قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 7 ديسمبر 2015

أمين الزويدات : خطورة سلب لغة الأم اللغة العربية في الأحواز المحتلة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
خطورة سلب لغة الأم اللغة العربية في الأحواز المحتلة
شبكة البصرة
بقلم أمين الزويدات
الشعب الأحوازي شعب عربي ولغة الأم لدى الأحوازيين هي اللغة العربية وكانت تستخدم في المدارس كسائر البلدان العربية حتى عام 1925 م أي قبل الإحتلال الفارسي للأحواز، لكن بعد ذلك وحتى هذه اللحظة وانطلاقا من سياسة التفريس التي مارستها الدولة الفارسية بعد احتلالها للأحواز بقوة السلاح فقد تم فرض التدريس باللغة الفارسية في المدارس، وهذا ما شكل خللا عظيما في النظام التعليمي لدى الطلبة الأحوازيين.
عندما يدخل الطالب الأحوازي المدرسة في بداية عامه الدراسي ويتحدث بلغة واحدة وهي لغة أمه يصاب بنكزة وصدمة قوية وهو يرى التعليم بلغة أخرى وهذا ما أدى الى عدم الإهتمام بالدراسة، لأنه لم يستطيع درك المواضيع والدروس التي يتلقاها في المدارس الفارسية.
ومن هذا المنطلق ولكي أعطي شاهدا حيا على ما أقوله أشير الى أحدى ذكريات السجين السياسي (محمد علي العموري) حين ذكرها للكاتب الفارسي ضياء نبوي الذي قام بتعريف هذا الشخص العظيم أي محمد علي العموري وهي كما يلي:
" عندما كان محمد علي العموري في المرحلة الإبتدائية من الدراسة كان مسيطراً على العلوم الأولية للرياضيات مثل (جدول الضرب) لذا طلب من المعلم أن يحضره إلى السبورة ليجيب على بعض الأسئلة الخاصة بالرياضيات لأنه واثق من نفسه بأنه يستطيع فعل ذلك.
عندما وجّه المعلم الفارسي اسئلته له وقف العموري صامتاً دون أن يتمكن من الجواب، لأنه في الأساس لم يفهم السؤال الذي وُجه إليه باللغة الفارسية، وهذا ما أدى الى ضغط المعلم وإصراره عليه أكثر فأكثر أن يجيب، لكن الطالب لم يفهم السؤال أبدا، لذا صفعه المعلم صفعة قوية على وجهه حتى سقط الكتاب من يد المعلم.
بعد ذلك إنتبه العموري للصور الموجودة في الكتاب المرمي على الأرض وعرف عن ماذا يسأل المعلم، لذلك أجاب على السؤال فورا بأصابعه أي بالإشارة.
هنا عرف المعلم بأن الطالب لم يفهم اللغة التي تكلم بها معلمه معه، فتأثر كثيرا وحضنه متأسفاً ليعبر عن خطئه معتذراً له عما بدر منه تجاهه".
نعم هذا هو حال الطلاب الأحوازيين، لأن لغة الأم لديهم مختلفة عن اللغة التي تم تحميلها عليهم في المدارس وأعني بها اللغة الفارسية، وحتى إذا كان الطالب يعرف اللغة الفارسية فمن الطبيعي أن أول ما يفكر به الإنسان هو لغة أمه، وعندما يتم توجيه سؤال باللغة الفارسية للشاب الأحوازي وليس فقط للطالب، أول شئ يقوم به في داخله هو ترجمة السؤال إلى اللغة العربية ومن ثم يجيب عليه أيضا بالعربية بعد ذلك يترجم الجواب إلى الفارسية ويعطيه للسائل الفارسي، وهذه العملية تؤدّي إلى التأخير العلمي عند الأحوازيين قاطبة حيث يتأخرون بالرد على الأسئلة ناهيك عن الحالة النفسية، لأن الإنسان يرفض كل شئ يتم تحميله عليه بالقوة، وحريص على ما مُنع، وأبناء الشعب العربي الأحوازي منعهم الإحتلال الفارسي من لغتهم العربية، لذا تراهم متشبثين بها ويبحثون عن كل مفردة عربية ليحفظوها رغم أنف سياسة التفريس ويزداد حبهم للغة أمهم اللغة العربية الجميلة يوما وأكثر فأكثر.
جميل جدا ما قاله الشاعر العربي المصري المرحوم أحمد شوقي حين وصف الأم قائلا:
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها *** أعددت شعباً طيب الأعراقِ

ومن أهم الأمور للنمو الفكري أنّ الشخص يتكلم ويتعلم و يأخذ الدروس بلغة أمه.
الجدير بالذكر أن القانون الإيراني في المواد 15 - 18 - 21 يؤكد على التدريس ونشر الصحف بلغة الأم والسماح بارتداء الزي الرسمي والتقليدي للقوميات الموجودة في جغرافية ايران، وهذا ما وعد به المقبور خميني سارق ثورة الشعوب غير الفارسية في جغرافية ما تسمى إيران، لكنه خان الوعد عند وصوله الى الرئاسة، ولم تطبق هذه المواد منذ بداية انتصار الثورة وإلى يومنا هذا ولن تتطبق، لأنهم عنصريين لا يحترمون حق الشعوب غير الفارسية في ممارسة حقوقهم وحياتهم الحرة الكريمة ولا يحبون إلا أنفسهم وهذه قمّة العنصرية والكراهية والشوفينية.
صوت الأحواز 4/12/2015
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق