قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية 5


وفيق والاستخبارات العراقية، القصة الحقيقية 5

في أدناه، نقرأ معاً الحلقة الخامسة من ردود العميد الركن أحمد العباسي أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة العراقية في العهد الوطني، على افتراءات المرتد وفيق السامرائي التي أوردها في بعض كتبه المنشورة.
الحلقات الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة.


قراءة في كتابي وفيق عبجل السامرائي حطام البوابة الشرقية والطريق إلى الجحيم (5) 
شهادة لجيش العراق وشعبه

العميد الركن (اس)
احمد العباسي *
كتبَ وفيق في كتابيه وفي بعض مقالاتهِ انهُ حاولَ إن يــُــثني القيادة عن دخول الكويت والانسحاب منها، ونتساءل هنا: كيفَ يمكن لـــ(وفيق) إن يصل إلى القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية من غير المرور بمدير الاستخبارات العسكرية العامة؟!!  حيث إن ارتباط المعاون بالمدير العام عن طريق أمانة السر حصرا والشخص الوحيد المخول بالاتصال بالقائد العام هو مدير الاستخبارات العسكرية العامة.
 وهنا، وقبل إن أبدأ بسرد الفقرات الأكثر أهمية في الكتاب، وهي مراحل حرب الكويت، والردُّ عليها بماعايشتهُ وشهدتُ تفاصيلهُ بنفسي، ومن خلال اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كــلل، المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية لشؤون الاستخبارات كافة، أودٌّ إن أوجّه دعوة وطنية صادقة للسادة الضباط القادة عامة وضباط ركن الاستخبارات خاصة الذين عاصروا الأحداث والإجتماعات التي ســتـُذكــرْ هنا، وخاصة ضباط ركن معاونية إيران والشمال وهُم من خيرة وأكفأ ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة، المَشهود لهم بالوطنيةِ والخبرةِ الاستخبارية والذين عاصروا هذه الأحداث والذين هددّهم وفيق وهدّد عوائلهم بعد دخولهِ مع المحتل  حتى يَسحبهُم إلى قعر العمالة، وكيف أنهُ روّجَ الشائعات لتلويث سمعة الاستخبارات ورجالها عندما أرسلَ أشخاص إلى بعض الضباط عارضاً عليهم العمل معه قائلاً لهم: { إن الضابط الفلاني معي (ويختار اسم احد الضباط المعروفين بالوطنية)  فلماذا تتخلّف أنت وهذه فرصة لا تعوض؟!} وذلك ليوحي للناس بأن هؤلاء الضباط الوطنيين على شاكلتهِ، وبالتالي يراودهم عن أنفسهم؛ ولكن هيهات فهؤلاء الشجعان هم خيرة ضباط الاستخبارات العسكرية ومؤسسيها، ولن يلوثوا سُمعتهم بعمالة راعي العمالة الأول، فداهنوه حتى استطاعوا تأمين عوائلهم، وهاجروا خارج العراق ليتّقوا شرهُ وشـر أذنابهِ، فلهم مني فائق الاحترام والتقدير وأتمنى إنْ أخطأتُ في شيءٍ إن يُصححوهُ لي خدمة للحقِّ وتأريخ جيشنا العظيم والاستخبارات العسكرية العامة.
في الصفحات 228و 229 يقول وفيق:
((في الأيام الأولى من الاجتياح كنت معاونا لمدير الاستخبارات العسكرية العامة لشؤون الاستخبارات عن إيران وقد تدهورت علاقتي مع المدير العام الفريق صابر منذ بداية عام 1989 عندما اتهمت باشتراكي في مؤامرة لقلب نظام الحكم دون توفر دليل ضدي ولان عقدة المدير العام طفت على السطح عندما راح كبار القادة يرددون إن نصر الاستخبارات في الحرب مع إيران يعود إلى كفاءة وخبرة وفيق السامرائي ولا يمتلك الفريق صابر سوى التوقيع فقرر إغفال وجودي وكانت مثل هذه الأنفاس المريضة طيبة لدواخلي النفسية فلا رغبة عني في المشاركة بحرب قذرة ضد الأشقاء العرب، وكماهو متوقع لم تمض ثلاث أسابيع حتى جاء هاتف طلب النجدة من الفريق صابر مباشرة قائلا ((لقد احتجتك يا أخي وليس كل ما يحصل يقال )) وكانت تلك المكالمة مزعجة لي إلى حد كبير فقررت أولا إذلاله وبعد هدوء ومراجعه قررت إضافة إلى ذلك استخدام المهمة الجديدة لخدمة وطني ومحاولة تخليصه من المحنة الكبيرة الجديدةـ.
تقرر دمج معاونيتي مع معاونية الاستخبارات في معاونية واحدة وإقصاء المعاون السابق من منصبه وقد أصررت على إجراء ذلك بعلم رئيس الجمهورية مباشرة،ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وقد آن الأوان لكشف حقيقة موقف الاستخبارات تجاه الدول الأخرى (عدا إيران) لضرب عصفورين بحجر واحد الأول زعزعة الثقة بين صدام وقادته وخاصة مدير الاستخبارات العسكرية الأقرب إليه الذي عاش منافقا ومرائيا بصورة غير اعتياديةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأظهرت لصدام جوانب العجز الاستخباري الشامل تجاه السعودية –تركيا – إسرائيل – سوريا بموجب مذكرات تحريرية من الضباط الاختصاصيين وفي المقابل حاول الفريق صابر جمع أصوات لإخبار صدام باني أخذت التمرد على أوامره لأني أريد التملص من الحرب، وكان مدير مكتبه الخاص ينقل إلي ما يحصل بأمانه تامة ساعة بعد ساعة ، عندئذ قررت إن اصعد المجابهة فكتبت إلى صدام بان الفريق صابر يدعي بأنك انفردت بقرار اجتياح الكويت وهو متشائم ممايحصل ــــــــــــــــــــــــــــــــــ وعندما وصلت إلى العصب الحساس لصدام فقد اكفهر وجهه وقال ((سوف يعلم صابر ما تعني خيانة عضو في القيادة العامة)) وأردفت قائلا ستجدني أمينا في كتابة التقاريرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ))

التعليق : قبل البدء بالتعليق أقول (نعم لقد كنتَ ومازلتَ وستبقى الى  أنت الأمين بكتابة التقارير التجسسية على كل من هم حولك) جميع ضباط الاستخبارات العسكرية العامة يعرفون حق المعرفة إن وفيق عبجل السامرائي، وقبلَ إن يستلم السيد الفريق صابر الدوري دفة قيادة المديرية بعد احتلال الفاو من قبل العدو الإيراني، كان على علاقة عائلية متينة بالمدير العام! وطوال مدة إشتغال وفيق في الاستخبارات أثناء فترة قيادة الفريق صابر كان هو الأقرب اليهِ من ضباط المديرية، وكانوفيق يصرّح في المعاونية ويقول ((إن عملي هذا خدمة للمدير العام لأنه يُرعاني رعاية خاصة قبل إن يكون مديرا لي)) ، وكنا نسمع كلمات المديح والإطراء على عقلية المدير العام وذكائهِ الاستخباري من قبل وفيق، أمام المدير العام وأمامنا في الاجتماعات والمؤتمرات الخاصة بالمديرية، ودائما كان يُعيد علينا قصص ذهابهِ وعائلتهِ  أيام الجـُـمع إلى مزرعة المدير العام لتناول الغداء!! , فلا اعلم، ولم اسمع يوما، ولاسمع غيري من ضباط المديرية إن علاقة وفيق بالمدير العام قد تدهورت طيلة وجود السيد الفريق  الركن صابر الدوري مديرا للاستخبارات العسكرية العامة !! وإن كانت العلاقة بينهما قد تدهورت فعلاً –كما يدعي - لما أصبحَ وفيق مُديراً للاستخبارات العسكرية خلفاً للفريق صابر الدوري, حتى وان كانت لــــ35 يوما فقط !!
ولهذا فإن قصة اتهامهِ بالاشتراك بمؤامرة لقلب نظام الحكم ماهي إلا كذبة كبيرة، بــــل إن تغيير تنظيم المديرية عام 1987 وشعبة إيران إلى معاونية حصلت بأمر من مدير الاستخبارات وذلك بتشكيل لجنة لدراسة توسيع شعبة إيران إلى معاونية وربط شعبة الشمال بها لتداخل العمل بين الاختصاصين للظروف المعروفة مع المتمردين الاكراد، وحصلت موافقة القائد العام عليها، وأمر المدير العام إن يكون وفيق المعاون الجديد !! وكان يقال إن الفريق صابر جعلها إكراما لوفيق ليكون هو معاونه المخلص الأمين !! ولو كان ما يدعيه  وفيق بخصوص المؤامرة صحيحا لكان قد تم إستجوابهُ، أو على اقل تقدير نـُــقـِـلَ خارج الاستخبارات كإجراء احترازي، فقضية مثل قضية قلب نظام الحكم، ومن شخص عسكري يشغل منصب مهم في مديرية الاستخبارات العسكرية لا يمكن إن تمر دون إن يسمع بها ضباط المديرية أو بدون إتخاذ أية إجراء تجاه المتهم بها، هنا سأسأل سؤالاً: هل يجوز إن يـُـتهم ضابط بمؤامرة وتنتهي القضية بفتور العلاقة مع مدير دائرته فقط؟  وأية دائرة ؟! إنها الاستخبارات العسكرية العامة !؟
يبدو إن وفيق يريد بادعائه هذا أن يقول لأسياده الذين جندوه بأنه شارك بمؤامرة لقلب نظام الحكم ليزداد حظوة لديهم.
أما ما ادعاه بان المدير العام  أهملهُ بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية كون قادة الجيش يقولون إن السبب في نصر العراق على إيران كفاءة وقدرة وفيق وان مدير الاستخبارات لا يمتلك غير التوقيع - حسب قول وفيق في كتابه - فاني أتساءل: إن كان مدير الاستخبارات العسكرية العامة [لا يمتلك سوى التوقيع] كما يقول وفيق، فلماذا أبقاه الرئيس مديراً للاستخبارات العسكرية العامة وعضواً في القيادة العامة للقوات المسلحة لخمس سنوات في أدق واخطر مراحل الحرب العراقية الإيرانية وهي السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب ؟!! لماذا أبقاه مديراً عاما لدائرة خطيرة جداً تؤثر على نجاح الجيش في حرب طاحنة؟! 
إن من المعروف لدى ضباط الجيش العراقي كافة، كفاءة وخبرة السيد الفريق الركن صابر الدوري خلال سنين الحرب الأولى وكفاءته الاستخبارية والقيادية خلال إدارته للاستخبارات العسكرية، ولسنا نحن من نقيّم قيادات كنا نعمل تحت إمرتها وننفذ توجيهاتها التي أدَّّت إلى نجاح الاستخبارات في تلك الفترة الذهبية في الحرب العراقية الإيرانية؛ على أية حال لقد تم تقييم الفريق صابر من قبل القيادة والشعب، وقد تم تكريم المدير العام أمام العالم أجمع لدوره في معارك تحرير العراق الكبرى بعدد كبير من ارفع الأوسمة والأنواط  بالإضافة إلى سيف القادسية الذي لم يحصل عليه سوى ثلاثة أو أربعة من قادة الجيش العراقي، وقد تمت ترقية اللواء الركن صابر الدوري إلى رتبة فريق بمرسوم جمهوري وبقرار من مجلس قيادة الثورة عام 1989 حسبما أتذكر، لدوره المتميز في الحرب العراقية الإيرانية، ولنجاحه كمدير للاستخبارات العسكرية العامة وخاصة في معارك التحرير الكبرى (توكلنا على الله الأولى والثانية والثالثة والرابعة ورمضان مبارك ومحمد رسول الله)، فهل من يملك التوقيع فقط  [مثلما يقول وفيق في كتابه] يكرّم كل هذا التكريم وبقرار بمثل هذه الطريقة التي لم يحصل عليها أحد  من قادة الجيش ؟
وكدليل على النفاق اللا متناهِ لوفيق فأنني أتذكر أن السيد المعاون وفيق أمر بأن يقوم الفنيون في معاونية إيران بتكبير المرسوم الجمهوري الخاص بترقية المدير العام والذي كتب فيه ما ذكرته أعلاه بحجم (متر)  ويـُـزّين بــــإطار كبير مُزجّج ! وأخذه بنفسه إلى المدير العام كهدية تقديرية من معاونيه إيران ضباطا ومراتب إلى السيد المدير العام بمناسبة تكريمه هذا عرفانا منهم بدوره المتميز في إدارة وتوجيه الاستخبارات العسكرية العامة في  الحرب مع إيران!! ولكنني غير مستغرب من تصرف وفيق هذا. 
و أخيرا، أليسَ من حق كل منصف إن يسأل:
  • أين دور ضباط الاستخبارات في المديرية بشكل عام وفي معاونية إيران بشكل خاص إذا كان وفيق صاحب الدور الأول والأخير؟!!
  • ألا يكون هناك دوراً ولو هامشياً لضباط المديرية وشعبة إيران؟! 
  • لقد كان وفيق ضابطاً في قسم إيران برتبة ملازم وله الدور الكبير!! كما ذكر، وكان وفيق ضابطً قسم إيران وله الدور الأكبر كما ذكر!! وكان وفيق مديراً لشعبة إيران وكان له الدور الأعظم كما كتب!!

طيب لماذا يأخذ الأدوار كلها كلما ارتفع ويبخس حق زملائه وضباط شؤون إيران وحتى مديره العام ؟؟
لقد تم تكريم وفيق السامرائي بوسام الرافدين من الدرجة الثالثة ونوط شجاعة وسيارة صالون، أما ضباط المعاونية كافة، فقد تم تكريمهم، ومن بينهم كاتب السطور، بأنواط الشجاعة، وقال وفيق عندما ابلغنا بالتكريم الذي اقترحه المدير العام على رئيس الجمهورية لمسؤول معاونية إيران والشمال وضباط ركن معاونيته ((هذا كله بفضل عمنا وأخونا المدير العام))، ولم يكرم وفيق قبلها ولا بعدها بأي وسام أو نوط، وكان يتحدث ويقول ((طوال خدمتي في الدائرة لم يسعى بتكريمنا من الرئيس حفظه الله إلا أخي المدير العام)).
وعلى ذكر التكريم، اذكر هنا إن ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة وحتى ترؤس الفريق صابر الدوري إدارة الدائرة، كان معظمهم قد توقفت ترقيتهم بسبب عدم توفر الملاك، فقام  الفريق الركن صابر الدوري باستحصال موافقة القائد العام على استثناء ضباط المديرية من هذا القانون وخاصة المعاونين ومدراء الشعب ومن بينهم (وفيق) الذي رقّي إلى رتبة (عميد) فخلقت مبادرة المدير العام هذه إندفاعاً إضافياً لدى ضباط المديرية كافة وجعلتهم يعملون باندفاع قل نظيره لخدمة العراق لانهم شعروا إن هناك من يقدر جهدهم الاستثنائي ولتحتفظ الاستخبارات العسكرية  بالتخصصات والخبرات المتراكمة.
أما بصدد ادعاءه بأن المدير العام طلب منه النجدة متوسلا إليه أن يعاونه فهو ادعاء كاذب مثلما أدعى مسيلمة النبوة، فهل يوجد أو يصح أويُعقل في المؤسسة العسكرية العراقية إن يستنجد قائد لدائرة، مثل الاستخبارات، وعضو في القيادة العامة بضابط من معيته ؟؟ أم إنهُ يأمرهُ أمرا فينفذ ما يطلب منه دون نقاش أو جدل ؟!
ولكن مرة أخرى يحاول وفيق إن يضع لنفسه وزنا زائدا عن حجمه، وإلا ماذا نسمي هذه الكلمات التي سطرها في كتابيه؟ هل نحن نجلس في مقهى إبراهيم عرب أم في إحدى مقاهي شارع الرشيد؟ أنها مديرية الاستخبارات العسكرية العامة يا سيادة العميل.

اللواء الشهيد سنان عبدالجبار أبو كلل
أما موضوع  دمج معاونية إيران بالمعاونية الأولى بعد دخولنا الكويت فقد حدثني عنها المرحوم الشهيد اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل (وهو من خيرة ضباط الاستخبارات العسكرية كفاءة وخبرة ومهنية) عندما زرته لتهنئته بتوليه منصب محافظ ميسان حيث قال رحمه الله ((بعد احتلال العراق للكويت بفترة قصيرة، اتصل به المدير العام على خط المديرية وطلب منه الحضور إلى مقره، وفعلا ذهب إلى هناك وكان المدير العام متألماً وقال له "اتصل سكرتير رئيس الجمهورية حامد يوسف حمادي وابلغه بأمر الرئيس صدام حسين بإعفائه من منصب المعاون الأول لمدير الاستخبارات لكافة دول العالم (عدا إيران) ويحل محله اللواء الركن وفيق السامرائي بعد دمج معاونية إيران مع المعاونيه الأولى"، وقد حاول المدير العام الاعتراض بإفهام سكرتير الرئيس بأن اللواء سنان هو معاون مختص وقائم بواجباته على أتم وجه وان وفيق ليس لديه تصور عن مهمة المعاونية الأولى، فأجابه سكرتير الرئيس بأن عليه تنفيذ الأمر كونه صادر من رئيس الجمهورية، وقد اعتذر منه الفريق صابر الدوري وقاه لله: "لا يمكن إن يعوض مكانك احد فأنت من خيرة من عمل معي وأكثرهم كفاءة وسأقوم بتنسيبك آمــراً لمدرسة الاستخبارات إكراما لك")).  
ويكمل اللواء سنان أبو كلل روايته حيثُ مرت الأيام ليطلّع اللواء سنان على أحد التقارير التي كان يرفعها وفيق السامرائي إلى الرئيس صدام حسين مباشرة بواسطة حسين كامل !!! والذي حصل هو أن الرئيس صدام حسين إستدعى اللواء الركن سنان عبد الجبار أبو كلل لتبليغه بقرار تعيينه محافظ ميسان، وهنا سأل الرئيس صدام حسين اللواء الركن سنان (هل تعرف السبب الذي جعلني أقرر إعفاءك من منصب المعاون الأول لمدير الاستخبارات العسكرية؟! ) فأجابه اللواء سنان: سيدي الرئيس  نحن جنود وأي مكان تختاره نكون رهن إشارتك، فأمر الرئيس صدام حسين سكرتيره بتسليم اللواء سنان بعد خروجه من مكتب الرئيس (وريقات وفيق) أي أوراق تقارير وفيق.
وكان من بين هذه التقارير تقريرين، احدهما مكتوب فيه:
{أن وفيق يتهم اللواء الركن سنان بعدم جديته بتزويد القيادة بمعلومات عن تحشد جيوش الحلفاء في السعودية بحجة عجزنا الاستخباري تجاه السعودية ودول الخليج بصورة خاصة لتركيز اهتمام الاستخبارات على إيران وإسرائيل فقط والحقيقة كما يقول وفيق في تقريره السري الموجه إلى الرئيس إن مدير الاستخبارات الفريق الركن صابر الدوري واللواء الركن سنان غير مقتنعين باحتلال العراق للكويت}.
أما تقرير وفيق الثاني الموجه إلى الرئيس أيضا يقول فيه وفيق {إن مدير الاستخبارات قال له إن الرئيس انفرد بقرار احتلال الكويت وسوف يدمر العراق قبل إن يرحل من كرسي الحكم!!  وقد همَّش الرئيس على التقرير (يواجهني وفيق)}.
وقد اخبر سكرتير رئيس الجمهورية اللواء الركن سنان عند تسليمه للتقارير بأن إن وفيق كان يزود مدير الأمن الخاص وحسين كامل بتقارير سرية عنه وعن بعض ضباط الاستخبارات بحيث يجلبان بعضها إلى الرئاسة ويطلع عليها الرئيس.
وهنا اعترف وفيق في الصفحة (230) من "كتاب حطام البوابة الشرقية" بكتابة ذلك التقرير وشهدَ على نفسهِ وأكمل روايته بهذه الحادثة بالقول (وعندماوصلت إلى العصب الحساس لصدام فقد اكفهر وجهه وقال ((سوف أعلم صابر ماذا تعني خيانة عضو في القيادة العامة)).
هنا انتهت قصة اللواء سنان ابو كلل كما قصَّها لي في ذلك اليوم الذي استذكرنا فيه أيام العز والنصر كما استذكرنا من باعوا أوطانهم وأعراضهم للأجنبي، رحم الله الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل مفخرة الاستخبارات العسكرية العامة.
وعند قراءتي لكتاب وفيق حطام البوابة الشرقية وفي الصفحة (230) منهُ تحديدا، استعادت ذاكرتي ما تحدث به الشهيد اللواء الركن سنان أبو كلل في ذلك اليوم حول التقارير التي كان يرفعها وفيق إلى الرئاسة وقد قلت في نفسي صدقت سيدي أبا أركان فقد خان وفيق صديقة المقرب الذي جعله يلمع في صفوف المديرية فكيف لا يخونك أنت؟ فقد نافق و زايد على وطنيتك وكفاءتك وهذا هو ديدنه فذهبت أنت إلى ربك مع الشهداء وبقي هو في هوان الدنيا وذلها .
في الصفحة 238 يقول وفيق:
(( وفي يوم 10-1-1991 تم استدعاء 18 ضابط من أقدم ضباط الاستخبارات للاجتماع مع صدام في القصر الجمهوري.......................................... قائلا  ( إن أمريكا ضعيفة).......................................................... ........ لن نتراجع عن الكويت وسننتصر ................................................................ وبعد الاستماع إلى هذا الحديث أيقنت إن الحرب واقعه لا محالة وأسرعت بالعودة إلى المكتب لكتابة تقرير مفصل وشامل يحمل نذر الشر والتدمير وألححت على المدير العام لتوقيعه.................................. وأرسلناه إلى رئاسة الجمهورية والقيادة العامة للقوات المسلحة, وفي اليوم التالي تم استدعائي إلى رئاسة الجمهورية وأدخلت إلى مكتب الرئيس وكان مرتديا بدله سوداء وبعد إن جلست إلى جانب طاولة المكتب بادرني بالقول هل شاهدت التقرير الذي كتبه صابر المدير العام بكل ما يحمل من روح الهزيمة, أجبته ومن غير تردد ( يا سيدي أنا كتبت كل حرف من التقرير بنفسي ويمثل قناعتي الكاملة, لقد كنت أمينا وصادقا في كل التفاصيل وسنواجه ضربة مدمرة ......... ولم ينزعج بل قال (( أشكرك أنت شخص موثوق وكفئ) لكنه لم يفعل سوى الإصرار على دفعنا إلى الهاوية.
التعليق :
في اليوم الذي ذكره وفيق أي يوم 10-1-1991، استدعينا إلى رئاسة الجمهورية نحن ضباط الركن الأقدمين في مديرية الاستخبارات العسكرية، وفور وصولنا إلى مبنى المجلس الوطني– مقر الرئيس الرسمي – أدخلنا إلى قاعة الاجتماعات ولم يكن مدير الاستخبارات العسكرية العامة حاضرا معنا أول الأمر لذهابه مع وزير الدفاع وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة لتفقد القطعات في منطقة حفر الباطن جنوب العراق .
وقبل وصول القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية قاعة الاجتماعات بدقائق دخل الفريق الركن صابر الدوري مدير الاستخبارات العسكرية العامة قاعة الاجتماع – إذ يبدو انه اسُتدعي بصورة سريعة إلى الاجتماع -وما إن جلس في مقعده الأمامي  المخصص له حتى دخل الرئيس صدام حسين مكان الاجتماع، في بداية الاجتماع تحدث الرئيس بانفعال موجها كلامه لمدير الاستخبارات {هناك قصور كبير في المعلومات عن سير تحشدات العدو ...... إنكم في الاستخبارات ستكونون سببا في خسارة بل تدمير العراق في هذه الحرب، عكس الحرب العراقية الإيرانية عندما كنتم احد الأسباب الرئيسية لنصرنا على إيران}، طلب مدير الاستخبارات العسكرية  الحديث وقال {سيدي أنا اعترف لك بأننا غير قادرين على تزويدكم بالمعلومات الكافية كما كنا نفعل في الحرب العراقية الإيرانية وسأبين لكم الأسباب، خلال الحرب العراقية الإيرانية كنا نحصل على المعلومات عن طريق عدة مصادر منها:
أ‌-       التنصت على شبكات العدو الإيراني اللاسلكية بواسطة المعدات الفنية والوسائل الفنية الأخرى , والحلفاء الآن بما إن المبادأة بأيديهم فأنهم لا يستخدمون الأجهزة اللاسلكية في التحدث مع فرقهم وتشكيلاتهم إضافة إلى إن أجهزة اتصالاتهم متطورة حيث يصعب علينا اختراقها.
ب‌-   المصادر البشرية: لقد كانت لدينا مصادر بشرية في بعض الدول العربية ومنها السعودية وقد أمرتم بقطع الاتصال مع كافة تلك المصادر بعد اتفاقية مجلس التعاون العربي وعندما استأذنتكم بإبقاء شعرة معاوية معهم رفضتم طلبي حتى لا نثير السعوديين.
ت‌-   في مراحل التحشد الأخيرة للعدو كنا نستخدم الطائرة ميغ 25 لتصوير تلك التحشدات وقد فاتحتكم رسميا لإجراء استطلاع جوي تصويري لتحشدات قوات دول التحالف ولم تحصل الموافقة وهمشتم سيادتكم على المذكرة ((إن صابر الدوري يريد إشعال الحرب قبل أوانها حيث إن الأمريكان سيسقطون الطائرة حال تحليقها ))
ث‌-   بعدها طلبتُ من سيادتكم إن يقوم ضباط الاستخبارات باستخدام الطائرات السمتية لاستطلاع الشريط الحدودي بين الكويت والسعودية ورفض الطلب أيضا... لهذا السبب تجدون سيدي الرئيس إن معلوماتنا ليست بالوضوح الكافي كما كنا في الحرب مع العدو التقليدي ايران}.
سكت الرئيس لبرهة وقال للمدير العام  ((لقد اقتنعت بتبريراتك)).
وانتهى الاجتماع دون إن يطلب الرئيس من احد المختصين رأيه، وعند نهوض الرئيس وتوجهه نحو باب الخروج، توقف عند باب القاعة والتفت إلى وفيق قائلا باستهزاء: 
{ماذا تقول يا وفيق؟}.
فأجابه وفيق بكل تملقه المعروف وريائه الذي عاش فيه طوال عمره وهو مطأطئ الرأس: (نحن جنودك سيدي  وسنموت تحت حذائك)
وظهر لاحقاً (وشهد شاهد من أهلها) ومن خلال كتابي وفيق عبجل السامرائي وماذكره في الفقرة السابقة حيث كتب (لضرب عصفورين بحجر واحد الأول زعزعة الثقة بين صدام وقادته وخاصة مدير الاستخبارات العسكرية الأقرب إليه ـــــــ وأظهرت لصدام جوانب العجز الاستخباري الشامل تجاه السعودية –تركيا – إسرائيل – سوريا بموجب مذكرات تحريرية من الضباط الاختصاصيين منها بجمع التواقيع لتبيان العجز الاستخباري ) فكان استهزاء الرئيس بسؤاله لوفيق ما هو رأيك وهو يهم بالخروج من القاعة وجواب وفيق بأنه مستعد للموت تحت حذاء الرئيس, يحمل علامة استفهام تحيرنا !!!!(والذي لم نفهمه حينها), قد فهمناه بعد الذي ذكره وفيق في كتابه بالإضافة إلى التقارير التي حدثني بها اللواء الركن سنان أبو كلل رحمه الله من إن وفيق كان قد أرسل تقرير سري إلى الرئيس بعد توليه مسؤولية المعاونيه ونقل معاونها السابق اللواء سنان يتهم فيها اللواء أبو كلل وضباط المعاونية الأولى المتخصصة بأنهم مقصرين في تهيئة قاعدة المعلومات عن الساحة الخليجية والأخص السعودية إضافة إلى أمريكا والدول الغربية بالإضافة إلى عدم جديتهم في متابعة تحشدات ونوايا دول التحالف .
بعد أن روى لي اللواء الركن سنان أبو كلل رحمه الله قصة التقارير التي كان يرفعها وفيق ضد مديره وزملائه ودائرته، فقد أخبرته بقصة تقول ((إن فلاحاً أراد أن يشتري حماراً يُعينه في أعمال الحقل فذهب إلى رجل عندهُ حمار للبيع واشتراه منه وقال صاحب الحمار للمشتري، أني سأبيعك حمارا قوياً شغولاً ومطيعاً إلا ان به عيباً واحداً وهو "يأكل اللحم" إضافة إلى العلف .. اضطر الرجل المُشتري لشراء ذلك الحمار وبقى يعمل لديه سنيين، ولم يلاحظ الرجل إن الحمار يأكل اللحم، وفي يوم من الأيام قام الحمار بأكل طفل ابن الرجل... فقام الفلاح بقتل الحمار وتخلص منه ... وبعدها لام الناس الرجل كيف ارتضى أن يشتري الحمار ويعلم به هذا العيب.... وقال الرجل لا تلوموني أنني خدعت به)).... فأردف اللواء سنان أبو كلل معقبا على روايتي قائلا ((أن وفيق ليس أقل خسة من هذا الحمار لأنه أكل لحم رفاقه وأصدقاءه وخان وطنه وشعبه وقد خدعنا به)).
عذرا  للإطالة كون الموضوع لا يتجزأ وللحديث بقية عن هذين الكتابين الملفَّقين وما ورد بحق قادة الجيش من أكاذيب وما جرى بحقهم من وشايات ومن فم الكاذب ندينه

* أحد ضباط مديرية الاستخبارات العسكرية العامة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق