قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

أمريكا والإخوان.. حلف الخيانة والإرهاب (3) .. وما لا تعرفه عن الملف الأسود لعمالة الإخوان للمخابرات الأمريكية والعمل لصالح المقبور الخميني واستهداف معارضيه في الخارج..! - معلومات خطيرة

أمريكا والإخوان.. حلف الخيانة والإرهاب (3) .. وما لا تعرفه عن الملف الأسود لعمالة الإخوان للمخابرات الأمريكية والعمل لصالح المقبور الخميني واستهداف معارضيه في الخارج..! - معلومات خطيرة

. ikhwan1من هو سعيد رمضان أكبر عميل لأمريكا في المنطقة؟
· المخابرات الأمريكية هي التي انشأت مراكز الإخوان في اوروبا
· القصة الكاملة للتحالف السري بين امريكا والإخوان
· وقائع تورط الإخوان في اغتيال معارض ايراني لحساب الخميني
تساءلت في نهاية المقال السابق عن السر وراء استماتة امريكا، وحتى آخر لحظة في الدفاع عن حكم الاخوان المسلمين في مصر، وعن موقع حكم الاخوان بالضبط في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة العربية,
الإجابة عن مثل هذه التساؤلات تتطلب ان نتوقف وان بشكل مختصر، عند تطور وابعاد علاقة الادارات الأمريكية المتعاقبة مع الاخوان المسلمين.
وبشكل عام، نستطيع ان نقسم علاقات امريكا مع الاخوان منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم الى ثلاث مراحل اساسية:
المرحلة الاولى، منذ مطلع الخمسينييات وحتى الحادي عشر من سبتمبر
المرحلة الثانية، منذ 11 سبتمبر وحتى تولي اوباما الحكمم
المرحلة الثالثة، عهد اوباما وخصوصا مع مرحلة ما اسمي الربيع العربي.
واليوم سنتوقف عند صفحة من علاقات الاخوان بأمريكا ليست واضحة للكثيرين، وهي تمثل كما سنرى ملفا اسود لا بد ان يفتح. نعني بذلك صفحة علاقات الاخوان مع المخابرات الأمريكية.
***
عمالة مبكرة
معروف انه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كان جوهرالاستراتيجية الامريكية في المنطقة يدور حول محاربة الشيوعية والفكر الشيوعي، ومواجهة النفوذ السوفيتني. ظل هذا هو الهدف المحوري وجوهر الاستراتيجية الامريكية طوال العقود التالية فيما عرف بفترة الحرب الباردة.
على خلفية من هذا الهدف العام، بدأت علاقات امريكا مع الاخوان المسلمين منذ اواخر الاربعينيات وطوال العقود التالية.
وطوال تلك الفترة كان ملف العلاقات بين امريكا والاخوان بيد المخابرات الأمريكية. هذا مع العلم ان علاقات المخابرات الامريكية مع الاخوان لم تكن معروفة على النطاق العام في ذلك الوقت، وانما تكشفت ابعادها لاحقا بظهور كثير من الوثائق السرية في اكثر من دولة غربية، كما سنرى بعد قليل.
شهادات مسئولين ودبلوماسيين امريكيين بعد ذلك، تؤكد ان هذه العلاقة بدات بشكل عام منذ اواخر الاربعينيات. الدبلوماسي الأمريكي هيرمان ايليتس، وكان يعمل في السعودية، كشف مثلا انه منذ اواخر الاربعينيات، عقد المسئولون الأمريكيون في القاهرة لقاءات منتظمة مع قيادات الاخوان، وخصوصا مع سعيد رمضان، ثم مع مرشد الاخوان حسن البنا، وان هذه اللقاءات ناقشت سبل التنسيق والتعاون، وقال ان المسئولين الامريكيين وجدوا البنا "متفهما ومتعاطفا جدا" مع الاطروحات الأمريكية.
غير ان نقطة التحول الفاصلة في علاقة المخابرات الامريكية مع الاخوان بدأت في عام 1953.
نريد ان ننبه هنا قبل ان نتطرق الى هذه العلاقة وكيف تطورت، الى ان التفاصيل المتعلقة بها لم يعرف بها احد على الصعيد العام الا بعد سنوات طويلة، وتحديدا ابتداء من عام 2005 وما بعد ذلك.
الذي حدث انه في هذا الوقت فقط، امكن التعرف على وثائق سرية لأجهزة مخابرات في دول غربية هي التي كشفت عن ابعاد هذه العلاقة بشكل عام. وتولى باحثون غربيون نشر هذه الوثائق والكشف عن هذه العلاقة. وفي مقدمة هؤلاء الباحثين ريتشارد درايفوس، الذي اصدر كتابا عنوانه "مسجد في ميونيخ، النازيون والسي أي ايه وصعود الاخوان المسلمين في اوروبا" ونشر بعد ذلك عددا من التحليلات المطولة كشفت هذه العلاقة بين المخابرات الامريكية والاخوان. وايضا الباحث ايان جوزنسون الذي نشر بدوره في السنوات القليلة الماضية كثيرا من التحليلات عن نفس القضية، ونشر خصوصا تحليلا مطولا في "ذا نيويورك ريفيو اوف بوكس" في 10 مارس 2011 تحت عنوان "علاقاتنا وروابطنا السرية مع الاخوان المسلمين".
***
العميل الأكبر
العام 1953، شهد حدثا مهما في امريكا. لم تعرف اهميته الحقيقية الا بعد ذلك.
في شهر سبتمبر من ذلك العام، استضافت امريكا "مؤتمرا اكاديميا" لعدد من المثقفين والناشطين من عدة دول اسلامية. وحرص الرئيس الامريكي ايزنهاور على دعوة هؤلاء والالتقاء بهم في البيت الابيض.
المناسبة الرسمية المعلنة كانت دعوة من جامعة بريستون وبرعاية مشتركة من مكتبة الكونجرس، هدفها عقد مؤتمر اكاديمي عن الثقافة الاسلامية.
كانت هذه هي المناسبة الرسمية المعلنة. لكن تكشف بعد ذلك ان هذا المؤتمر كان وراء تنظيمه وزارة الخارجية والمخابرات الأمريكية.
الوثائق السرية التي نشرت بعد ذلك عن المؤتمر كشفت انه "في الظاهر، وبشكل معلن، كان هدف المؤتمر تعليميا وثقافيا عاما. وكان مقصودا اعطاء هذا الانطباع بالذات عن المؤتمر. لكن في حقيقة الأمر، كان الهدف الحقيقي هو جمع عدد من الاشخاص الذين لهم تأثير كبير في تشكيل الراي العام الاسلامي في مجالات مثل، التعليم والعلوم والقانون والفلسفة والسياسة".
في ذلك الوقت، وفي اطار حرب امريكا ضد الشيوعية والنفوذ السوفيتي، كانت الدوائر الامريكية واولها المخابرات تبحث عن كيفية استخدام الاسلام السياسي كأداة للنفوذ الأمريكي في الشرق الاوسط.
أي ان عقد هذا المؤتمر ودعوة هؤلاء كان لهذا الهدف بالذات. أي لهدف التخطيط لاستخدام هذه الشخصيات لخدمة امريكا واستراتيجيتها في المنطقة.
المهم هنا ان في مقدمة الذين شاركوا في المؤتمر والتقوا بايزنهاور كان سعيد رمضان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين.
الوثائق السرية التي نشرت بعد ذلك اكدت انه في هذه المناسبة تم تجنيد رمضان للعمل لحساب المخابرات الامريكية، واصبح منذ ذلك الوقت هو رجل المخابرات الاول في الجماعة، ومحورا لكل انشطتها وعملياتها عبر الجماعة.
لكن من هو سعيد رمضان؟
سعيد رمضان مولود في عام 1926، وانضم الى الاخوان المسلمين عندما كان في ال14 من عمره، وبسرعة شديدة علا نجمه في الجماعة، لدرجة انه بعد ست سنوات فقط من انضمامه اصبح السكرتير الشخصي لحسن البنا وساعده الايمن. وبعد ذلك بعام اصبح رئيسا لتحرير مجلة "الشهاب" الاسبوعية مجلة الاخوان. وتزوج من ابنة حسن البنا، واصبح من كبار قادة الاخوان وهو في هذه السن.
في منتصف الاربعينيات، قام رمضان برحلات خارجية كثيرة واقام علاقات دولية واسعة، وزار القدس وعمان ودمشق وبيروت وباكستان، واقانم فروعا خارجية عدة للإخوان.
ومنذ مطلع الخمسينيات، اصبح سعيد رمضان فعليا هو "وزير خارجية" الاخوان المسلمين.
وحين دبر الاخوان محاولة اغتيال جمال عبدالناصر في الاسكندرية، كان سعيد رمضان احد القيادات المتورطة في الجريمة، وصدر ضده حكم غيابي بالاعدام وسحبت جنسيته المصرية، وساعدته المانيا على الهرب من حكم الاعدام الى ميونيخ، واستقر بعد ذلك في جنيف. وانشأ في عام 1961 المركز الاسلامي في جنيف الذي اصبح طوال العقود التالية مقر الاخوان المسلمين في اوروبا.
***
اداة امريكا السرية
بالعودة الى مؤتمر 1953 في أمريكا الذي دعي اليه رمضان واصبح منذ ذلك الوقت وطوال العقود التالية عميلا للمخابرات الامريكية، تكشف الوثائق الامريكية التي نشرت بعد ذلك ان دعوته كانت مثار استغراب في ذلك الوقت، على اعتبارانه قيادي في جماعة معروف عنها انها تمارس العنف والارهاب وقامت بعمليات اغتيالات عدة. لكن بالنسبة لأمريكا في ذلك الوقت، وفي اطار صراعها مع الشيوعية والاتحاد السوفيتي، كان أي شخص معادي للشيوعية يعتبر حليفا محتملا. وكان المسئولون في المخابرات الأمريكية يعتبرون ان الاسلام السياسي يعتبر حاجز صد ضد التوسع السوفيتي وانتشار الماركسية في المنطقة.
وبناء على ذلك، كان من الطبيعي ان يعتبروا ان شخصا مثل سعيد رمضان، رغم انتمائه الى جماعة ارهابية عنيفة، حليفا وعميلا مثاليا، وخاصة على ضوء علاقاته الدولية الواسعة ومكانه القيادي في الاخوان.
وقد كشفت وثائق المخابرات الامريكية التي نشرت في السنوات الماضية والمتعلقة بمؤتمر 1953 ان تقدير المخابرات في ذلك الوقت ومعلوماتها عن رمضان انه "عضو في جماعة عنيفة" وشخص ميوله فاشية، وكل اهتمامه ينصب على تجنيد الافراد من اجل الوصول الى السلطة. ورغم هذا، تجاهل البيت الابيض والمخابرات الامريكية كل ذلك، وقرروا المضي قدما في دعوته.
المهم، كما ذكرنا ان وثاتق اجهزة مخابرات غربية عدة التي كشف عنها ابتداء من عام 2005 وبعد ذلك، هي التي كشفت عمالة سعيد رمضان للمخابرات الامريكية، وعلاقات التعاون والتنيسق بين المخابرات والاخوان منذ بداية الخمسينيات وطوال العقود الطويلة التالية.
مثلا، الوثائق السرية السويسرية، التي كشف عنها سيافيان بيسون في صحيفة "لوتو مبس "، في جنيف، ذكرت انه في ستينيات القرن الماضي، كانت السلطات السويسرية تتعامل مع سعيد رمضان على اعتبار انه، من بين امور اخرى، عميلا للمخابرات الامريكية والبريطانية في نفس الوقت.
وفي يوليو 2005، نشرت صحيفة " وول ستريت جورنال" الامريكية تحقيقا بناء على بحث موسع في الوثائق في سويسرا والمانيا، ذكرت فيه ان " الأدلة التاريخية تشير الى ان سعيد رمضان كان عميلا للمخابرات الأمريكية"
وذكرت وثائق ارشيف مخابرات المانيا الغربية التي كشفت عنها صحيفة "لو جورنال" ان سعيد رمضان كان يتنقل بجواز سفر دبلوماسي اردني امنته له المخابرات الامريكية. وذكرت ان كل نفقات رمضان وتمويلات مشاريعه كانت تدفعها لمخابرات الأمريكية.
وذكرت وثائق مخابرات المانيا الغربية هذه ايضا ان رمضان كان يتعاون تعاونا وثيقا مع اللجنة التي انشأتها المخابرات الامريكية باسم "اللجنة الامريكية للتحرر من البلشفية، وهذه اللجنة كانت هي التي تدير راديو "اوربا الحرة" وراديو "الحرية" طوال الخمسينيات والستينيات
وذكرت هذه الوثائق انه في مايو 1961، اجتمع ضابط السي أي ايه مع رمضان وخطط معه لشن حملة مشتركة بين المخابرات والاخوان ضد الاتحاد السوفيتي
الباحث ايان جونسون في التحليل الذي اشرت اليه، ذكر هذه الحقائق التي اكدتها وثائق المخابرات الغربية، ولفت النظر الى انه منذ مطلع الخمسينيات اقامت الولايات المتحدة تحالفا سريا، عبر المخابرات مع الاخوان المسلمين.
ولفت النظر الى ان المخابرات الامريكية هي التي دعمت سعيد رمضان وساعدته في السيطرة على مسجد ميونيخ، وفي اقامة مراكز الاخوان المسلين في اوروبا.
أي ان مقار ومراكز الاخوان المسلمين في اوروبا سواء المركز الاسلامي في جنيف او الجمعية الاسلامية في المانيا وغيرها، هي مراكز انشئت اصلا بتمويل ودعم مباشر من المخابرات الامريكية.
ويشير هذا الباحث الى انه بناء على هذه التنسيق بين الاخوان والمخابرات الامريكية وضلوع الاخوان في كل المخططات الامريكية عبر هذه العقود، كان الاخوان اداة اساسية لخدمة المخططات الامريكية المعروفة في تلك العقود. فقد كانوا شركاء في مخططات المخابرات في شن حملان ضد الشيوعية والاتحاد السوفيتي. كما كان لهم دور اساسي في مخططات امريكا التي باتت معروفة على نطاق واسع بدعم " المجاهدين في افغانستان ومحاربة لاتحاد السوفيتي.
وبالاضافة الى هذا، فمن المعروف ان سعيد رمضان، بالموقع الذي اصبح يحتله على صعيد الانشطة الدولية للإخوان، قاد الحملة الدعائية ضد نظام جمال عبدالناصر. ومن المفهوم الآن، وبعد ان تكشفت هذه الحقائق عن العلاقات مع المخابرات الامريكية، وعلى ضوء العداء المعروف والحرب التي كانت تشنها امريكا على نظام عبدالناصر، ان هذه الحملة كانت بتنسيق كامل مع السي اي ايه.
هذه بعض جوانب الأدورا العامة التي لعبتها جماعة الاخوان في خدمة المخابرات الامريكية.
وكما نرى، فقد كان الاخوان طوال هذه العقود اداو سرية لخدمة امريكا ومخططاتها في المنطقة. هذا مع العلم ان كل جوانب ملف العمالة للمخابرات الأمريكية لم تعرف بعد.
وغير هذا، كشفت هذه الوثائق عن دور غريب، او لتقل غير معروف على الاطلاق لعبه الاخوان المسلمون في خدمة نظام الخميني في ايران.
***
لحساب الخميني
في 22 يوليو عام 1980، تم اغتيال علي اكبر طبطبائي المعارض لنظام الخميني في ايران بمنزله في مريلاند بامريكا. طبطبائي كان مستشارا اعلاميا سابقا في السفارة الايرانية في واشنطون، وبعد سقوط الشاه، اصبح من اكبر المعادين لنظام الخميني واسس "مؤسسة الحرية الايرانية".
الذي اطلق عليه الرصاص واغتاله في منزله كان شابا امريكيا مسلما من اصل افريقي اسمه ديفيد بيلفيلد، اطلق على نفسه بعد ان اعتنق الاسلام اسم "داوود صلاح الدين".
وفي اعقاب تنفيذ عملية الاغتيال مباشرة، تمكن من الهرب من امريكا بشكل مريب الى جنيف ثم الى ايران، حيث لا يزال مقيما.
المهم هنا ان التحقيقات في عملية الاغتيال ووثائق المخابرات التي تم الكشف عنها بعد ذلك، كشفت عن حقيقة غريبة، اوبدت كذلك ولم تكن معروفة ابدا في ذلك الوقت، هي تورط سعيد رمضان والاخوان المسلمين في عملية الاغتيال هذه لصالح الخميني.
المعلومات التي كشفت عنها الوثائق هنا كثيرة جدا.
مثلا، ذكرت مصادر كثيرة ان رمضان هو الذي اقترح على اجهزة الخميني فكرة تجنيد مسلمين امريكيين لتنفيذ عمليات لصالح نظام الخميني، وانه تم رصد مبلغ 5 ميلون دولار لهذا الغرض، وان رمضان هو الذي قام بترشيح دواود صلاح الدين للعمل لصالح ايران.
وكشفت التحقيقات التي جرت في عملية الاغتيال ان القاتل صلاح الدين كان على علاقة وثيقة مع رمضان منذ سنوات، اذ تعرف عليه رمضان في عام 1975، وسرعان ما توثقت علاقته به بحيث اصبح السكرتير الشخصي لرمضان، وان رمضان بعد ذلك أقام معه لفترة من الزمن في امريكا في منزل واحد.
القاتل نفسه قال بعد ذلك انه كان يعتبر رمضان بمثابة الأب الروحي له، وان رمضان اخبره بضرورة ان يفعل أي شيء ايا كان لخدمة الخميني، وانه أي القاتل اعتبر ذلك بمثابة توجيه وامر.
وكشفت التحقيقات انه قبل تنفيذ القاتل لعملية الاغتيال اجرى سلسلة من المكالمات الهاتفية مع سعيد رمضان.
كما كشفت الوثائق عن جريمة الاغتيال ان رمضان لعب دورا اساسيا في هروب القاتل بعد تنفيذ العملية، وانه هو الذي رتب بالاتفاق مع السفارة الايرانية اجراءات هروبه الى ايران، واجرى لهذا الغرض اتصالات مع نجل الخميني.
وذكرت بعض الوثائق انه بعد هروب القاتل الى جنيف، فان سعيد رمضان دفع له مبلغ 100 الف دولار.
اذن، بناء على مثل هذه المعلومات والحقائق من المؤكد تورط سعيد رمضان والاخوان في عملية اغتيال طبطبائي لحساب نظام الخميني.
وأخذا في الاعتبار ان رمضان عميل للمخابرات الامريكية منذ سنوات طويلة، فان الافتراض الاساسي الذي طرحه الكثيرون الذين حققوا في عملية الاغتيال، انه لا يمكن ان يقدم على ذلك من دون تنسيق المخابرات واجهزة الامن الأمريكية.
والذين رجحوا هذا الافتراض يقولون ان المخابرات الامريكية غضت النظر عن عملية الاغتيال، وتغاضت عن الهروب الغريب للقاتل من امريكا، في اطار خطة من ادارة كارتر في ذلك الوقت تقضي بمحاولة استرضاء الخميني، واستخدام كل وسيلة ممكنة في اطار محاولاتها للإفراج عن الرهائن الامريكيين في السفارة الامريكية في طهران في ذلك الوقت قبل موعد انتخابات الرئاسة الأمريكية.
هذه القضية بالمناسبة مثيرة جدا، وتكشف عن جوانب خفية كثيرة جدا لعمل اجهزة المخابرات في المنطقة وعلاقة الاخوان بذلك لا يتسع المجال للأسف لعرض كل تفاصيلها. وهذا القاتل مثلا الذي استقر في ايران، عمل بعد ذلك لحساب المخابرات السورية في منطقة البقاع بلبنان، كما عمل مشرفا على الموقع الالكتروني لتلفزيون برس تي في الايراني.
المهم، ان هذا الدور الذي لعبه الاخوان لصالح نظام الخميني، والذي يعتبر تورطهم في عملية الاغتيال هذه مجرد احد جوانبه التي تكشفت، تبين الى أي حد وصل تورط الاخوان في العمليات المخابراتية في المنطقة، بالتنسيق مع اجهزة المخابرات الامريكية.
ولعل هذه العلاقات المبكرة بين الاخوان ونظام الخميني، تقدم احد التفسيرات التي خفيت عن الكثيرين، لهذه العلاقات المشبوهة التي حرص الاخوان المسلمون على اقامتها مع النظام الايراني بعد وصولهم الى الحكم في مصر في العام الماضي.
***
هذه بعض من اوراق الملف الأسود لعلاقات الاخوان بالمخابرات الامريكية والغربية عموما.
لا يمكن ان نطوي هذه الأوراق دون ان نتوقف عند ماتعنيه بالضبط.
سنفعل هذا في المقال القادم باذن الله، قبل ان نمضي في تتبع كيف تطورت علاقات الاخوان مع امريكا بعد ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق