قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 13 فبراير 2014

غارعشتار : نولاند خارج الصندوق

نولاند خارج الصندوق

غارعشتار

نعيش في عالم التسريبات. الكل يسرب على الكل، والحمد لله لا تليفون عندي ولا أكلم أحدا ولا يكلمني أحد .. اتضح أن تكنولوجيا الاتصالات التي فرحنا بها هي في الواقع تقنيات تجسسية على كل واحد يعيش في كوكب الأرض. لم يعد هناك خط تليفون آمن يستطيع أن  يستخدمه راعي غنم أو رئيس دولة وهو مطمئن. وأنصح الجواسيس بالعودة الى التكنولوجيا البدائية من الاتصال المباشر بين شخص وآخر على ألا يحدثه داخل جدران، وكان أجدادنا أذكى منا حين قالوا (الجدران لها آذان). بعد أن اتضح ان امريكا تتجسس على كل شيء يتحرك في هذا الكون (دير بالك د. ماكس!!).
ردت روسيا بأنها أيضا قادرة على تسجيل المكالمات، وكعينة بسيطة سربت مكالمة خاصة بين فكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية لشؤون اوربا واوراسيا مع السفير الأمريكي في (كيف) جفري بيات. روسيا تنكر ولكنها اول من عمل رتويت حين نشر الفيديو من قبل مصدر مجهول على الانترنيت.
 في المحادثة كانت نولاند تتحدث بابتذال مثل رئيس عصابة يأمر صبيه بقتل الخصم مستخدمة تعبيرات مثل (تصميغ) و(قابلة مولدة) وهي تنهي اليه الأوامر بكيفية تشكيل الحكومة المطلوبة امريكيا: من يضع فيها ومن لايضع. وكيف (تصمغ اجزاء حكومة) بلد ذات سيادة وكأنها تلعب لعبة وتقول أن الولايات المتحدة سوف تدفع بان كي مون لارسال مبعوث منه (من المهم ان نصمغ الأمر وشيء رائع أن نجعل الأمم المتحدة هي التي تصمغه). وانهت المكالمة بشتيمة مقذعة ومبتذلة في حق الاتحاد الاوربي، لاداعي لذكرها وقد انتشرت وعلم بها الجميع.
وكانت نولاند قد كشفت في مؤتمر حول اوكرانيا عقد في واشنطن في نهاية 2013 أن الولايات المتحدة صرفت 5 بلايين دولار على اوكرانيا. قالت "منذ اعلان استقلال اوكرانيا في 1991 دعمت الولايات المتحدة الاوكرانيين في تطوير مؤسساتهم الديمقراطية وتطوير مهارات المجتمع المدني وبناء شكل جيد للحكومة. كل ذلك ضروري لتحقيق اهداف أوْربة اوكرانيا. لقد استثمرنا فيهم اكثر من 5 بلايين دولار لمساعدة اوكرانيا على تحقيق هذه الاهداف وغيرها"
بمعنى آخر اشتروها بهذا المبلغ ومن حقهم ان يصمغوا ويلصقوا فيها مايشاءون.
++
طبعا أكبر عملية تسريبات شغالة في مصر الآن على قدم وساق. الكل يسرب للكل على الهواء مباشرة. ولابد أن الجميع كانوا يسجلون محادثات الجميع. والمذيعون الذين يذيعون (مما يذكرني ببرامج الكاميرا الخفية التي انشغل بها العالم فترة من الزمن، وكان المذيع يسأل الأهبل الذي ضحك عليه: نذيع؟ فيقول له : ذيع) يقولون انهم يفعلون هذا من مبدأ حق الشعب الديمقراطي في أن يعرف.
وكما قالت نولاند في آخر حديثها المسرب، أقول (..... الديمقراطية !!!) يتأكد لي يوما بعد يوم، أننا نعيش فعلا نظام عالم جديد : عالم بلا سيادة ولا حدود ولا جدران ولا خصوصية والكل مستباح، والقانون للأغبياء الضعفاء فقط، والديمقراطية هي شفرة تعني حكم امريكا للشعوب. لا أريد أن أسمع مرة أخرى من يتحدث عن (الصندوق) .. إنه اللعبة الأمريكية لفرض من يحقق مصالحها في الحكومات التي تلصقها وتصمغها. هل رأيتم أحدا لاتريده أمريكا جاء عن طريق الصناديق؟
وهكذا فكلما سمعت من يقول (نحتكم للصناديق) فإن رد فعلي الطبيعي هو (صندوق يلمّك ويقبرك إن شاء الله). لا مانع عندي من نشر هذا البوست: سرب ، ريتويت، ذيع!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق