قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 31 أغسطس 2013

بالأمس العراق وغدا سوريا وبعدها مصر لاقدر الله

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
بالأمس العراق وغدا سوريا وبعدها مصر لاقدر الله
شبكة البصرة
د. يحيى القزاز
باسم الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والديمقراطية المزيفون ضربت الولايات المتحدة وحلفائها من العرب والغرب دولة العراق الشقيق.. غزته وفككت جيشه وأعادته إلى مجتمع القبيلة بعد ان كان دولة حديثة ذات جيش قوى. ويتم الآن التجهيز لضرب سوريا بعد ان قام خونة العرب وعملاء الغرب باستدعاء واستعداء أمريكا على سوريا ومطالبتهم الفاجرة بالتدخل فيها، كالعاهرة التى تدعو الغريب القوى لمضاجعتها بلا مال مقابل حمايتها، وبنفس المنطق يستعدون امريكا والغرب على مصر للقضاء على جيشها وسقوط دولتها.. أقدم دولة فى التاريخ. وهدف العاهرات واضح هو الحماية والتمكين بينما هدف أمريكا وحلفائها وتوابعها هو القضاء على أهم واقوى جيوش العرب والشرق الأوسط وجعل المنطقة العربية محيطا خاويا يخدم دولة المركز الصهيونية "إسرائيل"فى المنطقة العربية.
على العرب جميعا ان يدركوا أنه عندما تسقط الدول وتتفكك جيوش العراق وسوريا ومصر فإنه لا أمان فى العيش لأى دولة عربية بطريقة آدمية وشكل مستقل، وحظها لدى الغزاة إن لم تكن خادمة فليست بأكثر من جارية حسناء لدى سيدها، تخدمه بالنهار ويضاجعها ليلا لتنجب له ذكورا فى دائرة الخدم "كعنترة ابن شداد" وليسوا فى دائرة السادة ابناء الزوجات الحرائر. وعلى العرب ان يتذكروا كيف كان حالهم قبل وبعد توقيع اتفاقية العار والاستسلام (كامب ديفيد). كانوا قبل اتفاقية العار لهم شأن مع بعض التحفظات، وبعدها سلم غالبية العرب أمرهم لإسرائيل وأمريكا. عندما تركع مصر يركع جميع العرب، وعندما ترتقى يرتقى جميع العرب.. هذا هو درس التاريخ المعاصر.
وعلى الإخوة الطيبين المغيبين الذين يدعون للجهاد باسم الدين، ويطالبون الغرب بضرب سوريا والتدخل فى الشأن المصرى لتفكيك جيوش الدولتين، عليهم بان يدركوا قبل فوات الأوان بأنهم لن يكونوا سوى أدوات ومعاول هدم بيد امريكا لهدم الدول العربية والإسلامية وقتل شعوبهم. وعلى الإخوة الطيبين أن يتذكروا كيف استدرجوا لدولة "أفغانستان" لمحاربة الشيوعية الكافرة عدو الإسلام، وإقامة دولة الخلافة المسلمة. كانت الفكرة أمريكية دفعت إليها بيد ترتدى قفاز من حرير ودعمتها أنظمة عربية وسهلت خروج مواطنيها باسم الجهاد فى سبيل الله. استشهد شبابنا العربى النقى واختلف رفاق الأمس أقطاب الإسلام فى افغانستان (حكمتيار وربانى وسيف) ومنهم من تحالف فى النهاية مع عدوه الشيوعى "دوستم". هُزمت الشيوعية فى أفغانستان وانهار قطبها (وهو أحد قطبى العالم) من على مسرح العالم، انفردت أمريكا بالعالم وصارت القطب الأوحد، واستدارت على خدمها من الجهادين فى أفغانستان.. قاتلتهم وصنفتهم إرهابيين واعتقلتهم فى أسوأ سجون عرفتها البشرية.. سجون خظائر الخنازير انظف منها.. تعقبتهم ومازلت تتعقبهم.. لم يتحقق حلم دولة الخلافة فى أفغانستان، وصارت أفغانستان مرتعا للانقسام والشقاق ودولة عميلة تديرها وتحكمها أمريكا بمن يواليها.. انظروا أفغانستان أمامنا مثال حى، والجهاديون حالهم بين مطاردين مقتولين، وعادت أفغانستان إلى عصر الجاهلية والمجتمعات القبلية والعشائرية، لاحققت مقومات الدولة الحديثة، ولا دولة الخلافة الإسلامية، وصارت أرضا خرابا. هذا هو المثال الحى والواضح للعلاقة بين أمريكا والجهاديين الذين لاترى أمريكا فيهم سوى جماعة من المرتزقة يقاتلون ويقبضون الثمن.
غريب أمر أولى الألباب (الجهاديين) الذين فقدوا عقولهم فى حب السفاح الأمريكى يتناسون حرب أمريكا عليهم فى أفغانستان وتصنيفها لهم بالإرهابين، وتدعمهم ضد سوريا وضد مصر. والسؤال لماذا هذه العلاقة المركبة؟ الإجابة واضحة فأمريكا لاتريد لاعربا ولا مسلمين، والمدعوون جهاديون أو المتشحون بوشاح الإسلام والإسلام منهم براء يريدون أرضا بلا حدود تسهل لهم مهامهم فى حماية مصالحهم، وعقد صفقاتهم وتمكين ذويهم على حساب شعوبهم. يريدون ارضا ليست وطنا للعرب ولا المسلمين، يريدون أرضا وطنا لكل من يسير فى ركابهم حتى ولو كان من اعداء الإسلام، ونؤكد من لايعرف حدود الدولة الوطنية لايمكن أن يقيم حكما دينيا صحيحا.
السؤال لماذا لم ينتصر اصحاب المشاريع الإسلامية، والإسلام حق ودين عدالة وحرية ومساواة؟ لإن إخلاصهم لمشاريعهم التجارية أكثر إخلاصا من مشاريعهم لرب العالمين. وسؤال آخر كيف ينتصر ويتقدم الغرب الكافر بالإسلام، بينما يتأخر اصحاب المشاريع الإسلامية؟ لأن فى الغرب ديمقراطية حقيقية كالكراسى الموسيقية تقوم على المؤسسات وتعرف الانتخابات المبكرة لنظمها الحاكمة عندما تبدأ أزمة يروا فيها انقسام الشعب، أما مدعو المشروع الإسلامى فلديهم ديمقراطية قبلية تعتمد على الكتلة العددية فى صناديق الانتخابات، يؤمنون بالديقراطية مرة واحدة، ديمقراطية تجيئ بهم وتختفى للأبد فور فوزهم لأنهم يعتقدون أنهم أصحاب الحق الإلهى.
احوال مدعى المشاريع الإسلامية واضحة.. خراب ودمار ولم يتحقق منها شيئ على أرض الواقع، أفغانستان خراب ودمار وكذلك الصومال وحال السودان ليس بأفضل منهما فلقد تم تقسيمه إلى دولتين.مرة أخرى لماذا يتقدم وينتصر الغرب الكافر على المسلمين والمسلمين فى تأخر بل وذل ويطلبون رضا الغرب وحمايته ويستجيرون به على أهلهم بالرغم من اخطائهم؟ هل العيب فى الإسلام أم فى المسلمين؟ حاشى لله أن يكون العيب فى الدين الحنيف.
علينا أن ندرك ما يحاق بنا وبأوطاننا، ونتذكر قول الشاعر "بلدى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن قسوا على كرام" ليخسر المرء موقعه مؤقتا خير من أن يخسر وطنه، والديمقراطية هى لعبة الكراسى الموسيقة، ومن الغباء عندما يفوز واحد بالعبة ان يحرق كل الكراسى يعلن تحريم اللعبة لأنها ليست إسلامية وتعتمد على اللعب المختلط (رجال ونساء) والموسيقى الحرام.
على كل عربى حر أبى وكل مسلم حر حقيقى لايتجار بالدين أن يستنكر ويرفض العدوان على سوريا، ومايحدث فى سوريا شأن داخلى، وماحدث فى العراق أمر بين ومازال راسخا فى الأذهان. هل يريد الإرهابيون عراقا جديدا فى سوريا ومصر.
يا امة العرب قبل أن يأتى الدور عليكم اخرجوا للشوارع ونددوا وارفضوا العدوان على سوريا، واستنكروا حملات استعداء امريكا والغرب ضد الدولة المصرية وجيشها الوطنى الحر. لو أن ولدى أعز على من نفسى قاتل جيش مصر لقلته، لأن أفقد ولكى فلذة كبدى خير لى من أن أفقد وطنى، فالولد مولود والوطن مفقود، وهذا يعنى ان الولد يمكن تعويضه أما الوطن فلا.
أفيقوا ياخوة فالدولة لجميع مواطنيها وإن اختلفت اراؤهم، ولاكرامة لمواطن خارج دولته حتى لو كان يمتلك تريلونات الدولارات، ومحاط بأقوى الجيوش الخارجية.. هذا قوى بأمواله.. قوى بقدر مايدفع وليس قوى بدعم شعبه ولاجيش بلده.
بالامس دُمر العراق وتم تفكيك جيشه وغدا سوريا وبعدها مصر لاقدر الله.
28/8/2013
شبكة البصرة
الجمعة 23 شوال 1434 / 30 آب 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق