قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الدكتور خضير المرشدي : مهمة أوباما المعقدة.. اعتراف بالهزيمة... وصفقات الكبار!!!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
مهمة أوباما المعقدة.. اعتراف بالهزيمة... وصفقات الكبار!!!
 
شبكة البصرة
الدكتور خضير المرشدي
 
مترددا مرتبكا متناقضا خائفا، من تابع خطاب الرئيس الأمريكي سيخرج بتلك الانطباعات الجوهرية...
مترددا.. انطلق بتهويشات إعلامية ونوايا عدوانية، ورغبات بضربة تأديبية محدودة ضد الشقيقة سوريا، وعاد يتردد عن اتخاذ اي قرار في مجال ماصرح به وما قال!!
مرتبكا.. بفعل من إنه لا يتوقع شيئا عما ستؤول اليه ضربته المحدودة في الزمان والمكان، وهو يعلم بأنه لا يستطيع التحكم بذلك بعد أن كشف أوراقه بالعدوان والتأكيد على انه محدودا وضيقا!!
متناقضا.. بين استشعاره بالخطر على الأمن القومي الأمريكي، وأمن الحلفاء، كما يدعي، ولا يجرؤ على اتخاذ مايحفظ ذلك ويحقق مايدعو إليه!!
خائفا.. نعم انه خائف....
يخاف على الأمن القومي الأمريكي!!
ويخاف على مصالح أمريكا المهددة!!
ويخاف على أصدقاء وحلفاء اميريكا!!
ويخاف وبعظمة لسانه من تكرار تجربة العراق، وما إدراك ماتجربة العراق!!
تجربة العراق قد اودت بهيبة الدولة الاعظم الى الحضيض، وقصمت مقاومة شعب العراق الاسطورية ظهر الجيش الأمريكي العرمرم، وهزمته واستنزفته ماديا ومعنويا ونفسيا، وألحقت بإقتصادهم أزمة سوف لن يتعافى منها الا بعد سنين طوال!!

اذن من حقه أن يخاف، ويتراجع، ويرتبك، ويتناقض بكلامه مع واقع مايجري على الأرض من تهديدات كما يسميها تستهدف الأمن القومي الأمريكي، ومصالح وأمن حلفاءه، وليس حبا أو رأفة أو نخوة أو انتقاما لأطفال سوريا ونساءها ورجالها المفجوعين، وقد ضاع دمهم بين أطراف القبائل!!
منذ أن هزمت في العراق... فان اميريكا قد قررت أن لا تدخل حربا في غير منطقة من العالم كتلك التي جرت في العراق، وأفغانستان...
- ليس احتراما لحقوق الإنسان، لانها لاتملك سجلا مشرفا في احترام تلك الحقوق عبر تاريخها منذ تأسيسها كدولة، وصولا لفضائح وانتهاكات سجن أبو غريب وبوكا، وغوانتانامو، وسجونها السرية في مختلف دول العالم، مرورا بالآلاف من الانتهاكات في فيتنام وكوريا وفلسطين ولبنان والصومال والسودان وليبيا وغيرها من دول العالم!!

- وليس احتراما للقانون الدولي والشرعية الدولية أو القانون الدولي الإنساني.. حيث ان هذه المسميات قد سحقت تحت البسطال الأمريكي، ونسفت وعطلت بعدوان أمريكي همجي استهدف العراق دولة وشعبا وحضارة لازال هذا البلد وشعبه الكريم ينزف دما بسببه!!

- وليس من منطلقات ومقتضيات حفظ الأمن الدولي والإقليمي، أو متطلبات تحقيق أو احترام مصالح الامم والشعوب المستهدفة... لان السجل الأمريكي هو الاخر كان سببا دائميا في ضعضعة بل ونسف المنظومات الأمنية وغيرها من المنظومات الحاكمة في اي بقعة من العالم قد تدخلت فيها تلك القوات.

- كما إنه بالتأكيد ليس عدم قدرة عسكرية أمريكية أو عدم توفر الإمكانية للقيام بعمل عسكري ما، أو انعدام العدوانية والنهم الأمريكي... والذي ثبت بأنه القانون الأزلي في السياسة الأمريكية في التعامل مع الأزمات على مستوى العالم.. أبدا، لان كل من في الأرض يعرف بأن اميريكا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك من مستلزمات القوة والقدرة بما يكفي لتدمير العالم خلال دقائق معدودات!!

- كما وإنه ليس حبا في حل سياسي لازمة مستعصية على الحل السياسي منذ أكثر من سنتين، من خلال القبول والتأييد (لمبادرة) تقدمت بها روسيا لنزع أسلحة سوريا ودخول المفتشين ووضع تلك الأسلحة تحت المراقبة الدولية!!! وأجزم وقد لايجوز الجزم في السياسة، بأن تلك المبادرة ماهي الا صفقة، إن لم تكن مؤامرة قد تمت بتوافق دولي تام بين اللاعبين الكبار في السياسة الدولية، وكلفت روسيا لإدارتها، والعجيب بان ايران قد أيدت تلك المبادرة (ولكن مالعجيب في الأمر) وإيران هي تلك الدولة التي تلعب في النهايات السائبة من اجل مصلحة هنا أو مكسب هناك!!!
وما تلك (الصفقة - المبادرة - المؤامرة) الا لتجريد سوريا العربية من مصادر قوتها وحتى التقليدية منها، وصولا الى اسقاطها كدولة بعد انهاكها بفرق التفتيش وتدمير الاسلحة صفحة بعد صفحة، وبقرارات دولية باتت الدعوة الفرنسية لها واضحة العيان!!،،، كما هو مسلسل تدمير قدرات العراق الذي سبقت احتلاله، وإن إختلفت المقدمات والسيناريوهات والاسباب والتحديات، ولكن النتيجة واحدة هي تجريد الامة العربية من مصادر قوتها الاساسية.

لماذا اذن قد ظهر الرئيس الأمريكي يوم أمس في موقف لايحسد عليه أبدا... وهو يطلب من الكونغرس الأمريكي تأجيل التصويت على عمل عسكري ضد سوريا؟
طالما إنه ليس هذا، أو ذاك من الأسباب والمبررات وجميعها متوفرة وحاضرة.. اذن ماهو الذي يجعل الرئيس الأمريكي حائرا مترددا.. بل وخائفا رغم مايملك من إمكانيات الفعل؟؟؟...
إن من صفات الأمريكان ووفق مبدأ تعاملهم مع الأحداث فأن اعترافهم بالهزيمة ليس كما النجاح، قد لايكون معلنا ومباشرا، ولكنه قد يعبر عنه بالإيحاء، والسلوك، والموقف، ونتف من التصريحات من أركان هذه الإدارة.
يوم أمس كان خطابا للرئيس الامريكي ليعلن فيه الإعتراف بهزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق... عندما اعلن بان يتراجع عن عدوانه على سوريا الشقيقة مبررا بانه لايريد لتجربة العراق وافغانستا أن تتكرر، مع الإشارة الى أن المقصود هو هزيمتهم في العراق عسكريا وسياسيا واقتصاديا وأخلاقيا... لان الحرب في أفغانستان لم تنته بعد.
السبب بيقين تام هو الهزيمة المرة التي لحقت بهم في بلاد الرافدين... وفقدان الإرادة وانعدام قرار الفعل والانكسار النفسي والمعنوي... بفعل ذلك الشعور الرهيب الذي ينتاب البشر والدول والأمم عند هزيمتها؟؟
أليس أذن من حقنا نحن العراقيون أن نفخر بما قمنا به وقدمناه للأمة والعالم.
شبكة البصرة
الاربعاء 5 ذو القعدة 1434 / 11 أيلول 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق