قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 31 أغسطس 2013

رشيد شاهين : حمل جنود الاحتلال على الأكتاف ورقصهم في أعراسنا، هذا عار

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حمل جنود الاحتلال على الأكتاف ورقصهم في أعراسنا، هذا عار
شبكة البصرة
رشيد شاهين
لم أصدق ما قاله لي أحد الأصدقاء عن خبر نشر على القناة الثانية لتلفزيون الاحتلال، وفسرت الأمر على أنه مجرد مبالغة، ومحاولة للإساءة للشعب الفلسطيني كما جرت العادة من قبل وسائل الإعلام المعادية بشكل عام منذ زمن طويل.

ومع إصراره على أن الموضوع لا يحتمل التأويل، وان الخبر موجود على صفحات وكالة معا، وان صور الخبر موجودة على موقع "يوتيوب"، كان لا بد من التأكد من الموضوع.
 
فرحت "افحص" وأدقق، وأبحث عن الخبر الذي مفاده، انه "تمت إحالة مجموعة من الجنود لأنهم شاركوا في حفل زقاق مع فلسطينيين في مدينة الخليل في الضفة الغربية وهم بكامل أسلحتهم وزيهم العسكري".

وقد آثرت للتحقق من الموضوع أن أشاهد المقطع من "الفيديو" الذي تم تصويره، ويظهر فيه مجموعة من الشباب وهم وبكل أسف يحملون على الأكتاف أحد جنود الاحتلال ويرقصون به وكأنما هو العريس.

المتحدث العسكري لقوات الاحتلال قال "إن الحادث خطير"، تخيلوا، ولا أدري ما هو وجه الخطورة على جنود الاحتلال ودولتهم العنصرية، الموضوع لا يشكل أية مخاطر على جنود الاحتلال، فهم قد استقبلوا استقبال "الأصدقاء الأعزاء" وتم حملهم على الرؤوس، تماما كما نحمل الأعزاء من أبنائنا، سواء كان هؤلاء عرسانا أو ناجحين أو حتى أسرى خرجوا للتو من زنازين الاحتلال ربما كان أحد هؤلاء الجنود حراسا على أبواب تلك الزنازين، وشاركوا في عمليات "القمع والتعذيب" الليلية ضد مناضلينا البواسل.

لا ندري أية مخاطر هي تلك التي أحاطت بهؤلاء الجنود المدججين بالسلاح والذين كان دورهم هو القيام بقمع هؤلاء الذين يحتفون بعرسهم، أو على الأقل مراقبة ما يجري في تلك "الهيصة".

لم يذكر الخبر ولا "الفيديو" إذا ما قام أهل العريس أو العروس، بتقديم المشروبات والضيافة اللازمة لهؤلاء " أخوة السلاح".

الصور واضحة، جنود الاحتلال على الأكتاف وهم بكامل عدتهم، والشبان يتسابقون على تصويرهم وهم فوق الأكتاف. والسؤال هنا هل تم ذلك فعلا بالخليل، أم كما قال بعضهم انه حدث في مكان آخر في مناطق 1948، الموضوع ربما بحاجة إلى فحص وتدقيق، وحتى ذلك الحين لا بد لكل المخلصين من أهالي الخليل،أن يدينوا هذا العمل والتبرؤ منه وممن قام به وادخل هؤلاء القتلة إلى قاعة العرس، وأن يكون لهم وقفة جادة أمام هذه الواقعة حتى لا تتكرر بشكل أكثر سوءا وحتى لا توصم الخليل بوصمة عار نتيجة عمل مجموعة قليلة من الذين فقدوا قيمهم وأخلاقهم؟

مثل هذا الحدث "الخبر" الذي ربما مر عليه الكثير مرور الكرام، هو بدون شك حدث خطير يدلل على المدى من الانحدار الذي وصل إليه البعض منا لم نعرفه من قبل، كما يشير إلى تآكل الكثير من المفاهيم والقيم والاعتبارات التي سادت طيلة سنوات الاحتلال.

برغم الحاجة إلى كتابة الكثير في هذا الموضوع إلا أن من الواضح أن لا قدرة لنا على الكتابة بشكل يفي الموضوع حقه، لأننا إذا كتبنا ما نشاء فلن ينشر أحد ما سنكتب، ولأننا إذا كتبنا ما يجب أن نكتب في توصيف هؤلاء، فلسوف يصبح هؤلاء بقدرة قادر أهل الشرف والضمير والوطنية وما إلى ذلك "وهات حلنا"،"وبنطلع أولاد...."، وربما يتم اتهامنا بأننا نحاول تخرب النسيج الاجتماعي والوطني...الخ.

باختصار وفي القلب غصة، هذا معيب، معيب كثير، كثير جدا، "مو بس شوي"، هذا ليس سوى عمل خسيس ورخيص ويجب على من لديهم قليل من "حماوة" الرأس متابعة الموضوع، وأن لا يتركوه هكذا يمر مرور الكرام، ما نشر يمس الخليل بكل مكوناتها وبكل تاريخها وبكل وجعها وبكل ما اكتوت به من الاحتلال ومستوطنيه، وعليه فلا بد من العمل على توضيح المسألة وإعلان موقف من هذا الحدث الذي يمثل عارا بكل ما في ذلك من معنى.

الخبر كما جاء على صفحات وكالة معا

الفيديو المزعوم "لأننا ما نزال غير مصدقين"

30-8-2013
شبكة البصرة
السبت 24 شوال 1434 / 31 آب 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق