قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 5 يونيو 2015

صلاح المختار : الطـائفـي بـالتـربيـة والطـائفـي بـالاجبــار



 
 الطـائفـي بـالتـربيـة والطـائفـي بـالاجبــار 

شبكة ذي قــار
 صلاح المختار
 

لا نُصْح كالتحذير ولا عبادة كالتفكر
الامام علي بن ابي طالب ( ر )
الطائفي بالتربية معروف فهو من نشأ على اسس التمييز الطائفي وكره الطرف الاخر ، اما الطائفي بالاجبار فهو من كان ضد الطائفية بصدق لكنه اجبر على التحصن بها بعد ان ذاق هو او ابناء الشعب كلهم الثمار السامة للطائفية بالقتل والسحل وحرق الجثث والتمثيل بها والتهديد بادة مكون والضغط عليه باقسى الوسائل للهجرة خارج وطنه او لتبديل طائفته مثلما فعل اسماعيل الصفوي في اسرائيل الشرقية . ما يهمنا هو الطائفي بالاجبار والذي ترك الوطنية كهوية لا منافس لها واختار طائفته كهوية دفاعية لكنها هوية قاتلة لا تختلف عن هوية من يسحل ويمارس اساليب اسماعيل الصفوي كما سنرى .
1- اول ما علينا عدم نسيانه ابدا هو ان هناك خطة لتقسيم العراق وبقية الاقطار العربية وكتب عنها اكثر مما يجب لحاجة مثقف ولهذا كان الوطني حتى حرق ونهب تكريت يتخندق بالوطنية رافضا الطائفية بصدق ، اما بعد ما جرى في تكريت وديالى من تهجير على اسس عرقية مغلف بالطائفية لتحشيد السذج ومن تربى على الطائفية فقد لاحظنا ان بعض من ناهض الطائفية اصبح يتحصن بها كوسيلة حماية للبقاء الانساني كما يقول من تحول من الالتزام الوطني الى الطائفية ، وهكذا تكون خطوة مهمة جدا من الهدف الستراتيجي رقم واحد للمخطط الصهيوامريكي فارسي قد تحققت وهي اجبار البعض على تحويل اصطفافه من العمل في الصف الوطني الذي يضم كل مناهضي الاحتلال وبرنامحه التقسيمي الى الاندماج او التقرب من برنامج طائفي مضاد ولكنه مكمل للبرنامج الطائفي الفارسي تبعا لجدلية نشوء الطائفية .
نعم نتوقع من ضعاف الارادة او مشوشوا الرؤية الانتقال من معسكر الرفض التام والثابت للطائفية الى التخندق الطائفي ، تحت تبرير مأساوي عاطفي يقترب من السذاجة الستراتيجية او انه هو ذاتها ، لان الهدف الجوهري لما يجري هو تقسيم العراق وبقية الاقطار العربية ولذلك فالموقف الوطني الصحيح هو الرفض التام للتقسيم ومقاومته بالسلاح والموقف السياسي .
والسبب واعذروني لتكرار البديهيات وهو ان العدو المشترك ( امريكا واسرائيليتين الغربية والشرقية ) قد قام بكل ما يجب لتحويل الصراع من صراع تحرير من الغزو يضم كل ابناء الوطن الواحد بكافة دياناتهم واثنياتهم الى صراع يشرذم ابناء الوطن الواحد على اسس طائفية وعرقية وغيرها فيوفر اعظم الفرص لقيام بعضهم بدور كان يجب ان يقوم به العدو المشترك فقط . فهل يمكن لاي وطني حقيقي ان ينتقل الى صف من ينفذ الهدف المركزي للاحتلال وهو تقسيم العراق ؟
نعم هناك ضرورة قصوى للتذكير ايضا بان الاحتلال ونغوله خصوصا نغول الفرس قد مارسوا الطائفية باسوأ اشكالها ابتداءا من فرض دستور بريمر ، والذي اعد قبل سنوات من الغزو ليكون المقدمة للتقسيم الفعلي ، وانتهاء بتهجير ملايين العراقيين او اجبارهم على النزوح من مدنهم وقراهم واسكان اخرين محلهم . ولكن اخطر ما في دستور بريمر المعمول به حاليا هو انه وضع القاعدة الاساسية لتقسيم العراق بنظام محاصصات طائفية عرقية زادت خطورته باسناده الى مفهوم ينسف الربطة الوطنية وهو ان الثروة من حق الساكن فوقها وليست من حق كل العراق .
هذه القاعدة ايضا مدروسة قبل الغزو ومن وضعها يعرف ان تحويل الدولة من دولة كل المواطنين ضمن نطاقها الجغرافي الى كيانات الولاء فيها للكيان الصغير وليس للدولة الوطنية ولكل منها مصالح مادية متنافرة يجر جرا الى انهاء الدولة . ان تجريد البعض من الثروة ومنحها للبعض الاخر – حتى من ابناء نفس الطائفة - سوف يولد اعنف اساليب الصراع واشدها وحشية لان الانسان في النهاية يلجأ الى التحصن باهم وسائلة الدفاعية واقدمها وهو ( قانون البقاء ) والذي يبيح – بالنسبة للبعض - كل شيء بما فيه المحرمات الكبرى وطنيا واخلاقيا ودينيا ، فكيف اذا مورس اسلوب متطرف العنف لابادة طائفة او اخضاعها لمنطق التحول الطائفي وهيمنة طائفة اخرى ؟ دستور بريمر وبكافة ما جرى عليه من تعديلات طفيفة هو اساس ما يجري الان في صلاح الدين وديالى والانبار وما سيجري غدا في نينوى وغيرها خصوصا في بغداد .
ولهذا فان اعلى جرس ينبه لمخاطر التحول من الوطنية الى الخندق الطائفي بحجة ان الطرف الاخر لم يعد يخفي طائفيته ويستخدم اساليب بالغة الوحشية هو التأكيد على ان التحصن بالطائفية ومهما كانت مبرراته ليس سوى وقوع في فخ الاحتلال وتحقيق لاهم اهدافه وهو تقسيم العراق .
2- لنفترض ان التحول للمنطق الطائفي يحافظ على ( البقاء ) فان اهم سؤال هو : هل يمكن للمنطق الطائفي المضاد لمنطق الصفويين ان يوفر الحل للعراق وشعبه ؟ الجواب الحاسم والمطلق هو كلا فالمنطق الطائفي ومن اي معسكر ليس سوى اداة خطيرة لتقسيم العراق وما اطروحة ( نظام الاقاليم ) وتفسيرها على انها لا تعني التقسيم الا خطوة حاسمة نحوه ، فامريكا واسرائيل الغربية خططتا مسبقا لتقسيم العراق وقبل تنصيبهما لخميني حاكما لاسرائيل الشرقية ، لذلك فان اي اطروحة تبدأ بنظام الاقاليم حتى لو اقترنت بالحرص على البقاء في عراق موحد فان نهايتها تبقى مفتوحة ومن يقرر مسار الاحداث ليس من اختاروا نظام الاقاليم – نتيجة لهول الجرائم الفارسية - بل من وضعه ورعاه ويصر على تطبيقه تحت اي شعار مخادع ، فالقوة ليست بيد انصار نظام الاقاليم ولن تكون ابدا بل بيد حديدية صارمة في تطبيق خططها وهي امريكا والصهوينة .
امريكا تطمئن انصار نظام الاقاليم بكل ما يحتاجون لسماعه لكنها بنفس الوقت مصممة على مواصلة تنفيذ خطة تقسيم العراق . والا ما الذي يجعل بايدن نائب الرئيس الامريكي يطلق تصريحا ثم يعتذر عنه اخذين بتظر الاعتبار انه ما عين نائبت للرئيس الا بفضل مشروعه لتقسيم العراق والذي تبناه الكونغرس في عام 2007 ؟ وما الذي يجعل امريكا والغرب ( المتمدن ) يسكت على جرائم الصفويين في العراق رغم انها الابشع في عالمنا المعاصر ؟ بل ما الذي جعل امريكا ورغم تكرارها لرفض الميليشيات التابعة لايران تقرر دعمها ووافقت على اشراكها فيما يسمى ب ( تحرير الانبار ) وهي تعلم علم اليقين ان ما حصل في ديالى وصلاح الدين سيتكرر حتما وبصورة اشد بشاعة في الانبار خصوصا وان لامريكا ثأرات عميقة معها ؟ الجواب واضح جدا لمن يقرأ الحدث بعيدا عن العواطف والانفعالات فامريكا تريد لمعركة الانبار ان تكون خطوة اخرى على طريق تقسيم العراق وليس العكس ولن يتحقق هذا الا باقناع العراقيين بان التقسيم هو ( افضل السيئات ) .
من يتحدث عن ( انقاذ السنة ) بخيار التحصن بالطائفية سواء اراد ذلك او رفضه يساهم مباشرة في تقسيم العراق لانه ببساطة عاجز عن تقرير مسار الصراع المسلح نتيجة لافتقاره للقوة اللازمة لتحديد مسار الحدث الحالي ، فحالما يقبل خيار الاقليم او القتال تحت شعار حماية الطائفة وليس حماية كل العراق يضع ما تبقى له من بيض في سلة امريكا حتما .
وبعد ان تنضج فكرة الاقليم وتدعم امريكا دعاته ليس لتحقيق نصر لهم بل لتعميق الجراح بزيادة الضحايا واتساع رقعة الصراع سكانيا وعاطفيا سوف تفرض على الجميع تقسيم العراق تحت غطاء الفدرالية اولا والاخطر مما سبق هو تواصل الصراع وبصورة اعنف بين الاقاليم وهو ماخططت له امريكا قبل الغزو ، حتى تنضج البيئة النفسية للحل الاخير وهو دولة كونفدرالية تضم كيانات مستقلة عن بعضها ويكرس ذلك بسلسلة اجراءات ضامنة لبقاء الكونفدرالية منها اعتراف دولي ببروز دول متعددة على ارض العراق وصدور قرارات من مجلس الامن وفقا للبند السابع كي تستطيع ليس امريكا وحدها بل كافة اعضاء مجلس الامن الدائميين التدخل العسكري لحماية ( الدولة المستقلة ) وضمان بقاءها ضد اي محاولات تحرير للعراق من الاحتلال والتقسيم .
3- وهذا السبب هو الذي يجعل المتحول من الخيار الوطني العراقي الى الخيار الطائفي اخطر بكثير من الطائفي بالتربية :
أ- لانه يقدم دليلا زائفا على ان الخيار الوطني غير صالح وهو اسناد كامل لمنطق الطائفيين بالتربية مما سيؤدي الى اصرار الطائفيين بالتربية على موقفهم .
ب- لانه سيزج بعدد اخر من مناهضي الطائفية في الصراع الطائفي ويحسبون مثالا للاخرين في تأكيد ان منطق الطائفية هو الخيار الصحيح والوحيد .
4- هل العدد مهم في تقرير الخيار الصحيح عندما يتعلق الامر بمصير الوطن والامة ؟ كلا فنحن لسنا في استفتاء ديمقراطي حول شكل النظام السياسي بل نحن بمواجهة تقسيم العراق ولهذا فليس خيار الاغلبية هو مقرر الصواب والخطأ - حتى لو برزت اغلبية - بل المعيار الصحيح الاول والرئيس والذي ينقض اي معيار لا ينسجم معه هو ثوابت الامة المعروفة ومن بينها حتمية الوحدة الوطنية والجغرافية والسكانية لكل قطر عربي ، فمادام الهدف المعادي هو تقسيم الجزء وهو القطر فان حماية الكيان القطري تعد المهمة القومية الاولى لكل قومي عربي لان تقسيم الجزء وهو القطر ينسف نهائيا هدف اقامة وحدة او اتحاد او تضامن عربي لاحقا .
5- ولذلك علينا الانتباه الى حقيقة خطيرة وهي ضرورة التمييز بين حالتين للكيان القطري الحالة الاولى هي تناقضه مع وحدة الامة العربية وفي هذه الحالة – وطبقا لعقيدتنا القومية - نحن ضد القطرية وبلا تردد ، والحالة الثانية هي تقسيم الكيان القطري على اسس طائفية او عرقية وهذه الحالة مرفوضة بقوة لانها تزيل احد اهم شروط تحقيق وحدة قومية بين الاقطار العربية ، وهو وجود كيان قطري يتحد مع قطر او اقطار اخرى ، بتقسيم الكيان القطري يغيب اهم شروط تحقيق الوحدة العربية وهو شرط وجود كيان قطري متماسط يقرر الاندماج مع كيانات قطرية اخرى تنتمي لنفس الامة . لقد زالت اللبنات الاساسية لاي وحدة قومية وهذا ما تسعى اليه الصهيونية الامريكية واسرائيل الشرقية .
ماذا يفعل بعض السذج العرب الان ؟ اذا تركنا نغول الغرب والاسرائيليتين المعادين اصلا للوحدة العربية فاننا نواجه حالة فقر واضح في فهم ما يجري وسوء تقدير لعواقب كل موقف يتخذ ، نعم الكيانات القطرية الحالية نتاج معاهدة سايكس بيكو ولكن الاهم من هذه الحقيقة حقيقة ان الكيان العربي الواحد كان موجودا ويعبر عن هوية قومية منذ الاف السنين فاذا وضع المستعمر حدودا وخلق كيانات قطرية فهذا لا يعني اننا يجب ان نرفض الكيان القطري – بمواجهة التقسيم – فهو جزء من وجود الامة الطبيعي ، ولهذا علينا ان نتذكر ان الكيان القطري جزء من الامة و ينتمي لامة كبيرة واحدة وهما تفرقت وتمزقت .
ما وضعه المستعمر هو حدود مصطنعة بين العرب ولم يخلق هويات قومية جديدة بل هو يريد اختراعها لتكون نقيضا وبديلا للقومية العربية ، وتاكيدا لهذه الحقيقة فان احد اهم اهداف المستعمر ومنذ عقود هو خلق هوية جديدة طائفية وعرقية او ايديولوجية او مناطقية ... الخ لاجزاء القطر الذي سيقسم تتناقض مع ضرورة تحقيق اي شكل للوحدة العربية ، وبناء عليه فاننا ضد تقسيم القطر الواحد ونعد ذلك موقفا يخدم العدو المشترك .
6- ولكي لا ننجر الى عواطف الارتجال السياسي وهو احد اهم مقاتل الامة من الضروري تذكر واحدا من اهم مفاهيم الامم عبر التاريخ وهو مفهوم الطليعة او النخبة الواعية فلم تحدث في تاريخ كل الامم نهضة او تقدم او توحد الا بفضل نضال الطليعة مادام الوعي هو قاعدة تحديد الاهداف والمهمات المرحلية . الطليعي وبفضل وعيه العالي وتجاربه العميقة وليس الكتل الجماهيرية التي تتحرك وفقا لحدس ومشاعر وليس لخطط، هو الذي يملك امكانية كشف الغام الاعداء والتثقيف حول مكامنها ومخاطرها وحجم ونوعية تلك المخاطر . والاديان السماوية ابتدأت بطليعي هو النبي ، وكان فردا اولا ثم كسب جماعة واعية لرسالته بينما وقفت الاغلبية ضد ارادة الطليعة في البداية لكنها حينما عرفت صواب موقف الطليعة انحازت اليها وتحولت الى اهم مصادر قوتها الميدانية .
وهذا ينبطق على كافة حركات الاصلاح والثورة في كل مجال في السياسة والعلوم والمجتمع فالقاعدة الاساسية هي بروز عالم واع للواقع ويحدد طرق تغييره نحو الافضل ويبدأ بنفسه ثم يكسب افرادا ثم كتلا جماهيرية كبيرة تسمح له باجراء التغيير المطلوب . ولهذا فان فكرة العدد والاغلبية والاقلية لا تصلح معيار او بوصلة لتقرير الصواب وتمييزه عن الخطأ عندما يتعلق الامر بمصير الامة او القطر . من هنا فان من يقولون بان الاغلبية اصبحت طائفية في كلا الطائفتين يقع في فخ محكم اعد له ليتحول الى تيار اخر مدمر نتيجة اقتناعه بوجود اغلبية مضطهدة متناسيا ان الطليعي لا يخصع لمعيار الاغلبية والاقلية حتى لو وجدت فعلا في تقرير مصير الامة والشعب والهوية القومية والوطنية . ما يجب عدم نسيانه هو ان مصير الامم والهوية لا يتقرر بالوسائل الديمقراطية المتخصصة في خيارات داخل الوطن والامة .
نحن نحترم ارادة الجماهير ونستهدي بها عندما تكون مبنية على وعي واضح ، ولكنها لا يمكن ان تستغل نتيجة ظرف مؤقت للتراجع عن ثوابتنا القومية والوطنية لان انسياق الطليعة مع عامة الناس بكل اتجاهاتهم وبدون نظرة نقدية – وهي بالمناسبة غير منسجمة وغير ثابتة ابدا – لا يفقدها دورها التنويري فقط بل يسمح بتحقيق اكبر اختراق استعماري معاد للامة وهنا تكمن مخاطر الخلط بين التعبير عن مصالح الجماهير واستغلال وضع مرحلي مشوه للوصول الى تنفيذ خطوات في مخطط العدو المشترك .
ومن مميزات الطليعة التي تثق فيها الجماهير قدرتها على تحديد الاولويات الستراتيجية بوضح فما فائدة الاستعداد للتضحية اذا كنا لا نعرف من هو العدو الرئيس ، ثم وتبعا لذلك نخطأ في تحديد الاولويات وتوالي الصفحات ، ونستمر في الصراع في مرحلة واحدة مع كل من اختلف معنا او عادانا ؟ حتى الطفل الصغير حينما يرى عدة اطفال ضده يحاول بغريزته الفطرية تحسين العلاقة مع الاطفال الاقل خطرا عليه وفقا لتقديره ومحاولة اقناعهم بدعمه ضد من يعده الخطر الاول ، تلك هي اهم بديهيات الصراع في كافة مجالاته العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية .
وبناء عليه فاننا حينما نقول بان اسرائيل الشرقية هي العدو الرئيس الان وان علينا حشد كافة الطاقات ضده فان هذا لايعني تغيير موقفنا من بقية الاعداء الخطرين بل تأجيل الصراع معهم من اجل ضمان اكبر الطاقات المتحالفة ضده ، وتحقيق هدف اخر مهم جدا وهو تركيز جهدنا القتالي على عدو واحد في مرحلة ما لحين تحقيق النصر عليه ثم تتغيير الاولويات فنعود لعدو اخر .
اما المعيار الذي حدد من هو العدو الاخطر في مرحلة ما فهو طبيعة التحدي الذي نواجهه وليس الرغبات الفردية والفئوية ، فحين نقارن بين تهديد مميت نواجهه حاليا ومصدره اسرائيل الشرقية لانها تعتمد على ادوات موجودة في داخلنا وتهدم اقطارنا من داخلنا ومزيلة وحدتنا الوطنية لصالح الغزو الفارسي الداهم فان الموقف السليم هو وضع اسرائيل الشرقية قبل امريكا واسرائيل الغربية في ترتيب الاولويات الستراتيجية وهذه الحقيقة يدعمها واقع العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها .
في صراعنا المصيري مع اسرائيل الشرقية – وهو ما اعترف به حسن نصرالله مؤخرا - تبرز حقيقة ان مهمتنا الاساسية المرحلية هي المحافظة على الهوية الوطنية والانتماء القومي والتي تعني دحر الفرس وطردهم من العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها ، وبدون تحقيق هذا الهدف لا يمكننا المحافظة على مصادر قوتنا الداخلية ونفقد البوصلة الهادية لنا الى طريق النصر باقل الخسائر الممكنة .
وهنا يظهر الخطر القاتل لدعم منطق الطائفية واعتباره محور وجوهر الصراع فهو ليس خطأ كبيرا فقط بل هو تقديم هدية ثمينة للعدو المشترك لان الطائفية تميز بين ملايين العراقيين على اساس طائفي وتعتبر الصراع الطائفي هو الاصل وهو الرئيس وليس الصراع التحرري . ومهما يحقق الطائفي من تقدم فانه يسير على طريق تقسيم الاقطار العربية وليس حماية طائفة بعينها لان القطر كله سيدمر ولن تبقى اي طائفة بعيدة عن الدمار الحتمي .
Almukhtar44@mail.com ٤ / حـزيران / ٢٠١٥

شبكة ذي قــار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق