قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 12 فبراير 2016

الأمانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق بيان بمناسبة ثورة الثامن من شباط/ 14 رمضان

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأمانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق
بيان بمناسبة ثورة الثامن من شباط/ 14 رمضان 
شبكة البصرة
تمر بمثل صبيحة هذا اليوم ذكرى ثورة الثامن من شباط يوم الجمعة/ 1963 عندما أنفجر الاحتقان السياسي الذي ما برح يتفاقم ويتعاظم ويضيف التراكمات على تناقضات كان السعى إليها يخالف المصالح الوطنية العراقية، في تقويض جبهة التحالف الوطني، الكيان السياسي الوحيد الذي كان (بأرجحية عالية) قادراً على أجتياز مرحلة سقوط النظام الملكي وقيام نظام الجمهورية العراقية، بيد أن ذلك لم يتحقق للأسف، وبتقديرنا أن أهم العوامل التي مثلت الأسباب الرئيسية لذلك :
1. أستحواذ فئة بحد ذاتها (العسكريين) على السلطة السياسية، وتصديها لمجمل لقيادة مجمل العمليات السياسية/ الاقتصادية/ الاجتماعية، وهو ما يفوق طاقتها وقدراتها موضوعياً.
2. انفراد شخصية عسكرية بعينها (عبد الكريم قاسم) بتصميم عنيد على قيادة البلاد، وإزاحة كافة الشخصيات السياسية والعسكرية التي يمكن أن تنافسه على القيادة.
3. اللعب على التناقضات الثانوية بين الحركات والقوى السياسية العراقية، والدفع باتجاه تحويلها إلى تناقضات رئيسية ذات طابع دموي/ تصفوي، تمثل في تفجير الموقف في الموصل آذار/ 1959، ومن ثم الأعمال التي كان لها طابع أنتقامي/ تصفوي، بدا كرد فعل وكأنه قد خطط له ولنتائجه الدموية، ذات الآثار الارتدادية الخطيرة.
4. من بين أهم تلك التصفيات، محاكمات سياسية عبثاً حاولوا منحا طابعاً قضائياً عبر محاكمات مثلت في الواقع تصفيات لحركات وشخصيات ورموز وطنية وقومية، كان من الأجدر على من قام بها أن يدرك أنها سوف لن تمر مرور النسيم، بل ستخلق بؤراً رياحاً تتجمع لتنذر بعواصف تفجر هذا التناقض الذي كان ما برح يتسع، كان النظام العسكري/ الديكتاتوري يدفع بأتجاهها، بهدف رئيس، هو إشعال التناقضات بين القوى الوطنية ليبقى رأس النظام يمارس لعبة بيضة القبان في التوازنات الوطنية.
5. بصرف النظر عن الأهداف والنوايا، وما نجم عنها، فقد كان واضحاً لكل من يمتلك البصر والبصيرة، أن النظام عاجز واقعياً (بحكم تكريس وحدانية الزعامة والقيادة) عن قيادة البلاد وفق منهاج سياسي واضح المفاهيم والأبعاد إلى مرحلة متقدمة في بناء دولة وطنية.
6. مثل إصرار السلطة على أتباح النهج والأساليب القمعية الدموية، وتجسدت بشكل مادي وواضح في التصدي لإضراب سواق السيارات 1961 (بمناسبة رفع أسعار البنزين) وإضراب الطلبة 1963، والتخطيط لإجراء تصفيات واسعة في صفوف القوات المسلحة (الجيش والشرطة)، مثل إضافة مهمة للضرورة الموضوعية بإنهاء هذا النظام الديكتاتوري/ العسكري.

تفاعلت هذه الأسباب والظروف مجتمعة، فخلقا الظروف والضرورة الوطنية لإنهاء النظام، فتصدى حزب البعث العربي الأشتراكي لهذه المهمة التاريخية، التي نفذها فرع بغداد للحزب مشتركاً مع المكتب العسكري في عملية بطولية فجر الثامن من شباط، ولم تكن هناك دهاليز ولا أنفاق، بل جرى كل شيئ عيانياً أمام أنظار الشعب في سماء بغداد وساحاتها بدرجة رئيسية.
إن الثورة التي بدأ التآمر عليها منذ الأيام الأولى، كانت تهدف إلى خلق معسكر من القوى الوطنية والقومية والتقدمية العراقية، والعمل على تأسيس ساحة عربية لمواجهة الأخطار الخارجية، وكان هذا يستلزم التخلي عن المصالح الحزبية لصالح العمل الوطني العام، ولكن هذا الهدف النبيل لم يكن بوسع العديد من الحركات والقوى إدراكه والتفاعل معه، لذلك أنعقدت غيوم التآمر للتمكن من الأنقضاض على الثورة في مهدها في 18/ تشرين الثاني/ 1963.

إن العبرة التاريخية لثورة رمضان تشير، أن تجاهل حقائق وطنية وقومية أساسية في البلاد سوف لن تجر إلا إلى أنفجارات، وإلى مزيد من الأحتدام والتأزم في العلاقات بين القوى والأطراف الوطنية والقومية والتقدمية العراقية، بما لا يخدم قضية خدمة العراق وإنماؤه وتطوير نظامه السياسي.

وعبرة تاريخية أخرى مهمة للغاية تطرح نفسها بصفة متجددة، أن تأجيج التناقضات الثانوية إنما هي محاولات منبعها من الخارج، من دول تسعى إلى تعطيل تطور العراق وتطور نظامه السياسي، وهو ما نشهده يجري على قدم وساق حتى يومنا هذا.

بهذه المناسبة يدعو المجلس السياسي العام لثوار العراق كافة القوى والحركات السياسية الوطنية والقومية والتقدمية، إلى تدارك أنحطاط الأوضاع السياسية في العراق، والعمل بصورة مشتركة على وضع مؤشرات عراقية تضمن سلامة الوطن، حاضره ومستقبله.

من أجل الوطن نناضل، ومن أجله نعمل، ومن أجله لا نتوقف عن الدعوة إلى العمل والتحالف. 
عاش العراق
المجد والخلود لشهداء الوطن

الأمانة العامة للمجلس السياسي العام لثوار العراق
بغداد : الثامن من شباط / 2016
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق