قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 13 فبراير 2014

اميركا تستعين علنا بأيران لمحاربة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية الظافرة

 
اميركا تستعين علنا بأيران لمحاربة المقاومة
الوطنية والاسلامية العراقية الظافرة
 
شبكة البصرة
 
ذكر موقع ميدل ايست اون لاين نقلا عن مجلة "نيوزويك" الاميركية في عددها اليوم الاثنين ان الرئيس جورج دبليو بوش سمح لسفير الولايات المتحدة في بغداد زلماي خليل زاد بالتحدث مباشرة الى ايران للحصول على مساعدة في وجه ما اسمته بحركة التمرد أي حركة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية.  
وقال خليل زاد للمجلة "سمح لي الرئيس بالاتصال مع الايرانيين"، مؤكدا ان لقاءات ستجري.
وكان رئيس حكومة الاحتلال الاميركي جلال الطالباني قد صرح بعد زيارة الى ايرن مؤخرا انه اتفق مع الرئيس الايراني على مساهمة ايران في محاربة ما اسماه ب(الارهاب) أي حركة المقاومة الوطنية والاسلامية العراقية.
الوقائع عن الدور الايراني في المخطط الاستعماري الاميركي لاحتلال العراق كثيرة. فقد اعلنت مصادر اميركية ان ايران كانت تزود الادارة الاميركية بمعلومات مضللة وكاذبة ومزورة عن ما يسمى بأسلحة الدمار الشامل العراقية, وذلك بواسطة العميل الاميركي واللص الدولي احمد جلبي الذي كان وسيطا بين الطرفين في التنسيق الذي مهد للتعاون بين الطرفين الايراني والاميركي في غزو العراق. كما  شهدت عملية الغزو الاستعماري الامريكي البريطاني للاراضي العراقية عام 2003 تسهيلات عسكرية لوجستية ايرانية للقوات الغازية تمثلت بالسماح للطائرات الاميركية بأستخدام المجال الجوي الايراني للانقضاض على العراق. كما شهدة عملية الغزو الانكلو اميركي للعراق مشاركة واسعة في الهجوم على المناطق الجنوبية من جانب  قوات الحرس الثوري الايراني المسماة بفيلق بدر. وترتبط هذه المليشيا بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي اسسته ايران في اوائل الثمانينيات من العراقيين من ذوي الاصل الايراني الذين ابعدهم العراق عام 1971 اثر الحركة الانقلابية الفاشلة التي دبرها شاه ايران لاسقاط الدولة الوطنية العراقية. وقد ربطت الحكومة الايرانية المجلس وفيلقه بمخابرات الحرس الثوري الايراني. كما لعب هذا التشكيل العسكري الايراني وبقية المليشيات الفارسية التابعة لحزب الدعوة وبعض التشكيلات الايرانية في وسط وجنوب العراق دورا خطيرا في مساندة العمليات الوحشية الاميركية والبريطانية ضد ابناء الشعب وضد مجاهدي المقاومة لعراقية الى ان سيطرت هذه المليشيات على وزارة الداخلية فأصبحت تمارس عملها في خدمة الاحتلال علنا وبالملابس الرسمية اضافة الى تنفيذ الاجندة الايرانية بشكل مباشر من خلال اثارة الفتنة الطائفية واغتيال العلماء والاطباء والاساتذة فضلا عن الطيارين وكبار ضباط الجيش العراقي الذين ادوا واجبهم الوطني في الدفاع عن بلدهم ضد العدوان الايراني في الثمانينيات.
ورغم  اتضاح امر مشاركة ايران في عملية غزو العراق واحتلاله ومحاربة شعبه الثائر على الاحتلال، الا ان المسؤولين الايرانيين ومؤيديهم من العراقيين والعرب كانوا يحرصون بأستمرار على نفي هذا الدور الذي  يعري زيف الشعارات الاسلامية وتلك المعادية للشيطان الاكبر( اميركا) التي طالما تشدق بها الايرانيون وحلفاؤهم العرب ، ويكشف حقيقة  السياسة الايرانية المعادية للمصالح العربية حرصا على عدم اثارة السخط والاشمئزاز لدى الجماهير العربية. الا ان ايران اعترفت رسميا اول مرة بمشاركتها في تسهيل الاحتلال الاميركي للعراق بتصريح ادلى به  السيد ابطحي نائب الرئيس الايراني خاتمي في اثناء ندوة في ابو ظبي عام 2004 عندما قال لولا ايران لما كانت اميركا الان في كابل وفي بغداد، وعاد الرئيس الايراني محمد خاتمي ليؤكد ما اعترف به نائبه فأشار الى الدور الايجابي الذي لعبته ايران في احتلال اميركا لافغانستان والعراق.
والان تعلن الحكومة الاميركية رسميا عبر حاكم العراق الفعلي السفير زلماي خليل زاد وعبر عميلها جلال الطالباني عن التعاون الايراني –الاميركي في محاربة المقاومة العراقية  وفي  تدمير العراق وادامة خضوعه للاحتلال الاستعماري الاميركي البريطاني الصهيوني.
وتقول مجلة نيوزويك ان هذه الاتصالات ستكون الاولى على هذا المستوى بين واشنطن وطهران منذ قطع العلاقات بين البلدين في1979 . غير ان مصادر اميركية كانت قد اشارت الى ان تعاونا وثيقا قد جرى بين الطرفين لتسهيل الاحتلال الاميركي لافغانستان  كما ان الرئيس الاسبق للجمهورية الايرانية ابو الحسن بني صدر كان قد صرح ان الاتصالات بين الحزب الجمهوري الاميركي والقيادة الايرانية بقيادة المرشد الاعلى خميني كانت تجري بأنتظام قبيل وصول خميني الى ايران في فبراير 1979 واستمرت وتم من خلالها تدبير مسرحية احتجاز الرهاشن الاميركيين لتوفير مبرر للحزب الجمهوري الاميركي لاثارة الناخبين الاميركيين ضد سياسات الحزب الديمقراطي مقابل تزويد ايران بالاسلحة  في ما سمي بأيران غيت كم اضاف بني صدر ان خميني قد امر في اطار هذه الاتصالات بالاستعانة بأسرائيل لتزويد الجيش الايراني بالاسلحة ضد العراق. للعودة الى تصريحات اول رئيس للجمهورية (الاسلامية) الايرانية حول الموقف الحقيقي لقائد الثورة الايرنية من اسرائيل واميركا والعرب انظر :
 
أبو الحسن بني صدر يكشف أسرار الخميني
السلام على من أتبع الهدى
لقد قامت قناة الجزيرة بعمل لقاء مع د. أبو الحسن بني صدر الرئيس الأيراني الأسبق ونضعه بين أيديكم أيه الأخوة وليقرأه من كان الأمام الخميني إمامه لكي يعرف الخميني على حقيقته ويعرف من هم الأئمة الذي يقدمون لهم الولاء الأعمى بدون تفكر ولا تدبر عجباً؟! :-
سأل المراسل كيف وجدت شخصية الخميني فأجاب بني صدر: وجدت نفسي أمام شخص غريب لا يعطي رأيه، يؤمىء بالإيجاب أو النفي فقط.

تأخر الخميني عن الثورة وليس هو صانعها
تقول: في إحدى مقابلاتك أن الإمام الخميني جاء إلى الثورة متأخرا بل أنه لم يكن مشجعا لها إلا بعد أن حصلت أحداث قم، فهل فعلا جاء الخميني متأخرا؟
بني صدر: لقد كانت ايران يومها في غليان، وهو لم يصدق ذلك، لقد أرسلتُ له عدة رسائل، واتصلت به حتى هاتفيا وقد كان مترددا دائما وينتظر، ولما تأكد أن الشعب الإيراني قد هب للثورة تحرك عندها، إذ لم يأت قرار الثورة من خميني بل أتى من الشعب وهو لم يكن طوال حياته صاحب مبادرة ولكنه رجل ردود فعل، بعدها استوعبت ما حدث معنا في النجف وفهمت معنى صمته.

سؤال : حين تقول هو تأخر عن الثورة وليس هو صانعها ، إذا لماذا تمسكتم به؟ ، هل لأنه يمثل طبقة أو شريحة اجتماعية كبيرة في إيران أو أنه يمثل الرغبة الدينية في إيران؟.
بني صدر: كنا بحاجة إلى الخميني لسببين بسيطين، لأنه رجل دين له تأثيره الكبير في إيران، ثانيا لأن حركة الشعب الإيراني يومها كانت بدون عنف، كانت كالزهرة في مواجهة البندقية، إذاً فالخميني كان يمثل القيادة الروحية لإيصال الشعب الإيراني إلى الانتصار.

سؤال : إذاً أنتم في البداية حاولتم استخدام الخميني ثم عاد الخميني واستخدمكم كمثقفين إيرانيين.
ج : لا لا، نحن لم نستخدم الخميني ولا هو استخدمنا، كنا بصدد بلورة وجهة نظر جديدة للإسلام، هذا هو المهم.معه؟- نعم معه، وهنا تكمن أهمية عملنا ، إن المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي لا يثقون بالمثقفين ويعتقدون أنهم يبتدعون أي شئ ، كانت ثقتهم عمياء في رجال الدين، هذا هو الذي قلب الأوضاع في إيران، إن كل هذه الدكتاتوريات الحاصلة اليوم إلى زوال والباقي هوالاسلام، والإسلام يحث المسلمين على التغيير.اليوم في إيران لا أحد يخاف من التغيير ، إذاً لم نستغل الخميني وهو لم يقم باستغلالنا وكل ما في الأمر في إيران ، أن الخميني كان تواقا للسلطة وسعى للوصول إليها مع كل أولئك العاملين لأجلها.

سؤال : سيادة الرئيس دائما تستخدم عبارة كان خائفا، هل فعلا كان الخميني يخاف؟ وهل لديك دلائل فعلا أنه كان يخاف؟
ج : يوميا تقريبا كان يأتي إلىَ أحمد يسألني: بتقديراتكم هل يرحل الشاه؟ وهل أنتم واثقون من ذلك؟

سؤال : كان يتردد في الذهاب إلى إيران وتلقف الثورة.
ج : كان خائفا من ذلك، افتراضا لو توقف الشعب الايراني ماذا سيكون مصيره، لا شئ، نتيجة لتردده هذا قمت بتحضير لائحة من الأسئلة والأجوبة، قلت له فيها أن هذه اللائحة سوف تساعدك في حال بقيت في المنفى أو عدت منتصرا إلى إيران، طلبت منه أن يقرأها جيدا ويجيب عليها لنستطيع فهم مقصده.

سؤال : ما هي أبرز هذه الاسئلة؟
ج : بعض الأسئلة كانت تتعلق بالإسلام والسلطة، الإسلام والعنصرية والإسلام والعنف، الأجوبة كانت أن لا تدخل لرجال الدين في أعمال السلطة، وأن التعددية السياسية ضرورية، وأن الدولة الإسلامية المنشودة ستكون ديمقراطية يحكمها الشعب، أي ولاية الجمهور وهي تختلف عن المفهوم السياسي في الغرب، والسيادة هنا تعني الحاكمية أي السلطة، فالولاية تعني الصداقة ، صداقة الشخص مع الآخر واستشارته له.

سؤال : بعد ذلك ذهبتم الى ايران وترشحت للرئاسة وطلبت من الإمام الخميني ان لا يدعمك، وأن يبقى محايدا في المعركة الرئاسية، ثم تحدثت عن الانقلاب من طرف الخميني عليك وعلى الافكار التي نادى بها في باريس، ما هي أسباب هذا الانقلاب ولماذا طلبت منه أن يبقى محايداً.
ج : لقد طلبت منه أن يكون حياديا بيني وبين الآخرين، ولكنه بعد تسلمه للسلطة مباشرة بدأ بخرق الدستور، أخذ إقرارا بتعيين رئيس ومدعٍ عام لمحكمة التمييز العليا وللمجلس الاعلى للقضاء كان هذا هوأول خرق للدستور، وبعدها وفي خطب الجمعة شجع رجال الدين على تزوير الانتخابات للوصول إلى البرلمان، وذهبت اليه وقلت له: إن هذا الأمر مرفوض، أجابني أن لا كلمة للشعب، الكلمة لرجال الدين، هذا للاشياء الظاهرية، لماذا إذاً الاقتراع في موضوع الرهائن وفي موضوع الحريات.

سؤال : لكنه لم يمنعك أن تصبح رئيسا؟
ج : بالنسبة للشعب لم يستطع ذلك ولم يستطع الادعاء أني ضد الثورة لأنه يتناقض مع كلامه بأنني كنت مفكر الثورة، لم يستطع تكذيب نفسه أمام الرأي العام وكان مستحيلا عليه، ولم يكن بإمكان الخميني التبرير أو التوضيح.

سؤال : ولذا قلت سيادة الرئيس أنه كان يستخدمك؟
ج : لا، لا ، كان يعلم أني لا أحب الخضوع.

سؤال : إذاً كان يريدك رئيسا صوريا.
ج- نعم كان ذلك في نيته لكنني لم أكن الرئيس الذي يريد .
 
سؤال : سيادة الرئيس في مراحل معينة نلاحظ أنك كنت تتجابه مع الخميني بالرغم من أنه قد منع اللقاء بك ورفض اللقاء.
بدايات العلاقة مع الشيطان الأكبر
ج- آخر مرة التقيت به قبل ثلاثة أيام من الانقلاب ضدي في بيته، كان لائقا بالاستقبال يومها، وقد تحدثنا في مواضيع الساعة، ودخل عنده أحمد فجأة وقال: عندي سيئات ، قلت: كل إنسان عنده سيئات فماذا تقصد، قال : إنكم تلحون كثيرا ولا تتراجعون ، تتكلمون كثيرا عن تعامل بعض المسؤولين الإسلاميين مع الأمريكيين وانهم يعدون تسوية سرية معهم وتكررونها دائماً، إن المسألة قد انتهت الآن وعاد الرهائن إلى بلادهم فعليكم أن تتعاونوا مع هؤلاء المسؤولين، إن الإمام يطلب منكم ذلك، عندها وجهت حديثي إلى الخميني وقلت له أذاك صحيح ألستم القائلين أن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأن الاستقلال هو الأساس، فكيف تطلبون مني التعامل مع هؤلاء الناس الذين تآمروا وعملوا مع الشيطان الأكبر، عندها خرجت من بيته ودون ان أسمع كلمة واحدة، ولا كلمة، كان ينظر ولا يتكلم، تحدثت في وجهه وقلت في نفسي هذا هو أمامي لا مجال أبداً للشك.
 
سؤال : إذن تقول في كتاباتك السابقة أن الخميني انتظر ما يقارب التسعة أشهر قبل أن يأخذ موقفا حاسما من الأمريكيين ، هل كان يعلق أهمية على العلاقة المقبلة معهم أم كان هناك اتصالات شبه سرية بين الولايات المتحدة والخميني؟
ج- لم تكن هناك علاقات مشينة بل كان هناك اتفاقات!!!

سؤال : كيف ؟
ج- جاء موفدون من البيت الأبيض إلى "توغل لوشاتو" في فرنسا واستقبلهم آنذاك ابراهيم يزدي الذي كان وزيرا للخارجية لحكومة بازركان في طهران عقد اجتماع ضم مهدي بازركان الذي أصبح رئيسا للوزراء وموسوي أردبيلي أحد الملالي الذي أصبح بدوره رئيسا لمجلس القضاء الأعلى ، خرج المجتمعون باتفاق يقضي أن يتحالف رجال الدين والجيش على إقامة نظام سياسي مستقر في طهران.
ثم يعرض فلما عن اول مؤتمر صحفي عقد بعد انتخابه للرئاسة وقد منع عرضه في طهران ويعرض البرنامج صورة مستشار سياسي شاب،وكان يعرف كثيرا عن علاقات الآيات والملالي بالمخابرات الامريكية ثم اغتيل هذا الشاب. علاقات الملالي والأمريكيين السرية؟ نعم .. نعم كان هناك لقاءات كثيرة أشهرها لقاء اكتوبر الذي جرى في ضواحي باريس ووقعت فيه اتفاقات بين جماعة ريغان وبوش وجماعة الخميني.

سؤال : هل لديك وثائق حول هذا الموضوع؟
ج- إذن لماذا أنا هنا؟ أنا هنا لأنني رفضت هذه الاتفاقات، الخميني حاول إقناعي بجدوى التعاون مع الأمريكيين ولكني رفضت ذلك ، لماذا؟ لأننا شاركنا بالثورة طلبا للاستقلال وليس للتبعية كما كان الحال في زمن الشاه، لقد شاركنا بالثورة من أجل حريتنا واستقلالنا وازدهار بلادنا.

مخطط أمريكا في مسرحية الرهائن
سؤال : السيد الرئيس في موضوع الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكية في إيران تقول إن الخميني لم يأخذ الأمر بأخذ الرهائن وأنت قمت بضد كل هذه العملية من أخذ أمر اعتقال الرهائن ومتى تدخل الخميني بالضبط لهذه العملية.
ج- إن الدراسات الأمريكية تؤكد أن موضوع خطف الرهائن مسرحية أمريكية نفذت في إيران ولم يكتشف بعد الشخص الذي نفذت من خلاله العملية.
 
سؤال : إذاً تعتقد أن خطف الرهائن في السفارة الأمريكية كان مشروعا أمريكيا ؟.
ج- نعم ، نعم كان مشروعا أمريكيا، حتى أن الحرب كانت مخططاً أمريكياً، قلت يومها أن أمريكا شجعت صدام على ضرب إيران. وكشفت يومها عن زيارة السفير السعودي في الأمم المتحدة للسفير الأمريكي في بغداد لتشجيعه على ضربنا.
 
سؤال : تقول أن قضية الرهائن كانت مخططاً أمريكيا هل لديك بعض المعلومات التي لم تنشر وماذا حصل بينك وبين الخميني من الأحاديث.
ج- بيني وبين الخميني كان يحصل أشياء كثيرة، بعد خطف الرهائن مباشرة ذهبت إلى لقاء الخميني وانتقدته على هذا التصرف السئ، وقلت له: كيف باستطاعتكم القول بأن خطف بعض الأمريكيين كرهائن هو عمل أكبر من ثورة الشعب، وقلت له أيضاً: ليس من الشجاعة أخذ سفارة في بلدكم وأخذ الأمريكيين كرهائن، الحجة كانت يومها احتجازهم بضعة أيام وعندما تسلمون شاه إيران نسلمكم الرهائن، كان هذا الاتفاق مع الأمريكيين، وقبلت ذلك يومها والتقيت بوزير الخارجية يومها لذلك السبب، كانت هذه الحجة وكان هناك الكثير من ردود الفعل، وبعدما أصبحت رئيسا جاءني أحدهم لزيارتي وأعطاني شريطا مسجلا، كان السيد بهشتي يتكلم مع المقربين له في الفلم والقصة أن عملية الرهائن كانت موجهة ضد الرئيس بني صدر وضد الرئيس كارتر، ذهبت لاطلاع الخميني على ذلك وأخبرته عن قصة رئيس مجلس القضاء الأعلى الذي عينه وقد كان على حق بأن تصفية الرهائن كانت لتقوية سلطة رجال الدين أكثر فأكثر لهذا السبب استخدموا الرهائن.
 
سؤال : من جهة تقول أن الأمريكيين هم رواد القضية ومن جهة تقول من أجل أن تعزز وضع الملالي في إيران.
ج- نعم حصل ذلك لأجل خدمة مصالح الفريقين لخدمة الملالي في إيران، وأيضا لخدمة الجمهوريين في أمريكا الذين كانوا يريدون تغيير نفسية الأمريكيين الذين استكانوا للسلام بعد حرب فيتنام، حتى أنهم عادوا إلى عزلتهم المعروفة، لهذا كان يجب إيقاظ الروح العدائية عندهم باستغلال موضوع الرهائن، والنتيجة كانت وصول الجمهوريين إلى السلطة، وقيل كثيرًا أن الخطة كانت من إعداد هنري كسنجر والسيد روكفيلر ولم تكن بالتأكيد من إعداد الطلبة الثوار، لم نجد طالبا واحداً يحدثنا عن مخطط العملية حتى الآن لا نعرف في إيران حتى اليوم من الذي خطط لعملية الرهائن.
 
سؤال : تحليلك الشخصي؟
ج- تحليلي أن الخطة لم تكن خطة إيرانية بل كانت خطة خارجية أمريكية.
س- حين تقول ذلك سيادة الرئيس هل لديك معطيات ثابتة.
ج- بالتأكيد، مثلا الأول: كان رضا بسنديدة ابن أخ الخميني جاء إلى مدريد ثم عاد إلى إيران، وطلب مقابلتي وقال إنه كان في مدريد، وطلب الأمريكان لقاءه، أعطوه اقتراحات جماعة ريغن وبوش، وقال لي: إذا قبلتها سوف يلبي ريغان جميع طلبات إيران عندما يصل إلى السلطة، وهددني إذا رفضتها بالتعامل مع خصومي السياسيين.
هل تتصورون أن ابن أخ الخميني يخرج من إيران دون إذن عمه، لم يقل إنه خرج من إيران للقائهم، قلت ربما كان في زيارة لأوربا وبعدها قرأنا في الكتاب أنه كان مدعواً لذلك.
ثانيا: كان لدي أحد المعاونين في ألمانيا اتصل به جماعة من حلف ريغان وبوش وعرضت عليه نفس الاقتراحات، ثالثا: العراق كان قد بدأ حربه معنا، وكنا بحاجة إلى ماذا ، كنا بحاجة إلى قطع الغيار وإلى الذخيرة والسلاح، السيد رفسنجاني جاءني –رئيس البرلمان- يومها والسيد رجائي عقدا اجتماعا وأكدا أننا لسنا بحاجة إلى الأسلحة الأمريكية، كنا حينها بحاجة إلى كل شئ، إلا أن الرهائن بقوا في حينها في ضيافتنا حتى موعد الانتخابات الأمريكية، كتبت حينها رسالة إلى الخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، وبعد هذه التصريحات عقد اجتماع بين جماعة ريغان بوش وجماعة الخميني، كان ذلك في باريس وكان هناك اتفاق، وفي مذكراتي اليومية أدون ذلك ليكون الشعب على اطلاع، بعدها كتبت للخميني لإطلاعه على هذه المعلومات، ولم أكن أصدق أنه على علم بذلك، كنت أظن أنه خارج اللعبة، إذاً كيف تفسرون إطلاقه الرهائن عشية أداء الرئيس ريغان لليمين الدستوري؟!
 
سؤال : تحدثنا عن موضوع الحرب الإيرانية العراقية ومررت إلى إسرائيل، هل كنت على علم بوجود علاقات معينة مع إسرائيل لأجل الحصول على السلاح؟
ج- في المجلس العسكري أعلمنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء سلاح من اسرائيل، عجبنا كيف يفعل ذلك، قلت: من سمح لك بذلك ، قال: الإمام الخميني، قلت هذا مستحيل!
قال : أنا لا أجرؤ على عمل ذلك لوحدي. سارعت للقاء الخميني وسألته: هل سمحت بذلك؟ قال : نعم إن الإسلام يسمح بذلك، وإن الحرب هي الحرب، صعقت لذلك، صحيح أن الحرب هي الحرب، ولكنني أعتقد أن حربنا نظيفة، والجهاد هو أن نقنع الآخرين بوقف الحرب والتوق إلى السلام، نعم هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى اسرئيل وشراء السلاح منها لحرب العرب، لا لن أرضى بذلك أبداً، حينها قال لي : إنك ضد الحرب، وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة.

التعامل مع إسرائيل في الحرب ضد العراق
س- السيد الرئيس السؤال فعلا محرج، كيف أن الخميني الذي قاد كل هذه الثورة الإسلامية، ووضع القدس واستعادتها وحماية فلسطين في أولوياته كيف يمكن أن يشتري السلاح من اسرائيل؟! حين نسمع منك هذا الكلام لا نستطيع أن نصدق شيئا مماثلاً.
ج- حتى اليوم وقبل ستة أشهر كان الإسرائيليون ألقوا القبض على بعض المواطنين المتورطين في بيع الاسلحة لإيران، لقد حاولت منع ذلك -شراء الأسلحة من إسرائيل- خلال وجودي في السلطة وبعدها كانت إيران-غيت، ما معنى إيران-غيت كان إنها فضيحة شراء الأسلحة الأمريكية عبر إسرائيل.
س- قلت إن الخميني قال لك: إذا لم ترد أسلحة عبر اسرائيل فتش عن دول أخرى، من هي الدول التي أعطتكم السلاح في بداية الحرب؟
ج- بالنسبة للخميني كان شراء الأسلحة مسموحا به من كل مكان حتى من اسرائيل، شكلت آنذاك لجان ذهبت إلى أوربا وإلى مصر لأن هناك عقودا بينهم وبين الشاه.
س- اشتريتم السلاح من مصر ضد العراق؟
ج- نعم نعم من مصر ضد العراق.
س- السيد الرئيس تتحدث قليلا عن بداية الحرب العراقية الإيرانية، تقول في كتاباتك أنك قلت لياسر عرفات ليقول لصدام حسين لا تصنع الحرب ضد الثورة، أولا : هل تجربة الاتصالات بينكم وبين صدام حسين عبر ياسر عرفات وعبر آخرين، وكيف كانت تجربة الاتصالات وما هو الدور الذي قمت به من أجل منع نشوب هذه الحرب فعلاً.
ج- طلبت من السيد ياسر عرفات الذهاب إلى بغداد وإفهام صدام حسين أن كل دولة تشن حربا ضد أي ثورة فمصيرها الفشل وليستفيد من التاريخ، حتى الدول العظمى لم تستطع القضاء على المجموعات الصغيرة الثائرة، ولن يستطيع اليوم الانتصار على شعب إيران الثائر وكان الفشل للأسف بعد مكوث ياسر عرفات عدة أيام عاد ليخبرنا أن صدام طاووس مصمم على مواصلة الحرب، وأنه قادر على حسمها في ثلاثة أو أربعة أيام.
س- هل حصلت اتصالات أخرى مع صدام حسين؟
ج- بعد فشل مفاوضات ياسر عرفات وصدام حسين كانت هناك محاولات أخرى لوقف الحرب منها ما قام به حفيد أحد رجال الدين المجاهدين[2] في العراق وهو أبو الحسن الأصفهاني أرسله صدام حسين للمفاوضات من أجل السلام يومها لكن الخميني رفض.
س- كيف؟
ج- قال لنا يومها مبعوث صدام: ها قد انتصرت الثورة الإسلامية وتخلصتم من الشاه دعونا نشيد السلام بين بلدينا، قلت للخميني: لنقبل اقتراحاته، أجاب: لا إن نظام صدام حسين محكوم عليه بالسقوط، وسيسقط خلال ستة أشهر على الأكثر، ولكي نعفو عنه أرسل مبعوثه هذا !!! إذن رفض ذلك.
س- هل كنت ضد الحرب وأشرفت عليها لكونك رئيسا للجمهورية؟
ج- لأن صدام فرض علينا هذه الحرب ولقد أصبت بمرض على جبهة القتال لأنني لم أتحمل هذه الحرب الغبية، حاولت كثيرا إيقافها، والشاهد على ذلك أنه بعد مؤتمر عدم الانحياز كانت الحرب ستتوقف لأنني وافقت على مشروع لأربعة وزراء خارجية جاؤوا إلى إيران بعد موافقة صدام حسين على ذلك ولكن رجال الدين في إيران كانوا يريدون استمرار الحرب.
س- هل الإمام الخميني كان يحدثك عن العلاقة مع الجوار العربي، مع دول الخليج، هل كانت لديه أطماع في التقدم عسكريا باتجاه الدول من أجل تصدير الثورة مثلاً؟
ج- لم يحدثني بهذا الموضوع ولكن كان هناك مشروع آخر، كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي، كان هذا الحزام يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان وعندما يصبح سيدا لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج الفارسي للسيطرة على بقية العلم الإسلامي، كان الخميني مقتنعا بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ ذلك، قلت له بأن الأمريكيين يخدعونك، ورغم نصائحي ونصائح ياسر عرفات الذي جاء ليحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع.
س- الرجال الذين كان لهم تأثير على الخميني، قلت إن رفسنجاني كان يضحكه، كان له تأثير عليه، من الذي كان يدفعه أكثر باتجاه الحرب، وهل كنتم فعلا تخشون الخسارة في الحرب مع العراق؟
ج- الخسارة في أول الحرب كانت ممكنة، لكن بعد احتدامها استطعنا إيقاف تقدم القوات العراقية، وكنا نعرف أن الوقت كان إلى جانبنا، ولكن ليس لأمد طويل، بعد الانقلاب ضدي وبعد وصولي إلى باريس قلت له أنه إذا استمر الملالي في الحرب فإنهم سوف يخسرونها حتما وهذا ما حصل.
رفسنجاني كان له أثر كبير في البلاد وكان يدير شؤون الحرب بالتعاون الوثيق مع أحمد الخميني، ولأنه كان يدير شؤون هذه الحرب فقد كان يخيفني رفسنجاني لأنه أراد مواصلة الحرب واحتلال البصرة، وباحتلالها يسقط صدام حسين، كان هذا مشروعه وكل قيادة الجيش كانوا يعارضون ذلك وقالوا إن احتلال البصرة سيطيل أمد الحرب .
س- التفكير في تأسيس حزب الله اللبناني ، طبعا أنت كنت تركت السلطة ولكن كنت في ذلك الوقت تحدثت مع الإمام الخميني أو مع محيطيه في تأسيس حزب شيعي في لبنان لأجل مقاتلة اسرائيل أو لأهداف أخرى.
ج- بالنسبة لموضوع لبنان كنت مع دعم الشعب اللبناني وليس دعم منظمة على حساب الشعب، عندما كنت في السلطة لم يكن هناك وجود لحزب الله في لبنان ، بعد تنفيذ الانقلاب ضدي وجد السفير الإيراني في سوريا الفرصة سانحة لتأسيس هذا الحزب.
س- هل حاول العراق الاتصال بك.بعد الانقلاب الذي حصل ضدك
ج- بالطبع ، آخرها كان بعد عاصفة الصحراء حتى دعوني إلى زيارة العراق.
س- كيف حصل اللقاء؟
ج- جاء شخصان لزيارتي أحدهما لبناني وآخر فرنسي.
س- هل يمكن أن نعرف الاسماء؟
ج- لا يريدون كشف الاسماء، عرضوا علي هذه الدعوة لكنني رفضتها، عرضوا علي استقبال نواب عراقيين من قبل صدام، أجبتهم بوضوح: يريد صدام استخدام اسمي لتخليصه من الورطة التي وقع فيها مع الأمريكيين وأقترح إلغاء الدكتاتورية في بلاده وتنفيذ الديمقراطية، كي أقوم بمساندتكم.
شبكة البصرة
الاثنين 26 شوال 1426 / 28 تشرين الثاني 2005

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق