قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

في الزنازين والأقفاص الإنفرادية التي تشتعل لهيباً بلا نار ..ثلة مؤمنة لا تهمة لها سوى الدفاع عن العرض والأوطان والدين المستباح.! - رسائل من خلف القضبان


في الزنازين والأقفاص الإنفرادية التي تشتعل لهيباً بلا نار ..ثلة مؤمنة لا تهمة لها سوى الدفاع عن العرض والأوطان والدين المستباح.! - رسائل من خلف القضبان

poster2

خلف الأبواب الموصدة، في زنازين تشتعل لهيباً بلا نار، هناك، حيث الأقفاص الإنفرادية، وأخرى جماعية يسكن خيرة الناس، أجناسهم مختلفة، وجنسياتهم ومشاربهم شتى، ألوانهم متعددة، يجمعهم شيء واحد لا غير، دين الله الحق، الإسلام، يدفعون من أجله ضريبة لا تقوى الجبال على دفعها، وسيلتهم في تسديدها الإستعانة بالله على ما يقاسوه، زادهم الصبر ومؤانسة الرحمن، وشرابهم الأيمان الذي يستعينون به على سياط الجلادين.
ثلة مؤمنة، لا تهمة لها، سوى الدفاع عن الأرض والعرض والدين المستباح، يشاركهم فيها أناس اقتيدوا من دورهم، حيث كانوا يقيمون آمنون مطمئنون، فساقوهم، كما تساق الشياه إلى مسالخها، دون فعل جنوه، أو ذنب أرتكبوه إلا كونهم يخالفون عقيدة السجان ودينه المسخ الجديد.
هذا هو واقع حال سجون بلاد الرافدين، التي كانت، وحتى وقت قريب، لا تضم سوى القتلة، والمجرمين، والسراق، واللصوص، وقطاع الطرق، الذين باتوا اليوم هم من يحكم بلاد الحضارة والامجاد، بلاد الخلافة الإسلامية، جمجمة العرب ورمح الله في أرضه كما وصفه من لقن الفرس المجوس درساً في فن البطولة والشجاعة والإقدام والعدل والأخلاق، سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، قبل أن تمتلئ اليوم وتكتظ بجموع المجاهدين، والمناصرين، وبأهل السُنّة والجماعة، صغاراً وكباراً، نساء ورجالاً، شيوخاً وكهولاً، حقداً من الفرس المجوس على كل ما هو إسلامي وكل ماهو عربي!
أما حال زنازين الحكام الأعراب، أو أولئك المستعربين، ممن حسبوا أنفسهم على أمة الإسلام التي تبرأ إلى الله منهم، فيدخل في غياهبها كل يوم أعداداً، لا حصر لها، من شباب هذه الأمة، ومن علمائها والمشايخ والدعاة، ممن يغارون على حرمات الله، التي تنتهك على يد الحكام الطغاة، أو لسعيهم نصرة ودعم إخوانهم المجاهدين في بقاع الأرض المختلفة، التي يُضطهد على أرضها الإسلام، وتهان في ربوعها كرامة المسلمين على يد الصلبيين واليهود والمجوس، الذين أوغلوا في دمائنا، وإهانة مقدساتنا، والتعدي على رمزنا، سيد الانبياء والمرسلين، أطهر قدم وطئت الثرى، وأشرف ثريا أنارت سماء الوجود، سيد ولد بني آدم، النبي الهادي المختار، محمد الأمين، صلى الله عليه وسلم..
حال الأسرى والمعتقلين اليوم في زنازين الطغاة واحد، رغم إختلاف الجلاد، فالزنازين والأقبية والسجون واحدة، ظلماتها واحدة، وقعرها واحد، ومشانقها واحدة، وهوية نزلائها واحدة (الإسلام)، وجلاديهم حكام بغاة، أبناء زنا، قوّادون، عراة، يحكمون أشرف أمم الأرض وأنبلها وأتقاها.
وأن كان الفرس من يتحكم في مصير المسلمين في العراق ويلف حبال المشانق حول رقاب رجالهم ونسائهم، بل وحتى أطفالهم، فأن من ينتهك حرمات الإسلام ويعتقل أبنائه في البلدان العربية والإسلامية هم من أبناء جلدتنا، لكنهم رضعوا الدياثة من أثداء الصلبان واليهود والمجوس، الذين نصبوهم على عروش الطغيان، ليسوموا أمة الإسلام ألوان الهلاك والشقاء والعذاب، كي يتفرغ الأنجاس لنهب ثروات الأمة، ومحاربة الدين، وهتك ستر وأعراض وحرمات أبناء الإسلام الغيارى، تارة بشكل مباشر على يد الصلبان، مثلما يحدث في افغانستان، وعلى الصفويين من الفرس المجوس كما في العراق، وعلى يد أبناء القردة وأحفاد الخنازير اليهود في فلسطين، وتارة يكون عبر وكلاءهم من الحكام الكلاب الأنجاس، لا أستثني منهم أحداً، كاتمو أنفاس العباد، ومحاربو فريضة الجهاد، الذين ألبسوا الخلق رداء الذل، وأسقوهم كأس الهوان في مختلف أمصار الإسلام، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قبل أيام وصلتني على بريدي الشخصي رسالة بعث بها إليّ عدد من الأسرى القابعون في ظلمات سجون طغاة بلاد المغرب الإسلامي، والذين طواهم النسيان في زنزانتهم منذ سنين طوال، والتهمة نيتهم النفير لنصرة أهليهم وإخوانهم في بلاد الإسلام الأخرى، أرادوا الثأر للنساء الأرامل، والأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، فكان جزاؤهم السجن، والقيد، والأغلال، وجور وظلم أقسى المجرمين وأعتى طغاة الأرض من الحكام الأنذال..
وقد وجدت من حقهم عليّ نُصرتّهم، والتعريف بما يلاقونه من جحيم في قبورهم الدنيوية تلك، من خلال نشري لبعض من تلك الرسائل التي تبادلناها، والتي كانوا يرسلونها إليّ عبر إيميل من هاتف جوال، مزود بخدمة إنترنت، نجحوا في إخفائه داخل زنزانتهم بعيداً عن أعين الجلادين، رسائل تتحدث عن معاناتهم، ولكن، ورغم جحيم ما يلاقوه ويقاسوه هناك، وجدتهم أكثر مني حرصاً على نصرة الدين، وأكثر مني ثباتاً على ما دخلوا الأسر لأجله، وأعلى مني همة ورباطاً وجأشاً، فك الله أسرهم، حتى جعلوني أخجل من نفسي لعظمة تقصيري في نصرة جند الله، مجاهدو الرحمن، فلّله درهم من رجال ثابتين مرابطين، يتنظرون من يكسر قيدهم ليلتحقوا بجحافل المجاهدين من جديد!
الرسالة الأولى التي وصلتني من خلف قضبان السجن:
السلام عليكم
أخي الغالي، تقبل الله منكم ما تخطه أيديكم نصرة لهذا الدين وأهله، خاصة في بلاد الرافدين، فقد صرنا مدمنين على قراءة مقالاتك، وإخبار الإخوة عنها للاطلاع عليها، فجزاكم الله خيراً.
كما نود مطالبتكم بأن تدلنا حيث نجد كل كتاباتكم مجموعة، لو أمكن ذلك، بارك الله فيكم.
ونبلغكم سلام وتحيات إخوانكم الأسرى في أحد سجون المغرب، حيث نقبع منذ سنوات بتهمة النفير لنصرة المسلمين، فلا تنسونا من دعائكم، ومن مداد قلمكم السيال، رعاكم الله.
عن المأسورين: أخوكم العاني
رسالتي لهم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حياكم الله وبياكم أحبتي، أنتم ومن معكم، من مرتادي مدرسة يوسف، عليه السلام..
أخوتي وأحبتي، فك الله أسركم بقوة الله تعالى لا بقوة غيره، وعاجلاً غير آجل:
لكَم آلمتني رسالتكم هذه وأوجعتني، فقد أثقلني قيدكم، ومزقني نداؤكم، فزادني هماً على همي، وغماً على غمي لحالكم، ولحال شبابنا المسلم المجاهد الذي يقبع في زنازين الطغاة، لا لسبب سوى لأنهم يبغون وجه الله تعالى، ونصرة دينه الحنيف، والثأر لأعراض الحرائر المسلمات في شرق الأمة الإسلامية وغربها، والذي ينتهك على أيدي الصلبان واليهود والفرس المجوس، بمباركة حكام العهر والمجون، قاتلهم الله آنىّ يؤفكون..
وبذات الوقت أفرحتني رسالتكم التي أتتني من خلف الزنازين، ولا يزال مرسلوها ثابتون على ما نووّا عليه، وآمنوا به، وعملوا له مع رفاق دربهم، سائلين الله لنا ولكم الثبات..
أخوتي الأحبة أنتم ومن معكم من الأحبة، فدتكم نفسي:
أثبتوا، وأصبروا، وصابروا، فوالله أنكم لفي خير عميم، ما دمتم ثابتين، فهو تا الله الرباط وأن كنتم مثقلين بالقيد، وأنني والله قد شدتني عبارة كنت قد قرأتها اليوم فأستوقفتني، فلربما فيها إشارة خير قد ساقها الله لكم عبري، فقبل أن تصلني رسالتكم هذه، وقبل أن أقرأ تفاصيلها، قرأت اليوم: (أن السجن أنما هو الصبر)، وقد أعادتني تلك العبارة إلى تلك الأيام الحالكة السواد التي قضيتها في زنزانتي الإنفرادية أيام وليالي طوال ما عرفت فيها ليلي من نهاري، حتى أكرمني الله بزنزانة أوسع مع رفاق درب تعلمت منهم ما لم أتعلمه طيلة سنوات عمري ومديده، قبل أن يتمم عليّ رب العزة نعمائه ليخرجني من بين أيدي الطغاة، لأواصل مسيرة ما بدأته قبل السجن..
وأنتم إخوتنا وأحبتنا سنظل ننتظر خروجكم والتحاقكم بنا، وسنكفيكم ما أنتم بعيدون عنه اليوم من جهاد الإعلام والميدان، بإذن الله، لتكفونا بعدينا ما هو بعيد عنا من الجهاد بعد أن يهال فوقنا التراب، نسأل الله لنا ولكم حُسن الختام، والموت قتلاً في سبيل الرحمن، لا على الفُرش وريش النعام.
أخوتي الأحبة فرّج الله كربكم، وكسر قيدكم، وفك أسركم:
لن ننساكم، بإذن الله، وسنظل نرقب خروجكم، ولن يهدأ لنا بال حتى تفرغ الزنازين من المجاهدين والمناصرين والأحباب، لتمتلئ بالطغاة والأنجاس والكلاب، أو تمتلئ بجيفهم الأرض وتنهش لحمهم غربان السماء..
عهداً أحبتنا المأسورين في سجون الطغاة أننا سنعمل من أجل فك قيدكم، وسنظل ننادي:
فكو العاني..
فكو العاني..
فكو العاني..
حتى يتوقف القلب عن النبض.. وأن جف حبر القلم فسنجعل من دمائنا محبرة له.. عهداً لن نتوقف حتى يفك الله قيدكم وأسركم، أو نلتحق بزنازينكم، أو نقتل دونكم!
خادمكم ناصر المجاهدين: حسين المعاضيدي
الرد من الأحبة:
شيخنا الحبيب تقبل الله منكم، وحياكم، وبياكم، ونصركم، وحفظكم، وجعل الجنة مثوانا، ومثواكم:
والله إننا لنعجز عن صوغ الكلمات المعبرة في الرد على ردكم الذي أدمع عيوننا، والله إننا لنحس وقع الكلمات الصادقة حين تخطها أيدي الصادقين أو تتفوهها افواههم..
والله تعجز الكلمات عن التعبير عن ما نود قوله وتزيينه بأحسن العبارات، فوالله لقد اغرورقت أعيننا بالدموع بعد رسالتكم الجوابية الطيبة، وليس لنا من رد سوى ما أمر به الصادق المصدوق حين قال من اسدى اليكم معروفا فكافؤوه، وأن خير ما تكافؤونه به هو قولكم له جزاك الله خيراً، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فنقول لكم (جزاكم الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء)،
ونُعلمكم، ومن خلالكم كل أحبابنا، أن ثلة ليست بالقليلة من أحفاد الفاتحين طارق بن زياد وعبد الرحمن الغافقي في سجون المغرب الاقصى على العهد باقون، ما ضّرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله ويفتح بيننا وبين القوم، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
نعتذر عن عدم ترتيب الافكار والركاكة وهذا له اسبابه، أولها ضعف الامكانات، (هاتف تعبان) ههه ابتسامة..
لا ندري ما نقوله إلا إخباركم إننا نحبكم في الله، ونشدُّ على أيديكم، ونُعلمكم، ومن خلالكم كل الموحدين والمجاهدين في كل البقاع، خاصة على أرض الرافدين، أن قلوبنا معكم، وألسنتنا لا تفتر من الدعاء لكم، وإننا على العهد باقون، رغم القيد، والظلم، وطول الطريق..
حبيبنا الغالي حسين المعاضيدي نسأل الله أن يتقبل منكم، وأن يبارك جهودكم، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وحفظكم الله ورعاكم..
بالمناسبة: هل كتبت شيئا عن فترة اعتقالكم لنستفيد منها بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير الجزاء، وحفظكم الله ورعاكم، وجمعنا بكم في ظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله.
رسالة جوابية مني إلى الأحبة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي، فدتكم نفسي، والولدان، والأهلون..
أحبتي، جرحكم غائر ماضٍ في دواخلنا، ونداؤكم هز أركان أوجاعنا، فما عدنا نعرف أنألم لحال أسرانا الذين يُقتّلون في حملات إعدام جماعية في سجون الفرس المجوس في بلاد الرافدين، أم نألم لحال إخوتنا في بلاد اليمن، الذين يقاسون ظلم كلاب السلطة التي تحالفت مع الصلبان، ومع حوثيو الرجس المجوس لضرب جنود التوحيد هناك وأعتقالهم، حتى غصت السجون هناك بالآسارى، أم نألم لحال أحبتنا المجاهدين ولعلمائنا الربانيين، الذين يقبعون في زنازين كلاب (آل سلول) في بلاد الحرمين، تلك الزنازين التي يديرها بشكل مباشر وغير مباشر رب آل سعود (أميركا)، أم نألم لحال أهلينا في بلاد الشام الذين توزعوا بين قتيل وأسير وطريد على يد أنجاس الرفض النصيريين، أم نألم لحال أحبتنا في بلاد السند، أو بلاد الهند، أو بلاد الأفغان، والقوقاز، أم نألم لإخوتنا الغرباء في أحوازنا العربية الإسلامية المحتلة، أم نألم لحالكم، يا قرة العين، في أفريقيا، سواء في صومالها، أو في ماليها، أو على رمال صحرائها الكبرى، أو في شمال مغاربها الإسلامي!
والله أن كلماتكم قد زلزلتنا، ونداؤكم أبكانا، زلزلنا صدق منبعه فأوجعنا ، وأرهقنا علوّ صداه فأرهقنا حتى يكاد يقتلنا لشدته ونجواه، وأبكانا لأننا نعرف عظمة قصورنا وتقصيرنا بحقكم، فألهانا ما سواكم عنكم، فأقبلوا إعتذارنا، وأغفروا قصورنا، وارحموا ضعفنا وخذلاننا لكم..
إليكم بعض من طلباتكم التي هي أوامر، والخاصة ببعض المقالات التي طلبتم، وليتكم طلبتم شيئاً لدنياكم، فها أنتم ترهقون ضعفنا، فتطلبون لآخرتكم حتى وأنتم مثقلين بالهمّ، مكبّلين بالقيد، فما أعظمكم وأغناكم، وما أصغرنا وأبخلنا!
بعد طلبكم، أحبتي، لمواضيعي السابقة وجدت من الضروري عليّ أرشفة كتاباتي السابقة، وسأعمل على هذا الموضوع، بإذن الله تعالى، من يومي هذا وحينما أنتهي منه سيصلكم الموقع إن شاء الرحمن تعالى..
أما بخصوص تجربة أسري ومكوثي في زنازين الطغاة فقد كتبت بعض المقالات المتفرقة ارسلت لكم بعضها في مرفق ها هنا، فعملية البحث عنها يتطلب وقتاً طويلاً، لكنني سأرسل لكم ما أعثر عليه بين الفينة والأخرى، بإذن الله تعالى، لعلكم تنتفعون به في بطون زنزاناتكم، فك الله أسركم منها، لكنني لخصت تجربة الأسر والأعتقال في كتاب ستصدر منه أولى النسخ بعد أسابيع قليلة، بتوفيق الله، وسيكون بعدة لغات أجنبية مثلما هو مؤمول، بإذن الله تعالى..
أحبتي ثبتكم الله..
أعدكم أن أكتب عن معاناتكم مقالاً خلال أيام، إن شاء الله تعالى، اكشف فيه عن مدى الظلم والجور الذي تتعرضون إليه في ظلمات سجون الطواغيت، فاكتبوا أن شئتم عن معاناتكم، ووجهوا كذلك رسائل من سجونكم للطغاة، ولعائلاتكم، ولأحبتكم وإخوانكم المجاهدين، وسأحرص، بقوة الله تعالى، وما أعانني على ذلك الجبار، أن تصل كلماتكم لكل من وجهت إليه، حتى يهزّ صداها أرجاء الشرق والغرب، إن شاء الله تعالى..
جواب المأسورين:
سلام الله عليكم حبيبنا الغالي، نشكركم على الروابط، والجهد، والاهتمام، بارك الله فيكم، وآجركم، وتقبل منكم..
حبيبنا الغالي، لقد سبق لنا أن حاولنا كتابة بعض اليوميات، لكننا توقفنا لظروف تقلبات السجون المعلومة، وكان هذا قبل ثلاث سنوات، وحينها ارسلناها لموقع المقريزي الذي قام بنشرها، وأيضا نُشرت على عدة منتديات، لكن هذا لا يعني أننا من أهل هذا الميدان، وفرسان القلم، حاشا وكلا، إنما هي بضع أفكار رُمنا حينها التعريف، من خلالها، بقضيتنا، وكان لها، ولله الحمد، بعض الصدى، ويكفي أنها أغاظت المجرمين هنا، وقد كانت بعنوان: (شذرات مناقبية الأبالسة)..
المهم حبيبنا الغالي، وبما أنك مررت بتجربة الأسر، وأبديت استعدادك لنصرتنا، فإننا نريد استشارتك في موضوع........................................................................ ...................................................................................................................................................... ونروم من خلال ذلك فضح المجرمين الذين يتبجحون بحقوق الانسان، والتغيير، وهكذا شعارات.... والهدف نصرتنا للقضية والتعريف بها، وفي نفس الوقت نحقق أجر إغاظة المجرمين.
إخوتكم في سجون المغرب الأقصى
ويح لنا، ويح لنا، ويح لنا، ألا فينا من يفكّ العاني، ألا فينا من ينصر العاني، ألا فينا من يوصل صرخات ونداءات واستغاثات الآسارى في سجونهم، ممن يتعالون حتى على جراحهم التي أوجعتهم، فراحوا ينشدون:
أوجعيني يا جراحي أوجعيني، لا تراعي من بكائي وأنيني، أوجعيني إنني رغم مصابي، غافل مازلت لم يعرق جبيني، أوجعيني لم أعد أخشاك إني، بت أهواك إذا ما تهتويني، إمنعي طيري من التحليق هاتي، كل ما عندك من جور السنين، وأري عيني أصناف المآسي، كرري المشهد واستبكي عيوني، مزقي قلبي بأنواع البلايا، واجعلي الهم رفيقي وقريني، روعي طفلي بما أوتيتِ حتى، تقتلي الرحمة في القلب الحزين، واخدشي عرضي فإن العرض غالٍ، أتمنى دونه لو تذبحيني، أثقلي قيدي إذا ما شئتِ عسفاً، واستحلي موطني دوسي عريني..
فهم ورغم تلك الجراح الغائرة في أعماق آهاتهم يزدادون ثباتاً وتحملاً للوّعات الزنازين، وكأني بهم يريدون إيصال رسالة يخاطبون عبرها أنفسهم قبل غيرهم في كلمات موجعة أليمة حزينة يناجون بها جراحهم الدامية الموجعة:
أوجعيني إنني أزداد بأساً، كلما أمعنت في تسفيه ديني، أوجعيني كل جرح منك بحر، من عذاب والأسى فيه سفيني، أوجعيني رب جرح ثاب هماً، فسما بالنفس عن عيش المجون، ولتطيشي رُب طيشٍ عاد رشداً، فارتقى بالروح عن وحل وطين، ربما يفضي إلى العليا هبوط، ويجئ الموت بالفتح المبين، يا جراحي ربما أقضي ولكن، أنت كالقطرة في بحر يقيني..
فأين نحن من هؤلاء، أيننا من نداءاتهم، أيننا من إستغاثاتهم، أيننا من نصرتهم والعمل على فكّ أسرهم وكسر قيدهم ؟! فيا أيها الآسارى في القيود أزدادوا صبراً ويقيناً ليزداد الخانعون وهناً وضعفاً،إزدادوا جوعاً ونحلاً ليزداد النائمون وزناً وتخماً، إزدادوا ثواباً وأجراً ليزداد الجالسون جبناً وذلاً، إزدادوا سُموّاً وعلوّاً ليزداد الطغاة سوءاً وعهراً..
وأخيراً، اعلموا أيها المكبلين بالأغلال أنكم الأغنياء السعداء بأسركم، ونحن الفقراء التعساء بحريتنا، فشتان ما بيننا وبينكم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق