قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 20 فبراير 2016

هل ما يجري منذ وصل خميني للحكم وحتى الان من عمليات عسكرية وارهابية وسياسية وفتن طائفية تقوم بها اسرائيل الشرقية يسمح لاي قطر عربي بأبقاء كل البنادق موجهة لجبهة فلسطين؟ - خطايا الانتقائية وتزوير سياق الزمن \ 3

هل ما يجري منذ وصل خميني للحكم وحتى الان من عمليات عسكرية وارهابية وسياسية وفتن طائفية تقوم بها اسرائيل الشرقية يسمح لاي قطر عربي بأبقاء كل البنادق موجهة لجبهة فلسطين؟ - خطايا الانتقائية وتزوير سياق الزمن \ 3

كتب بواسطة: صلاح المختار.   المرابط العراقي
iran59
إن العالِم الأحمق يطرد الناس عن علمه بسقط الكلام والإكثار منه \ من وصايا لقمان الحكيم لولده

لو كان الرئيس صدام الان حيا جسديا – لانه حي وخالد معنويا وروحيا - وشهد ما تقوم به اسرائيل الشرقية بعد عام 2003 فهل كان سيبقى على موقفه القائل بان العدو الاخطر في هذه المرحلة هو اسرائيل الغربية وليس توأمها الرحمي اسرائيل الشرقية؟
الجواب اليقيني هو كلا فصدام ضد الاحتلال وضد الغزو وضد التفريس مثلما هو ضد الصهينة، لهذا لو كان حيا جسديا فانه سوف يحشد كل قوى العراق ويدعو كل العرب للتضامن ضد الخطر الاستعماري الفارسي، وهو بالضبط ما فعله يوم اراد خميني غزو العراق فاجبر على حشد طاقات العراق والامة العربية كلها ضد محاولات الفرس غزو العراق (1980) الى ان دمر قدراتهم واجبر خميني على تجرع السم الزعاف (1988) ثم عاد الى الاصل وهو ان العدو الاخطر هو الكيان الصهيوني او اسرائيل الغربية ولكن بعد تحييد اسرائيل الشرقية فكل العالم يعرف بان من ضرب الكيان الصهيوني في عقر داره وليس في هوامشه بصواريخ ستراتيجية وليس بكاتيوشا هو عراق البعث في عام 1991.
ولعل ابرز واول دليل على صحة ذلك هو ان المجاهد عزة ابراهيم نائب صدام وخليفته الشرعي ورفيقه العقائدي الاقرب اعتبر اسرائيل الشرقية العدو الاول للامة العربية كلها والاشد فتكا وخطرا وبناء على معايشة ميدانية بصفته القائد الميداني الاكبر للمقاومة العراقية، كما ان رفاق صدام المقاتلين يؤمنون ايمانا عميقا بان اسرائيل الشرقية هي العدو رقم واحد واثنين وثلاثة في سلم ترتيب الاولويات الجهادية، فهل يريد السيد بشور المزايدة على العراق وشهداءه ومناضليه وقادته الميدانيين في موضوع معرفة طبيعة القائد الشهيد؟
لماذا كل ما تقدم؟ من الامور الغريبة انك تحتاج للعودة الى البديهيات التي يجب عدم العودة اليها لانها في ضمير المناضلين ومن بين اول محركات نضالهم، لكن التشويش المتعمد الذي يقوم به فريق متخصص، يشبه كثيرا ما يقوم به السيد بشور، يجبرنا على تناول البديهيات. اول سبب واقعي صرف وهو انك كي تقاتل اسرائيل الغربية، ومن يدعمها اغلب القوى العظمى والكبرى، عليك ان تكون في حالة تسمح لك بذلك لا ان تكون منغمسا في مواجهة تهديدات مميتة او احتلال غاشم اكثر وحشية وقسوة وحقدا من الغزو الصهيوني، فالحرب في نهاية المطاف موازين قوى تحدد الخيارات الصحيحة، وما لم يكن اي قطر عربي قادرا على خوض حرب او مواصلة الصراع مع الكيان الصهيوني نتيجة عدم وجود تهديدات اخرى، بمستوى حرب وجود او حرب استنزاف ومشاغلة، فانه يصبح عمليا وبغض النظر عن رأيه ورغباته مجبرا على تغيير جهده الحربي والاقتصادي نحو العدو الاخطر الذي يخترق جبهته ومجتمعه.
فهل ما يجري منذ وصل خميني للحكم وحتى الان من عمليات عسكرية وارهابية وسياسية وفتن طائفية تقوم بها اسرائيل الشرقية يسمح لاي قطر عربي بأبقاء كل البنادق موجهة لجبهة فلسطين؟
والسبب الثاني هو ان الشهيد كقومي عربي بعثي يعتبر الارض العربية واحدة القيمة والمواطن العربي اينما كان مساو للعربي الاخر وهذا هو اساس ومنطلق العقيدة القومية لهذا فانه من المستحيل ان يواصل اعتبار اسرائيل الغربية هي العدو الرئيس الان واسرائيل الشرقية هي العدو الثانوي بينما الثانية صارت تحتل اراض عربية بل اقطارا عربية رئيسة مثل العراق وسوريا وتقوم بتفريس السكان بالملايين وليس بالالاف، كما نراه في العراق مثلا، وتنفذ خطة تغيير الهوية العربية فيهما ثم توسع نطاق استعمارها فتحتل اجزاء من اليمن! وكل ذلك واقعيا هو تحد اكبر واخطر من التحدي الصهيوني الاصلي، فهل يتوقع السيد بشور من صدام ان يهمل المتغيرات الجذرية؟ طبعا كلا.
كما ان صدام ابن البعث وتربيته بعثية ونحن بعثيون وتربيتنا العقائدية هي ذاتها تربية صدام لهذا فحينما نحدد الان وفي هذه المرحلة التاريخية بان العدو الرئيس هو اسرائيل الشرقية وانها تحاربنا نيابة عن الصهيونية الغربية ونغلها اسرائيل الغربية ولخدمتهما اضافة لتحقيق اهدافها القومية العنصرية التوسعية فاننا امناء مع عقيدتنا القومية ومنسجمين مع تاريخنا.
المقتل في منطق السيد بشور هو انه انترع بعملية قسرية حديث القائد الشهيد من سياقه التاريخي مع انه سياق مختلف جذريا عن السياق الحالي للاحداث وسخر ذلك الانتزاع لخدمة هدف اخر غير الاهداف الوطنية اللبنانية ولا القومية العربية بل لتبرير ودعم غزوات وجرائم اسرائيل الشرقية والاخطر هو تعمده هو ومؤتمره تضليل عرب كانوا سيقفون ضدها لو انكشفت لهم الحقائق الميدانية التي تؤخد في سياقها الزمني ولا تعزل عنه كما يفعل السيد بشور.
4- ويكمل السيد بشور موضحا هدفه الجوهري الحقيقي الحقيقي قائلا (... بل شجاعة بناء الجسور مع أبناء أمتنا ودول جوارنا الحضاري أيّاً كانت التباينات في الفكر والرؤى، بل أن نبنيها على قاعدة الاحترام المتبادل للسيادة والمصالح القومية أيّاً كانت خلافاتنا معهم...). هذه فقرة قد تبدو عادية بالنسبة لانسان ليست لديه غايات مخفية لكنها تكشف عن هدف السيد بشور الحقيقي وهو ادانة العرب وليس العراق فقط بتهمة معاداة اسرائيل الشرقية وافتعال صراعات معها في وقت يجب ان توجه فيه كل البنادق لاسرائيل الغربية؟! هذا ماقاله هو وما كرره مؤتمره وما يكرره نغول اسرائيل الشرقية العرب كلما ناش الجدل جارة السوء الشرقية! فهل كلام السيد بشور هذا ينطوي ولو على 1% من الحقيقة؟
لو عدنا لمرحلة ماقبل الحرب التي فرضتها وشنتها اسرائيل الشرقية على العراق في عام 1980 لرأينا وبوضوح وبأدلة مادية بان العراق قدم كل الادلة على انه يريد علاقات ودية وسلمية مع الجارة الشرقية، فقد كان العراق اول من اعترف بنظام خميني وكانت رسالة القائد احمد حسن البكر رحمه الله رئيس جمهوية العراق وقتها لخميني يهنئه فيها بنجاح الثورة ضد الشاه خطوة ايجابية هدفها بناء علاقات صداقة وتعاون، فكيف رد خميني على رسالة البكر؟ الرد كان عدوانيا واستفزازيا توجّه بعبارة (والسلام على من اتبع الهدى)! فهل كان خميني يريد بناء علاقات ود مع العراق (أيا كانت الخلافات معهم) لانها خلافات (في الفكر والرؤى) كما قال السيد بشور؟ وهل يعرف السيد بشور مغزى عبارة (والسلام على من اتبع الهدى) كي يقدر ما كان يمور في صدر وراس خميني من عواطف معادية للعرب وخطط توسعية؟
يتفاخر السيد بشور بان الشهيد ياسر عرفات قائد الثورة الفلسطينية المجهضة كان صديقا له وانه كان قريبا منه وهذا شيء جيد ربما – نقول ربما - يساعده على اعادة النظر فقد كان الشهيد عرفات شاهدا على اصرار خميني على فرض الحرب على العراق، وعندما تطوع عرفات للتوسط لاطفاء نيران التوتر بين العراق وايران بادره خميني بكلام عدواني جدا وهو التالي (قبل كل شيء هل انت معنا او مع صدام؟ فنحن لا نقبل الحياد بيننا فاما ان تكون معنا او مع صدام) الا تذكركم عبارة خميني بنفس العبارة التي رددها بوش الصغير بعده بعقود (اما معنا اوضدنا)؟ لقد رفض خميني رفضا مطلقا محاولات عرفات لاطفاء نيران التوتر. يقينا ان الشهيد عرفات وبحكم صداقته مع السيد بشور اخبره بتلك الواقعة المعروفة للكثير من القادة الفلسطينيين، فهل تذكرها عندما كتب عبارته عن (خلافات فكر ورؤى) تلك في خطابة وفي تصريحات اخرى والتي يحمل فيها العرب والعراق بشكل خاص مسؤولية تدهور العلاقات مع اسرائيل الشرقية وعدم اعتبار الخلافات (مجرد خلافات في الفكر والرؤى)؟
ولو ان السيد بشور اتعب نفسه ولو قليلا في البحث عن الحقيقة ونبش في ملفات الامم المتحدة كما ينبش في قبور الشهداء لوجد وثائق وادلة تزيد على ال300 مذكرة رسمية عراقية تشكو من عدوانات ايرانية على العراق ورفضها اقامة علاقات ود سلمية، فلم لم يفعل ذلك بنفس حماسه بنبش قبور الشهداء؟
ولو ان السيد بشور نبش ايضا في مقابر تصريحات خميني وبني صدر وبقية قادة اسرائيل الشرقية قبل اندلاع الحرب لوصل الى قناعة بان نظام خميني جاء وفي جعبته قرار حرب تنتهي بغزو العراق، وما شعار (تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد) الا واجهة لمئات التصريحات الرسمية الايرانية التي تؤكد بان المطلوب وقتها اسقاط نظام العراق الوطني والرفض المطلق لاي تفاوض او حوار وتواصل الاعمال الارهابية داخل العراق والتأكيدات المتواترة على ان الحل الوحيد للازمة مع العراق هو اسقاط النظام؟! لكن السيد بشور لم يفعل ذلك اما اذا فعله ويقول ما يقوله منذ سنوات فان في الامر (ان) حسب المثل العراقي الشهير وارجو ان يسأل اي عراقي في (جعبته) عن معنى المثل.
الحقيقة الثابتة وبالادلة المادية هو ان العراق بذل جهودا جبارة لبناء علاقات ودية وتعاونية مع النظام الجديد لكن الطرف الاخر جاء وهو محمل باحقاد ومطامع وثأرات تاريخية مع العرب. من نسف ومازال ينسف الجسور، ومن نسف وينسف قاعدة الاحترام المتبادل، ومن اصر على عدم جعل الخلافات خلافات فكر ورؤى، من فعل كل ذلك وبتعمد واصرار يا سيد بشور ليس نحن بل اسرائيل الشرقية، والمواقف الايرانية لما بعد غزو العراق تكفي لحسم الامر واثبات ان النظام الايراني جاء اصلا لاجل غزو الاقطار العربية وتغيير هويتها القومية واقامة امبراطورية فارسية عظمى وهو ما اخذوا يقولونه علنا الان.
فلم اذن والسيد بشور يعرف كل التفاصيل السابقة واكثر من كل اعضاء مؤتمره يصر على اتهام العرب بانهم من قصروا في حماية علاقات الجيرة والم يبقوا الخلافات (خلافات فكر ورؤى)؟ ان مجرد استخدام تلك التعابير يؤكد ان السيد بشور ليس فقط داعما لاسرائيل الشرقية في كل غزواتها وجرائمها بان انه يزايد على غلاة الفرس في انكار ما تعترف به قياداتهم؟ فما معنى هذا الموقف الغريب جدا والمثير لكافة التفسيرات؟
وقد يقول السيد بشور بان هذه الفقرة موجهة لكلا الطرفين وليس للعرب وحدهم وهذا تفسير جميل ولكن لم لم يخاطب الفرس بذلك في اي مقال او رسالة مثلما يكرر الفعل مع العرب؟ ربما لم ينتبه السيد بشور الى ان مواقفه هي نسخة كاربونية من مواقف اسرائيل الشرقية وبلا اي خلاف ولو ثانوي.
هنا نرى السيد بشور مصابا بعمى الوان كامل لانه يواصل تجاهل الواقع المعاش ويستعيض عنه بما في ذهنه هو حيث يقزم ما يريد تقزيمه ويعملق ما يريد عملقته: هل حقا ان ما بيننا وما بين اسرائيل الشرقية هو (تباينات في الفكر والرؤى) ام صراع وجود وهوية تغمره بحور من الدم؟ ولم قزم علاقاتنا باسرائيل الشرقية وجعلها تباينات في الفكر والرؤى؟ هل لانه يريد اضافة سبب اخر لدعم اسرائيل الشرقية مادام الخلاف هو في الفكر والرؤى ويتحمل استمرار العلاقات الطيبة؟ الا يريد السيد بشور بعبارة تباينات في الفكر والرؤى اخفاء كوارث يومية يعيشها شعب العراق وسوريا واليمن تسببها اسرائيل الشرقية وينكرها علنا وعلى رؤوس الاشهاد وامام الضحايا؟ هل يتصور رد فعل الضحية الذي فقد ابنه او شقيقه قتلا على يد نغول اسرائيل الشرقية حينما يستمع لشخص يقول انه قومي عربي وجاء لاحياء ذكرى استشهاد صدام حسين ومع ذلك ورغما عنه يصور صراعنا مع الفرس على انه خلاف رؤى وفكر؟
اننا نحن ابناء العراق ضحايا التوسع الاستعماري الفارسي بكل جرائمه الابشع في تاريخنا كله وليس في تاريخنا المعاصر فقط نعرف حقيقة الدور الايراني الاجرامي المعادي للعروبة ولن نسمح للسيد بشور بان يشوه حالنا ويجمّله خدمة للغزاة الفرس الذين يقومون بتغيير البنية السكانية العربية في ديالى ومحيط بغداد وجنوب العراق بطرد وتهجير العرب وتوطين الفرس محلهم، ولهذا كان عليه ان يطالب اسرائيل الشرقية بمراجعة مواقفها قبل مطالبة الضحايا بذلك.ومما يبعث على التساؤل عن دوافع السيد بشور هو ان حكام اسرائيل الشرقية لا يعتبرون ما بيننا وبينهم تباينات في الفكر والرؤى بل هم يؤكدون ان الوطن العربي كان لهم في وقت ما ويجب ان يعود لهم الان ولذلك يعدون صراعهم مع العرب اهم من اي صراع اخر! فهل هذه تباينات فكر ورؤى ام انها نسخة طبق الاصل مما جرى ويجري في فلسطين من صهينة ولكن على نطاق اوسع واخطر لانه يشمل اقطارا اكبر من فلسطين واخطر جيوبولتيكيا؟ اليس ما نخوضه في العراق وسوريا واليمن صراع وجود وحياة او موت مع اسرائيل الشرقية؟ ولم تنزل هذا الصراع من مستوى صراع وجود ومصير الى مستوى تباينات فكر ورؤى ومن المستفيد منه؟
يتبع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق