قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 15 سبتمبر 2012

من نصبهم المحتل ليحكموا العراقيين لا يملكوا من عراقيتهم إلا الاسم لآنهم صاروا إمعات وأذيالا لإيران وغيرها..! العراق.. شهية الموت المفتوحة...


من نصبهم المحتل ليحكموا العراقيين لا يملكوا من عراقيتهم إلا الاسم لآنهم صاروا إمعات وأذيالا لإيران وغيرها..! العراق.. شهية الموت المفتوحة...

1 721611 1 34
منذ أن بدأت طلائع جيش الاحتلال الأميركي تدوس بسنابكها أرض الرشيد في بلاد الرافدين، وشهية الموت هناك مفتوحة، فما أن تهدأ قليلا حتى تعود أكثر قدرة وقابلية من ذي قبل على ابتلاع المزيد من الضحايا.
فلقد شهد العراق خلال الشهر الماضي سلسلة من التفجيرات التي طالت أغلب المحافظات والمدن العراقية، رافقتها سلسلة أخرى بالتوازي، وحملة إعدامات حكومية لأكثر من 300 عراقي، بينهم عرب، تم تنفيذ الحكم بحق أكثر من 20 شخصا، في حين ما زال الباقون على قائمة الموت التي يبدو أنها تتسع كل يوم في عراق بات مشهده الدامي كأنه صورة مألوفة.

ومن ثم تتسع الرقعة الموتية في العراق، ليأتي الحكم الصادر من إحدى المحاكم العراقية بإعدام طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي وصهره، لتتصاعد ذروة المشهد أكثر وأكثر، لتبدأ بعد ذلك عملية تسخين أخرى للمشهد مرتبطة بحكم الإعدام هذا، فمع كل عملية تفجير تجري في العراق عقب هذا الحكم صار إعلام السلطة يروج لمقولة: «أتباع الهاشمي ينتقمون لسيدهم».
شهية الموت في العراق اليوم مفتوحة، بل مفتوحة جدا، ولا يبدو أنها ستشعر بالشبع يوما ما، طالما أن هناك آليات وإفرازات خلفها الاحتلال ما زالت تصر على أن تبقى أسيرة طائفيتها الحاقدة، وتبعيتها المفرطة وولائها المقيت.
إن الناظر إلى الصورة في عراق الموت يدرك جيدا أن لا أحد فيمن جاء عقب الاحتلال الأميركي يدين للعراق بشيء، فكل من تصدر مشهد العملية السياسية في العراق يعمل لحساب أجندات مختلفة، منها الإقليمي ومنها الطائفي ومنها الحزبي ومنها الشخصي، ومنها حتى العشائري، وغاب عن الجميع مفهوم الوطن.
حتى أولئك الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الوطنية وعمالة هذا الطرف أو ذاك لتلك الجهة أو تلك ما أن ترمى لهم عظمة من بقايا منصب حتى يعدلوا لهجتهم، بعد أن يعدلوا أرقام حساباتهم بانتظار ما سينزل فيها من أرصدة وليس رصيدا واحدا.
المالكي، المتهم الأول في خريطة الموت العراقية، ليس بحكم كونه إنسانا قدم طائفته على عراقيته وحسب، كما جاء في أحد اللقاءات، وإنما لكونه رئيس السلطة التنفيذية والذي يجمع بالإضافة إلى رئاسته للحكومة قيادته للقوات المسلحة ووزارتي الداخلية والدفاع التي ظلت شاغرة منذ تشكيل حكومة المالكي الثانية، والذي تكفل مشكورا بإدارتها، ليكفي العراقيين شر دفع مبالغ طائلة لمن يتولى هذه المناصب!
هناك اليوم مشهد أكثر دموية يتشكل في العراق، فالكل يتحسب لمرحلة ما بعد الأسد، مجموعات حزبية وميلشياتية شيعية تدس سمها بين بسطاء الناس والعامة، تخوفهم من نهاية الأسد، تقول لهم: إن الأسد إذا سقط سيهجم وهابية سوريا مع وهابية العراق لقتل الشيعة، الأمر الذي تطلب أن تقوم مجاميع سياسية وعشائرية في العديد من مدن العراق الجنوبية بعمليات واسعة لشراء السلاح.
هنا ربما يمكن أن نفسر لماذا هناك انقسام عراقي طائفي حيال ما يجري في سوريا، فبينما السنة يؤيدون الثورة وبقوة، نجد أن غالبية شيعية تقف بالضد منها، بعد أن أقنعت وأشبعت شعارات طائفية وتخويفات من قبل أرباب السياسة في العراق، تقف على رأسهم حكومة المالكي التي لم تعرف كيف تأخذ المكان الصحيح في تعاطيها مع الثور السورية، بل واندفعت بقوة لدعم نظام الأسد.
كل الأطراف في العراق اليوم بدأت تشد الحبل، وكل على طريقته الخاصة، غير أن هناك حبالا أقوى من أخرى، وحبالا تنتظر أن تتقوى، وثالثة بدأت تستكشف نفسها من جديد، مما يعني أن شهية الموت التي فتحت في العراق منذ الاحتلال الأميركي باتت تكبر وتكبر، وصارت تتسع للكثير من الضحايا الجدد الذين سيكونون موتى على قوائم الانتظار.
مآل صعب وربما نظرة سوداوية، غير أن ذلك للأسف هو حقيقة ما يجري ويدور في عراق اليوم، فحكومة طائفية تعدم من تريد وقتما تريد وبالتهم التي تريد، وعلى أساس طائفي بحت، لا يمكن لها أن تجلب خيرا للعراق.
سيحتج بعض طبالي السلطة بأن تلك أحكام قضائية صدرت وأن القضاء في العراق حر ونزيه، وهي حجة سخيفة ولا ترقى إلى مستوى الحجة، بل هي حجة على من يتفوه بها، فالكل يعرف أن القضاء العراقي مستلب، وكلنا يتذكر العشرات من عمليات اغتيال القضاة التي تفتقت فجأة في عراق الاحتلال، فاضطر الكثير منهم إلى طلب الإحالة على التقاعد، في حين فضل الآخرون الهرب من واقعهم الجحيمي لتبدأ أحزاب السلطة بتعيين عناصرها، ليس ممن لا يملكون الخبرة وحسب بل ممن لا يملكون حتى الشهادات، ومعروف أن عراق اليوم تحكمه سلطة فيها 200 ألف مزور شهادة ما بين عليا وجامعية وثانوية.
نعم، المشهد معتم في العراق، عتمة ليست جديدة، فمن جاء ليحكم العراقيين لم يكن يحمل من الهم العراقي سوى الاسم، بل لم يمتلك من عراقية العراق شيئا، وصاروا إمعات وأذيالا لإيران وغيرها، واليوم يدفع العراقي المسكين ثمن ذلك.
شهية الموت مخيفة في العراق، إذا لم يتم تدارك الأمر، وأشك في ذلك، فكل الأطراف تشد حبالها وتستعد لجولة ربما ستكون أشد وطأة مما سبق.
حمى الله العراق وأهله مما يكيدون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق