قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

شغل CIA : قصص من البروباغندا السوداء -2

شغل CIA : قصص من البروباغندا السوداء -2

غارعشتار
ترجمة عشتار العراقية*
الجزء الأول هنا
المصدر
  كتابة الرسائل والوثائق المزيفة اختصاص سي آي أي. يخبرنا ضابط المخابرات فيليب آجي  Philip Agee كيف انه قام بعملية ناجحة باستخدام رسائل مزيفة ضد الاكوادوري انطونيو فلوريس بينيتز وهو عضو رئيسي في الحركة الثورية الشيوعية. "من خلال التصنت على هاتف فلوريس وجدنا الكثير عما كان يفعله. كانت زوجته ثرثارة. وقد قام بزيارة سرية الى هافانا وقررنا ان نوقعه في فخ عند عودته الى الاكوادور. مع ضابط آخر عملت طوال عطلة نهاية الاسبوع لكتابة (تقرير) من فلوريس الى الكوبيين. كان قمة في التزوير.

 كان التقرير يتضمن ان جماعة فلوريس قد قبضت تمويلا من كوبا والان تسأل المزيد من النقود من اجل القيام بعمليات حرب عصابات في الاكوادر. وقد اعجب مدير المحطة التي اعمل بها بالتقرير كثيرا وقرر ان يبدأ العمل عليه فورا. اسقطه على الارض وداس عليه مرارا ليبدو وكأنه ابلي من وضعه في الجيب مدة طويلة. ثم طواه وعبأه في انبوبة معجون اسنان قضى قبلها ساعات في عصر كل المعجون الذي فيها . ثم اخذت  الانبوبة الى وزير الخزانة الذي  سلمه لمفتش كمارك مقرب منه. حين وصل فلوريس الى منطقة الكمارك ، بدأ المفتش  يفتش حقيبته تفتيشا دقيقا ولكنه في هذه الاثناء دس الانبوبة ثم تظاهر انه وجدها وفتحها و(اكتشف) التقرير في داخلها.  اعتقل فلوريس وكانت فضيحة كبيرة. كانت تلك احدى الوقائع المثيرة التي شاركنا فيها خلال الستة اشهر الاولى من عام 1963. في نهاية تموز من تلك السنة، كانت اجواء الخوف من الشيوعية من الاتساع بحيث انتهز الجيش  الفرصة والذريعة للاستيلاء على الحكومة وسجن كل من وجده من الشيوعيين وحظر الحزب الشيوعي.

وبنفس الطريقة كانت ذريعة انقلاب 1973 في تشيلي هي وثيقة مزورة تفصل مؤامرة يسارية للبدء بموجة ارهاب - وقد اكتشفها اعداء الرئيس سلفادور الليندي. النتيجة كانت انقلابا عسكريا عنيفا ساعدت فيه السي آي أي من خلال حملة تشويه معلومات في الصحافة التشيلية.
وكان الجنرال ايد لانسديل قد قنن عمليات البروباغندا السوداء للسي آي أي في اوائل الخمسينيات في الفلبين. من اجل  الحط من شأن الشيوعيين وكسب التأييد للأمريكيين، كانت وحدة كوماندوز فليبينية تابعة له، ترتدي ثياب الثوار وترتكب فظائع في السكان المدنيين ثم تأتي وحدة اخرى فجأة الى المشهد المصنوع مزودة بكاميرات لتسجيل المشاهد الشنيعة ثم تطارد (الارهابيين) بعيدا. كان السر هنا في الكاميرات.
كما طبخت السي آي أي قصصا مثيرة عن قيام جنود عصبة استقلال فيتنام (تحالف شيوعي) بشق بطون الحوامل الكاثوليكيات واخصاء الكهنة ووضع شظايا من الخشب في آذان الاطفال حتى لا يسمعوا كلمة الله. وكان من ازلام لانسديل الصحفي عنصر المخابرات جوزيف ألسوب يوزع على الصحف مثل هذه البروباغندا السوداء.
وقد ساعدت الصحافة الامريكية على انتشار هذه الدعايات وغيرها لأنها من اجل سبق صحفي ومن اجل الوصول الى عناصر ومسؤولي المخابرات كانت مستعدة لبيع روحها. وفي المقابل كان مسؤولو المخابرات يسربون اليهم الحكايات.
في المجتمعات الديمقراطية ينبغي على الاعلام التقصي والكتابة بموضوعية عن الحكومة التي لاتلزم باخبار الجمهور عن نشاطاتها ولكن حين تفعل تضيف بهارات على اخبارها. وكجزء من الصفقة الفاوستية (بيع فاوست روحه للشيطان) حين ترتكب الحكومة انشطة في السر وبشكل غير شرعي ، تشيح الصحافة بوجهها عنها بدلا من تعريض العلاقات المفيدة للضرر. والنتيجة ان حق الشعب في حرية التعبير تسرق منه إذ كيف يعبر عن شيء لا يعلمه؟
ولو لم ينشر السوب الدعايات السوداء التي حاكها له لانسديل ربما لم تقم حرب فيتنام. ومثل ذلك ، لو لم تنشر الصحفية جوديث ميلر الوثائق المزيفة التي سربتها لها السي آي أي لما حدثت حرب العراق.
++
*الترجمة مختصرة حاولت ان اركز على العمليات السوداء فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق