قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 27 فبراير 2012

مأساة اسرانا ونفاق الغرب

شبكة المنصورصلاح المختار 
ليس جديدا ان الغرب منافق ومارس ويمارس ازدواجية المعايير منذ ظهر شيء اسمه الاستعمار الاوربي ، وهذه الازدواجية تظهر واضحة في مسألة حقوق الانسان بصورة تدين الغرب مباشرة وبلا اي صعوبات ، فالغرب الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها عندما يريد عزل او مهاجمة نظام ما بحجة خرقه لحقوق الانسان يتجاهل كل ما يتعلق بخروقاته هو لتلك الحقوق او اخروقات اصدقاءه ، وما حصل ويحصل في العراق يقدم لنا مثالا حيا على ما نقول . فاحتلال العراق كان عملا خرق ليس حقوق الانسان السياسية فقط بل خرق اهم حقوق الانسان واقدمها واكثرها رسوخا وهو حق الحياة والرغبة في البقاء . لقد قامت امريكا بغزو العراق بقرار امريكي صرف متجاوزة على القانون الدولي الذي وضعه الغرب وعلى الامم المتحدة التي اعلن انشاءها في امريكا لتكون منظمة الامم كلها التي تحترم سيادة واستقلال وحرية كل دولة صغيرة او كبيرة كما نص ميثاقها . وكانت نتيجة غزو العراق بعد ثمانية اعوام مقتل اكثر من مليوني انسان وتشريد اكثر من سبعة ملايين من ديارهم وترمل مليون امراة وتيتم خمسة ملايين طفل والتدمير الكامل والشامل للدولة ومؤسساتها الخدمية والامنية والاقتصادية ، فساد البؤس والموت في بلد كان يعد من بين البلدان المرفهة والمستقرة في العالم .

ولئن قامت امريكا بارتكاب تلك الجريمة البشعة بحق شعب كامل مخترقة اهم حقوق الانسان فانها لم تتوقف حتى بعد ان سيطرت على العراق عسكريا عن خرق تلك الحقوق وتجلى ذلك اوضح ما تجلى في عدم احترام قوانين الحرب ومنها حقوق الاسرى ، فقد اعتقلت الاف العراقيين واعدمت الكثير من المسؤولين بعد محاكمات صورية ادانتها حتى منظمات حقوق الانسان الامريكية ، اما الاسرى فقد تعرضوا للتعذيب والاهانات المتكررة والمتعمدة من قبل قوات الاحتلال ، وتوجت تلك الممارسات اللاانسانية بتسليم الاسرى الى اعداءهم وخصومهم وهي تعلم انهم سيتعرضون للانتقام والتصفيات الجسدية على يد الحكومة التابعة للاحتلال في بغداد . 

وفي اطار الانتقام والرغبة في تصفية رموز العراق وقادة النظام الوطني السابق للغزو فان اهمال الاسرى طبيا ورفض توفير العلاج لهم ، وتلك من ابسط حقوق السجناء والاسرى في كل العالم ، كان هدفه الواضح هو تعريضهم للموت والتخلص منهم . ويقف المناضل طارق عزيز كبير الاسرى العراقيين في مقدمة الاسرى الذين يتعرضون للموت البطئ بعد ان سلمتهم القوات الامريكية لحكومة المالكي وهي تعلم انهم سيتعرضون للتعذيب واساءة المعاملة ، رغم تحذيرات منظمات حقوقية وقانونية وانسانية لذلك التسليم ، وتحقق بالفعل ما حذرت منه تلك الجهات حيث اهمل الاسرى طبيا ولم تتوفر لهم الادوية المناسبة ولا الرعاية الطبية المطلوبة خصوصا وانهم بغالبيتهم من كبار السن ، فتدهورت صحتهم واخذوا يحتضرون ببطء مؤلم . 


ومؤخرا قامت عائلة الاستاذ طارق عزيز بزيارته في السجن فوجدته في حالة يرثى لها حيث فقد القدرة على التمييز ولم يتعرف على حفيده طارق والذي يعد احب احفاده اليه ، وكانت مظاهر التدهور الخطير لصحته ملحوظة لعائلته . وما يتعرض له المناضل طارق عزيز يتعرض له كل اسرانا الابطال وفي مقدمتهم المناضل عبدالغني عبدالغفور والمناضل سبعاوي ابراهيم الحسن وعشرات غيرهم ممن يقبعون في سجون الاحتلال وسط اهمال تام لهم من قبل منظمات حقوق الانسان التي نست ان هناك اسرى ومعتقلين في العراق يتعرضون للموت والتعذيب اليومي وانتهاك صارخ لابسط حقوق الانسان وهو حق الحياة واحترام الكرامة الانسانية .


ان امريكا التي تشن حملاتها الضخمة على انظمة كثيرة بحجة خرقها لحقوق الانسان تخرق هي بالذات حقوق الانسان في العراق وتعرض الالاف للموت يوميا ، وتحت انظارها تقع عمليات القتل البطئ للاسرى والتعذيب البشع للمعتقلين في السجون السرية ومع ذلك فان سلطات الاحتلال ومنظمات حقوق الانسان تمارس صمتا مطبقا تجاه ذلك وكانه لا يوجد ما يقلق في العراق في مجال خرق حقوق الانسان . 

ان هذه النظرة والممارسة الانتقائية لشعارات حقوق الانسان تؤكد انها شعارات تستخدم للتضليل وقهر الشعوب وتصفية الحسابات مع انظمة كانت صنيعة لامريكا لفترات طويلة . اننا ندعوا كل الشرفاء والاحرار في العالم من كتاب وصحفيين وقانونيين وانصار الحرية والمنظمات التي مازالت تدافع عن حقوق الانسان لتسليط الضوء على ما يتعرض له الاسرى في العراق ، والضغط لاطلاق سراحهم او على الاقل الضغط لاجل تقيد الحكومة التابعة للاحتلال باحترام حقوق الانسان عامة وحقوق الاسرى والمعتقلين خاصة . ان الصمت المريب تجاه مأساة الاسرى والمعتقلين في العراق يكشف عن التمييز العنصري والسياسي في هذه المسالة ويبدد الامال في الالتزام بمعايير موحدة للدفاع عن حقوق الانسان .

ان التاريخ لن يرحم من يمارس ازدواجية المعايير خصوصا وانها مكشوفة .
تحية لاسرانا الابطال وفي مقدمتهم شيخ الاسرى طارق عزيز وعبدالغني عبدالغفور وسبعاوي ابراهيم الحسن . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق