قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 5 سبتمبر 2013

السيد زهره : أخيرا نطق.. ولكن

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أخيرا نطق.. ولكن
شبكة البصرة
السيد زهره
الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون معروف عنه انه منذ ان تولى
منصبه يسير بشكل عام في ركاب السياسات الأمريكية. ونادرا ما سمعنا انه اتخذ موقفا صلبا او حازما في أي شأن دولي.
ومع هذا، فقد نطق اخيرا وعبر عن موقف واضح الى حد كبير فيما يتعلق بالتهديدات الحالية بشن عدوان عسكري على سوريا.

الموقف الذي عبر عنه بان كي مون يتلخص في ثلاث نقاط:
1 – ان أي عمل عسكري ضد سوريا يجب ان يمر عبر مجلس الأمن الدولي. أي يجب ان يقره المجتمع الدولي عبر المجلس.
2 – ان أي تحرك لمجلس الأمن ايا كان يجب ان يستند الى نتائج التحقيق الذي اجراه مفتشو الأمم المتحدة حول استخدام الاسلحة الكيماوية في سوريا ونتائج تحليل العينات.
3 – انه بموجب ميثاق الأمم المتحدة، فان " استخدام القوة يكون قانونيا فقط حين يتعلق الأمر بدفاع احد الاعضاء عن نفسه، او حين يوافق مجلس الأمن على عمل عسكري.
 
وعلى الرغم من ان الامين العام للأمم المتحدة لم ينتقد بشكل مباشر وصريح التهديدات الامريكية بشن عدوان، لكن ما قاله واضح ومحدد.
ما قاله يعني مباشرة ان أي ضربة عسكرية توجهها امريكا او أي دولة اخرى الى سوريا من دون ان يكون هناك قرار من مجلس الأمن بذلك، ستكون بلا أي شرعية قانوينية. أي انها ستكون عدوانا سافرا على سوريا. وهذا هوما ينص عليه ميثا ق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وما قاله يعني انه حتى الآن، ورغم كل هذا الحديث عن الضربة العسكرية والتهديدات بالعدوان، فانه بالنسبة الى مجلس الأمن والمجتمع الدولي لا يوجد مبرر حتى الآن لاثارة هذا الموضوع. بمعنى انه اذا كان المبرر المعلن هو استخدام الاسلحة الكيماوية، فان لجنة المفتشين لم تقل كلمتها حتى الآن، ولم تعلن نتائج تحقيقاتها.
بالطبع ما كان للأمين العام للأمم المتحدة ان يعلن هذا الموقف لولا انه يدرك النتائج والتبعات الخطيرة التي سوف تترتب على عدوان امريكي على سوريا على المنطقة والعالم والأمم المتحدة نفسها.
والحقيقة ان المجتمع الدولي كله في هذه الأزمة يقف امام تحد حاسم في منتهى الخطورة.
المجتمع الدولي ازاء دولة تهدد علنا بشن عدوان على بلد مستقل من دون أي مبررات مقنعة، ومن دون أي سند دولي، وتهدد بتجاوز ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
واذا سمح المجتمع الدولي بذلك وقبل به او صمت عنه، فسوف تكون لذلك نتائج كارثية تتجاوز بكثير جدا موقف أي دولة من النظام السوري ورايها فيه او موقفها منه.
ان سمح المجتمع الدولي بذلك، فسوف يضع مصير المنطقة باسرها في مهب الريح. وسوف يفتح هذا العدوان خارج الشرعية الدولية، الباب امام عصر جديد من الفوضى يعم العالم، حيث من الممكن ان يتكرر هذا السيناريو مرارا وتكرارا في كل مرة تريد قوة عظمى ان تفرض ارادتها او تسهدف دولة او نظاما لأسباب تخصها هي.
ولو وقع هذا العدوان وفق السيناريو الامريكي، فلن يكون للأمم المتحدة دور تستطيع ان تتحدث عنه بعد ذلك، ولن يكون لميثاقها أي مصداقية يعتد بها.
والمجتمع الدولي اذ يقف اليوم امام هذا التحدي الذي تفرضه التهديدات الأمريكية بشن العدوان، يدرك تماما ما جره هذا النهج على العالم من كوارث وما قاد اليه من جرائم بحق دول وشعوب في السنوات الماضية.
امام المجتمع الدولي الكوارث التي حلت ببلدين مثل العراق وافغانستان وما لحق بهما من دمار وخراب، وما ارتكبته امريكا من جرائم حرب وابادة في البلدين.
سيكون من العار على المجتمع الدولي بعد كل هذه الجرائم وكل هذا الدمار ان يسمح بتكرار جريمة العدوان الأمريكي مرة اخرى ضد سوريا او أي بلد آخر.
ولهذا، فان الموقف الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة على اهميته بحد ذته، لن تكون له قيمة عملية محددة ما لم تترتب عليه مواقف واجراءات محددة يتخذها المجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة.
المجتمع الدولي، وعبر مجلس الأمن الدولي، يجب ان يوجه تحذيرا واضحا الى الولايات المتحدة من توجيه أي ضربة عسكرية الى سوريا، وبانه سيعتبر جريمة دولية وانتهاكا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بكل ما يترتب على ذلك من تبعات.
ومجلس الأمن، وبعد نتائج تحقيق لجنة التفتيش، يجب ان يتخذ الموقف المنصف الواجب، ويعلن ان كل دول العالم يجب ان تلتزم به.
كما ذكرنا، القضية اليوم لا تتعلق بالموقف من النظام السوري بحد ذاته. القضية تتعلق بكارثة كبرى يمكن ان تترتب على العدوان الأمريكي تحل بالمنطقة والعالم كله.
ولو ترك المجتمع الدولي امريكا تمارس البلطجة وتتحدى الارادة الدولية على النحو الذي تهدد به، فسوف يدفع ثمنا فادحا لذلك.
شبكة البصرة
الاربعاء 28 شوال 1434 / 4 أيلول 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق