قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 8 فبراير 2014

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة - 1

جديرة بالقراءة: تاريخ ماقبل وبعد القاعدة - 1

غارعشتار
هذه المقالة طويلة سوف اقسمها الى اجزاء وهي حول (التشريح الامبريالي للقاعدة) وتحتاج الى صبركم ومتابعة قراءتها وقد يكون بعضكم يعرف محتواها او شيئا منه، ولكنها تربط بطريقة رائعة بين أمور كثيرة كانت غائبة عني رغم ان المقالة نشرت في 2010، ولا ادري اين كنت منها، ولا ادري ايضا إذا كانت قد ترجمت الى العربية. كل الذي اطلبه منكم هو أني إذا لم أتعب من الترجمة ، فالأحرى ألا تتعبوا من القراءة.

  بقلم: اندرو غافن مارشال (كاتب وباحث مستقل كندي)
ترجمة : عشتار العراقية
(ترجمة خاصة لغار عشتار، ارجو الاشارة الى اسم المترجمة والغار في حالة اعادة نشرها)
في البداية  تتناول المقالة الاصول التاريخية الجيوبوليتكية وطبيعة ما يعرف اليوم باسم (القاعدة) والتي هي في الواقع شبكة مخابرات انجلو امريكية من العناصر الارهابية من اجل تحقيق الاهداف الامبريالية لأمريكا والناتو في مناطق متعددة من العالم.
الجزء الاول يتناول اصل شبكة المخابرات المعروفة باسم (نادي السفاري) الذي مول ونظم مجموعات ارهابية دولية ودور السي آي أي في تجارة المخدرات العالمية وبروز طالبان واصل القاعدة.
نادي السفاري

في اعقاب استقالة نكسون من منصب الرئيس، اصبح جيرالد فورد الرئيس الامريكي الجديد في 1974. وبقي هنري كسنجر رئيسا للخارجية وعين فورد في ادارته اسمين سوف يلعبان ادوارا مهمة في مستقبل الامبراطورية الامريكية. دونالد رامسفيلد كرئيس ديوان فورد وديك تشيني كنائب معاون الرئيس. ونائب الرئيس كان نيلسون روكفيلر شقيق ديفد روكفيلر. وحين رقي دونالد رامسفيلد وزيرا للدفاع ، رقي ديك تشيني كرئيس  ديوان البيت الأبيض. كما عين فورد رجلا اسمه جورج هربرت بوش (بوش الأب) مديرا للسي آي أي.
في 1976 تشكل تحالف من اجهزة استخبارات سمي (نادي السفاري) تشكل في وقت كانت السي آي أي تخضع لتحقيق داخلي قاس حول فضيحة ووترجيت وتحقيق في الكونغرس عن انشطة السي آي أي السرية مما دفع بالوكالة الى ان تكون اكثر سرية في انشطتها.
في 2002 اعلن رئيس المخابرات السعودي الامير تركي بن فيصل في خطاب له انه ردا على حاجة السي آي أي لمزيد من الحذر (فقد تجمعت مجموعة من الدول بأمل محاربة الشيوعية وأسست ما سمي نادي السفاري. ويشمل  النادي فرنسا ومصر والسعودية والمغرب وايران (تحت حكم الشاه) . ولكن "احتاج نادي السفاري الى شبكة بنوك لتمويل عمليات الاستخبارات. وبمباركة رسمية من جورج هربرت بوش كرئيس للسي آي أي) قام رئيس المخابرات السعودي آنذاك  كمال ادهم بتحويل بنك تجاري باكستاني صغيرهو بنك الاعتماد والتجارة العالمي الى ماكنة تبييض اموال بشراء بنوك حول العالم لخلق اكبر شبكة اموال سرية في التاريخ)
وقد وثق مدير السي آي أي جورج بوش الاب علاقات قوية مع اجهزة المخابرات في السعودية وايران الشاه. وعمل بشكل وثيق مع كمال ادهم رئيس المخابرات السعودية وهو صهر الملك فيصل (الاخ غير الشقيق لأحدى زوجاته). وكان ادهم قبل ذلك حلقة الوصل بين هنري كسنجر و الرئيس المصري انور السادات في 1972. في عام 1976 شكلت ايران ومصر والسعودية نادي
السفاري (من اجل القيام من خلال اجهزتهم بعمليات اصبحت صعبة بالنسبة للسي آي أي) وكانت تنظم بشكل واسع من قبل رئيس المخابرات الفنرسي الكساندر دي مارينش.
قوس الأزمة والثورة الايرانية 

حين اصبح جيمي كارتر رئيسا في 1977 عين اكثر من 20 عضوا من اللجنة الثلاثية في ادارته واللجنة الثلاثية Trilateral Commission هي مؤسسة فكرية اسسها زبجنيو برجنسكي وديفد روكفلر عام 1973 . وقد دعا برجنسكي جيمي كارتر لعضوية اللجنة وحين اصبح كارتر رئيسا اصبح برجنسكي مستشار الامن القومي وأصبح سايرس فانس وهو ايضا عضو في اللجنة ،  وزيرا للخارجية وأصبح صامويل هتنتجتون وهو عضو ايضا ، منسق الأمن القومي ونائب برجنسكي . ويرجع الفضل  الى الكاتب والباحث بيتر ديل سكوت لتحليله الشامل حول الحوادث التي ادت الى الثورة الايرانية وفي خلالها ، في كتابه (الطريق الى 11-9) الذي استقينا منه اكثر المعلومات في ادناه.
في 1978 أعلن زبجنيو برجنسكي في خطاب له ان "قوس الأزمة يمتد على سواحل المحيط الهندي مع هياكل اجتماعية وسياسية هشة في منطقة ذات اهمية شديدة لنا مما يهددها بالتشظي. والفوضى السياسية التي سوف تنتج يمكن ملؤها بعناصر معادية لقيمنا وتتعاطف مع اعدائنا" وقوس الازمة يمتد من الهند الصينية الى افريقيا الجنوبية رغم ان منطقة التركيز بشكل خاص هي "الدول التي تمتد عبر الجهة الجنوبية للاتحاد السوفياتي من شبه القارة الهندية إلى تركيا، وجنوبا عبر الجزيرة العربية الى منطقة القرن الافريقي. "وعلاوة على ذلك، فإن" مركز الثقل من هذا القوس هو ايران رابع أكبر منتج للنفط في العالم والتي كانت خلال أكثر من عقدين قلعة للجيش الامريكي والقوة الاقتصادية في الشرق الأوسط. الآن يبدو أن حكم 37 عاما من الشاه محمد رضا بهلوي قد انتهت تقريبا، من خلال شهور من تصاعد الاضطرابات المدنية و الثورة"
مع تزايد السخط في المنطقة ، "تولدت فكرة أن القوى الإسلامية يمكن أن تستخدم ضد الاتحاد السوفيتي. كانت النظرية هي إذا كان هناك قوس الأزمة، يمكن إذن شحن قوس اسلامي لاحتواء السوفيات. كانت تلك فكرة  بريجنسكي ". وقبل خطاب بريجنسكي بشهر، في تشرين الثاني من عام 1978،" عين الرئيس كارتر جورج بول عضو مجموعة بيلدربيرغ، وهو عضو آخر في اللجنة الثلاثية، لرئاسة فريق عمل خاص بالبيت الأبيض حول إيران تحت رعاية بريجنسكي مجلس الأمن الوطني."علاوة على ذلك،" أوصى بول  واشنطن أن تحول دعمها من شاه ايران الى المعارضة الإسلامية الأصولية التي يمثلها آية الله الخميني ". وكانت زيارة جورج  بول إلى إيران  مهمة سرية.
خلال 1978 كان الانطباع لدى الشاه أن "إدارة كارتر تتآمر لقلب نظام حكمه" . في 1978 قالت الملكة زوجة الشاه لمنوشهر غانجي وهو وزير في حكومة الشاه مايلي "اريد ان اقول لك ان الامريكان يناورون للاطاحة بالشاه" واستمرت قائلة انها تعتقد "انهم حتى يريدون الاطاحة بالنظام" ورأى سفير امريكا في ايران وليام ساليفان ان الثورة سوف تنجح وقال ذلك لوزير العدل الامريكي الأسبق في إدارة جونسون رمزي كلارك ، وايضا للبروفيسور ريتشارد فالك حين زارا ساليفان في ايران في 1978.
ثم غادر كلارك وفالك ايران  لزيارة الخميني، في منفاه في باريس. وقد شعر جيمس بيل وهو مستشار كارتر بأن "حركة دينية تُستحضر بمساعدة الولايات المتحدة ستكون صديقا طبيعيا لأمريكا "
ايضا من اللافت للنظر فكرة ان إذاعة البي بي سي البريطانية كانت تذيع برامج مؤيدة للخميني باللغة الفارسية بشكل يومي مما اعطى "مصداقية للوعي بالدعم الامريكي والبريطاني للخميني" وقد رفضت البي بي سي ان تعطي فرصة للشاه ليرد و"كرر مناشداته الشخصية للبي بي سي ولكن دون جدوى"
في آيار 1979 في اجتماع مجموعة بلدربيرغ قدم  العضو برنارد لويس وهو مؤرخ بريطاني ذو نفوذ ، ستراتيجية بريطانية امريكية "أيدت حركة الاخوان المسلمين الاصولية خلف الخميني من اجل تشجيع بلقنة الدول الاسلامية في الشرق الاوسط حسب حدود عشائرية ودينية. ورأى لويس ان على الغرب تشجيع انفصال مجموعات مثل الكرد والارمن والمارونيين اللبنانيين، والاقباط والاتراك الاذربيجانيين  وهكذا. وسوف  تنتشر الفوضى في ما سماه (قوس الأزمة) الذي سوف يمتد الى المناطق الاسلامية في الاتحاد السوفيتي. اكثر من ذلك فهذا القوس سوف يمنع النفوذ السوفيتي من الشرق الاوسط ـ حيث النظرة الى الاتحاد السوفيتي انه امبراطورية الالحاد والكفر، والتحلل الخلقي وأن السوفيت يسعون لنشر كل ذلك في الدول الاسلامية. إذن فدعم المجموعات الاسلامية المتطرفة سيعني تقليص النفوذ السوفيتي في دول الشرق الاوسط مما يجعل للولايات المتحدة حظوة لدى هذه الدول.

وصفت مقالة نشرت عام 1979 في مجلة فورين أفيرز (الشؤون الخارجية)، مجلة مجلس العلاقات الخارجية ،  قوس الأزمة، هكذا "
يشكل الشرق الأوسط  النواة المركزية لهذا القوس، وموقعه الستراتيجي لنا لا مثيل له : هو المنطقة الرئيسية الأخيرة من العالم الحر المتاخمة مباشرة إلى الاتحاد السوفياتي، وهو يحمل في تربته التحتية نحو ثلاثة أرباع احتياطيات النفط العالمية المؤكدة و المقدرة، و هو موضع واحد من أعقد الصراعات في القرن العشرين : صراع الصهيونية ضد القومية العربية " وذهبت إلى شرح أن سياسة الولايات المتحدة بعد الحرب في المنطقة تركزت على " احتواء " الاتحاد السوفياتي، وكذلك الوصول إلى مناطق النفط . وتوضح المقالة، أن معظم " الانقسام الواضح" في منطقة الشرق الأوسط ، هو ذلك الذي " يفصل بين  الصف الشمالي (تركيا وإيران وأفغانستان ) عن القلب  العربي"،وأنه " بعد الحرب العالمية الثانية،  كانت تركيا وايران هما البلدان المهددان اكثر من غيرهما بالتوسع السوفيتي و التخريب السياسي ". وفي نهاية المطاف، "  كان لابد من التأكيد للصف الشمالي بالتزام امريكي
 جاد ومتواصل لانقاذهم من تقاسم مصير أوروبا الشرقية " .
حين كان خميني في باريس قبل الثورة ، نظم ممثل للرئيس الفرنسي مقابلة بين الخميني و"قوى العالم الحالية" حيث قدم الخميني بعض الطلبات مثل "ازاحة الشاه من ايران والمساعدة في تجنب انقلاب من الجيش الايراني" ولكن القوى الغربية كانت "قلقة من تمكين الاتحاد السوفيني ونفاذه والتدخل في استمرار امداد الغرب بالنفط الايراني"، وقد تعهد الخميني بالضمانات الضرورية. وقعت هذه المقابلات والاتصالات في كانون الثاني 1979 قبل ايام من الثورة الاسلامية في شباط 1979" في شباط 1979 نقل الخميني من باريس بواسطة طائرة اير فرانس الى ايران "بمباركة من جيمي كارتر" عين اية الله خميني مهدي بازركان رئيسا للوزراء في الحكومة الثورية المؤقتة في 4 شباط 1979
وكما طالب الخميني في لقاء باريس في كانون الثاني 1979 أن تساعد القوى الغربية في تجنب انقلاب عسكري ، في نفس ذلك الشهر كانت ادارة كارتر ، بتوجيه برجنسكي قد بدأت التخطيط لانقلاب عسكري.
++
الحلقة الثانية هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق