قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 13 فبراير 2012

مصر تحتاج إلى مصريين خلصاء .. وليس إلى " ممثلين " ونواب عن قطر وإسرائيل والغرب

مصر تحتاج إلى مصريين خلصاء .. وليس إلى " ممثلين " ونواب عن قطر وإسرائيل والغرب
13/02/2012


وطن .. فى محنة .. وشعب فى عصيان!!
 د . رفعت سيد أحمد
كانت مصر خلال الأسبوع الماضى وحتى العصيان المدنى على موعد مع الدم فى بداية الأسبوع ، ومع (العصيان المدنى) فى نهايته ، وما بين الاثنين امتلأت أيام المصريين بالصراعات والخلافات السياسية الحادة ، وبالفرقة والانقسام ، وعدم التوحد ، واتسمت مواقف النخبة ، خاصة فى البرلمان بدرجة عالية من ضبابية الرؤية فى القضايا الاستراتيجية التى تهم الأمن القومى المصرى ، ومن الانتهازية السياسية والمظهرية التى كادت من شدة كآبتها ومرارتها تضحك المصريين على حال البرلمان الذى جاء بعد الثورة فخذلهم وخذل الثورة ؛ لقد كان ولاشك أسبوعاً حافلاً يمكن استخلاص النتائج والدلالات التالية منه :
(1)
كانت – ولاتزال – ظلال مذبحة بورسعيد ، حاضرة وبقوة فى المشهد السياسى المصرى الداخلى ، حيث قسمت الصفوف والرؤى وبدلاً من أن تكون أداة توحيد ولملمة للصفوف ، تحولت إلى أداة للتقسيم والانتقام والتشويه المتبادل ، خاصة فى (البرلمان) الذى بدأ يفقد تدريجياً نضارته واحترامه لدى الشعب المصرى ، وكان لقراره الضعيف ، بتشكيل (لجنة لتقصى الحقائق) ، بشأن مذبحة بورسعيد ، بدلاً من اتخاذ قرارات قوية (مثل إقالة حكومة الجنزورى) أثره السىء مما دفع الرأى العام إلى اعتباره امتداد طبيعى لمجالس ما قبل الثورة ، حين كانت تقتصر فقط على (الكلام) دون الفعل ، أما ما يزيد المرارة فى نفوس الشعب تجاه (البرلمان) فهو تلك السلوكيات الشاذة ، لبعض نوابه ، والتى تحولت إلى نوادر للسخرية ، (مثل الآذان فى المجلس) أو للغضب والقول أنه لم يعد يمثل مصر بل صار مجلساً لدول التعاون الخليجى (مثل قرارات البرلمان تجاه سوريا وطلبه قطع العلاقات البرلمانية مع مجلس الشعب السورى) ، تماماً مثلما فعلت ثم طلبت دول الخليج ، فى الوقت الذى صمت فيه البرلمان ولم يصدر بياناً واحداً تجاه الضغوط والإهانات الأمريكية لمصر بعد قضية التمويل الأجنبى،وكأنه بأغلبيته الإخوانية يتواطىء مع الأمريكان على إهانتهم لمصر ولأمنها القومى!! إن المهم فى هذا كله هو تحول الصراع السياسى والبرلمانى إلى مشهد سياسى عبثى ، ينقل مصر تدريجياً من خانة الدولة التى قامت بها ثورة إلى دولة من (الفوضى وغياب الرؤية الواعية للقضايا العربية والدولية التى تمس أمنها القومى) .
 (2)
لقد لاقت دعوة العصيان المدنى قبولاً محدوداً من قطاعات مهمة من القوى السياسية التى سبق لها المشاركة فى أيام الثورة الأولى باستثناء القوى الإخوانية والسلفية التى رفضتها وأيدت المجلس العسكرى ووزارة الداخلية ، فى رفضها ، والدعوى للعصيان المدنى ، تعد فكرة جديدة على الحياة السياسية المصرية ، لذلك ، هى فى تقديرنا تبطن أكثر مما تظهر ، والمفترض قراءتها فى أبعادها المكتومة ، حيث تحول داخلها صراعاً مكتوماً بين بعض القوى الثورية والوطنية التى دعت إليها والتى لم تحصل على أى نصيب من كعكة السلطة بعد الثورة ، وبين القائمين على الحكم (المجلس العسكرى) ومعهم الإسلاميين ، إنه صراع خفى وشديد القوة على عملية الحكم والسلطات التشريعية – التنفيذية – القضائية ، ورغبة القوى التى قامت بالثورة ولم تحصل على نصيب منها فى الحصول على نصيبها بأساليب ثورية وليس عبر الآليات البرلمانية المعروفة والتى ترى الائتلافات والقوى الثورية ، أنها أداة (ظاهرها ديمقراطى) وباطنها سرقة ممنهجة للثورة وليس لبناء الدولة ، ويضربون مثلاً بما جرى فى مجلس الشعب ، الذى سرقه الإخوان والسلفيون رغم أنهم لم يشاركوا عملياً فى الثورة !! إذن مصر مقبلة على صراع مفتوح بين القوى الثلاث الرئيسية (العسكر – الميدان – البرلمان) وما قضية العصيان المدنى إلا مقدمة لهذا الصراع الذى لن يكون فيه ثمة غالب أو مغلوب بل سيكون الجميع خاسراً خاصة ودور مصر الإقليمى والدولى يتراجع بشدة لصالح إسرائيل ومشيخيات الخليج المحتل بقيادة قطر التى لا تريد خيراً بهذا الوطن ولا بتلك الثورة ، بل تريد تفكيك مصر وإعادة احتلالها مثلما احتلت ليبيا ومثلما يخططون لاحتلال سوريا ، فهل يفهم الثوار وقادة الأحزاب والإخوان والائتلافات ومجلس الشعب " الوهمى " .. ذلك !! .
(3)
* إذن .. كان الوطن ، على موعد مع المحنة خلال الأسبوع الماضى وأوائل هذا الأسبوع ، وتنوعت أشكال هذه المحنة – كما سبق وأشرنا - من سقوط شهداء (فى بورسعيد والقاهرة) إلى غياب للأمن ، إلى دعوة للعصيان المدنى فى مواجهة حكم العسكر كما يقول دعاة العصيان ، هذا فى الوقت الذى تتآمر فيه أمريكا والخليج لإجهاض الثورة ولإنهاء دور مصر الإقليمى وتحويلها إلى (صومال آخر) ، لقد كان للصدام الحاد مع الإدارة الأمريكية تحت لافتة التمويل الأجنبى من أهم وأكبر العناوين السياسية التى ميزت المشهد المصرى الأسبوع الماضى وأوائل هذا الأسبوع ، وهى مرشحة للتصعيد خلال الأسابيع القادمة، وتعتبر هذه القضية من أهم القضايا التى ينبغى دعم الحكم المصرى الحالى فيها لأنها تتصل بالاستقلال الوطنى ، وبمحاولة أمريكا الاختراق والتجسس أو التدخل فى الشأن المصرى عبر ما يسمى بمنظمات المجتمع المدنى التابعة لها ، ولعل قطع الوفد العسكرى المصرى زيارته لواشنطن بعد أسبوع من التجول واللقاءات ، وبعد توجيه الإهانة له والطلب منه إيقاف المحاكمات لـ 40 أمريكى ومصرى المحولين للقضاء بتهمة العمل فى منظمات المجتمع المدنى بدون ترخيص ، وتلقى ما يزيد على 130 مليون دولار فى الشهور الست الأخيرة فقط من 2011، بدون إذن،أو تصريح قانونى،إن قطع هذه الزيارة يعد إشارة مهمة لحجم الضغوط الأمريكية على الإدارة المصرية بهدف إعادة انتاج نظام حسنى مبارك ثانية وكأن الثورة لم تحدث،هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى فإن ذلك السلوك ومعه الهجوم الصحفى والإعلامى على وزيرة التعاون الدولى د.فايزة أبو النجا التى فجرت القضية منذ البداية،يمثل غطرسة أمريكية شديدة العنصرية لمصر،وهى سابقة تستدعى التضامن والمقاومة.
(4)
إن مصر خلال الأيام الماضية لاتزال تنزف على مستوى غياب الأمن واستمرار المعاناة الاقتصادية وغياب الرؤية العربية والدولية لدى النخبة وفى كافة المجالات ، إلى حد استبدال الأعداء مثل أمريكا وإسرائيل بالأشقاء (مثل سوريا) والمطالبة بقطع العلاقات البرلمانية والسياسية استناداً على معلومات قناة الجزيرة (ياللعار) والإعلام الغربى عن الأحداث بها ، فى الوقت الذى تستقبل فيه السفيرة الأمريكية فى مجلس الشعب ومقر جماعة الإخوان وهى سفيرة لدولة قتلت مباشرة أو شاركت فى قتل 5 ملايين مسلم وعربى ؛ غياب هذه الرؤية للقضايا ولدور مصر الإقليمى والعالمى ، يؤكد أن الأيام القادمة لا تبشر بالخير ، بل تشير إلى مزيد من الصراعات والخلافات ، التى نحسبها تحتاج إلى الحكمة فى إدارة (الأزمات) وليس بالضرورة فى (حل هذه الأزمات) التى تلم بمصر ، لأن حلها صعب للغاية ويحتاج إلى امكانيات أكبر ، فعلى الأقل الآن ، تحتاج مصر إلى إدارة حكيمة للأزمات .. إنها لا تحتاج إلى منافقين للثورة وللثوار كما يحدث الآن ، ولا إلى مجلس شعب يسير فى فلك الخليج (الوهابى) المحتل ويقرر ما يفيد إسرائيل وأمريكا ويعشق الظهور الإعلامى حتى ولو على جثة الوطن .. إن مصر تحتاج إلى مصريين خلصاء .. وليس إلى " ممثلين " ونواب عن قطر وإسرائيل والغرب كما بدا جلياً فى تلك المشاهدة شديدة البؤس لنوابنا داخل البرلمان ، ونخبتنا السياسية خارجه .. فانتبهوا يا أولى الثورات ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق