قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

صانعو البؤس العراقي.. والابادة الطائفية وفق المادة 4 ارهاب وحصرا للمناطق السنّة العرب المترافقة مع حملة استحداث وبناء انواع السجون السرية والعلنية ..والموفق المزري لمارتن موبلر ممثل الأمم المتحدة.! - تحليل


صانعو البؤس العراقي.. والابادة الطائفية وفق المادة 4 ارهاب وحصرا للمناطق السنّة العرب المترافقة مع حملة استحداث وبناء انواع السجون السرية والعلنية ..والموفق المزري لمارتن موبلر ممثل الأمم المتحدة.! - تحليل

k.6 copy1

يمر العراق اليوم بمنعطف خطير يستهدف كيانه (الشعب ، الدولة ، الأرض) بعد ان عصفت به اعاصير الغزو وهيمنة الشركات الجشعة الاجنبية ، وموجات التصنيع السياسي الاقليمية الوافدة على بساط الطائفية والاثنية ، ونشهد ظواهر الاحتيال السياسي المنظم ، وملحمة النهب الحر لأموال العراق ، وتناسل وانشطار الفساد في كافة مؤسسات الدولة والسياسة على حساب شعب العراق وكيانه المسلوب ، ويدور في فلكهم قطيع من المرتزقة والانتهازيين والجهلة والمزورين وشيوخ الدولار والخونة لمبادئهم ،
ليؤسسوا بذلك ثقافة الهزيمة والجهل والتجهيل ، وبيع الوطن وقمع المواطن ، وصناعة الاصنام على الدوام ، ويعصف بالعراق منظومة الكذب الرسمي والترويع السلطوي والإرهاب السياسي المسلح ، والتخدير الفكري ، ليقبع المواطن العراقي في كهوف القرون الوسطى بينما تتسلق الدول والمجتمعات سلم التنمية والتطور والرقي الانساني .
تصدر عكسي
تؤكد القراءة الواقعية للمشهد السياسي العراقي الى تعاظم منظومات التحايل السياسي وتناسلها وانشطارها افقيا ، وممارسة الهروب الى الامام من الاستحقاقات الشرعية التي وعد بها الشعب العراقي في البرامج الانتخابية الماضية ، ويلاحظ شرعنه الفساد وتنمية الفاسدين والمفسدين ، وفشل مؤسساتي في كل شيء ، واضحى العراق يتصدر قوائم الدول الفاشلة[1] والخطرة والمفقودة الامن[2] والفساد العالمي[3] ، ويلاحظ فقدان القيمة الانسانية للمواطن العراقي وفي احصائية لليونيسيف تشير الى وجود 9 ملايين و 600 الف طفل يتعرضون للعنف الجسدي في العراق[4] ، ويلاحظ اندثار التنمية البشرية الوطنية والمؤسساتية المهنية ، وقد اعادت الديمقراطية الاميركية العراق الى القرون الوسطى والجاهلية والتخلف ، وقد دمرت الحرب البنية التحتية للعراق من كافة الجوانب ، واستبدلتها بحشد بشري غير متجانس قاد العراق إلى الهاوية السحيقة ، وكان ذلك حسب تقرير دائرة المسائلة الحكومية الاميركية لعام 2008 [5] نص التقرير على "أن الحرب العالمية على الارهاب خلقت نظام من القرون الوسطى في العراق " بعد أن كان في مصاف الدول المتقدمة المتسلقة إلى العالم الثاني .
غلمان مدرسة شيكاغو
شهد العراق تطبيقات دمويا استهدفت الشعب والمؤسسات معا وباستخدام التمييز الطائفي وفق "مدرسة شيكاغو " والتي نظر مخارجها الدموية الممزوجة بالفساد واللصوصية اليهودي الاصل والأمريكي الجنسية الاقتصادي "ميلتين فريدمان " بعد ان استهدفت حربه المواطن والدولة والرعاية الاجتماعية والحكومات الحرفية ، واستبدلت بحكومات بائسة مصنعة تعمل على بيع خدماتها العامة وأصولها في المزاد العلني بأقل من قيمتها الفعلية بكثير[6]، مما يفقد الصلة المحورية بين المواطن والدولة والوطن ، وجري تطبيقه في العراق عبر غلمان شيكاغو بوحشية مفرطة ، وبطش مطلق ، وباستخدام فلسفة " الصدمة بالأزمات المفتعلة والوهمية " وخندقه المجتمع الى مكونات وطوائف يتصدر مشهدها اداوت سياسية وأحزاب وافدة صنعت لهذا الغرض وان تبدلت مسمياتها وشعاراتها الانتخابية ، ولعل البؤس العراقي الشامل وفقا للحقائق الرقمية الدولية وتصنيفاتها تؤكد ذلك.
صانعي البؤس وسوق الانتخابات
تتصاعد ضحايا الكوارث الرقمية التي يدفع ثمنها العراق برمته ، وفي خضم ذلك نشهد جولة اخرى لصانعي البؤس العراقي لإنعاش سوقهم الانتخابي بشعارات كاذبة ، ونشهد ظاهرة تحالف الفاشلين المنتفعين كما شهدناها في الانتخابات الماضية ، واعتقد انه استغباء للرأي العام العراقي الفاقد لكل مظاهر الحياة والإنسانية والديمقراطية على ايديهم ، ولكنه لايزال يتحكم بالتصويت الذي اوصل تحالف اللصوص الى السدة البرلمانية والحكومية والمؤسساتية ، بعد ان مارسوا الاحتيال السياسي المنظم ليتسلقوا سلم النهب الحر للعراق برمته ، . ويعرض اليوم عبر وسائل الاعلام تشكيلات سياسية بأسماء حديثة براقة ، ليعيد اصطفاف صانعو البؤس من جديد لمرحلة نهب اخرى ، يدفع فاتورتها الشعب العراقي من دمه ومعيشته ومستقبل اجياله ، والمشكلة ان شعب العراق ليتعض من سلوكيات هؤلاء ونتاجهم السياسي الفاشل وفسادهم الذي ازكم الانوف في ظل تعاظم دور السماسرة والحواشي وهم يسطرون اسوء تاريخ لأعظم بلد .
ازمة نظام سياسي
تكمن مشكلة العراق الاساسية في النظام السياسي المستورد ، وقد صنع هذا النظام وفقا لرغبات رؤوس الاموال الجشعة الطامعة بالعراق وتقطيع كعكته بشراهة منقطعة النظير ، ولتلافي الاحراج الدولي الناتج عن غزو العراق خارج اطار الشرعية الدولية وفق مبررات وهمية كاذبة لحشد الرأي العام الامريكي والعالمي وشيطنة العراق ، وأثبتت الوقائع والحقائق ذلك ، وذهبت مكاتب العلاقات العامة الاميركية والغربية والإيرانية والعربية منها لتسويق الغزو من جديد على انه تغيير ديمقراطي للعراق الجديد ، وعلى اجنحة الحرب على الارهاب وباستخدام المدافع وأزيز الطائرات والمقذوفات الذكية وغزو الحرس الايراني ومليشياته الغبية ، لترسم لوحة دم متناثرة وخارطة تهديم بأيادي عراقية مع الاسف ممن ركبوا موجتها ، وجرى تسميتها بالعملية السياسية ، والتي اصبحت غاية للساسة الجدد وليست وسيلة كما يفترض سياسيا لتحقيق تطلعات الشعب العراقي بالرفاهية والتقدم والعيش الامن كما هو في دول الجوار العربي المتقدمة والنفطية منها ، وأصبح الساسة الجدد المنتفعين يحرقون الشعب وقودا لأجل بقائهم بالسلطة والمنافع المالية ، بالاستفادة من قانون مكافحة الارهاب والاجتثاث وهشاشة النظام السياسي والدستور الاعرج الذي يستخدم عند النزاعات بين الاحزاب الحاكمة فقط ، وقد اعترف المسئولين الاميركيين بفشل الديمقراطية بالعراق وتحوله الى ديكتاتورية طائفية .
تجارة السجون
تشكلت القوات العراقية منتصف عام 2003 في ظل غياب النظام السياسي العراقي ، وبذلك افتقرت تلك القوات لفلسفة تشكيلها الاساسية وهي العقيدة العسكرية التخصصية التي تجسد العقيدة السياسية او المذهب السياسي للدولة ، وكانت غالبية التشكيلات الامنية والعسكرية ذات طابع شرطوي وبلون واحد بعد العزل والاجتثاث بطابعه الطائفي ، وقد تدربت على يد الشركات الامنية الخاصة والتي تختلف بيئتها الاجتماعية وتحدياتها الداخلية عن البيئة العراقية وتحدياتها ، ناهيك عن دمج المليشيات بالقوات المسلحة وهو من اعظم المحظورات المهنية والتي افقدت القوات استقلاليتها الوطنية وتمثيلها المجتمعي ، وانتهجت تلك القوات التكتيكات الميدانية المتعلقة بالحرب على الارهاب ، وبرزت الكراهية والغل الطائفي لدى العديد من القادة والأمرين في سلوكياتهم المهنية بعد ان جرى اختيارهم وفق المنظور الطائفي القطبي ، وأصبحت تجارة السجون ابرز الاسواق المحلية التي تعود على القائمين عليها بالأموال الطائلة التي تفوق عائدات اي تجارة اخرى
موقف مارتن كوبلر ؟
بعد ان وضعت الابادة الطائفية اوزارها باستخدام التمييز الطائفي والاعتقالات وفق المادة 4 ارهاب بمناطق معينة من وسط العراق وحصرا مناطق السنه العرب [7] ، ورافقتها حملة استحداث وبناء انواع السجون السرية والعلنية ، ليمارس فيها كافة انتهاكات حقوق الانسان والمواطن ، وبات اعتقال وتعذيب النساء واغتصابهن في المعتقلات من الامور الطبيعية والمبررة بل والترفيهية[8] ، خارقين بذلك الصكوك الدولية لحقوق الانسان والدستور العراقي من اوسع ابوابه ، بينما يشكر ممثل الأمم المتحدة " مارتن كوبلر " المالكي ووزير حقوق الإنسان العراقي ويصف حالة حقوق الانسان في العراق بأنها تنسجم مع اهداف الأمم المتحدة !؟ وقد شجعت تلك التصريحات والسلوكيات للمثلي المنظمات الدولية تفاقم عمليات التعذيب وانتهاك حقوق الانسان بشكل صارخ ، وتركت انطباعا واقعيا بان المجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي شريكا في صنع البؤس العراقي من خلال توافقه مع الانتهاكات الانسانية .
المركز والإقليم
توحي قراءة خارطة العمليات الامنية العراقية الى ان سلوكيات المليشيات هي السمة السائدة في تنفيذ المهام الخاصة بالمشهد الامني ، والذي تحول مؤخرا الى هدف اخر باجترار مفخخات الدستور الهدامة ، وتجسد بنزاع افقي بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم ، وهو صدام متوقع لترهل القوة التي بلغت ما يقارب 2 مليون مسلح بلا هدف وطني جامع ، ومتخندقة في معسكر الطائفة والقومية ، ومنشغلة بالسلوكيات الحزبية ، وستعود بتغذية عكسية كرد فعل متوقع ، وليمكن ان نغفل ان النفط والتحزب سبب رئيسي في هذه الازمة المتفاعلة .
السلطة بالإقناع
يبحث العراقيين عن حل لازمتهم المتفاعلة والنزيف العراقي المزمن والتمثيل السياسي المقنع ، خصوصا ان الظواهر السياسية والمتعلقة بالأنظمة الحاكمة القريبة تمارس السلطة بالإقناع وتسعى لإرضاء شعوبها والسهر على مصالحهم وتنميتهم ورفاهيتهم كما نرى ، ولكن العراق يقف فيه السياسي في برج عاجي متعالي عن الشعب ، ويقطن البرلمانيون والساسة والقادة في المنطقة الخضراء طيلة سنوات الانتخابات ، ويدعون انهم يمثلون الشعب ، على عكس النمطية السياسية بالعالم والتي تفضي بوجود الحاكم وممثلي الشعب بين شعبهم كأمر طبيعي .
تشهد المنطقة العربية متغيرات سياسية وصمود شعبي رائع وهم يترجمون ارادتهم عبر التعبير والتأثير الفعال والدفاع عن حقوقهم لانتزاعها من جلاديهم ، كون الحقوق تنتزع ولتعطى ، إلا ان شعب العراق يعاني من الترويع المسلح ، والقمع الفكري ، والتجهيل المجتمعي ، والتسطيح المؤسساتي ، والغزو اللصوصي ، ليقبع العراق في ذيل كل قائمة للتصنيف الناجح والناجع .
مع الاسف العراقيين هم المعنيين بهذه الكارثة بعد ان تناسوا المصلحة الوطنية العليا والقيم الاجتماعية ، وذهب كل فرد وفئة نحو المال الحرام القابل للزوال في وطن مفقود ، وبالتأكيد ان التغيير الى الافضل يقع على عاتق الشعب وهو يتعرض لابتزاز جديد من صانعو البؤس عبر التلويح بالشعارات والتغيير عبر التحالفات الجديدة بنفس الاليات الفاقدة للنظام السياسي الناجع ، وقد ثبت فشله واحتضاره ، ولعل الحقائق الرقمية تثبت ذلك بوضوح ليقبل الشك ، وهل للمؤمن ان يلدغ من جحر اربع مرات قد يمكن ذلك في عراق البؤس والموت الصادم ، وهل من الممكن لشعب حي ينتخب جلاديه وسجانيه ولصوص امتهنوا نهب الوطن وشعبه ، وهل ينهض شعب العراق لترسيخ نظام سياسي يمثل تطلعاته بالحياة الرغيدة وتحقيق المكانة التي تليق بهم .
‏الإثنين‏، 17‏ كانون الأول‏، 2012
saqarc@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق