بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
البعث وخطابه الاخير وجهة نظر
|
شبكة البصرة
|
فلاح ميرزا |
لم يتفاجىء المناضلون فى العالم بما جاء فى الخطاب الاخير لقائد حزب البعث عزة ابراهيم من مؤشرات استراتجية وتكتيكية التى يسعى الحزب الى تحقيقها فى المرحلة القادمة التى تشهد فيها الامة العربية اخطر هجمة استعمارية صهيونية لتمزيقها والغاء كياناتها وانظمتها الوطنية وهو اذ ينطلق من ذلك فانما يرى بان المسوولية التاريخية التى التزم بها الحزب لقيادة النضال تحتم عليه ان يقوم بهذا الدور مع بقية فصائل القوى الثورية والمقاومة التى وجدت من الحزب وهو قد تمرس فى محاربة النهج الامريكى الصهيونى خلال القرن الماضى وبداية القرن الحالى عندما قام بتلقين المحتل الامريكى مر الهزيمة من خلال قيادته لفصائل المقاومة فى العراق المحتل , وبما ان المرحلة الحالية تستوجب التوقف عندها لمراجعة ماتم تنفيذه من خطط ووسائل لانقاذ العراق والامة عن ما اصابها من نكسات وتدخلات اقليمية لم تقتصر على الدول الاستعمارية الكبرى فحسب بل امتدت لتشمل ايران وتركيا و بصورة مكشوفة متخذه من الاهداف نفسها التى تنادى بها الولايات المتحدة وحلفائها للسيطرة على ثروات الامة واعادتها الى واقع التمزق والتخلف والفقر. من كل ذلك انطلق صوت الحق مدويا ومنبها جماهير الامة بخطورة المرحلة القادمة والاستعداد لتبنى استراتجيات تتلائم وتحدياتها وعلى اسس علمية وعملية ووفق تخطيط مدروس يحمل فى طياته كل مقومات النجاح المطلوب وان ذلك سوف لن يتاتى الا بتوحيد الاهداف التى تنادى بها كافة القوى القومية والاسلامية العربية باعتبارها مسوولة عن مصير الامة ومستقبلها وان استجابتها لنداء البعث سيكون له من القوة والامل لتحقيق هذا النجاح وتحرير الامة من مخططات الاعداء وسيعيدها الى مجدها وبريقها ودعوتها الى المحبة والسلام مع شعوب العالم الذى يتطلع الى نفس الاهداف التى جاءت بخطاب قائد التحرير والجهاد ان استمرار القوى المناهضة للاستعمار والتسلط على نفس النهج الحالى فى العمل بين صفوف الشعب سوف يجعل من تقدمها نحو الامام حالة لاتجلب معها الامل والتقدم وذلك لان الاساليب العلمية التى هيئها العدو والوسائل التى يتخاطب بها مع البشر وبمختلف اللغات واللهجات والوسائل النفسية والاجتماعية والمادية والاعلامية والدعائية دفعت كثير من الجماعات على التخلى من مواقفها المتشددة تجاه افكار وسياسيات الغرب التى تقودتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية 1945 و التى كانت معروفة لدى عامة الناس وعوضا ان يستمر هذا الراى المعادى للغرب تحول الى الدفاع عن الانظمة الغربية باعتبارها انظمة ديمقراطية وانسانية وتوفر العدالة والحرية للجميع . ويوم بعد يوم تزداد حملات الشعوب واستنكارها للاوضاع التى انتجتها الماكنة الغربية مطالبة الاحزاب الثورية (البعثيون والقوميون والشيوعيون والاسلاميون)واحرار العالم بتخليصها من هذا الكابوس الجاثم على صدر الامة منذ عام 2003 وبعد احتلال العراق لذلك جاءت مؤشرات خطاب القائد البعثى عزة ابراهيم لتدلل على هذا النهج من خلال اعداد خطط وبرامج لتحقيق افضل ظروف للعمل مع الجماهير لانهاء التخندق مابين القوى والاحزاب الوطنية
ان الوسائل التى صنعتها ماكنة الاعلام الغربية والصهيونية تحت مسميات غريبة ولدت معها اجواء من التناقضات والاختلافات بين كثير من القوى الوطنية بحيث دفعها الى التخلى عن استخدام وسائل القوة , كالمقاومة واستبدالها بالحوار والعمل السياسى تحت سقوف برلمانات فاشلة تسعى الى تمزيق الدولة ومؤسساتها كالذى حصل ابتداء فى لبنان فى ثمانينات القرن الماضى ثم فى العراق بعد احتلاله عام 2003 وتونس ومصر وليبيا واليمن والقادم امر وادهى فلابد والحالة هذه بلورة العمل النضالى مجددا وفق مااشار اليه الخطاب المعروف بنقاءه وصلابته ووطنيته لان المراحل التى قطعتها القوى الوطنية واحزابها فى تحقيق برامجها الديمقراطبة لم ترقى الى مستوى الكيانات الثورية والوطنية الصحيحة التى تتاتى عبر انتخابات شعبية واضحة البرامج والسياسات وليس عبر قوائم الغرف المظلمة التى مارستها احزاب الماكنة الامريكية والصهيونية لانها لاتاتى بشىء للشعب سوى انها قنابل صوتية تتحدث بالحرية والديمقراطية ولا يتحقق منها شىء لهذا فان الوصول الى السلطة يجب ان لايكون عبر صناديق الكذب والتزوير بل عبراصوات الوطنيين والمناضلين واحزابها الثورية وعند هذه النقطة على البعث طرح اسلوب عمل علمى وعملى لكاافة الاحزاب اذا لم تتمكن الاحزاب القيام بذلك واولها الاسلاميون الذين كان لهم الدور المهم فى الوقوف ضد الاحتلال رغم الاخطاء التى ارتكبوها فى موقفهم فى انتخابات عام 2005 التى اتاحت الفرصة للقوى الصفوية والطائفية فى اعتلاء مراكز السلطة ومن خلالها تم تصفية مناضلى القوى الوطنية والعلماء ورجال الدين وامتلئت السجون بمئات الاف من البشر دون محاكمة او ذنب ارتكبوه , ان مسوولية الحزب هى مسوولية الشعب الذى يتطلع اليه بتخليصها من الظلم والخوف وسلب النفس والمال فى العراق الان وفى كل يوم يظهر ذلك وتتحدث عنه وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرية ولكن لاحياء لم تنادى
الاخوة في شبكة البصرة السطور التي سوف اكتبها تعبر عن وجهة نظر حول المنجزات التي حققها حزب البعث من خلال قيادته لمسيرة الحكم في العراق قبل الاحتلال وهي تشكل واحدة من المنجزات العظيمة على المستوى العالم قياسا بالفترة الزمنية التي اتحيت له بان يخطط للنمو الاقتصادى بمحض ارادته بعيدا عن التدخلات الاجنبية والضغوط التي تعرض لها سواء على مستوى الامن الداخلى او التدخلات الخارجية بارضه ومياهه واقصد بذلك مشكلة الاكراد فى شمال الوطن وايران وتلاعب سوريا بانسياب مياه نهر الفرات , ان الاعتبارات المنظورة التي وضعها حزب البعث في سياق ما يتحقق من منجزات اقتصادية سيكون خلالها انجازات اكبر على مستوى الامة العربية ذلك لما يملكه العراق من امكانات مادية وبشرية تساهم الى حد كبير في تنمية طاقات البناء النوعي والتي في مقدورها خلق مجتمع يمتاز بالقوة والتقدم والحضارة وهي كذلك لاتخلو من الاثر التاريخي لحضارة امتدت عبر الاف السنين , ولقد كانت تلك احدى محاور الصراع مع القوى الاستعمارية منذ ان احتل العراق من الانكليز فى القرن الماضى وبالتالي الولايات المتحدة الامريكية فى عام 2003 فالحزب عندما وضع شعار تاميم الثروات وعلى رسها النفط وثقف منا ضليه على هذا الطريق وحشد جماهيره في مسيرات ضد الحكومات التي استغلت هذه الثروات بالشكل الذى يسىءالى الاهداف الوطنيية وكان شعار الحزب انذاك نفط العرب للعرب وطاف فى شوارع بغداد بميسراته ابان العدوان الثلاثي ونكسة حزيران 1967 مطالبا باستخدام النفط كسلاح في معركته ضد المخططات الصهيونية والامبرالية التي تهدف الى تمزيق الامة العربية وثبت بان االاهداف التي وضعها الحزب لمسيرت وهي الوحدة والحرية والاشتراكية كونها الارضية الصحيحة الصلبة التي من خلالها يستطيع ان يحقق الرفاهية والبناء الاقتصادى للامة العربية وهذا بالضبط ماسعت الى تحقيقة ثورة تموز 1968 فى العراق فالحزب عندما جاهد من اجل تحقيق وحدة مابين الاقطار العربية وتحرير اقتصاده من الهيمنة الاستعمارية وارسى اسس التحرر من القيود الاستعمارية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتحرير المرأة واعطائها الدور اللائق بها باعتبارها نصف المجتمع وقدم الدعم اللازم للشعوب والمنظمات التحررية من اجل التخلص من الظلم والاسبداد الواقع عليها وهو الذي ساهم في بناء المشاريع التربوية والصحية في قارة اسيا وافريقيا دون مقابل وفتح كلياتة ومعاهده وجامعاته لكل من يريد المزيد من العلم والخبرة الى جانب ذلك فانه عقد العزم على افشال مايحركه الاعداء من دسائس لتضليل الشعوب فكذبها اصبح واضحا ومكشوفا وغاياتها باتت معروفة ولن تنطلني على احد واكبر مثل ما شهده العراق بعد الاحتلال , فانها ادعت بانها ستساعد على تحريره وتخليصه من الظلم وانعدام الحرية والديمقراطية , حولته الى عراق محطم مدمر من كل النواحي الامنية والاجتماعية والاقتصادية وبدلا ان تجعله بلدا نموذجيا حولته الى بلد لايمتلك مقومات دوله ذات سيادة وحولته الى ضيعة حدودها المنطقة الخضراء والعراقييون والعرب يشاهدون يوميا زيفها وادعائها بالرفاهية والديمقراطية التى جاؤا بها , الى القتل وسلب الحريات وحرمان الناس من لقمة العيش فقطعت الماء والكهرباء والوقود والرواتب على عكس ما كان يوفره الحزب للمواطنين من وسائل للعيش في امان ورعاية وخدمات تصل الى بيوت المواطنين بصورة يومية وطبيعية فلو نظرنا الى ان ثورة تموز تفتخر بانها حققت من المنجزات على مستوى القطاعات الانتاجية والاقتصادية والعلمية والتربوية وقطعت اشواط بعيدة لتوعية العراقيين وتعليمهم من خلال قانون محو الامية وكذلك تحقيق النمو فى المجتمع وتحيق زيادة في الدخل القومى والتى اشادت بها المنظمات الدولية في تقاريه السنوية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة وبالمقابل فقد ادى ذلك الى زيادة طاقات المجتمع باتجاه البناء العلمي والحضارى وتلك مؤشرات ايجابية لم تكن لتظهر لولا السياسة الاقتصادية التي مارسها الحزب على طريق التكامل الاقتصادى وباتت تلك المؤشرات تشكل خطر على مايخطط له الاعداء فكان الهدف اذن هو تغير خريطة الامة العربية واسقاط انظمتها الثورية ولو بالقوة كل ذلك كان واضحا للحزب واشار اليها في بياناته ومؤمراته القطرية والقومية وكذلك في لقاآته العربية والدولية واخرها موتمر القمة حيث نبهه على خطورة تواجد الاسطول الامريكي في منطقة الخليج العربي مما ازعل الملوك والروساء العرب خوفا بان طرح الموضوع يمس بدولهم ان الحزب في العراق ونطلاقا من مبدا المحافظة على مكتسبات ثورته اخذ يعد نفسه للحالات الطارئة فبدا بتهية الخطط الاستراتجية لتامين قوة المواطنين من خلال تهيئة البطاقة التمونية والبطاقة الدوائية واعداد الخزين للسلع الا ستراتجية ووضع البرامج القطاع الزراعي والصناعية والنفطي استعدادا للمفاجات والحماقات التي قد تتخذاها امريكا ضده عن طريق القوة وهذا ماحصل لاحقا ولكن لو رجعنا قليلا الى الوراء واجرينا مقانة بين ماانجزه الحزب في العراق للمواطنين وماتحقق حاليا لوجدنا بان البون شاسع سواء على المستوى الصناعي او الزراعي والصحي والتعليمي والثقافي والنفطي واشادت بذلك البيانات الاحصائية الدولية اشارت بذلك باكثرمن مرة فالبطاقة التمونية اعتبرت من افضل الانظمة الغذائية اثناء الازامات وكذلك توزيع الدواء والوقود وبقية السلع وبذلك استفاقت امريكا والصهيونية من سباتها فقررت شان الحرب على العراق وبالتالى احتلاله بالقوة , ان
الانجازات التى حققها الحزب فى العراق وبختلف المجالات والتي شملت الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والزراعية والصناعية قد رمت بظلالها على المجتمعات والانظمة العربية , التي بدات تنظر اليها بالريبة والخوف والحسبان وكذلك القوى المعادية للامة العربية واستنكاره لما تقوم به الدولة العبرية اسرائيل من مشاريع للاستيطان واغتصاب الاراضى والجزر العربية في الخليج الى جانب استخدام الولايات المتحدة وسائل التهديد واستخدام العصا الغليظة لضرب كل نظام يسعى الى مساعدة المقاومة , ومقابل ذلك فان صوت التحرير بات قريبا من اذان الانظمة الرجعية صاحبة الحلول المشبوهة وانكشف دورهاالتامري لانها اظهرت استعدادها للقيام بايه دور يمليه عليها اسيادها الاميركان وحلفائها تحقيقا لاهدافها العدوانية فكان الهدف هو العراق وحزب البعث.و ان بقاء الحزب وهو يمتلك كل هذه الانجازات اصبح يشكل عبئا ثقيلا على مشاريعها المستقبلية فى تقسيم الامة العربية وتحويلها الى كيانات صغيرة خالية من اية مقومات. وان تكون الدولة اليهودية الصهيونية هي الاقوى وهذا ما اشارت اليه مصادرها (ايباك وكيسنجر والشركات المتعددة الجنسية) حيث ذكرت وعلى سبيل المثال بان العراق مخطط له ان يسكنه ليس اكثر من عشرة ملايين نسمة وبذلك يسهل السيطرة عليه وهذا الذى نشاهده الان ناهيك عما يحصل مستقبلا على مستوى الاقطار العربية الاخرى وعليه فان القوى الثورية المناضلة لاخيار لها سوى العمل على اجهاض تلك المخططات عن طريق الاتفاق على برنامج عمل جماهيرى وهو مقاومة مشاريع الاحتلال واركانه والتصدى لها بكل الوسائل ولا شى غير ذلك وهذا ماكان وسوف يكون الى ان تحقق المقاومة ارادتها الوطنية ويتحرر العراق من الاحتلال وسيبقى احرار العالم ينحني بكل اكبار لما حققه الحزب من انجازات خدمة لاهدافه فى اقامة المجتمع الحر الذى يضم كل القوى الوطنية العربية تحت سقف العراق الديمقراطي تسوده الحرية والحياة السعيدة.
|
شبكة البصرة
|
الجمعة 13 جماد الثاني 1433 / 4 آيار 2012
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
السبت، 5 مايو 2012
فلاح ميرزا:البعث وخطابه الاخير وجهة نظر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق