قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 22 سبتمبر 2013

السيد زهره : من يحاسب أمريكا؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
.. من يحاسب أمريكا؟
 
شبكة البصرة
السيد زهره
تحدث امس عن جريمة الحرب الكبرى التي ارتكبتها امريكا في العراق
باستخدام اليورانيوم المنضب، السلاح المحرم دوليا، والذي خلف كوارث بيئية وصحية كبرى يعاني منها العراقيون، وستعاني منها اجيال عراقية متتالية.
والحقيقة ان امريكا ارتكبت سلسلة متصلة من الجرائم مرتبطة بهذه الجريمة.
اول هذه الجرائم ان امريكا ترفض رفضا مطلقا تقديم أية معلومات عن استخدامها لهذا السلاح، وهو الأمرالذي يعتبر ضروريا لنجاح أي جهود لمحولة احتواء الآثار الكارثية لهذه الجريمة.
كل التقاري التي صدرت عن هذه الجريمة وآثارها اجمعت على انه لا بد من هذه المعلومات لنجاح أي جهود. التقرير الذي تحدثت عنه امس مثلا جاء فيه :" هناك حاجة مستمرة ومتزايدة الى شفافية تامة من الولايات المتحدة في تحديد المناطق التي استخدمت فيها قواتها اسلحة اليورانيوم المنضب، مع تحديد كمياتها وطبيعة الأهداف التي استهدفتها. من دون هذا، تغدو مستحيلة محاولة التصدي لهذا التلوث بهدف الحد من الضررالذي يلحقه بالمدنيين".
لكن امريك اترفض رفضا باتا تقديم مثل هذه المعلومات. أي انها، وعن عمد تام تريد للعراقيين ولأجيال متتالية ان يظلوا ضحايا جريمة استخدام هذا اليورانيوم المنضب، وتتعمد افشال أي جهد لاحتواء آثاره الكارثية. وهذه في حد ذاتها جريمة اخرى مروعة.
والحكومة العراقية من جانبها متواطئة مع امريكا في التستر على هذه الجريمة، ولا تريد فتح ملفاتها بالكامل. ذلك ان كثيرين من الاطباء والخبراء العراقيين الذين انشغلوا بدراسة هذه الجريمة وتاثيراتها على العراقيين، ذكروا في احاديث تضمنتها تقارير، ان هناك توجيهات من الحكومة العراقية بعدم الحديث عن القضية وعدم فتح ملفاتها.
ولم تكتف امريكا بهذه الجريمة ا، أي جريمة رفض الافصاح عن أي معلومات عن استخدام هذا السلاح المدمر بما يسهل احتواء آثاره، وانما ارتكبت جريمة اخرى لا تقل شناعة.
على امتداد السنوات الماضية، مارست امريكا ضغوطا هائلة للحيلولة دون ان يعرف العراقيون والعالم الابعاد الحقيقية لهذه الجرائم وتاثيراتها الرهيبة، وتدخلت بشكل مباشر لمنع نشر تقارير دولية حققت في الجريمة وتأثيراتها. والوقائع هنا معروفة ومشينة.
منذ وقت مبكر،وتحديدا في عام 2004، تنبهت منظمة الصحة العالمية الى هذه القضية الخطيرة، واعدت في ذلك الوقت تقريرا عن الاثار الصحية بعيدة المدى لاستخدام اليورانيوم المنضب في العراق.
هذا التقرير ونتائجه، ظل " سريا" منذ ذلك الوقت، ولم يصدر حتى يومنا هذا. بالطبع، لا يخفى السبب في ذلك، وهو ان الولايات المتحدة مارست ضغوطها على المنظمة، واجبرتها على منع نشره.
وبعد ذلك بتسعة اعوام، اعدت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العراقية تقريرا عن نفس الجريمة، ودرس التقرير خصوصا تزايد معدلات الاصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية للمواليد نتيجة استخدام اليورانيوم المنضب.
كان من المفروض ان يصدر هذا التقرير في نوفمبر عام 2012، لكن تم تأجيل صدوره مرة بعد مرة، ولم يصدر حتى اليوم.
بعض المعلومات التي تسربت عن التقرير اشارت الى انه يتضمن الادلة الدامغة على جريمة استخدام اليورانيوم المنضب والاثار الكارثية لاستخدامه على العراقيين.
وفي مايو ويوليو الماضيين، تقدم العشرات من الخبراء والباحثين والاطباء بالتماس الى منظمة الصحة العالمية يطلبون منها نشر التقرير. لكن لم تتم الاستجابة الى ندائهم.
هانز فون سبونيك، المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة، علق على عدم صدور التقرير قائلا:" الولايات المتحدة سعت الى منع منظمة الصحة العالمية من اجراء دراسات ميدانية في جنوب العراق في المناطق التي تم فيها استخدام اليورانيوم المنضب،وترتب على ذلك تأثيرات ومخاطر صحية وبيئية فادحة".
الى هذا الحد اذن وصل الاجرام الأمريكي. وصل الى حد ان امريكا لا تريد للعراقيين والعالم ان يعرفوا ابعاد هذه الجريمة اصلا. هذا مع العلم ان هذه التقاريرالتي تمنع امريكا صدورها تتضمن حقائق ومعلومات هي بحد ذاتها ضرورية في أي جهد للتعامل مع آثار هذه الجريمة.
اذن، كما راينا امس واليوم، هذه الجريمة الامريكية.. جريمة اليروانيوم المنضب هي جريمة حرب وابادة مكتملة الاركان. وارتبط بها سلسلة من الجرائم ارتكبتها امريكا. وكما هو معلوم، هذه الجريمة بكل شناعتها ما هي الا جريمة واحدة من مئات من جرائم الحرب والابادة ارتكبتها امريكا في العراق.
هذه الجريمة ضحاياها يسقطون يوميا امام اعين العالم كله. وضحاياها ملايين العراقيين واجيال عراقية قادمة.
وفي الوقت الذي تذرف فيه امريكا الدموع الكاذبة على ضحايا السلاح الكيماوي في العراق، السؤال هو:
لماذا لا تحاسب امريكا على هذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم؟.. من يحاسب امريكا على هذه الجريمة؟
هذا عار العالم كله، والأمم المتحدة التي من المفروض انها تمثل ارادة المجتمع الدولي. عار العالم لأنه رضخ لمنطق ان مجرمي الحرب الأمريكيين هؤلاء فوق الحساب والعقاب مهما كانت شناعة جرائمهم المروعة. ولن ينصلح العالم الا في اللحظة التي توضع فيها امريكا في قفص العدالة الدولية.
شبكة البصرة
السبت 15 ذو القعدة 1434 / 21 أيلول 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق