قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 2 مايو 2014

جواد الحيدري : الذكرى الرابعة والثلاثون لاقتحام سفارة "بلاد فارس" واستشهاد سفراء الشهادة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الذكرى الرابعة والثلاثون لاقتحام سفارة "بلاد فارس" واستشهاد سفراء الشهادة

شبكة البصرة
جواد الحيدري
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
ولا تحسبن َّ الذينَ قُتِلُوا في سبيلِ اللهِ أَمواتاً بَلْ أَحياءٌ عندَ ربّهم يُرزقون
صدق الله العظيم

يا أبناء أمتنا العربية المجيدة يا أبناء شعبناالعربي الأحوازي الصامد تحيّة العروبة تحيّةً مُعطّرةً بعطر بارود النضال العربي في ربوع الوطن المعطاء، أحوازنا العربية المحتلة، و وطننا العربي الكبير تمرّ علينا في هذه الأيام المباركة ذكرى اقتحام سفارة " بلاد فارس" في لندن من قبل أبطالنا السّتة ؛ " توفيق إبراهيم، جاسم علوان، شايع حامد السهر، عباس ميثم، مكي حنون و البطل المغوار فوزي رفرف. في مثل هذه الأيام، قبل أربعةٍ و ثلاثين عاماً، عندما كان شعبنا يئنُّ تحت وطأة الإحتلال الفارسي البغيض، في حقبةٍ حسّاسةٍ و عصيبةٍ، حمل هؤلاء الشجعان النجعان أرواحهم على أكفهم، و اقتحموا سفارة " الدولة الفارسية" بغيةَ إيصال صوت شعبنا المظلوم المضيوم إلى العالم، و إزالة الحصار الإعلامي و الثقافي و السياسي الجائر الذي كان مفروضاً على الأحوازيين. لقد كانت هذه العملية البطولية مدوّيةً في عاصمة الضباب، حيث شاع صيتها في كافة أرجاء العالم، و كانت محطَّ اهتمام الإعلام العالمي المرئيّ و المسموع و المقروء، فأماطت اللثام عن وجه إيران القبيح، و كشفت الحقائق التاريخية المتعلقة بقضية الأحواز العربية المحتلة، و سلّطت الأضواء على الجرائم الوحشيّة و البشعة التي ترتكبها سلطات الإحتلال الفارسي الغاشم بحقّ شعبنا الأعزل الذي لا يملك سوى سلاح الإيمان بالله و بقضيّته الحقّة. إنّ عملية اقتحام سفارة الدّجل و الدّنس و الخبث و الفتن، سفارة " دولة فارس" الدمويّة البربريّة الشعوبيّة الصفويّة لَهي من أهم العمليّات الفدائيّة التي حدثت في تاريخنا المعاصر، و التي نبّهت كلّ غافل، و علّمت كلّ جاهل، وعرّت كلّ متمجّدٍ متملّقٍ متلوّنٍ خائنٍ بشعبه و قضيّته. إنّ هذه العملية النوعيّة الشجاعة التي استمرت ستّة أيام، و انتهت باستشهاد خمسة أبطال من منفّذي العمليّة، و اعتقال الشهيد الحي " فوزي رفرف" الذي ظلّ قابعاً في السجون البريطانيّة لمدة ثلاثين عاماً، أسّست لمرحلةٍ نضاليّةٍ جديدةٍ في مسيرة كفاح شعبنا الأبي، من أجل التحرر من ربقة الإحتلال الفارسي، و تطهير الوطن من أرجاس المجوس. و نحن إذ نتذكّر أبطالنا الشهداء الخمسة، و رفيقهم السادس عميد الأسرى، الرمز فوزي رفرف، نغبطهم على المكانة الرفيعة التي تبوّؤوها، و المقام الكريم الذي حلّوا فيه، فلقد نالوا الشهادة، و أصابوا الفردوس الأعلى. فكيف لا نغبط مَن ضحَّوَا بأرواحهم في سبيل الله، و قد قال الحبيب المصطفى الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى،- صلّى الله عليه و سلّم-، : " و الذي نفسي بيده، لَوددتُ أن أغزو في سبيل الله فَأُقْتَل، ثمّ أغزو فَأُقْتَل، ثمّ أغزو فَأُقْتَل".
أبناء العزّة و الكرامة
إنّ الشّهداء كلَّ الشهداء،- منذ بداية الإحتلال حتى هذه اللحظة-، ليسوا ملكَ تنظيمٍ أو جبهةٍ أو حركة، إنّما هم رموزٌ و عظماءُ، و تاريخٌ مشرقٌ لا ينبغي أن يُحفَظَ بين دفتي القراطيس، بل لابدَّ أن يُتداول بين الناس بمختلف مستوياتهم، و أن يشيع بين الأذهان، و يُمَأسس حتى يُصبح جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة الجمعيّة للأحوازيين.
إنّ هذه الأرواح المتمرّدة على الظلم و الضيم و العُتُوِّ و الطغيان، و التي تميّزت بعطائها الإيمانيّ للعروبة و الأمّة و الوطن، حتى ذُهِلَت العقول، و احتارت النفوس... إنّ هذه الأرواح الثائرة الصادقة الصدوقة التي عملت بغيريّةٍ و نُكرانِ ذات، و سَلَكَتْ سُمُوَّ التَّفاني، من أجل احقاق الحقّ، و إزهاق الباطل، و جادَت بجُودٍ يَعِزُّ الْجُودُ فيه، سَمَت إلى الْعُلا، و عَلَت حتّى أضْحَت شعلةً وضّاءةً أزالت سُرادِقَ ظلامِ الشّعوبيّة الحاقدة على الإسلام و العروبة، و صارت شمسَ حقٍّ وهَّاجة، بدَّدت زيفَ الصَّفويّة، و جعلت زعانفها أباديدَ تباديد. إنّ هذه الأرواح العامرة بالإيمان، أرواحَ الأكرم منّا جميعاً، أرواح الشهداء الذين قدّموا نفوسهم قرباناً لله و لدين الله، و انتصاراً لعروبتهم العزيزة التي حاول المحتلّ إذلالَها و طمسَها، و ذوداً عن حياض الوطن. إنّ هذه الأرواح التي ضُمَّتْ بعضُها إلى بعض، جيلاً بعدَ جيل، في مأسدة الأحواز، فهي بمثابةِ انضمامِ نعيمٍ إلى نعيم، ويقينٍ إلى يقين، و مجدٍ إلى مجد. لذا أُهيبُ بكلِّ أبناء بجدتي، ماجداتٍ و مواجد، أن يحتفوا بهذه المناسبات الهامة التي كانت بمنزلة المنعطفات المصيريّة في مسيرة شعبنا الجهاديّة نحو الرُّقيّ بالقضيّة الأحوازيّة. و عهداً، أننا سنبقى أوفياء لدماء شهدائنا الزّكيّة التي رسمت لنا خطَّ الرُّجولة، لا نهادنُ و لا نساومُ على حساب مبادئنا و قِيَمِنا الوطنيّة و القوميّة، و لن يهدأ لنا بالٌ، و لن يُغمضَ لنا جفنٌ إلّا بعدَ تحرير الأحواز تحريراً ناجزاً، و بذل الجهد الجهيد، و السعي الحثيث للمساهمة في توحيد أمتنا العربية، مساهمةً فعّالةً خالصةً صادقةً.
عاشت الأحواز حرّة عربيّة
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
الحريّة لأسرانا الأحرار
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق