قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 13 فبراير 2012

لماذا نحلل لأنفسنا ما نحرمه على الآخرين ؟؟؟

لماذا نحلل لأنفسنا ما نحرمه على ألآخرين؟
خالد الحسن
تعودنا من خلال ما هو متاح لنا من وسائل أن نثبت آراءنا بكل شيئ ، وهذا لم يأتي اليوم بل كان موجوداً من قبل حيث كنا ضمن الصيغ التنظيمية في الحزب وما تكفله لنا من حقوق النقد أو الاضافة على أن لا يتعارض ما نقوله مع ثوابت الحزب الفكرية والتنظيمية، أما فيما عدا ذلك فمسموح لنا كل شيئ ، فكان الحزب يعتمد أعتماداً كلياً على التقارير والدراسات التي يكتبها الرفاق من كافة المستويات وفي جميع المجالات ويؤخذ بها لتصحيح القوانين أو الغائها أن تطلب الامر ذلك ولكل قدراته في مجال أختصاصه ..

كلنا يتذكر بعد انتهاء الاحداث في صفحة الخيانة والغدر في العام 1991 والتي ستمر ذكراها بعد أيام معدودة ، طلب من كافة القيادات دون استثناء في المحافظات التي جرت فيها الاحداث بأن يكتبوا تقارير مغلقة معنونة للرفيق المناضل عزة ابراهيم الدوري -نائب أمين سر القطر- ولا يحق لاية جهة أو قيادة الاطلاع عليها وطلب أن يضع الرفاق بدءاً من عضو قيادة فرقة صعوداً تصوراتهم لما حصل واسبابه والمقترحات بشأنه ، وتم ذلك بالفعل ، ومن الطبيعي أن لا تكون التقارير متطابقة بالمعلومات أو الرؤى التي ثبتت فيها ، ولم أسمع بأن أحداً قد تمت معاقبته على ما كتب في تقريره رغم أن بعض التقارير كانت منتقدة للأجراءات التي قد أتخذها الحزب والدولة قبل وبعد الاحداث ..
أذن فنحن كنا نكتب دون رقابة من أحد مادام ما نكتبه يصب بصالح المسيرة ، واليوم أرى من الضروري أن نكتب بلا تردد أيضاً وليطلع الآخرون من غير البعثيين على ما نكتبه كي لا يتصور البعض وكأن حزبنا يعتمد على المركزية ولا يولي أهتماماً للديموقراطية وهذا ما الحظه من خلال متابعتي لما ينشره الآخرون أن كانوا عراقيين أو عرباً ، وقد لا أكون مبالغاً عندما أقول بأن بعض البعثيين ممن لا يعرفون الحزب على حقيقته راحوا هم الآخرون يرددون ما يردده غيرهم من غير المنتمين للحزب ، وهذا ما يجعلني الوقوف عنده ولو بشيئ من التركيز لا التوسع وأضع رأيي فيما يحصل الان على الساحة العربية مستنداً الى ما حصل من قبل على ساحتنا العراقية في العام 1991 رغم بعض الاختلافات في الوسائل والتوجهات .
فبالعودة لما حصل في صفحة الخيانة والغدر في العراق فأننا كبعثيين اعتبرناها مؤامرة قد شاركت بها ايران الصفوية مستغلة انتهاء الحرب وخلو الحدود فزجت بعصابات القتل الجريمة وجل افرادها من العراقيين المتواجدين لديها والمدربون على كافة الاسلحة وفي مقدمتهم فيلق الغدر والخيانة التابع للمقبور باقر الحكيم بقيادة ايرانية من حرسها الثوري ، ولكن هل كان هؤلاء الذين دخلوا وحدهم من حركوا الاحداث ؟ ، الجواب كلا فلقد كان المتعاونون معهم في الداخل لا يقلون عدداً عنهم ولا أريد استعراض ماحصل وما يهمني هو أننا كحزب وقوات مسلحة قد تصدينا بما أوتينا من قوة لما اسميناهم الغوغاء حتى قضي عليهم وعلى تمردهم في كافة المحافظات التي حصلت فيها الاحداث ، وراح الناس يبايعون القائد الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) وكلنا أطلعنا على الوفود التي حضرت الى القصر الجمهوري لهذا الغرض وكان التلفزيون العراقي يعرض ذلك مباشرة ، وعادت الأمور الى نصابها بعد أن قدمت التضحيات الجسام لتحقيق ذلك والحمد لله وفر من فر وقتل من قتل من العملاء والمأجورين وبقي العراق سالماً معافى مزهواً بقيادته وأبنائه ولم يذكر أحد بأن النظام البعثي في العراق قد ارتكب مجازر ضد شعبه عدا من هم معروفي التوجه واصحاب الغرض .

اليوم وأنا اتابع ما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا أجد بأن البعض من البعثيين قد تناسوا عن عمد تلك الايام السوداء التي مرت علينا ونحن نتعرض لصفحة قد خسرنا بها أكثر مما خسرناه في صفحة الحرب ويبررون فعل عصابات القتل في البلدين ممن جندتهم دول الناتو والامريكان ويصفونه على أنه مشروع وأن ما تفعله الانظمة هو الغير مشروع ، أذن اذا كان ما يحصل الان مشروعاً رغم ارتباط من يدعون المعارضة بالمخابرات الاجنبية فمن الطبيعي أن تكون الجرائم التي حصلت في صفحة الخيانة والغدر في العراق مشروعة ايضاً ولا فرق بين الارتباط بايران الصفوية أو دول أخرى أن كانت عربية أو غربية مادام الهدف واحداً ويقود لأستلام السلطة .
قد يعترض أحد على مقارنتي هذه ليقول بأن ما حصل في العراق في العام1991 كان عصياناً او تدخلاً مسلحاً ، وأنا في هذه الحالة أجيبه هل أن ما حصل في ليبيا وما يحصل في سوريا لم يكن مسلحاً ونحن نرى الجيوش التي انشقت والأسلحة التي هربت الى البلدين من أطراف معروفة منها عربي ومنها غير عربي وهي كحالتنا العراقية عدا أن الفرق كانت ايران هي اللاعب الاوحد فيها أما الان فأصبح العديد من اللاعبين على الساحتين الليبية والسورية .

أذن أن كنا مراقبين محايدين علينا أن لا ننساق وراء ما يقوله المعارضون فهم كاذبون كماهم من كانوا معارضين لنظامنا الوطني وأقصد هنا نحن البعثيين أما الاخرون فلهم ما يختارون من أوصاف للحالة ، وهذا لا يعني أبداً بأني أقف مع أي نظام لا يشعر بأحتياجات شعبه ولا يعمل على تقليص الهوة بينه وبين الجماهيرن ومن حق الجماهير أن تعبر عن رأيها بالوسائل السلمية التي لا تجر البلاد الى حرب تكون ضحاياها من الجميع وهم بالطبع أبناءً للوطن الواحد أن كانوا عسكريين أو مدنيين أو موظفين في الدولة ،ويخسر الجميع الا من حرك الموقف ممن يدعون المعارضة في الخارج وحرضوا عليه وهم واقفون على التل بأنتظار الحسم كي يستلموا السلطة كما وعدتهم بها الجهات التي دفعتهم لتخريب بلدانهم حتى ولو قتل الشعب كله ماداموا هم سالمين ..
أتمنى أن يعي الجميع هذا الامر وأخص بالذكر البعثيين منهم لانهم يهمونني كفرد منهم لا اريد أن توجه الاتهامات لاحد منهم من آخرين هم أيضا يراقبون الاحداث ولهم رؤيتهم كما نحن ، وهذا يتطلب منا وعياً اكبر ولا ننجر وراء العاطفة لهذه الجهة أو تلك نظاماً او معارضة ولنستند لمواقفنا السابقة وأجراءاتنا كأساس للقياس على ما يشابهها من أجراءات الان مع ألاخذ بنظر الاعتبار الوسائل المستخدمة من كلا الطرفين المتصارعين ومدى مشروعيتها لأعطاء الرأي والتحليل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق