قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

العمود الثامن: هذا العار "الوطني" في البصرة والناصرية.. وفرض قانون أمراء طوائف الظلام.. والنهاية الحتمية للاوباش.!

العمود الثامن: هذا العار "الوطني" في البصرة والناصرية.. وفرض قانون أمراء طوائف الظلام.. والنهاية الحتمية للاوباش.!

  المرابط العراقي
 
"maliki0057لا مكان لكم في البصرة" لم أُصدق ما قاله لي صديق من أن هذه العبارة كتبت على أوراق وزعتها مجموعات مسلحة في مناطق يسكنها مواطنون من الطائفة السنية، لم يعرف صاحبي بالتأكيد مَن كتب هذه الأوراق، فيما صديق اخر كتب لي رسالة يقول فيها " لو تناولتم موضوعة الأسلحة التي تدخل البصرة لصالح بعض المليشيات، ويضيف الصديق أن هناك حملة اغتيالات يتعرض لها أهل السنة في البصرة منذ أكثر من شهرين ".
بالتأكيد سنجد أصواتاً تستنكر وأخرى تشجب.. ولكن علينا أن لا ننسى لحظة واحدة أننا نعيش وسط عقليات ظلامية تسعد وتفرح في مطاردة الآخرين..لا يهم مَن خطّ هذه الجمل المقيتة ولكن الأهم..
هل هو قرار اتخذه أُمراء الطوائف؟ أو أنها مشاعر من الكراهية تضخمت عند البعض، قابلتها هواجس من الخوف جعلت أصحابها يرضخون لتهديدات ميليشيات تختفي تحت جلــد الأحزاب السياسية، بعد عشر سنوات اكتشف الناس أن لا دولة تحميهم.. ولا تعنيها قضيتهم.. ففي كل حوادث التهجير لم يُحاسب المتسببون في هذا المشهد الطائفي، لأن التقارير الرسمية، تنكر كل ما يقال عن هذا الموضوع وتشتم من يتحدث عنه.. ولم ينته خبر البصرة حتى جاءتنا الأنباء وهذه المرة من الناصرية حيث تم أيضا تهجير عدد من أسر "الطائفة السنية" على إثر تهديدها والاعتداء على أفرادها، والمضحك ان البعض ممن يرفعون لواء لا مكان لكم في الناصرية يبررون فعلتهم بأن بعض أبناء هذه العوائل انتمى لحزب البعث ويضربون مثلا بعضو القيادة القطرية لحزب البعث عبد الباقي السعدون، وينسى أصحاب مشروع لامكان لكم هنا، ان مدينة الناصرية التي أسست عام 1869 سميت على اسم واحد من أبرز رجالات عائلة السعدون هو ناصر باشا السعدون، ويتناسون ان الكثير من اعضاء مجالس المحافظات كانوا لا ينامون الليل قبل الهتاف بحياة "القائد الضرورة".

أصحاب رسائل "لا مكان لكم في البصرة والناصرية" ينتمون حتماً إلى ثقافة طائفية ترى في تحقير الآخر وإقصائه غاية ومنهجاً.. وتؤمن أن هذا البلد لا يتحمل أكثر من طائفة واحدة.. وهنا لابد من فرض واقع جديد يعتبر الآخر "غريبا" وعليه أن يقبل بشروط صاحب الدار.. وهو المنهج نفسه الذي يتبعه الكثير من المسؤولين وقادة الكتل السياسية الذين يرون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف.. هذه هي العقلية التي ترفض أن نتساوى جميعا في المواطنة.. عقلية تعادي ما ليس يشبهها.. ولا تجـد للآخر سوى طريقين إما الرحيل أو القتل.. ثارات لا نهـاية لها، أصحابها لا يريدون أن يتأملوا جيداً أن مَن يُقدِّس الموت ويحتقر الحياة ينتهي مثل ما انتهى صاحب "زنقة زنقة" حيث لم يجــد بعد أربعين عاما من الغطرسة، مظلة تحمية سوى مجاري القاذورات!
تعلمنا تجارب الشعوب أن معارك الكراهية تنتصر مؤقتاً، فالفوز الدائم لأهل التسامح والمحبة والطمأنينة.. كم عقداً دام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، وفي النهاية كان الفوز لمانديلا.!
هل نتعلـَّم من هذه التجارب كيف نترجل عن هذه الحلبة الدموية، وأن نضع حداً لجريمة قتل الآخر وتهجيره باسم المظلومية والطائفة والدين؟ قد تبدو المهمة اليوم عسيرة،ولكن قديماً قال أرسطو إن ترميم الأوطان ليس بالعمل الهيـِّن.
فيـا مَن كتبتَ "لا مكان لكم البصرة أو الناصرية" عليك أن تعرف أنك لست وحدك في هذا البلد، لا أنت ولا مَن يشبهونك، هذا وطن من يؤمنون به، بتنوعه وتعدده، والمواطنة فيه ليست مِنَحاً توزَّع حسب الهوية، هذا وطن سيحتضِر لو أُلغي فيه حق الآخر، أو انتصر فيه امراء الميليشيات على مَن هم أضعف منهم.. أو قـُهر فيه البعض لصالح القطيع الطائفي، خراب البلدان ليس في الحرب التي تقتل الأرواح، بل في الحروب التي تقتل النفوس والمشاعر، وتحجب النور، ليتحول كلُّ شيء إلى ظلام دامس!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق