موجة من التاريخ للوصول إلى شاطئ خطة الله النهائية. فلماذا عليهم ان يصعدوا مرة أخرى الى المدرجات عندما يكونون في ساحة الملعب، وعلى ما يبدو فان ذلك سيوفر متعة اكثر ويكون مفيدا اكثر لنتيجة المباراة؟ وتلك الفكرة تتضح بصورة جلية في واحد من اعلانات هذه المجموعة والذي يقول» لا تقرأ فقط عن النبوءة عندما يمكنك ان تكون جزءا منها».
صقور الحرب الملحدون يتلاعبون بالمؤمنين ليقرعوا طبول الحرب يعتبر ليو شتراوس اب حركة المحافظين الجدد، بما في ذلك العديد من القادة في الادارة الحالية. وفي الواقع، فان العديد من اللاعبين الرئيسيين من المحافظين الجدد بما في ذلك بول وولفويتز وريتشارد بيرل وستيفن كامبون واليوت ابرامز، وشولسكي آدم – كانوا من طلاب شتراوس في جامعة شيكاغو، حيث كان يُدرس لسنوات عديدة . والاشخاص الذين ينادون بالحرب ضد ايران هم نفس المحافظين الجدد الذين ضغطوا من أجل الحرب ضد العراق. انهم هم هنا وهناك. ( انهم من ظل يخطط لكلا الحربين لمدة لاتقل عن 20 عاما.) وعلى سبيل المثال، فان شولسكي كان مديرا لمكتب الخطط الخاصة – وهي وحدة البنتاغون المسؤولة عن تسويق معلومات استخباراتية خاطئة عن أسلحة العراق للدمار الشامل. وهو الآن عضو في منظمة مشابهة تستهدف ايران: المديرية الإيرانيةوكان شتراوس الذي ولد في ألمانيا، معجبا بالفلاسفة النازية وبمكيافيلي. ويعتقد شتراوس أن النظام السياسي المستقريحتاج الى تهديد خارجي، واذا لم يكن التهديد الخارجي موجودا، فيجب أن نصنع واحدا. وعلى وجه التحديد، يرى شتراوس:
«
انه لا يمكن للنظام السياسي ان يكون مستقرا إلا إذا اتحد بسبب وجود تهديد خارجي. ومقتفيا اثر مكيافيلي، فانه يصر على أنه في حال عدم وجود تهديد خارجي فلابد اذن من صنعه».(الاقتباس من كُتّاب سيرة شتراوس الرئيسيين). في الواقع، يستخدم شتراوس رحلات جاليفر كمثال لاظهار الصورة التي سيكون عليها المجتمع الذي يديره المحافظون الجدد:»وعندما كانت مدينة ليليبوت تحترق تبول جاليفر على المدينة، بما في ذلك القصر. وبعمله ذاك أنقذ كل ليليبوت من كارثة، ولكن ذلك اغضب سكان ليليبوت الذين روعهم هذا التصرف الذي يدل على عدم الاحترام.» (هذا الاقتباس من نفس كاتب السيرة ايضا). وعلاوة على ذلك، يقول شتراوسفقط الاحمق الكبير هو من سيعتبر هذا العلم السياسي الجديد شيطانيا. ومع ذلك يمكن للمرء أن يقول انه يعزف على القيثار فيما روما تحترق. وهو سيكون معذورا لسببين: الاول انه لايعرف انه يعزف او لايبالي، والثاني انه لايعرف أن روما تحترقوهكذا يبدو أن شتراوس يدعو الحكومات لكي تسمح لكوارث الترهيب ان تحدث على ارضها وعلى شعبها. وتسمح «بالتبول» على شعبها في بلدها اذا استخدمنا التشبيه الذي استقاه هو من رحلات غاليفر. وانه يدعو الحكومة الى وجوب ان تتظاهر بانها لاتعرف شيئا عن اعمال الفوضى هذه: انهم عن قصد «لايعرفون» أن روما تحترق. هو يدعو للعبث مع شعبه من اجل انقاذهم من بعض» الكارثة» (ربما لتبرير الجهود العسكرية لاحتكار نفط الشرق الاوسط ولإبقائه بعيدا عمن يشكل تهديدا حقيقيا لنا اي الصين التي تزداد قوة). ولكن ما علاقة كل هذا مع الدين؟ يرى شتراوس أنه يجب استخدام الدين كوسيلة للتعامل مع الناس لتحقيق أهداف القادة. لكن القادة أنفسهم بحاجة الى عدم الايمان بالدينوكما تلاحظ ويكيبيدياانه في أواخر التسعينيات الماضية بدأ إيرفينغ كريستول وغيره من الكتاب في مجلات المحافظين الجدد، الترويج لافكار مكافحة الداروينية، وذلك عبر دعم فكرة «التصميم الذكي»( فكرة ترى ان كل شئ بما فيه الانسان مصصم بشكل ذكي وهذا يدل على وجود مصصم بالغ الذكاء- اللهالمترجم). وبما أن هؤلاء المحافظين الجدد كانوا الى حد كبير من خلفيات علمانية، فان بعض المعلقين يتكهنون أن بعض هذا الذي يقال - سوية مع دعمهم للدين عموما - قد يكون حالة من « الكذب النبيل»، الذي يهدف إلى حماية الآداب العامة، أو حتى السياسة التكتيكية، وذلك لجذب الانصار الدينيينفيا لها من مفاجاة ان يكون هؤلاء الناس الذين خططوا للحرب على العراق وعلى ايران منذ 20 سنة على الاقل يدفعون باتجاه التضليل الديني لإثارة المجتمع الإنجيلي؟ ولقد كان المسيحيون المحافظون اكبر الداعمين للحرب على العراق. والمحافظون الجدد يتوددون لهم في محاولة للحصول على دعمهم في الحرب على إيران، كذلكولقد شاهدت مؤخرا مجاميع من الرسائل غير المرغوب فيها التي تدعي أن جميع المسلمين أشرار، وأنهم يريدون السيطرة على العالم وإقامة الخلافة الاسلامية ، وانهم يريدون ان تمتلك ايران السلاح النووي. انهم يسيئون استخدام اقتباسات من الاسلام ويستخدمون بيانات كاذبة في محاولة لاثارة الكراهية الدينيةوهم ببساطة يسعون الى تعزيز قواعد اللعبة التي يمارسها الشتراوسيين: اثارة المشاعر الدينية - حتى لو كانوا شخصيا اناسا ملحدين – وذلك لخلق «عدو» وتشويه صورته وذلك كمقدمة للحرب.
ليست المشكلة بدين معين ... ولكنها متاتية من عدم النضج معظم الأميركيين يخلطون بين الصهيونية واليهودية. لكن اليهود وكثير من المخلصين هم ضد الصهيونية، ويمكن ان يكون المسيحي صهيونياوكما قلت فقد لاحظت مرارا وتكرارا، ان الأصوليين من اليهود والمسيحيين والمسلمين والهندوس كلهم على حد سواء، يرغبون بشدة ، وهم على استعداد في كثير من الأحيان إلى استخدام العنف لنشر فكرهم ... في حين أن الأكثر نضجا روحيا من اليهود والمسيحيين والمسلمين والهندوس، كلهم على حد سواء أكثر تسامحا وسلمية من نظرائهم الانجيليينوكما اوضح الكاتب المسيحي والطبيب النفساني سكوت بيك، فان هناك مراحل مختلفة من النضج الروحيوالأصولية - سواء أكانت اسلامية او مسيحية او يهودية أو هندوسية – فانها في مرحلة غير ناضجة من التطور. وهناك طوائف اسلامية تاملية النزعة مثل الصوفيين- لنتذكر ان الشاعر جلال الدين الرومي كان شاعرا وصوفيا – وهناك ايضا مذاهب عنيفة، مثلما هناك مسيحية تأملية وجماعات مسيحية عنيفة (وبين الملحدين هناك السلميون وهناك العنفيون). وفي حين أن من المؤكد ان هناك بعض الإرهابيين العرب، لكن لا يمكن أن يلام الإسلام على أعمالهم الإجرامية الوحشية، تماما مثلما لا يمكن ان نوجه اللوم للمسيحية بسبب ما قام به الارهابي المسيحي النرويجي أندرسبهرنغ بريفيكويشير الأستاذ روبرت بيب من جامعة شيكاغو والمتخصص في شؤون الأمن الدولي الىان البحث المستفيض في أسباب الإرهاب الانتحاري يثبت ان الإسلام ليس الملام وان جذر المشكلة هو الاحتلال العسكري الأجنبيولقد كان من نفذوا هجمات الحادي عشر من ايلول يتعاطون الكوكايين ويشربون الكحول، وينامون مع المومسات ويقصدون نوادي التعري ... ولم يتعبدوا في أي مسجد. فانظر الى هذا وهذا وهذا وهذا وهذا وهذا، وهذا وهذا.ولذا فهم ليسوا مسلمين حقا. وحتى الملحدين مثل ستالين يمكنهم ان يكونوا إرهابيين، أو على الأقل مجانين الإبادة الجماعيةوفي الواقع، كل الأديان تعلم التعاطف والحب والقاعدة الذهبية( اشارة الى التعاليم التوراتية التي تقول ان على المرء ان يتصرف مع الاخرين مثلما يريد ان يتصرف الاخرون معه). وبالمثل، فإن الإلحاد يعلم احترام الفرد، وان يكون معظم الناس نافعين لمعظم الناس، ومساعدة الجميع ليصلوا الى كينونتهم الانسانيةوالبعض داخل كل فلسفة يتبع هذه التعاليم، وغيرهم يريدون قتل كل من لا يتفق معهم. والمسألة ليست في الواقع تسمية هذا الدين أو ذاك، ولكنها قضية تتعلق بالنضج والروحانية الحقيقية والرحمةومن المهم ان اشير هنا الى ملاحظتينالاولى : الليبراليون الجدد والمحافظون الجدد متشابهون جدا في نواح كثيرة. ولأن المحافظين الجدد ليسوا محافظين، فان هذا المقال ليس لانتقاد المحافظينالثانية: معظم الإنجيليين ليسوا مـــــن ديسبينسـاتيـونـاليسـم dispensationalists، ولذا فانهم لايريدون السعي لكي تقوم حرب.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق