قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 13 مايو 2014

عمر نجيب : التحديات الإقليمية للانتخابات الرئاسية في مصر... صراع الخلط بين الدين والسياسة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التحديات الإقليمية للانتخابات الرئاسية في مصر
صراع الخلط بين الدين والسياسة
شبكة البصرة
عمر نجيب
ذكرت مصادر رصد ألمانية وروسية أن مجلس الأمن القومي الأمريكي قدم للرئيس الأمريكي أوباما وللجان مختصة في الكونغرس خلال شهر مارس 2014 تقريرا ملخصا حول الوضع في منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه السياسة الأمريكية. فيما يخص مصر أفاد التقرير أن نجاح الساسة الجدد في القاهرة في تثبيت سلطتهم ونجاحهم خاصة بفضل الدعم الخليجي وخاصة السعودي والإماراتي في تحسين الوضع الاقتصادي وبالتالي إضعاف خصومهم السياسيين وفي المرتبة الأولى حركة الإخوان، وقيام القاهرة بتعزيز قدراتها العسكرية عبر صفقات الأسلحة مع روسيا الاتحادية، سيخلق وضعا يولد تيارا مضادا لعملية التحول الديمقراطي التي رحبت بها وساندتها الولايات المتحدة منذ بداية الربيع العربي سنة 2011.
وأضاف التقرير أن نجاح التوجه الجديد في مصر سينعكس على كل المنطقة العربية وسوف يقوى التيار المعارض للتحول وسيضعف القوى التي تمكنت من الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.
ويستطرد التقرير بالقول أن تشكل تحالف قوي بين مصر والسعودية والإمارات في البداية، ثم توسعه لاحقا ليشمل دولا عربية أخرى من شأنه الانعكاس سلبا على مصالح الولايات المتحدة وما حققته من نجاح في تبديل أنظمة الحكم في كل من العراق وليبيا وتونس أو زعزعة أنظمة شمولية في سوريا واليمن والسودان. ويضيف التقرير أن التطورات السلبية ضد ما سماه المسار الديمقراطي في عدد من دول المنطقة والتي تتبلور بقوة منذ منتصف سنة 2013 تهدد بالعودة بالعراق إلى نظام الحكم الشمولي الذي مثله حزب البعث وبهزيمة القوى المعادية للنظام القائم في دمشق. التقرير لم يغفل الإشارة إلى القول أن التطورات السلبية لما وصفه بالحراك الديمقراطي في المنطقة العربية يمس بشكل سلبي الأمن الإسرائيلي، ويقطع الطريق على وضع توازنات جديدة تضمن حقوق الأقليات الدينية والعرقية.

سلطة شبه مطلقة
تقرير المجلس له أهمية بالغة لدوره الرئيسي في رسم سياسة البيت الأبيض.
مجلس الأمن القومي الأمريكي هو مجلس تابع للرئاسة الأمريكية يختص بقضايا الأمن القومي والأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية مع مستشار الأمن القومي ومجلس وزراء الولايات المتحدة وهو جزء من المكتب التنفيذي للولايات المتحدة. ويهيمن المجلس على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
أثناء اجتماعات المجلس يمكن للرئيس أن يتخذ قرارات تترجم من مستشار الأمن القومي تحت شكل توجيهات "أوامر" يجب تطبيقها. وقد أصبح مستشار الأمن القومي أداة دفع للقرارات، والتنسيق والتحقيق من تطبيقها بأيدي الرئيس مدعما سلطته التنفيذية في مواجهة الكونغرس الأمريكي.
على مر الزمن، و تبعا لشخصية مستشار الأمن القومي فإن المستشار يعمل كإدارة لها النصيب الكامل في اتخاذ القرارات، يمتلك الوجود الخاص به ويصبح الممثل الرئيسي للتعبير عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية التي تنافس أحيانا توجهات وزارتي الخارجية والدفاع.
إن الإدارة التي يرأسها مستشار الأمن القومي تهيمن على الممثلين الآخرين للسياسة الخارجية، لدرجة تجاوز مهامها كي تصيغ وتدفع لوحدها بقرارات هامة، أحيانا دون علم شركائها.
من آخر أمثلة تلك السلطة شبه المطلقة ما كشفت عنه يوم 8 مايو 2014 صحيفة "بيلدأم زونتاغ" الألمانية عن أن حوالي 400 من المرتزقة التابعين لإحدى شركات الأمن الأمريكية ينشطون في أوكرانيا إلى جانب الجنود وقوات الشرطة الأوكرانية في عملياتها ضد الموالين لروسيا وذلك بتوجيه مباشر من مجلس الأمن القومي الأمريكي. مصادر ألمانية أخرى كشفت أن شركات أمريكية وإسرائيلية جندت مرتزقة وأرسلتهم إلى كل من تونس ومصر واليمن بداية من سنة 2011 لإثارة المواطنين ضد دولهم وذلك بطرق عدة من بينها أطلاق النار على المتظاهرين وتخريب المؤسسات العمومية والمواقع الإستراتيجية.

محاولات لإسقاط الدولة
يوم الأحد 11 مايو قال حسام عيسى، نائب رئيس الوزراء السابق بمصر، إنه كانت هناك محاولات لإسقاط الدولة المركزية في مصر طوال الثلاث سنوات الماضية، موضحا أن قوى الهيمنة في العالم أرادت إسقاط مصر كما حدث ويحدث في العراق سوريا وليبيا.
واعتبر عيسى الذي شغل منصب وزير التعليم العالي في حكومة حازم الببلاوي بعد 30 يونيو 2013، أن الدول الغربية الكبرى تطرح فكرة حقوق الإنسان لتهيمن على دول العالم. وأن "مشروع إسقاط مصر لا زال مستمرا".
وتابع عيسى، خلال المؤتمر الإقليمي حول الديمقراطية والانتخابات في العالم العربي، الذي عقد بأحد فنادق القاهرة "كيف يمكن طرح الديمقراطية في دولة تعاني من الإنهيار، لا بد من طرحها بشكل مختلف".
ومن جانبه، قال الطيب البكوش، وزير التربية الأسبق بتونس، إن الديمقراطية لا تتحقق إلا بالانتخابات، وعلى الرغم من أنه شرط لازم إلا إنه غير كاف.
وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر، أن هناك من يستعمل الديمقراطية للوصول إلى الحكم ثم إقامة استبداد، وهو أمر موجود مثلما حدث في عهد الإخوان، مشيرا إلى أن الديمقراطية نسبية، وإنها ليست الديمقراطية السياسية فقط التي يتم تحقيقها بالاقتراع في الانتخابات، ولكن هناك أيضا الديمقراطية الاجتماعية.
وتابع: "إذا افترضنا أن الانتخابات تدعم مفهوم الشرعية، فلابد أن نعلم أن الشرعية أيضا نسبية" مستشهدا بما حدث في مصر، حيث قال في مصر تم انتخاب الرئيس مرسي بالفعل لأربعة سنوات و لكنه "أساء التصرف لأن الهدف لم يكن الديمقراطية ولكن تغيير نمط المجتمع، و بالتالي لم يحقق الأهداف التي تم انتخابه من أجلها".
وأوضح أن المال الفاسد ونسبة الأمية يؤثران كلاهما على نتائج الانتخابات، مؤكدا أن من أكثر المخاطر على الديمقراطية هو وجود عنف سياسي.
مصادر أخرى تحدثت عن المؤامرة التي خططت لمصر لتقسيمها إلى دولة قبطية مسيحية عاصمتها الإسكندرية، ودولة إسلامية عاصمتها القاهرة ودولة نوبية عاصمتها أسوان، واجتزاء جزء من سيناء لتكوين إمارة فلسطين، مشيرة إلى أن الغرب حاول الوقيعة في مصر بين الأقباط والمسلمين، وتم الاتصال بالبابا في مصر لإقناعه بالتقسيم، إلا أنه رفض لأنه رجل وطني يحب مصر ويعي أهمية الوطن على عكس الإخوان.
الحديث عن محاولة تقسيم مصر إلى أربع دويلات ليس جديدا ولا أمرا مبالغا فيه، فهو جزء من مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الكبير الذي وضعه المحافظون الجدد. واشنطن وتل أبيب والبعض من حلفائهما في نطاق محاولتهم ركوب حركة التطور في بعض أجزاء المنطقة العربية وتحويلها إلى فوضى خلاقة يسعون من وراءها إلى أنجاز هذا المشروع وبكل الطرق وباستغلال كل القوى المؤثرة على الساحة.
غزو العراق واحتلاله كان تطبيقا حرفيا لإستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي السابق بوش، وكان عدد من الباحثين الأمريكيين المحافظين قد كتبوا موضحين كيف أن الغزو والاحتلال يجسدان ما يسمى "مذهب بوش"، ومن هؤلاء توماس دونللي الذي كتب في 25 مارس 2005 عقب الاحتلال الأمريكي للعراق يقول: "إن المناورات الدبلوماسية التي سبقت الحرب في العراق جسدت نهاية واضحة لعالم ما بعد الحرب الباردة، ذلك أن التباين الكبير "في مواقف الدول الكبرى" بين عامي 1989 و2003 أي التباعد بين واقع السيطرة الأمريكية العالمية والبنية متعددة الأطراف شكلا والمكونة من المؤسسات الدولية خصوصا الأمم المتحدة وحلف الناتو إنما كانت تنطوي على وهم أو خداع "بمعنى أن أمريكا هي بالفعل القوة العظمى الوحيدة التي يجب أن تقود النظام العالمي بطريقة وأحادية الجانب، وليس عبر عمل متعدد الأطراف".

"تايم" وإستراتيجية الإخوان
إذا كانت بعض الدوائر السياسية الأمريكية تحذر إدارة البيت الأبيض من أن مواصلة رهانها على حركة الإخوان سواء في مصر أو في مناطق أخرى من منطقة الشرق الأوسط، لن يثمر وأن على الرئيس أوباما تبديل تكتيكه ولو مؤقتا، فإن البيت الأبيض يصم آذانه ويواصل الرهان على عودة حلفائه إلى السلطة بدعم مادي ومعنوي من قوى إقليمية وغيرها.
يوم 10 مايو 2014 قالت مجلة "تايم" الأمريكية، إن جماعة الإخوان تحاول إعادة تنظيم نفسها بعد الحملة التي استهدفتها في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى، مضيفة بأن إستراتيجية التنظيم تعتمد على تراجع شعبية المشير عبد الفتاح السيسى وحشد الدعم له داخل مصر وخارجها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإخوان طوروا على مدار تاريخهم هيكلا مرنا قادرا على تحمل اعتقال الكثير من أعضاء القيادة العليا للتنظيم. لكن حتى بالنسبة للجماعة التي اعتادت العمل خارج القانون، فإن الظروف الحالية التي يشهدها الإخوان غير مسبوقة على حد وصف تايم. فقد أسفرت الإطاحة بمرسى عن المرحلة الأكثر تحديا في تاريخ الجماعة.. ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يفوز فيها المرشح عبد الفتاح السيسى، فإن الإخوان يجدون أنفسهم متناثرين وضعفاء ومنعزلين سياسيا حتى من جانب المعارضين غير الإسلاميين للنظام الحالي.
ويقول مراقبون وحلفاء للإخوان، إن إستراتيجية التنظيم على المدى القصير اعتمدت على الانتظار، من خلال الحفاظ على الضغط على مستوى الشارع داخل مصر بالاحتجاجات المستمرة، والاستعداد لتراجع شعبية السيسى وتعبئة الدعم للتنظيم الدعم داخل مصر وخارجها.
ومن الجوانب الرئيسية لإستراتيجية الإخوان للمضي قدما هي تشكيل تحالفات مع القوى الثورية الأخرى المعارضة للنظام، إلا أن القوى الثورية العلمانية هي نفسها من نفرتها جماعة الإخوان بسبب مسار مرسى خلال العام الذي قضاه في الحكم.

دعم مادي لضرب الاستقرار
تشير مصادر رصد أوروبية إلى أن مخططين لسياسة البيت الأبيض من المحسوبين على تيار المحافظين الجدد، يقدرون أنه بالتعاون مع أطراف إقليمية يمكن تعزيز فرص عودة تنظيم الإخوان إلى السلطة وبالتالي استئناف مسلسل ركوب حركة التطور في المنطقة وتحويلها إلى فوضى خلاقة كالتي ينادي بها واضعو مشروع الشرق الأوسط الجديد القاضي بتقسيم المنطقة إلى ما بين 54 و56 دولة على أسس عرقية ودينية ومناطقية.
من أجل دعم حركة عودة الإخوان إلى السلطة تحدثت مصادر أوروبية عن أنه بالإضافة إلى التمويل من جانب ثروة الجماعة في الخارج خصص دعم أجنبي يفوق 360 مليون دولار للفترة ما بين مارس 2014 و يوليو. هذا المبلغ لا يشمل مخصصات دعم ما يسمى جيش مصر الحر في كل من سيناء وليبيا.
المخطط الخارجي يتضمن شن حملة إعلامية واسعة لتشويه صورة مصر وتدريب مزيد من الشباب بالخارج لدعم الاخوان وخلق الأكاذيب وترويجها وصنع الضحية من خلال الإعلام المدفوع من أجل أن ينقل الصورة التي يرونها عن مصر إلى الخارج.
يوم الأحد وحسب وكالة "رويترز" كلف التنظيم الدولي لجماعة الإخوان قواعد الجماعة في مصر بسرعة فتح قنوات اتصال مع شباب القوي الثورية الرافضة للسلطة الحالية وإقناعهم بالتوقيع علي وثيقة استرداد ثورة يناير المعروفة بـ"وثيقة بروكسل".
ويأتي ذلك في إطار حشد التنظيم لتدشين كيان جديد في 3 يوليو 2014 بهدف إسقاط ما يصفه بـ"الحكم العسكري".
وأكدت جماعة الإخوان على لسان حمزة زوبع، المتحدث باسم الحرية والعدالة، المقيم حاليا في قطر، أن اجتماعا عقد في ساعة متأخرة السبت 10 مايو، مشيرا إلى أن يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هو الذي أدار الجلسة.
وقال زوبع إن الفترة المقبلة ستشهد انضمام شخصيات عامة إلى الوثيقة، معتبرا أن تحركات الجماعة والتنظيم الدولي خارج مصر هي في صالح الجماعة وتؤتي ثمارها.
وأضاف محمد إبراهيم، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، عبر اتصال هاتفي من السعودية، أنهم يسعون لضم عدد من الشخصيات العامة والقوى الثورية خلال الفترة المقبلة، لافتا أن الجماعة أدركت أنه لا يمكن لأي فصيل مواجهة النظام بمفرده دون التفاف الشعب حوله، مؤكدا أن حركة الإخوان تسعي لمشاركة الجميع ولن تنفرد برؤية خاصة بها. وتابع: "لن نقع في أخطاء وقعنا فيها قبل ذلك وأدركنا أهمية العمل الجماعي مع مختلف القوي الثورية".
وذكر أحمد عبد الرحمن، أحد الأطر الشبابية بجماعة الإخوان، إن هناك عددا من شباب القوي الثورية أكد لنا موافقته علي التوقيع علي الوثيقة وأبدوا استعدادهم للمشاركة في تدشين كيان جديد في يوليو لإسقاط "النظام العسكري"، حسب تعبيره.
وأشار إلى اتجاههم لإقناع أعضاء حركة 6 أبريل وشباب حزب الدستور بذلك، وأنهم سيفتحون اتصالات خلال الأيام المقبلة لمعرفة رؤاهم بشأن الوثيقة ومدى إمكانية توقيعهم عليها.
في السياق ذاته، أعلن الشيخ يوسف القرضاوي، دعمه لوثيقة مبادئ استرداد ثورة 25 يناير، التي أعلنتها شخصيات مصرية معارضة للإطاحة بمحمد مرسي، في العاصمة البلجيكية بروكسل يوم الأربعاء 7 مايو.
وقال في بيان صحفي: "أطلعت على وثيقة مبادئ استرداد ثورة يناير التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، وأعلنتها قوى ثورية وسياسية للعمل على استرداد ثورة يناير، التي أجمع عليها شعب مصر كله، واستعادة المسار الديمقراطي، ليسير في طريقه الصحيح".
ومن جهة أخرى، قال طارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، المقيم في الخارج، إن مبادئ بروكسل العشرة "دعوة وطنية مخلصة، ﻻ يمكن لحريص على ثورة يناير أن يرفضها".

فتوى التحريم
في محاولة لضرب التحول في مصر ووقف مواصلة تطبيق خريطة الطريق التي وضعت لدعم الديمقراطية وإعادة الاستقرار بعد ثورة 30 يونيو 2013، دعا الداعية القطري المصري يوسف القرضاوي يوم الأحد 11 مايو، المصريين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية، زاعما أن المشير عبد الفتاح السيسى الذي يعتبر فوزه في هذه الانتخابات شبه مؤكد، قد "استولى على الحكم".
ورد القرضاوى، الذى يعتبر من أبرز الدعاة المنتمين إلى الإخوان المسلمين، على سؤال لوكالة "فرانس برس"، عما إذا كان يفتى بتحريم الانتخابات المقررة يومي 26 و27 مايو 2014، قائلاً "طبعا".
وأدلى القرضاوى بهذا التصريح في ختام مشاركته في مؤتمر حول القدس في الدوحة نظمه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه.
وهذا أول ظهور علني للقرضاوى منذ حوالي شهرين، وقد إعتبره بعض المراقبين مؤشرا على نهاية فترة مهادنة الدوحة مع كل من الرياض وأبو ظبي والمنامة، فمنذ استدعت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة في مطلع مارس لم يلق القرضاوي أي خطبة جمعة في مسجد الدوحة.
وقامت الدول الخليجية الثلاث بخطوتها تلك غير المسبوقة، بعدما اتهمت قطر بالتدخل في شئونها الداخلية وانتهاج سياسة تزعزع استقرار المنطقة، بسبب دعمها لما يسمى حركات الإسلام السياسي.

الخطر المحتمل
ضخامة حجم المؤامرة التي تتعرض لها مصر دفعت العديد من السياسيين إلى المناداة بضرورة التجند على نطاق واسع لمواجهتها. وزير الدفاع المصري السابق، المرشح لانتخابات الرئاسة، عبد الفتاح السيسي، صرح مساء يوم الأحد 11 مايو خلال مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" الفضائية، إنه من الممكن أن يثور المصريون لمرة ثالثة إذا لم تتم توعيتهم بحجم المشاكل في مصر.
وبشأن موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، اتهم السيسي الجماعة بأنها كانت تسعي، خلال حكم مرسي الذي دام حوالي العام، إلى إيجاد حالة موازية للدولة المصرية، منعزلة عن المصريين بخطاب تراه الأصح، ورؤية دينية تراها أفضل من الآخرين.وتوجهت المذيعة إلى السيسي سائلة: "أنت تريد أن تنقذ مصر من الإخوان.. والإسلام من الإخوان"؟، فأجاب: "طبعا".
وحول إمكانية إقصاء جماعة الإخوان عمرها حوالي 80 عاما، رأى أن "الإشكالية ليست عندي.. الإشكالية عندهم". واعتبر أن الجماعة أخفقت في قيادة الدولة المصرية من منظور سياسي. وتابع: "قلت لهم أنتم تحولون الخلاف السياسي إلي خلاف ديني، وهذا غير مقبول". إشكاليات الإخوان أيضا "كانت تتمثل في أنهم مستعدون ومنظمون جدا، ويسعون إلى الحكم، وليس مستعدون للنجاح في الحكم".
وأضاف أن "المصريين اختاروا الإخوان علي عقد الدستور والقانون، وليس وجهة نظر تمسخ إدارة شكل الدولة أو تحاصر مؤسساتهم القضائية".
وشدد على أنه لن يكون هناك وجود للجماعة إذا شغل المنصب الذي يتوقع على نطاق واسع أن يفوز به في الاقتراع الذي سيجرى يومي 26 و27 من مايو. واتهم السيسي الإخوان بأن لهم صلات مع جماعات إرهابية متشددة والتخابر مع الخارج على حساب الأمن القومي.
ومضى وزير الدفاع السابق قائلا إنه "إذا لم يتم توعية المصريين بحجم المشاكل في مصر، ممكن المصريين يثوروا لمرة ثالثة، ولذلك أنا صريح، بمفردي لست قادرا على حل المشاكل.. ولكن نستطيع كلنا مع بعضنا البعض".
وحول المدة الزمنية المتوقعة في برنامجه الانتخابي ليشعر المصريون بحل مشاكلهم، قال المرشح الرئاسي: "لو إذا سارت الأمور طبقا لبرنامجنا سيشعر المصريون بتحسن خلال عامين".
ودعا السيسي إلى "الاصطفاف لحل مشاكل مصر دون تهويل أو تقليل، خاصة وأن مشاكل البلد كبيرة وضخمة".

احباط في البيت الأبيض
يسود جو من الإحباط في واشنطن لفشل الجهود المتعددة التي قام بها البيت الأبيض لإبقاء جماعة الإخوان لاعبا على الساحة السياسية. وكالة "الآسوشيتدبرس" ذكرت إن المشير عبد الفتاح السيسى، أبدى خلال أول مقابلة تليفزيونية في إطار الدعاية الانتخابية، رفضا قاطعا لأي مصالحة سياسية مع جماعة الإخوان.
وأشارت الوكالة الأمريكية، في تعليقها على اللقاء الذي أجراه الإعلاميان لميس الحديدي وإبراهيم عيسى، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت القوة السياسية الأقوى في مصر حتى قام السيسى بالإطاحة بالرئيس محمد مرسى، الذي ينتمي للجماعة، في أعقاب احتجاجات شعبية واسعة طالبت برحيله.
صحيفة "نيويورك تايمز" المعروفة بروابطها الوثيقة مع البيت الأبيض قالت إن تصريحات السيسى، حيال جماعة الإخوان، هي أولى التأكيدات على سعى المشير نحو القضاء على الحركة على المدى الطويل، وكل التنظيمات السياسية التي تستخدم الدين كأداة أساسية في خطابها السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تأسست قبل أكثر من 80 عاما، نمت لتشمل مئات الآلاف من الأعضاء ولديها شبكات من الخدمات الاجتماعية المختلفة التي تتعدد بين العيادات والمدارس. وقد استطاعت الجماعة السيطرة على الانتخابات البرلمانية والرئاسية عامي 2011 و2012.

خسارة مصر لصالح روسيا
السياسة الأمريكية لدعم حركة الإخوان دفعت إلى دق عدة نواقيس خطر على الساحة الأمريكية والإسرائيلية. موقع "وورلد ديلي نت" الأمريكي، ذكر أن زيارة وفد من العسكريين الغربيين لمصر في شهر أبريل 2014 مكنت من وضع اليد على الدور السلبي للولايات المتحدة الأمريكية في مصر.
حيث رأى الوفد أن مصر لا تزال تحتفظ بنصف قوتها العسكرية من عصر الاتحاد السوفييتي، وهو ما سيلقي بمصر في أحضان روسيا مجددا، في ظل رغبة واشنطن في استمرار تعطيل المساعدات العسكرية لمصر، التي تقدر بمليار ونصف سنويا.
وأضاف الموقع، خلال تقرير نشره يوم السبت 10 مايو، أن الولايات المتحدة تقف على بعد خطوات قليلة من فقدان أهم حلفائها في منطقة الشرق الأوسط، ما لم تقم فورا بإعادة المعونة العسكرية المنصوص عليها وفقا لاتفاقية كامب ديفيد 1979، الأمر الذي يثير مخاوف خبراء الأمن القومي بواشنطن من خسارة مصر أحد أهم القوى بالمنطقة لصالح روسيا.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن تلك المخاوف قد تزايدت خاصة بعد زيارة وفد روسي مكون من وزيري الدفاع والخارجية قبل أشهر للقاهرة، بحثا عن تعميق العلاقات مع مصر، حيث عرضت موسكو ما قيمته مليارات الدولارات من الصفقات العسكرية لمصر، وهو ما يعمق العلاقات الروسية ليس فقط مع مصر، ولكن مع العالم العربي بأكمله على حد وصف الموقع.
في فلسطين المحتلة كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إن امتلاك مصر لطائرات ميغ 35 الروسية ومنظومة صواريخ إس300 سيعزز قوتها العسكرية بالمنطقة.. ويشكل تحالفا مع السعودية والإمارات.. وسيمثل خطرا كبيرا على إسرائيل واتفاقية السلام.
وأضافت منذ إعلان تأسيس إسرائيل عام 1948، تسعى تل أبيب إلى ضمان تفوقها العسكري في منطقة الشرق الأوسط التي تصفها بأنها منطقة الخطر الأكبر عليها، لوجود أعداء كثيرين لها بهذه المنطقة، لهذا حرصت تل أبيب طوال العقود الماضية على مضاعفة قوتها العسكرية وتعزيز منظومة أسلحتها النووية التي جعلتها من ضمن القوى النووية العظمى.
كما أبرمت إسرائيل مؤخرا عددا كبيرا من الصفقات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان تفوقها العسكري، هذا بجانب تصنيعها وتصديرها عددا كبير من الأسلحة فائقة الحداثة، واجرائها مناورات عسكرية تحاكى صدها للجيوش العربية إذا حاولت مهاجمتها من جميع الجهات.
ورغم وصول إسرائيل إلى مستوى قياسي من القوة العسكرية والنووية، إلا أن عدد كبير من الخبراء العسكريين في إسرائيل وخبراء الأمن القومي الأمريكيين، أكدوا أن سعى مصر لتنويع مصادر تسليح جيشها، وتحركها للحصول على طائرات ميغ 35 الروسية ومنظومة صواريخ إس300، وطائرات هليكوبتر قتالية من طراز ماى17 متعددة الأغراض، يمثل ناقوس خطر لإسرائيل التي لا تريد أن تنافسها مصر في أي حرب قادمة لن تلجأ فيها إسرائيل لاستخدام ترسانتها النووية.
وأضافت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، على موقعها الالكتروني باللغة الانجليزية، أن محللين عسكريين إسرائيليين وخبراء أمريكيين في الأمن القومي يعملون في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، أكدوا لها في تصريحات خاصة، أن الصفقة الأخيرة التي تسعى اليها القاهرة ستؤثر سلبا على التفوق العسكري لإسرائيل رغم احتكارها للترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط.
كما أوضح المحللون العسكريون الإسرائيليين والخبراء الأمريكيين في الأمن القومي، أنه عقب امتلاك مصر لترسانة جديدة من الأسلحة الروسية، سيكون مستقبل اتفاقية كامب ديفيد على المحك.
كما حذروا من أن الدعم المادي السعودي والإماراتي لصفقة الأسلحة الروسية التي تقدر بمليارات الدولارات إلى مصر، قد تكون فقط البداية لتشكيل محور وتحالف عسكري جديد في المنطقة بين القاهرة والرياض ودبي، وهذا بالطبع سيجعل إسرائيل تشعر بالخطر تجاه هذا التحالف المصري العربي الجديد.

العصا والجزرة
إذا كانت الولايات المتحدة تلوح بالعصا والجزرة في محاولة لترويض القاهرة، فإنها تبعث برسائل تهديد مموهة إلى دول الخليج الداعمة لمصر.
صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية تحدثت عن مخاوف حيال قضية ربما تواجهها المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالأراضي الشرقية.
وتدعي الصحيفة الأمريكية إن ما يحدث في أوكرانيا لن يضاهى أبدا ما يمكن أن يحدث للاستقرار والاقتصاد العالمي إذا نجحت إيران فجأة في السيطرة على المنطقة الشرقية من السعودية.
وأشارت إلى أن كل موارد الطاقة تقريبا التي تمتلكها البلاد، تقع في المنطقة الشرقية التي يعيش فيها 4.1 مليون شخص مدعية أن هؤلاء موالون لطهران.
وتضيف أن اضطرابا على غرار الذي وقع في شبه جزيرة القرم ربما يحدث في شرق السعودية بسرعة البرق، بتحريض من إيران، حسب قول الصحيفة. وهى الخطوة التي يمكن أن تتجاوز الحدود السعودية لتمتد إلى البحرين، والكويت وحتى الإمارات.
وترى واشنطن تايمز أنه مع تلاعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي باراك أوباما في أوكرانيا، فإن القيادة فى إيران ربما ترى أن الفترة الممتدة من الآن وحتى يناير 2017، نافذة لإثارة عصيان مسلح واسع النطاق في المناطق التى كانت تخضع للنفوذ والحماية الأمريكية.
الصحيفة لم تتناول الكثير من المعطيات التي تفيد أن إيران ورغم خلافاتها النظرية مع واشنطن تنفذ مخططا أمريكيا سينتهي إلى الاتفاق على تقاسم الغنائم.

رهان خاطئ
الولايات المتحدة في رهانها على الإخوان تتوهم أنهم وحدهم القادرون على استخدام الدين للتأثير على الجماهير.
يوم الأحد 11 مايو 2014 أكد الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر خلال لقائه في برنامج "الحياة اليوم" أن أهم ما يميز سياسة الغرب تجاه الشرق هو الاستعلاء والإقصاء وأن الغرب اخترع نظريات فاسدة ليستطيع أن يسطو بها على خيرات الشرق وهو يغفل حقيقة وجوب أن يكون العلم منفعة إنسانية متبادلة.
وأوضح الطيب انه حتى الآن لم يلتقِ الشرق بالغرب. بل الهوة تزداد اتساعا بمرور الوقت، مع أن شيوخ الأزهر تنبهوا منذ أوائل عصر النهضة إلى إمكانية بل وجوب الالتقاء بين الشرق والغرب، كما أن السلاح الغربي لا يعمل إلا في بلاد الشرق.
وأضاف شيخ الأزهر أنه مع أن ثورات الربيع العربي كان فيها بعض الخير لبعض البلدان العربية، إلا أن بعضها كان يحمل مخططا لتخريب وتقسيم لبعضها الآخر، والغرب اليوم يقدم لنا نظرية صراع الحضارات التي يقصد بها أن يظل الغرب في تربص وصدام مع الحضارة التي يقدمها الإسلام، علما بأنه هناك مؤامرة لإضعاف الشرق حتى يظل الغرب قويا ومسيطرا ولا توجد بادرة أمل في تلاقي حضارة الشرق بالغرب.
وأكد الطيب أن الأمم غير الغربية لها حضارات وقادرة لو تركت لها الفرصة على قيادة العالم بطريقة أعقل بكثير من قيادة الغرب للعالم.
وأوضح شيخ الأزهر أنه فكر كثيرا في الانسحاب من منصبه في عهد الإخوان، ولكن المصلحة الوطنية اقتضت استمراره في المنصب، مشيرا إلى أنه تم دعم الإرادة الشعبية في 3 يوليو خوفا على البلاد من الدخول في حرب أهلية، وأن الأزهر كانت له بعثة خاصة شاركت في صنع دستور مصر، واستطعنا أن نضع في الدستور كثيرا مما طمح إليه المصريون، حيث أن الدستور الحالي كفل للأزهر ولشيخه الاستقلال الذي يطمح إليه، وقبل الدستور الحالي كان شيخ الأزهر تابعا لرئيس الوزراء في أمور كثيرة.
وأوضح أنه يوجد 17 ألف طالب وطالبة من 102 دولة يتلقون تعليمهم في رحاب الأزهر الشريف، وأن بيت العائلة مؤسسة وطنية تتضمن نخبة من العلماء والقساوسة، مشددا أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وطيدة ولا يشوبها خلل.. ونطالب الإعلام بتصحيح الصورة، مشيرا إلى أن هناك محاولات خارجية لتقسيم مصر ولتمزيق وحدتها الوطنية.
واختتم حواره قائلا :" أثق أن مصر ستعبر تلك المرحلة الحرجة في تاريخها خلال وقت قريب، فالعنف مرفوض.. والإسلام يرفض الإرهاب الأسود جملة وتفصيلاً".

ديني لا استجديه من غير خالقي
عندما سئل الشيخ محمد متولي الشعراوي أحد كبار رجال الأزهر في مصر: لماذا لا تنتمي إلي حزب ديني؟
أجاب: لأن الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام ولا يضير إسلامي شيء إن لم أنتمِ إلى هذا الحزب، فأنا مسلم قبل أن أعرفكم، وأنا مسلم قبل أن تكون حزبا، وأنا مسلم بعد زوالكم، ولن يزول إسلامي بدونكم، لأننا كلنا مسلمون، وليسوا هم وحدهم من أسلموا.
لأنني أرفض أن انتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستندا على وازعي الديني قبل أن يخاطب عقلي.
لأنني أرفض أن أستجدي ديني في صندوق انتخاب، فديني لا أستجديه من غير خالقي.
ويقول: "أتمني أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة"، فإن كنتم أهل دين، فلا جدارةَ لكم بالسياسة، وإن كنتم أهل سياسة فمن حقي أن لا أختاركم ولا جناح على ديني.
أن المسألة ليست مسألة دعوة وجماعة دينية، وإنما لعبة سياسية، وأغلبية وأقلية، وطموح إلى الحكم.
omar_najib2003@yahoo.fr
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق