قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

نذيرغيوم الحرب تتجمع في سماء الشرق.. واللعب غير المسؤول بالورقة الكردية معناه الحقيقي تهيئة أسباب ومستلزمات حرب إقليمية طاحنة .!؟

نذيرغيوم الحرب تتجمع في سماء الشرق.. واللعب غير المسؤول بالورقة الكردية معناه الحقيقي تهيئة أسباب ومستلزمات حرب إقليمية طاحنة .!؟

كتب بواسطة: داود البصري.     المرابط العراقي
bashar5
مع ازدياد حدة وشراسة العدوان الفاشي الروسي المدعوم إيرانيا ضد الشعب السوري، وفشل المجتمع الدولي المخجل والمعيب والمريع في تنفيذ الالتزامات والمواثيق الدولية ذات الصلة بحماية الشعوب الضعيفة، وموقف الدول الكواسر المخزي المتردد من لجم الهجمة الروسية، يبدو المشهد الإقليمي متوترا بطريقة غير مسبوقة منذ أيام الحرب الباردة وأزمة خليج الخنازير عام 1961 حينما كان السلام العالمي على المحك وكانت كل أزار الرعب النووية مستعدة للانطلاق.

 النظام الفاشي في دمشق كان يعول كثيرا على مواقف حلفائه التاريخيين بعد أن شوه الثورة السورية، ونجح في بعض الأوساط في تسويق رؤيته المنحرفة للأمور، الوضع السوري اليوم وصل لمنعطف حاد وخطير بعد أن تشابكت مختلف أطراف النزاع، وحول العدوان الروسي المدن السورية لأرض يباب بعد أن أثخنت الضربات الروسية بالمدنيين، وحولت الأرض السورية لقطعة من الجحيم، متناغمة مع تفعيل ملفات فتنة داخلية من شأنها تسميم الأجواء في الشرق من خلال دعم بعض الجماعات والأحزاب الانفصالية التي سلحتها ودربتها وأمدتها بأسباب الحياة والتمدد لتعيث في الأرض فسادا، وتحاول تحقيق مصالح ذاتية مصلحية من شأنها إشاعة الانقسام والتشظي في الساحة السورية.
لقد أرعب التحرك "السعودي- القطري- التركي" تلك الأطراف العدوانية التي تسرح وتمرح بآلتها الحربية وهي تدك السوريين الأحرار وتعمق الأزمة الإنسانية هناك، وحركت المخابرات السورية أدواتها وأجهزتها وملفاتها وذيولها وهي معروفة ومشخصة، فأعادت التعامل مع ملف حزب العمال الكردي الإرهابي الذي بات يوجه ضرباته للعمق التركي في محاولة لإرهاب تركيا ومنع تحركها مع حلفائها وأصدقاء الشعب السوري لإقامة منطقة حظر طيران عازلة وآمنة وبما يوفر للشعب السوري المنكوب ملاذات آمنة ضد غارات الطيران الروسي الفاشية الإرهابية.
لجوء النظام السوري للعب بالورقة الكردية وإشهارها بوجه الأتراك هو بمثابة اللعب في تيار صاعق وخطير ومحرق، فالأتراك بمختلف أحزابهم وتوجهاتهم ورؤاهم يتفقون على قضية مشتركة هي قضية الأمن القومي ووحدة وسلامة الجمهورية التركيةوهو مبدأ غير قابل للنقاش ولا المساومة، واللعب غير المسؤول بالورقة الكردية معناه الحقيقي تهيئة أسباب ومستلزمات حرب إقليمية طاحنة أضحى الوصول لها بمثابة نقطة الإنقاذ بالنسبة للنظام السوري وحلفائه الذين امتدت حبال تورطهم لمديات قد تخنق أصحابها وتجهز عليهم بعد أن ينقلب السحر على الساحر، في عام 1998 حاول نظام حافظ أسد اللعب بتلك الورقة حتى وصلت الأمور لحافة الدخول التركي للعمق السوري وإسقاط النظام قبل أن يأمر حافظ بطرد أوجلان الذي تنقل بين دول عديدة حتى اختطفته المخابرات التركية من شوارع نيروبي عام 1999 لينزع مؤقتا فتيل التوتر.
أما اليوم وفي ظل تشابك كل الأطراف وبروز متناقضات وتحالفات عديدة وأجواء حروب متنقلة ساخنة فإن نقل الإرهاب للساحة التركية الداخلية بدعم وتنسيق وترتيب من المخابرات السورية يعني أساسا بأن دخول القوات التركية للعمق السوري ليست سوى مسألة وقت!، دون تجاهل حقيقة مركزية كبرى مؤداها أن تركيا هي الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)! وإن الضغوط الأمريكية عليها لوقف دعم المعارضة السورية لن تثني الحلف عن التضامن معها في مسألة استراتيجية جوهرية، الجهد الرئيسي اليوم يتمحور حول سعي أصدقاء الشعب السوري لتوفير منطقة حظر طيران عازلة وآمنة في الشمال وحتى في الجنوب وهو ما يعني تحديدا تقييد أيادي العدوانيين وشل حريتهم في إدارة حرب الإبادة، ومنع تدفق ملايين اللاجئين للعمق الأوروبي! وهو مطلب أساسي للاتحاد الأوروبي المهدد بوجوده حاليا بسبب تعقيدات الكارثة السورية.
المشهد السوري اليوم مفتوح بالكامل على احتمالات كارثية ما لم يكف الحلف العدواني أياديه عن الشعب السوري، والتلاعب بملفات صاعقة سيضع المنطقة على شفا حفرة من النار، طبول الحرب تقرع، وغيومها تتجمع، والجميع متجه نحو الكارثة ما لم تتم حماية الشعب السوري عبر فرض منطقة آمنة قد تكون الحل الأوحد والأخير لمتغيرات قادمة انفراجية أكبر!.. ومع ذلك فهناك تحت الرماد السوري المتراكم وميض نار محرقة يوشك أن يكون لها ضرام..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق