من اجل تبرير جرائم الناتو في ليبيا: الخبر الاول الذي حظي بتغطية امريكية هو الموضوع الليبي

من اجل تبرير جرائم الناتو في ليبيا: الخبر الاول الذي حظي بتغطية امريكية هو الموضوع الليبي ...                         06/01/2012 جيم لوب/وكالة إنتر بريس سيرفس سلوى خالد / وكالة انباء الرابطة - صوت كل مقاوم عربي  تصدرت أخبار مايسمى من قبل القوى العميلة بأنه "الربيع العربي" نشرات شبكات الأخبار التلفزيونية الأمريكية خلال عام 2011، بحيث شملت حوالي 10 في المئة من مجمل التغطية الاخبارية التي قدمتها ثلاث شبكات تجارية كبرى، وفقا لتقرير تيندال السنوي الموثوق. وكان أهم خبرين –سواء على المستوى المحلي أو الأجنبي- تصدرا نشرات الشبكات الإخبارية الثلاث خلال 2011 هما: التمرد في ليبيا المدعوم من حلف شمال الاطلسي الصهيوني والتي أستشهد خلاله القائد العربي معمر القذافي، والإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك وتداعيات ذلك.  وقد حصلت الأخبار الليبية على ما مجموعه نحو 700 دقيقة من التغطية -أو ما يقرب من 5 في المئة من المجموع- في البرامج الأخبارية المسائية لشبكات ABC و CBS و NBC، في حين حظت أحداث مصر بتغطية تقارب 500 دقيقة.  ومن المثير أن تكون اخبار ليبيا هي من نالت الاهتمام الاول رغم ان الاوضاع المصرية تبدو اكثر اهمية للعود الأمريكي والصهيوني. وفي ذلك يرى الباحث الاعلامي والمحلل السياسي مصطفى سالم أن سبب ذلك يعود لأن أحداث ليبيا أنما كان يراد منها خلق حدث وتبرير جرائم الناتو والدور الامريكي في هذه الجرائم. ويضيف سالم أن السبب لا يتعلق بطول مدة الاحداث ، فاحداث مصر مازالت مستمرة كما هي احداث اليمن. وتم تخصيص وقت أقل بكثير لأخبار الربيع العربي الأخرى، فحصلت الإحتجاجات السورية على 143 دقيقة، والبحرين (34 دقيقة)، واليمن (29 دقيقة). أما التناول الإخباري العام لما أسماه بعض الخبراء ب "الصحوة العربية" في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط منذ الشتاء الماضي، فقد حظي بمجرد42 دقيقة خلال 2011.  ويشير رئيس تحرير التقرير، أندرو تيندال، إلى أنه "عادة ما تتابع الشبكات الأخبار الخارجية عندما تخوض الولايات المتحدة عملاً عسكرياً في الخارج فقط". ويضيف، "لكنها في هذا العام قامت بتغطية المزيد من الأخبار الدولية التي لم يكن للقوات الأمريكية دورا مباشرا فيها، مثلما كان الوضع عام 1991".  وبالرغم من استخدام القوة الجوية الأمريكية كجزء من حملة حلف شمال الاطلسي للإطاحة بالقذافي، لم يتم الاعلان رسميا عن نشر أي قوات برية أميركية في ليبيا.  ويشرح تيندال، "المسألة بسيطة، فالسياسة الخارجية التي تجذب إهتماماً أكبر هي تلك المتعلقة بالحروب واستخدام القوة العسكرية". أما الدبلوماسية فتحتل أهمية إخبارية أقل بكثير، وتترك مجالا لتغطية المناطق الساخنة عالمياً"، كما أخبر وكالة إنتر بريس سيرفس.  وبلاحظ الباحث الاعلامي والمحلل السياسي مصطفى سالم ان العدوان الامريكي الامبريالي على الدول الاخرى حظيت دوما بدعم الشعب الامريكي الذي لا يتغير رأيه بالنسبة للحرب الا عن طريق ارتفاع حجم الخسائر الامريكية.  وعلى الرغم من مشاركة بقواتها في العدوان على  أفغانستان والعراق، وإبقائها على قواتها الميدانية حتى عام 2011، لم تحصل تلك الحروب على تغطية الشبكات الثلاث يقدر ما حصلت ليبيا ومصر.  بل ان الصراع في أفغانستان، الذي احتل المرتبة الثامنة بين جميع التقارير الإخبارية، حصل على 224 دقيقة من التغطية، أو أقل من نصف التغطية الإخبارية المخصصة لمصر، في حين لم تحظي أنباء العراق، الذي سحبت الولايات المتحدة ما تبقى من قواتها المقاتلة منه في الشهر الماضي، سوى 71 دقيقة فقط خلال 2011.  لكن شواهد وادلة تؤكد ان قوات الاحتلال الامريكية مازالت متواجدة بالآلاف في العراق لحماية الحكم الشيعي الذي نصبته هناك قوات الاحتلال بعد الغزو عام 2003. أما أخبار عملية ما يقال أنها قتل أسامة بن لادن علي أيدي قوات البحرية الأمريكية في باكستان في مايو الماضي، فقد حظت بتغطية تصل إلى 179 دقيقة، مما يجعلها تاسع خبر تمت تغطيته خلال العام، بعد أفغانستان.  وتظهر مسوحات "مركز أبحاث بيو للناس والصحافة" أن حوالي ثلثي الجمهور الأمريكي يذكرون التلفزيون كمصدر رئيسي للأخبار الوطنية والدولية، وهو أكثر من ضعف عدد الأشخاص الذين يعتمدون على الصحف، ويزيد بحوالي 50 في المئة على أعداد سكان الولايات المتحدة الذين يتزايد إعتمادهم على شبكة الانترنت كمصدر للأخبار (43 في المئة).  وتعتبر شبكات فوكس Fox نيوز، وسي إن إن CNN وإم إس إن بي سي MSNBC مصادر رئيسية للأخبار على نطاق واسع، وتتمتع برامجها الإخبارية المسائية (ومدتها 30 دقيقة لكل منها) بمشاهدة تبلغ سبع أضعاف مشاهدة قنوات الكابل. وبالنسبة لكثير من المقيمين في الولايات المتحدة فإن برامج الشبكة الإخبارية توفر لهم النافذة الوحيدة على العالم خارج الولايات المتحدة.  ويذكر أن ادلة اظهرت ان هذه الشبكات فبركت اخبار ونشرت افلام وصور لا تمت للحدث باي صلة من اجل اهداف تتعلق بسياسة واشنطن .  ولعل الفلم الذي بثته فوكس عن تظاهرة في اليونان وقالت انه في موسكو دليل فاضح عن سياسة القناة. هذا ويحصي تقرير تيندال، الذي يستخدم أسلوباً منظماً منذ أكثر من عقدين يسجل على أشرطة هذه البرامج خلال أيام الأسبوع الخمسة (من الإثنين حتى الجمعة)، عدد الدقائق التي كرسها كل برنامج لمئات العناوين الإخبارية التي تمت تغطيتها خلال تلك الفترة. وقد بثت الشبكات الثلاث، مجتمعة، ما يقرب من 15,000 دقيقة من التغطية الإخبارية خلال 2011.  وبلغ الوقت الإجمالي الذي خصصته الشبكات الثلاث للتغطية الدولية –التي لا تشمل تغطية السياسة الخارجية الأمريكية في واشنطن- في عام 2011 ما يصل إلى 3,105 دقيقة، أو أكثر قليلا من 20 في المئة من مجمل التغطية الإخبارية، بزيادة مقدارها حوالي 250 دقيقة على مجموع المتوسط السنوي بين الأعوام 1988 و2010.  ومن بين أهم 20 تقرير إخباري إحتل المرتبة الأولى، كانت 8 منها تتعلق بدول أجنبية: ليبيا (المرتبة1) ، مصر (2)، وأفغانستان (8)، وقتل بن لادن (9)، في حين جاء زلزال اليابان وانهيار المفاعل النووية في المركز الرابع برصيد 389 دقيقة، بينما احتل الزفاف الملكي البريطاني المرتبة 11، متقدما على سوريا (14)، وفضيحة القرصنة في صحف لندن (20).  هذا وقد حصلت الأخبار المتعلقة بإستمرار المعارك الحزبية بشأن العجز في الميزانية الفدرالية وسقف الديون على المرتبة الثالثة بين جميع التقارير (477 دقيقة)، في حين حظت قضايا البطالة المستمرة على المركز السابع (263 دقيقة)، والإحتجاجات المتعلقة بإحتلال وول ستريت على المرتبة الثامنة (111 دقيقة).  وعند جمعهم، تكون هذه التقارير الثلاثة المتعلقة بالشؤون الإقتصادية قد حصلت على تغطية تفوق تغطية ليبيا، مما يجعلها على رأس قائمة عام 2011.  وشملت التقارير الأخرى، ضمن أهم 20 تقريرللعام، اطلاق النار في ولاية أريزونا على نائبة الكونغرس الأمريكي (المرتبة 5 /368 دقيقة)، وتقلبات سوق الأسهم (المرتبة 13/ 153 دقيقة)، وفضيحة الإغتصاب في جامعة ولاية بنسلفانيا (المرتبة 15/ 142 دقيقة)، ومحاكمة طبيب الراحل مايكل جاكسون (المرتبة 19/ 106 دقيقة).  وبالإضافة إلى ذلك، احتلت أربعة تقارير مناخية رئيسية موقعاً هاماً ضمن أهم 20 تقرير للعام، بما في ذلك موسم الأعاصير (المرتبة 6/ 358 دقيقة)، وتأثير إعصار أيرين على شمال شرق الولايات المتحدة (المرتبة 10/ 178 دقيقة)، فصل الشتاء القاسي في جميع أنحاء البلاد (المرتبة 12/165 دقيقة)، وفيضانات الربيع الماضي في نهر ميسيسيبي (المرتبة 16/129 دقيقة).  وعند حسابها مجتمعة، نجد أن تقارير المناخ قد تجاوزت 830 دقيقة، أو نحو 7 في المئة من إجمالي التغطية الإخبارية.  ووفقا لتيندال، فالبرغم من كون عدد متزايد من علماء المناخ يؤكدون بأن حالات الطقس المتطرفة، من النوع الذي تغطيه وسائل الإعلام، قد تكون من نتائج ظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن البرامج الإخبارية في السنوات الماضية الأخيرة لم تبذل جهداً حقيقياً لتبيان ذلك.  وكما أكد لوكالة إنتر بريس سيرفس، " يمكننا القول أن شبكة الأخبار متواطئة مع نكران وجود ظاهرة الاحتباس الحراري في هذا البلد، مما يعزز المشكلة، بدلا من الإبلاغ عنها".  وبالإضافة إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، أشار تيندال إلى بعض التقارير الدولية الكبرى المهملة من قبل الشبكات الإخبارية، والتي شملت ما تتعرض له منطقة اليورو من تهديد وشيك بالإنهيار، واحتمال حدوث أزمة مالية عالمية ثانية، فضلا عن صعود الصين المستمر واصرارها المتزايد على الهيمنة خاصة على طول حدودها البحرية.  ويبدو أن هناك موضوع مرشح ليصبح التقرير الدولي الرئيسي في عام 2012، وهو تزايد التوترات بشأن برنامج ايران النووي، الذي حصل على أقل من 20 دقيقة من إهتمام الشبكات في العام الماضي.  وإلي جانب ما يسمى الربيع العربي، وكوارث اليابان، وأفغانستان، وبن لادن، وحفل الزفاف الملكي البريطاني، شملت التقارير العالمية الرائدة: المجاعة في القرن الأفريقي (87 دقيقة)، والعراق، وفضيحة الإعتداء الجنسي المزعوم لمدير صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستراوس كان (71 دقيقة لكل منهما)، والجهود الجارية لمطاردة القادة الأخرين للقاعدة (46 دقيقة).  كما تضمنت التغطية أيضاً، العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان، والسياسة والإحتجاجات اليونانية (39 دقيقة لكل منهما)، وعملية القتل الجماعي في النرويج، والبحرين (34 دقيقة لكل منهما)، ووفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل (34 دقيقة).  تلتها أخبار عملية القتل والمحاكمة والإستئناف لطالبة الولايات المتحدة في إيطاليا (30 دقائق)، واليمن (29 دقيقة)، وشغب الشباب في لندن (26 دقيقة)، والصراع الإسرائيلي- الفلسطيني (25 دقيقة)، وسقوط واستبدال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني (24 دقيقة)، وسعي فلسطين للحصول على إعتراف الامم المتحدة (23 دقيقة).  وقال تيندال إن شبكتي NBC وCBS قد حطمتا سجلاتهما في العشرين عاما السابقة في حجم التغطية الإخبارية الأجنبية التي قدمتها عام 2011، وبشكل أكثر بكثير من شبكة ABC، والتي تخلفت كثيراً عن منافستهما في كل القضايا الخارجية الكبرى تقريبا بإستثناء الزفاف الملكي البريطاني.