قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 5 مايو 2012

هل سنرى اليمن يلحق بالعراق وليبيا!؟


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هذا المقال مهم جدا ومصدر اهميته انه كتب بقلم الرفيق المناضل عبدالواحد هواش نائب امين سر قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي فهو بصفته هذه عارف بما يجري في اليمن، اما مصدر اهمية المقال الثانية فهو انه يكشف عن المخاطر الكبيرة التي تحيط باليمن ويحدد الى اين وصلت بعد ربيعها الامريكي، فالان اليمن تحكم مباشرة من السفير الامريكي فيها وبلا لف او دوران، فهل هذا هو هدف الربيع الذي اسمي ظلما بالعربي؟ واين العروبة فيه؟ واين شرف النضال وحرمة الوطنية وقداسة الانتماء القومي بعد ان اصبح اليمن محمية امريكية نتيجة عام من الاضطرابات المخطط لها امريكيا واسرائيليا وايرانيا؟ ان ما يجري في اليمن امر محزن وخطير وهو يؤكد ان ما جرى وما يجري منذ مطلع عام 2011 انما هو مؤامرة امريكية صهيونية تستخدم ظلم الانظمة العربية واستبدادها وفسادها غطاء لاشعال الفوضى والحرب الاهلية وتسليم الاقطار العربية للاستعمار وليس لاقامة الديمقراطية وانهاء الفساد.
شبكة البصرة
هل سنرى اليمن يلحق بالعراق وليبيا!؟
شبكة البصرة
عبد الواحد هواش*
أصبحت الوصاية الدولية على اليمن، وبالذات الأمريكية – الأوروبية، حقيقة واقعة بعد صدور قرار مجلس الأمن رقم (2014)، وذلك طبعاً ببركة وجهد و(فضل) مراكز القوى الحزبية – القبلية المتناحرة على الحكم، التي إنتخت لعصبياتها الجاهلية المتخلفة، ورفضت بكل ما تختزنه عقول قياداتها المتحجرة من عنتٍ وحقدٍ على الآخر، وإصرارٍ على هدم المعبد بمن فيه، الاحتكام للعقل والمصلحة الوطنية، والجلوس مع بعضها إلى طاولة الحوار لحل خلافاتها المستحكمة، والتفاهم حول أنجع السبل والوسائل، لإخراج البلد من أزمته الخانقة، وتجنيبه ويلات الاحتراب ومخاطر التجزئة والانقسام والارتهان للأجنبي!!.. والأدهى والأمر كان ما رأيناهُ من إصرارٍ مستميت لبعض هذه القوى المتنفذة على تدويل الأزمة، ورفضها الاكتفاء بالحلول والوساطات العربية التي تمثلت (بمجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية!؟)، وتصميمها على أن تتسلم الولايات المتحدة الأمريكية حصرياً، خطام زمامنا ومصير بلادنا وأجيالها القادمة، ما لم فإنها ستحول اليمن إلى (صومال ثانية)!؟.. فكان لها ما أرادت، حتى بلغت درجة عدم ثقة هذه القوى ببعضها ودرجة ارتهانها للأوصياء، إلى الحد الذي أصبحت فيه لا تستطيع – للأسف الشديد - الاتفاق فيما بينها على مُجرد إجراء دور تسليم لموقعٍ إداري، إلاً بعصا المندوب الدولي (بن عمر) أو بساطور السفير الأمريكي (جيرالد فايرستاين)!!؟، هذا الذي عندما يراه المرء يتوسط (ديوك الرهانات الخاسرة) هؤلاء، وهو يفض اشتباكاتهم الوحشية أو يُسوي نزاعاتهم العقيمة.. وعندما يتابع تصريحاته ومقابلاته ومحاضراته، في الندوات والصحف والمجلات والإذاعات والفضائيات الوطنية والعربية والدولية، يستحضر على الفور تلك الأنشطة التوفيقية البهلوانية الهشة، والفعاليات الإعلامية الصاخبة، التي كان يقودها ويقوم بها والي العراق المكلف بعد الاحتلال، اللص الدولي المعروف (بريمر) في عاصمة الرشيد بغداد!؟.

(بريمر اليمن) الجديد هذا، في معظم تلك التصريحات والمقابلات والندوات والمحاضرات التي أجراها حتى اليوم، نسي نفسه ومهمته كسفير لبلاده في دولةٍ، يُفترض أنها حرة وذات سيادة ولها رئيس دولة وحكومة – حتى وإن كان ممن ساهم بتشكيلهما طبقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة!! -، ووضع نفسه بمكان الحاكم والمتصرف الأول بشؤؤن هذا البلد!!؟، ويتحدث ويتصرف وكأنه يُديرُ إحدى الولايات الأمريكية!؟، وهي عادةٌ استمرأها الرجل منذ وطأت قدميه أرض اليمن منتصف العام 2010م، وتمادى بسلوكه المُستَفِز هذا، عندما وجد تساهلاً غير مُبرر ومُشين من جهات الاختصاص، رغم التنبيهات والتحذيرات والانتقادات التي كانت وما زالت تُطلَقُ من خيري هذا البلد يومياً ولا تخلوا منها صحيفة أو مجلة وطنية!؟، حتى إنه أصبح يتدخل في كل صغيرة وكبيرة تحدث في أية وزارة أو مرفقٍ حكومي وفي أية محافظة من محافظات الجمهورية، ابتداءً من القضايا الاجتماعية والقبلية والعشائرية وحتى السياسية والعسكرية والأمنية.. الخ!؟.

قبل أسابيع نشرت الصحف الوطنية ما يمثلُ تتويجاً مُرعباً لهذا التمادي الوقح في انتهاك سيادة البلد ومكانة الدولة وحُرمة مؤسساتها ومسؤؤلياتها، تمثلت بصورٍ لرسائل صادرة عن السفارة الأمريكية موجهة مباشرة – وخارج الصيغ الدبلوماسية والعلاقات الدولية - إلى وزيري الدفاع والداخلية اليمنيين، ومختومة بتوقيع (المسؤؤل العسكري في السفارة!!)، تحمل أوامر وتوجيهات مباشرة وصريحة للوزارتين، تتعلق بأوضاع القوات المسلحة والأمن ودورهما في الأحداث الجارية، والحث على استكمال استيعاب مجندين جدد قُدروا بعشرة آلاف جندي في وحدات القوات المسلحة (لمُقتضى المصلحة العامة!؟)، ثم رأينا (بريمر الثاني) وطاقم سفارته العسكري والأمني يَحْضراجتماعات اللجنة العسكرية، ليقف على ما قطعته من شوطٍ في المهام الموكلة إليها!!، ويُتابع مع وزيري الدفاع والداخلية، معارك التصدي لتنظيم القاعدة في لودر وبقية المناطق الملتهبة!!، ويشارك مجلس الوزراء في بحث أوضاع البلد ومعالجة أزماته، ويستدعي قيادات أطراف الصراع الحزبي – القبلي – الديني إلى مكتبه في السفارة، ليحكموه فيما شَجرَ بينهم، ثمً لا يَجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضى ويُسلموا تسليما!!؟... كل هذه الأنشطة تتم وتتصدر يومياً أخبار وتعليقات أجهزة الإعلام الرسمية (المكتوبة منها والمقروءة والمسموعة) دونما خجلٍ أو حياء!!؟؟.. وبعد كل لقاءٍ أو اجتماعٍ يعقده (معالي الوالي) مع هذه المؤسسات الرسمية، يخرج  إلى وسائل الإعلام المختلفة لإعطائها النتائج التي ترتبت على تلك اللقاءات والاجتماعات، إلى جانب التبشير بالوعود الوردية، التي قطعتها وتقطعها الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة (الوفاق الحزبي – القبلي)، وما ستحققه حكومته الأم في مجال بناء القوات المسلحة اليمنية وقوات الأمن، من خلال إعادة هيكلتهما التي أوكلت –وفقاً للتوافق الحزبي– للخبراء العسكريين والأمنيين الأمريكان!؟.

بداية الأسبوع الماضي كانت لهذا السفير (الوالي) مقابلة أجراها معه الأخ/حمود منصر مراسل قناة العربية في اليمن وتناقلتها العديد من مواقع الشبكة العنكبوتية، تطرق فيها إلى العديد من المسائل المتعلقة باليمن وأزماته المركبة، وبحرفية إعلامية وسياسية، تمكن الأستاذ/حمود منصر من إفراغ معظم ما في جعبة السفير من برامج ونوايا وتصورات، تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، فتحدث الرجل من موقع الفاعل المسؤؤل والعليم، عن الخطط والبرامج الحالية والمستقبلية للرئاسة اليمنية وحكومة (الوفاق الحزبي – القبلي)، وعن برنامج الولايات المتحدة الأمريكية في إعادة تشكيل وتأهيل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية اليمنية!!؟، وعن رؤيته وحكومته لمسألة الحوار الوطني العام، ومن له حق التمثيل فيه ومن ليس له هذا الحق!؟، وعن الإرهاب والقاعدة ودور الولايات المتحدة الأمريكية في معاركه في اليمن!؟، ولم يفته – كما هي عادته في كل حديث - توجيه إنذاراته الحازمة، وتهديداته النارية بالويل والثبور وعظائم الأمور (وبالاسم) لهذا القائد.. وذاك المسؤؤل، وإن الولايات المتحدة الأمريكية " ستضل تُقَيم وتتابع تصرفات ومواقف كل الأفراد وكل الجهات في اليمن، وستتخذ الإجراءات المناسبة في حق كل من يخرجُ عن ما نقرره تنفيذاً للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي!؟ “، يقول كل هذا بثقة وقوة، وهو يريد إفهام الجميع – بما فيهم الدولة والحكومة والجيش والأمن ومراكز القوى الحزبية والقبلية المُبتلية ببعضها..الخ – إنه هو وليس غيره اليوم صاحب القرار، ومرجع الثواب والعقاب في هذا البلد!؟.. وإنه بهم أو بغيرهم – أيٍ كانت مُسمياتهم وأطرهم ومجالات عملهم – سينفذ أجندته التي فوضوه جميعهم برسم خارطتها وتوفير مستلزمات تنفيذها في هذا البلد، ما لم فسيتركهم يُسوون أوضاعهم بأنفسهم!؟.. ويبدو إن بعض مراكز القوى المتناحرة على السلطة، أصبحت فعلاً فَزِعةً ومرعوبة، من احتمال سحب أمريكا يدها وكذلك مجلس التعاون الخليجي من هذه التسوية، ولذلك نرى هذا البعض مُتشبث باستماتة بالمظلة الأمريكية على وجه الخصوص، حتى لا يفقد ممتلكاته ومصالحه بالحروب بعد أن خسر نفسه وانتمائه!؟، غير مدرك إنه بهذا الارتهان المُفَرط بالمصالح العليا للوطن، والتسليم الكلي بقيادة الأجنبي لمشاريعنا الوطنية، سيبقي الباب مفتوحاً على كل احتمالات عودة الصراع بأشد مما كان عليه، ولن يوصلنا على الإطلاق إلى نقطة (التوافق الوطني)، وإنما سيؤسس – بكل الحسابات - لمرحلة مواجهات قادمة أعنف وأشرس، سيكون عنوانها (معارك إعادة توحيد الأرض.. وتحرير الوطن من الهيمنة الاستعمارية الأجنبية وعملائها!؟).. فهل سنرى اليمن يلحق بالعراق وليبيا؟؟.
(1 آيار/مايو 2012م).

*الرفيق عبدالواحد هواش مناضل بعثي يمني وهو نائب امين سر قيادة قطر اليمن للبعث
شبكة البصرة
الخميس 12 جماد الثاني 1433 / 3 آيار 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق