قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 4 فبراير 2012

المرتزقة لعبوا دوراً غامضاً في إشاعة الخراب بالعراق ووكيليكس يكشف أن قوات الاحتلال اشرفت على فرق الموت والتهجير الجماعي

المرتزقة لعبوا دوراً غامضاً في إشاعة الخراب بالعراق ووكيليكس يكشف أن قوات الاحتلال اشرفت على فرق الموت والتهجير الجماعي ومن أعطت أمراً سرياً بعدم التحقيق بقضايا التعذيب الوحشي للقوات العراقية واخفاء اعداد من تم قتلهم من المدنيين...بقلم : حسن علي الحلي


2012-02-04




حولت قوانين بريمر المئة العراق الي جنة السوق الحرة، ولكن نتائجه كانت ككابوس جهنمي على العراقيين. فقد استعمرت الراسمالية الطفيلية البلاد وتفشي النهب علي اوسع نطاق.
خفض القانون الاقتصادي الجديد الضرائب بنسبة 100% للمستثمر الاجنبي للممتلكات العراقية، اضافة الي الحق في مصادرة جميع الارباح، والاستيراد غير المحدود، والايجارات والاتفاقيات الممتدة الي 30-40 سنة، كل هذا يجرد العراق من جميع موارده.
يتمثل العراق المعاصر بمزيج من القوي الطائفية مع تزويقات رسمية للديمقراطية الليبرالية والهياكل الاقتصادية الليبرالية الجديدة.
نحن نسمي هذا عملية فرق تسد المستخدمة لكسر واخضاع المناطق المتماسكة ثقافيا. ان النظام الحاكم الموضوع من قبل قوات الاحتلال اعاد تشكيل البلاد بما وفق تقسيمات طائفية، مفككا الوحدة المكتسبة بشق الانفس، والتي هي جزء من مشروع بناء الدولة الطويل. حيث ادي ذلك الي سياسة التطهير العرقي.وثائق ويكيليكس
ان وثائق ويكيليكس نُشرت لاول مرة بتاريخ 22 اكتوبر/تشرين الاول 2010، موضحةً كيف ان قوات الولايات المتحدة اعطت امرا سريا بعدم التحقيق بقضايا التعذيب التي ارتكبتها السلطات العراقية وكشفتها القوات الامريكية. وتكشف لنا هذه الوثائق عن مقتل المئات من المدينيين غير المبلغ عنهم علي يد قوات التحالف، وايضا عن مئات المدنين العراقيين: نساء حوامل ومسنين واطفال الذين قُتِلوا في نقاط التفتيش.
هناك العديد من الشكاوي حول الاعتداءات في السجون من قبل قوات التحالف حتي بعد فضيحة ابوغريب. حيث تبعث لنا هذه الوثائق صورة قاتمة عن تفشي التعذيب في مراكز الاعتقال العراقية.
هناك معلومتان تنتظران قراء الويكيليكس، خصوصا الجزء الذي يتعامل مع القتلي من المدنيين في الحرب علي العراق:
اولا، ان العراقيين مسؤولون عن معظم هذه الوفيات، ثانيا، ان عدد الخسائر بين صفوف المدنيين هو اعلي بكثير مما ابلغ عنه سابقا.
توثق هذه البيانات الانحدار الي الفوضي والرعب بعد ان سقطت البلاد بما يدعي بـ "الحرب الاهلية". كما توثق هذه السجلات الاف الجثث، العديد منها عانت من تعذيب وحشي، ملقاة في شوارع العراق.
من خلال وثائق الويكيليكس يمكننا ان نري مدي تأثير الحرب علي الرجال والنساء والاطفال العراقيين.
وللمرة الاولى، تم الاعتراف هنا رسميا بالحجم الهائل من الوفيات والاعتقالات والعنف ضد المواطنين العراقيين.و البحث المستفيض في هذه الوثائق يمكنه اعطائنا نظرة ثاقبة حول الفضائع المرتكبة في العراق.
ان سجلات الويكيليكس من شأنها ان تُستخدم كدليل في المحاكم. انها مواد مهمة للمحامين لاصدار اتهامات ضد الولايات المتحدة بسبب اهمالها ومسؤوليتها عن مقتل الالاف.
ان التعويضات العادلة والاعتراف بمعاناة عوائل الضحايا من شأنها ان تساعد في التئام الجروح. في الرد الرسمي الاول لوزارة الخارجية الامريكية لما سربه موقع الويكيليكس من معلومات سرية هائلة عن حرب العراق، قام المتحدث الرسمي بي. جي. كرولي بتجاهل جميع الادلة التي تكشف بأن الوحدات الامريكية استلمت اوامر بالتغطية علي تعذيب العراقيين المحتجزين من قبل الحكومة العراقية، مشددا علي ان هذه الانتهاكات ليست من شأن الحكومة الامريكية.!!
ان هكذا رد يثير الغضب، حيث ان مرتكبي هذا العنف واولئك الذين امروا الجنود بغض النظر عن حالات التعذيب اوالقتل خارج نطاق القضاء يجب ان يدانوا بتهمة جرائم الحرب.
ان حكومة الولايات المتحدة وبريطانيا ترفض بصورة واضحة ان تفي بواجباتها امام القانون الدولي كقوة محتله بحكم الامر الواقع. علي اية حال، هذه السجلات تفصح عن الاعمال المهمة في هذه الحرب "كما وصفها جندي من الجيش الامريكي": تقارير "عادية" عند جيش ، الولايات المتحدة.
هذه السجلات لا تنقل اي شيئ جديد، انها تؤكد وتنقل بصورة رسمية ما يحاول قوله العراقيون والصحفيون الغير مرافقين للاحتلال منذ سنوات. بينما انشغلت الصحافة بما نشره موقع الويكيليكس، عاد القليل من القنوات الاعلامية الي التغطية الخاصة بهم معترفين بفشلهم لنقل الاخبار حول الجرائم بمصداقية.
لكن ما لا تفصح عنه هذه الوثائق هواضطلاع الولايات المتحدة مع "قوات غير نظامية" في حرب مكافحة التمرد ولارتباطها بأنشطة فرق الموت. متي ستُكشَفُ وثائق "الحرب القذرة"؟ ان محكمة بروكسل تقوم برصد هذا الاحتلال البشع منذ سنة 2003، وقد وجدت ان هكذا معلومات متسربة تخدش سطح هذه الحرب الكارثية علي العراق فقط.
ما يمكننا استخلاصه من الويكيليكس هو ليس الا نقطة في بحر، وقد حان الاوان ان نغطس في الماء العكر للحرب علي العراق وان نكشف الحقائق المخفية هناك.
التطهير العرقي
لقد بدا واضحا بعد الغزو سنة 2003 بأن الجماعات العراقية المنفية ستلعب دورا مهما في الرد العنيف للمعارضة في العراق المُحتَل.
في الاول من يناير/كانون الثاني 2004، أفيد بان الحكومة الامريكية خططت لانشاء وحدات شبه عسكرية خارج نطاق القضاء، تماما كما حدث في برنامج فينكس في فيتنام: حيث الارهاب وحملة الاغتيالات التي راح ضحيتها الالاف من المدنيين.
شملت الـ 87 مليار دولار، المخصصة للتجهيزات التكميلية في العراق ، 3 مليار لبرنامج سري، وهورأس المال الذي سيمول الوحدات شبه العسكرية للسنوات الثلاث القادمة.
ضمن هذه المدة، سيطرت علي الانباء الصادرة من العراق بصورة تدريجية اخبار فرق الموت والتطهير العرقي، والتي سُميت في الصحافة بـ "العنف الطائفي" حيث استُخدِم هذا المصطلح كسبب جديد لتبرير الحرب واستمرار الاحتلال. ويمكن لقسم من هذا العنف ان يكون عفوياً، لكن هناك دلائل هائلة علي ان اغلبيه اعمال العنف هذه كانت نتيجة لخطط وضعها العديد من الخبراء الامريكان في ديسمبر/ كانون الاول 2003.
علي الرغم من المحاولات الامريكية المتوالية لفصل سياسة الولايات المتحدة عن النتائج المرعبة لهذه الحملة، انطلقت هذه الحملة بدعم كامل من صانعي الرأي العام المحافظين في الولايات المتحدة الامريكية، معلنة ان "الاكراد والمؤتمر الوطني العراقي لديهم مخابرات ممتازة و يجب علينا ان نسمح لهم بأستخدامها... خاصة من اجل مكافحة التمرد في المثلث السني"كما نشرته صحيفة الوول ستريت.!! في يناير/ كانون الثاني 2005،
وبعد سنة من البلاغ الاول حول اغتيالات البنتاغون المنظمة وتشكيل الوحدات شبه العسكرية، ظهر "سلفادور اوبشن" في صفحات مجلة النيوزويك وبعض من الصحف الكبري. حيث يتضمن جلب مصادر خارجية لترهيب البلاد ولتتكفل بالقوي المحلية، وقد اعتبرت هذه السياسة العنصر الرئيسي الذي منع الهزيمة الكاملة للحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة . لذلك قام البنتاغون بتعيين المرتزقة امثال داينكورب الذي ساعد الميليشيات الطائفية المستخدمة لترهيب وقتل العراقيين وجر العراق الي الحرب الاهلية.
في عام 2004، نشر اثنان من كبار ضباط الجيش الامريكي مقالاً مؤيداً حول الحرب الامريكية بالنيابة التي تم تجربتها في كولومبيا: "الرئيسان ريغان وبوش دعما حرباً صغيرة ومحدودة في حين تحاول الولايات المتحدة ان تبقي التدخل العسكري سراً عن الرأي العام الامريكي ووسائل الاعلام. ويبدوان السياسة الامريكية الحالية تجاه العراق تتبع نفس"المنهج السري والخالي من الضجة والبعيد عن الاعلام".الذ اتبعته في امريكا اللاتينية حيث تتوضح لنا الطبيعة الرئيسية للـ "الحرب القذرة"، كما حدث في امريكا اللاتينية وفي اعنف تجاوزات في حرب فيتنام.
ان الهدف من الحرب القذرة هو ليس لتشخيص المقاومة ومن ثم ايقافها او قتلها، بل ان هدفها يتركز علي السكان المدنيين. انها اسراتيجية تُتَبع لترهيب البلاد وللعقاب الجماعي ضد عامة الشعب بهدف ترويعهم واجبارهم علي الخضوع. حيث تم استخدام نفس الاستراتيجية في امريكا اللاتينية وكولومبيا في العراق. حتي ان نفس خبراء هذه الحرب القذرة في السلفادور (السفير جون نيجروبونتي وجيمس ستيل) وفي كولومبيا (ستيفين كاستل) تم نقلهم الي العراق للقيام بنفس الاعمال القذرةحيث قاموا بتدريب وتعيين "مغاوير الشرطة الخاصة"ذوي السمعة السيئة، الذين ضموا اليهم لاحقا في سنة 2006 فرق موت مثل كتائب بدر ومليشيات اخري.
قامت القوات الامريكية بنصب مركز عمليات ذي تقنية عالية لمغاوير الشرطة الخاصة في مكان "غير معروف" في العراق. وقد قام خبراء الجيش الامريكي بنصب هواتف اقمار صناعية واجهزة الكومبيوتر ذات الاتصال بالانترنيت وشبكة الانترنيت الخاصة بالقوات الامريكية. اضافة الي ان مركز المغاوير لديه اتصال مباشر بوزارة الداخلية العراقية واي قاعدة عسكرية فعالة في البلاد.
وكلما تداولت الاخبار في الصحف عن الاعمال الوحشية التي تقوم بها تلك القوي في العراق، يلعب كاستيل دورا حاسما بأتهام "المتمردين" بالقتل دون تصريح قضائي من خلال سرقة زي الشرطة ومركباتهم واسلحتهم. وهو ايضا يدعي بأن مراكز التعذيب كانت تحت سيطرة الفاسدين من اعضاء وزارة الداخلية، حتي عندما تم كشف ان بعض اعمال التعذيب كانت تُمارس في مقر وزارة الداخلية حيث كان يعمل بالاضافة الي العديد غيره من الامريكان. ان مكاتب المستشارين الامريكان العاملين في وزارة الداخلية كانت تقع في من مبني الوزارة، مباشرة حيث كانت تجري اعمال التعذيب.
وقد منع انعدام التدقيق الاعلامي الغربي في ما يقوله الضباط الامريكان امثال ستيفين كاستيل اثارة اي احتجاج دبلوماسي ومحلي علي صعيد الحرب القذرة في العراق خلال 2005 و2006، وهوما يتوافق مع "المنهج السري والخالي من الضجة والبعيد عن الاعلام" المذكور اعلاه.
عندما نُشرت هذه القصة في مجلة نيوز ويك في يناير/ كانون الثاني 2005، صرح الجنرل داوننج، قائد القوات الخاصة الامريكية السابق، علي قناة الـ ان بي سي قائلاً: "ان الامر تحت السيطرة من قبل القوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة، لا داعي للتفكير بوجود اي حملة قتل تستهدف الابرياء من المدنيين" وبعد اشهر من هذا التصريح انطلقت حملة قتل من هذا النوع تحديدا في العراق. شملت هذه الحملة اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل بدون قرار قضائي والهجرة الجماعية للملايين داخل وخارج البلاد.!!
حسن علي الحلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق