قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 24 مارس 2014

انفصال القرم وحلم باشتونستان ؟

انفصال القرم وحلم باشتونستان ؟

غارعشتار
في الغار نترجم لكم ما لا يهتم أحد بمتابعته من تحليلات وأخبار، لأن العالم في نهاية الأمر، قرية صغيرة يرتبط كل جزء فيه بالكل.
في مركز الاضطرابات التي تواجهها افغانستان وباكستان يقع المحرم النهائي: باشتونستان. كيف يرتبط حلم الوطن البشتوني بانفصال القرم عن اوكرانيا؟ وماهو موقف الصين من كل هذا؟

بقلم: بيبي اسكوبار
ترجمة عشتار العراقية

الصين والقرم وباشتونستان
نبدأ بباكستان. (خبراء) مكافحة التمرد الامريكان يصرون على ان باكستان تنفجر. ورئيس الوزراء نواز شريف يحاول منع ذلك بالسعي وراء صفقة مع طالبان باكستان. وحزب شريف محافظ دينيا ولكنه اقتصاديا يتبع الليبرالية الجديدة. حزبه يرتبط بالاحزاب الدينية الباكستانية وشريف يعرف ان عليه ان يحذر من البنجاب لأن السكان المحليين هم من المجاهدين (ضد الشيعة). ومثلهم في السند وبالوشستان. ومايريده شريف هو منع تحالف بين طالبان باكستان (متمركزون في منطقة القبائل) والجماعات الجهادية في البنجاب.
شريف ايضا رجل اعمال يعلم ان السبيل الوحيد امام تنمية الاقتصاد الباكستاني هو انهاء الحرب الاهلية وهذا هو سبب (عملية السلام) الجارية. وهو ما ابلغ الصينيين به في الصيف الماضي حين زار بكين.
وحاليا اصعب القضايا في عملية السلام لم يتم معالجتها بعد: حيث يريد طالبان باكستان تطبيق الشريعة في عموم باكستان. وهذا أمر لا تقبل به اية حكومة باكستانية.

اعداء الدولة 
من المهم التعرف على وسطاء عملية السلام. من ناحية الحكومة نجد الجنرال المتقاعد محمد امير ضابط المخابرات الباكستانية السابق وايضا الصحفي البارز رحيم الله يوسف زاي المقيم في بيشاور وهو خبير بمناطق القبائل الباكستانية. من جهة طالبان باكستان نجد الملا سامي الحق مدير (هارفارد طالبان) قرب بيشاور والتي خرجت اجيالا من طالبان .
الجيش الباكستاني لا يحب (عملية السلام) هذه  ابدا، خاصة المخابرات الباكستانية حيث انهم يحتفظون بعلاقات حميمة مع الكثير من الجماعات الجهادية لخدمة مصالح اسلام اباد الستراتيجية في افغانستان والهند. وغني عن القول ان طالبان افغانستان حيث  ان ملا عمر مايزال في كويتا (كيف لم تجده طائرات اوباما المسيرة ابدا؟) اضافة الى جماعة حقاني في شمال وزيرستان مايزالون على علاقة وطيدة مع المخابرات الباكستانية. وفي البنجاب يحمي الجيش الباكستاني جماعة (لشكر طيبة) التي كانت وراء تفجيرات بومباي في 2008.
ولكن طالبان باكستان مختلفة تماما فعناصرها على عكس الجهاديين الاخرين ، يهاجمون الدولة الباكستانية وجيشها. ولا عجب ان يعتبرهم الجيش اعداء للدولة يحركهم الاجانب.
طالبان باكستان متاهة لا يمكن اختراقها. هناك على الاقل 30 مجموعة تعاهدت جميعها مع بيت الله محسود في 2007. وطائرات اوباما المسيرة  تطاردهم : قتلت  بيت الله في 2009 وحكيم الله في 2013
يمكن تعريف عائلة محسود على انها جماعة مقاتلة بشتونية متمركزة في منطقة القبائل قرب افغانستان. وهي ضد الدولة التي تعتبرهم حفنة من خونة لأنهم تعاونوا مع الامريكان منذ 11 ايلول. بتعبير آخر يمكن للمرء ان يعتبر ان امريكا في باكستان تشن حربا - منذ اكثر من  عشر سنوات - ضد عائلة من البشتون.

الآن الامور تغيرت قليلا. القائد الجديد لطالبان باكستان ملا فضل الله من سوات وقاعدته تمتد من  مناطق محمند القبلية حتى كونار ونورستان في افغانستان (مناطق متطرفة) وهكذا فإن القاعدة الرئيسية لم تعد في وزيرستان . والمرء يتساءل إذا كانت عصابات الطائرات المسيرة في نيفادا تعرف هذه الحقيقة.
كان هناك الكثير من اللغط في باكستان بأن الملا عمر نفسه قد تدخل محاولا توحيد فصائل طالبان باكستان للحوار مع اسلام اباد, لماذا؟ لأن الناتو سوف يخرج من  افغانستان في نهاية 2014 وما تريده طالبان افغانستان هو تجميع كل البشتون من كلا جهتي الحدود ثم التقدم للاستيلاء على كابول في اعادة لسيناريو 1996.
واشنطن في توقعاتها خائفة تماما من عملية سلام بين اسلام اباد وطالبان باكستان. لأن ذلك سوف يسمح بالبعبع (القاعدة) بالانطلاق في مناطق القبائل مرة اخرى. ولكن هناك فقط حفنة من القاعدة هناك، فالجميع ذهبوا الى بلاد الشام. (ولكن أليس القاعدة تحركها أمريكا فربما تخوف امريكا هو نوع من التحذير والوعيد؟ - ملاحظة من عندي)
ومع هذا فإن واشنطن تريد الاستمرار في توليد نظريات مؤامرة لا نهاية لها في باكستان - بالرهان على فوضى في البلاد تمكن من الاستيلاء عاجلا او آجلا على الاسلحة النووية الباكستانية ، كما ترى المخابرات البابكستانية ذلك. ومع هذا فإن عملية السلام الحالية وافقت عليها واشنطن وقد اوقفت حرب الطائرات المسيرة في الوقت الحاضر.

قرضاي يضرب مرة اخرى
مع اقتراب الانتخابات في افغانستان في الشهر القادم، ينهمك الرئيس المخاتل قرضاي في دفع مرشحه للرئاسة زلماي رسول وقد عين وزير الداخلية السابق والمتحدث في البرلمان يونس قانوني كمرشح نائب رئيس.
قانوني ينحدر من وادي بنجشير وكان قريبا جدا من احمد شاه مسعود اسد بنجشير الذي قتلته القاعدة قبل يومين من 11 ايلول. وكان قانوني ضد القصف الامريكي في 2001 وكان دائم الانتقاد لقرضاي.
اللعبة التي يلعبها قرضاي بارعة ِلأنها تعزز علاقاته الطاجكية في حين تضعف المرشح المنافس عبد الله عبد الله مدلل واشنطن. رسول الان يتمتع بتأييد البشتون والطاجيك.
من وجهة نظر امريكا، قد يكون رسول مقبولا لأنه راغب في توقيع اتفاقية وضع القوات (الصوفا) المثيرة للجدل والتي سوف تسمح ببقاء قوات امريكية في افغانستان.
او على الاقل اكد انه سيوقعها بعد رشوة كل امراء الحرب المهمين. ورسول يعرف ان ذلك لو حدث سوف تسعى طالبان لقتله حتى لو كان من البشتون. وعلى الاكثر لو كان يملك حيطة البشتون فسوف يقول شيئا ويفعل شيئا آخر.
إذن هناك الان عمليتا سلام متوازيتان في باكستان وفي افغانستان. المشكلة الرئيسية هي ان السلام الذي يتم التوصل اليه في باكستان قد يترجم بالتالي الى فوضى في افغانستان لأن طالبان افغانستان سوف يتعزز موقفهم بطالبان باكستان المحرَرين في هجوم ضد الحكومة الجديدة في كابول.
بعض مقاتلي طالبان باكستان الذين يطاردهم الجيش الباكستاني يقبعون آمنين عبر الحدود خاصة في منطقتي كونار ونورستان وهناك يتمتعون بحماية القوات الامنية الافغانية كما تشتكي باكستان.
لا مجال للخطأ: المنافسة الباكستانية الافغانية ماتزال مشتعلة بضراوة. ولن تكون بشكل آخر. افغانستان لم تعترف ابدا بخط دوراند الذي حرمها من الكثير من الاراضي البشتونية التابعة لها، وهم يلومون الامبراطورية البريطانية منذ اكثر من 100 عام . وهذا يظل مفتاح كل هذه الفوضى.
ولا شك ان البشتون على جانبي الحدود يراقبون الأوضاع في القرم. فانفصال مماثل سوف يحقق حلمهم : باشتونستان. مشكلتهم هي انه سيكون عليهم قتال حكومتين مركزيتين في الوقت نفسه: كابول واسلام اباد. وبالنسبة للتمثيل، فإن طالبان على جانبي الحدود لاتمثل بالتأكيد غالبية البشتون.

الصين تريد المزيد من الأموال
يضيف موقف الصين المزيد من التوابل على هذه الطبخة. تركز بكين مثل شعاع ليزرعلى انسحاب الولايات المتحدة والناتو من افغانستان في نهاية هذا العام. فهذا يعني نقص في عدد قواعد الامبراطورية الامريكية قرب الحدود الصينية.
بكين تريد افغانستان مربحة وهذا لن يحدث في المستقبل المنظور. في 2008 اشترت شركتان صينيتان حق الانتفاع لمدة 30 عاما في اكبر منجم للنحاس في العالم (ميس ايناك) وهو في مقاطعة لوغار، بمبلغ 3 بليون دولار.
ثم بدأ طالبان يهاجمون المنجم وبدأت بكين تنظر الى افغانستان على انها صداع امني اكثر منها منجم مكاسب، حتى انها شاركت في التعاون الامني مع ادارة قرضاي.
ومما يعقد الموضوع أن بكين حددت ان المهاجمين الطالبانيين يأتون اصلا من باكستان. اضافة الى متمردي ( اۇيغۇرUighurs) الصينيين يستخدمون باكستان (ذهابا وايابا) حيث يتدربون لزعزعة الحكومة الصينية وهكذا اصبحت لدينا مشكلة كبيرة بين حليفين كبيرين هما الصين وباكستان . فالصين تستغرب كيف ان باكستان لاتمنع مثل هذه الاختراقات.
ومما يزيد الطين بلة انه من المعروف في المنطقة ان بعض ناشطي اۇيغۇر تخترقهم وتستغلهم السي آي أي منذ عقود. وهكذا فإذا كنت تخترق الحدود من شمال باكستان الى شينجيانك (المنطقة الصينية التي يسكنها الاۇيغۇر) بموازاة طريق كاراكورام، فهناك احتمال قوي - في نظر بكين - انك جاسوس امريكي .
ولكن هذا لم يكن كافيا لاحداث شق كبير بين الصين وباكستان. فكلاهما يوافقان على خروج الامريكان والناتو من افغانستان. وكلاهما لا يوافقان على استيلاء طالبان على افغانستان الجديدة (بالنسبة للصين هذا مستحيل اما باكستان فموقفها يعتمد على مدى مرونة طالبان)
ولكن اكثر شيء هو ان الاثنين يتفقان على المزيد من الروابط التجارية - حيث تتربح باكستان من ممر تجاري من ميناء جوادار الى شينجيانج وكلاهما يتفقان على انه إذا عزز انفصال القرم الحلم البشتوني في الاستقلال فإن تلك ستكون خطوة غير متوقعة وعامل زعزعة شديدة.
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق