قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 30 أغسطس 2013

عبد الزهرة شيال ..المتظاهر العتيد من الناصرية..! لم تمنعه شيخوخته وهو يطوي عقده السابع من الوقوف بوجه حكومة الذل والعار التي واجهته بالعنف والتنكيل ولم تحترم فيه كبر سنه و لحيته البيضاء

عبد الزهرة شيال ..المتظاهر العتيد من الناصرية..! لم تمنعه شيخوخته وهو يطوي عقده السابع من الوقوف بوجه حكومة الذل والعار التي واجهته بالعنف والتنكيل ولم تحترم فيه كبر سنه و لحيته البيضاء

المرابط العراقي
 abdulzahrashaial لم تمنع الشيخوخة، رجل التظاهرات من التصدي لخراطيم الماء التي وجهتها ‏لصدره قوات مكافحة الشغب طوال العشر سنوات الماضية، وهو يطوي عقدهُ السابع سريعاً، يمضي ‏بهمة شاب في مقتبل العمر، واندفاع ثوري في الوقوف بوجه ما يسميه "فساد المسؤول في العهد ‏الجديد". أنه الشيخ الذي صار شعاراً لمدينة تعيش قهر الزمنين بـ"مهفته" المصنوعة من سعف نخيل ‏تيبس بفعل عطش السنون ودورة الزمن الغادر .‏
عبد الزهرة شيال الشيخ المنسي في احد أحياء الناصرية البعيدة عن مركزها ، تحول الى واحدة من ‏ايقونات الاحتجاج السلمي المصحوب بعنف تمارسهُ السلطات هنا للتغطية على فشلها في تحقيق ما ‏يريد الناس .‏

مضت عشرة اعوام من عمر هذا الكهل وغيره من ابناء المدينة، لكن لا شيء يلوح في الافق سوى ‏‏"زبد الوعود المعسولة" الامر الذي دفعهُ للتظاهر مرة بمفردهِ مردداً عبارته التي تتلاشي بين اتربة ‏شوارع المدينة واصوات سياراتها المتزاحمة للعبور بين الضفاف "راح مجلس واجه مجلس والشعب ‏دومه مفلس".‏
عبدالزهرة واتباعه القليلون يؤكدون أنهم ماضون في طريقهم بالاحتجاج لتحسين خدمات تقابل ‏مليارات الدنانير التي تنفق دون ان تحقق لهم شيئاً على الارض، وحين تصل الامور الى أبعد مما ‏يمكن ان يسمى "سوء خدمات"، الى ما يقوله انصاره بأنه "فساد سياسي" يستهدف الفقراء في مدينة ‏يقطنها اكثر من مليوني نسمة، تنذر الأمور بما لا تحمد عقباه يقول مراقبون بوجوم .‏
هو معارض سابق له خبرة مع الازمنة، فهو كما تشير احدى الوثائق الرسمية التي يحملها سجين ‏سياسي، قضى شهوراً من عمره في سجون الامن العامة نهاية التسعينات من القرن الماضي، بعد ‏اتهامه بنشاطات معادية للحزب والثورة حين كان مؤذناً في مسجد صغير في المنصورية ذاك الحي ‏المنقسم الى ثلاث اجزاء كبيرة ويقطنه ذوو الدخول المحدودة كواحدة من اكبر التجمعات السكانية في ‏مدينة مكتظة بالسكان والفقر .‏
لحيته البيضاء وسحنهُ وملابسه العربية بألوانها الغامقة ، تذكره بماضيه وتشخص له امام حاضره، لذا ‏فهو لا ينفك يذكر بتاريخ تلك الحقبة ويدينها كما يفعل أي سجين سياسي قاسى ذاق مرارة الظلم .‏
لكنه وكما يردد دائماً لم يذق "حلاوة" الديمقراطية للآن بسبب الفساد واستشراء المحسوبيات ونقص ‏الخدمات وعجز الحكومات المحلية المتلاحقة عن اداء واجبها تجاه وتجاه ابناء مدينته .‏
في العام السابق والذي قبله كان عبدالزهرة شيال واحداً من القلائل الذين قادوا ما سميت حينها ‏بـ"انتفاضة الكهرباء" في الناصرية، وتعرض لضربات وكدمات وجروح جراء اصطدام قوات ‏الشرطة ومكافحة الشغب مع المحتجين، بعدها اوفد ضمن مجموعة من الوجهاء للقاء رئيس الحكومة ‏واصر على اصطحاب "مهافته" معه للقاء الرئيس المالكي ، ولا يعرف احد كيف استقبل الرئيس هذا ‏الاصرار من هذا الكهل العنيد، غير أن مقربون من الوفد قالوا ان المالكي وعد "الحجي خيراً" وطمأنه ‏بأن الازمة في طريقها للحل، الا ان وعود رئيس الحكومة لم تقنع الحاج على ترك مهافته للزمن ، ‏فوعود الحكومات قليلة التطبيق في زمن عز فيه نخيل العراق، فكيف بـ"مهافته" الثمينة!.‏
منتقدو الحاج يقول انه يبالغ كثيراً في انتقاداته وتظاهراته الفردية منها او تلك التي يدعو لها من ‏مكبرات الصوت في مسجده الصغير، بل ان بعضهم قال عنه "انه يحب التظاهر لأجل التظاهر، ‏مستغبرباً من وقوفهِ بمقدمة تظاهرات تطالب بصرف رواتب تقاعدية لأعضاء مجالس محلية لم تشكل ‏ولم تعمل" بحسب غامزون .‏
وثمة اخرون يغمزون الى أن الحاج عبد الزهرة قد قبل في وقت سابق عرض من حزب اسلامي متنفذ ‏للسكوت عنه مقابل تعيين احد اولاده في مؤسسات يسيطر عليها ذلك .‏
وبرغم كل يقال وما يتسرب يبقى الحاج عبد الزهرة شيال بعصاه و"مهافتهِ" وعباءته الداكنة واحد من ‏الشخصيات التي ستحتفظ لهم الناصرية بذكرى في سجلها ، ضمن شخصيات حفرت لها اسماً بتاريخ ‏المطالبين بحقوقهم .‏

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق