قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 25 يناير 2012

لقاء مندوبة كتاب المقاومة العراقية مع الباحث الاكاديمي الدكتور كاظم عبد الحسين عباس


كتاب المقاومة العراقية صرح اعلامي مجاهد انطلق لنصرة المقاومة العراقية على ارض الرافدين التي اخذتها على عاتقها القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة شيخ المجاهدين المعتز بالله الرفيق المناضل عزة ابراهيم الدوري.
 شعارنا هو للقلم والبندقية فوهة واحدة.
 غايتنا نصرة الحق وايصال صوت المقاومة وفعلها الميداني القتالي ضد الغزاة الى شعبنا العراقي العظيم وامتنا العربية المجيدة المتطلع الى نصر وشيك تزفه بأذنه تعالى عما قريب.
 نسعى جاهدين الى نشر وترسيخ مبادئ حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي ونعتمد ما تنشره ايها الرفيق العزيز ورفاقك المناضلين من مقالات رائعة كمراجع لنا ولاعداء منتدانا والزائرين له.

بعد خمسة سنوات مرت على اغتيال قائدنا الشهيد صدام حسين رحمه الله وفي ظل مرحلة بالغة التعقيد بعد الانسحاب المزعوم للقوات الامريكية الغازية والتغلغل الواضح لايران الصفوية في العراق متذرعة بسد الفراغ الامني الحاصل وما رافقته من حملات تصفية جسدية واعتقالات لمناضلي البعث وضباط الجيش والكوادر العلمية وما رافقتها من دعوات لاقامة الاقاليم في عدد من المحافظات العراقية والاوضاع غير المستقرة على مستوى الامة، وجدنا من المناسب التوجه اليكم رفيقنا العزيز ببعض الاسئلة التي نطمح بالأجابة عليها لتوضيح الصورة أمام قراءنا ... شاكرين لكم تلبية دعوتنا لاجراء هذا الحوار .

‎

 سلمى الادريسي مندوبة كتاب المقاومة العراقية : ماذا تعني لكم ذكرى استشهاد القائد صدام حسين رحمه الله وكم هي مؤثرة في نفوس البعثيين بشكل خاص والعراقيين والعرب على وجه العموم؟

‎ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس :
 حدث تاريخي تتداخل فيه مشاعر متناقضة تتراوح بين إحساس الفجيعة والحزن والأسى وبين إرهاصات الصعود بالواقعة إلى قممها التي تستحق من حيث كونها عطاء من طراز متفرد للذات المتسامية فوق خصال البشر العاديين والمستقرة في علو شامخ يسمح بارتقاء دائم للجماجم الشريفة كيما ترنو لتستلم الإيحاء بالبطولة والتشكل الرسالي. للبعثي المنتمي انتماءا عضويا للعقيدة يمثل استشهاد الرفيق أمين سر القطر, الأمين العام للبعث بالطريقة التي حصل فيها قطيعة تامة عن الأنا وانتماء نهائي للذات القومية المجاهدة ولأفق تطلعها التحرري الوحدوي الاشتراكي ولكل القيم والمبادئ الوطنية والقومية التي قدم القائد الخالد روحه الطاهرة من اجلها .. والواقعة لكل البعثيين ولكل الوطنيين الأحرار النجباء منارة ثار لشخصه العزيز ولدلالات موقعه القيادي المتفرد وللعراق الجريح المستهان أرضا وشعبا حتى التحرير الناجز والعودة إلى دوره الحضاري العروبي والإنساني. أما العرب الشرفاء فإنها درس بليغ يبين دون أي حجاب أو ستار يغشي البصائر والعيون إن البعث والعراق وشخص صدام حسين كان السد الواقي للطوفان الذي حذر منه شهيد الحج الأكبر مرارا وها هو يجرف كيانات نظم العرب إلى مهاوي ومنزلقات لا يعلم نهاياتها الكارثية إلا الله سبحانه.


‎
 
مندوبة كتاب المقاومة العراقية : هل تحمل البعثيون مسؤوليتهم على خير ما يرام وبالمستوى المطلوب في مقاومة الغزاة بعد استشهاد قائدهم وهل تشعر بان المسيرة الجهادية قد حققت أهدافها في التحرير وتقترب من النصر ؟

الدكتور كاظم عبد الحسين عباس : في إطار رد الفعل العام ... نعم... تصدى البعثيون لواجباتهم الجهادية في مقاومة الغزاة سواء في سنوات مواجهة العدوان الخميني الفارسي المجوسي أو في أم المعارك الخالدة ومن ثم زمن الحصار البشع ووصولا إلى صفحة التصدي المباشر للغزو على جغرافية الوطن الممتدة من أم قصر وحتى ساحة الفردوس ببغداد أو في صفحة المقاومة التي لم تنفصل زمنيا رغم إنها أخذت طابعا مختلفا في المواجهة حسب تكتيكات واستراتيج اعد قبل الغزو طبقا لمعطيات واقعية فرضتها ظروف انعدام التوازن في القوة والقدرات المختلفة بين طرفي الصراع. لقد تدافع الرجال بالمناكب والصدور في مقاتلة القوات الغازية وسجل التاريخ ملاحم بطولية خالدة في أم قصر والبصرة وذي قار والمثنى والنجف وبابل وكربلاء وأسوار بغداد .وعلى مستوى المقاومة كان للبعث وشركاءه دور حاسم في لي عنق الاحتلال وتكبيده خسائر فاجعية تجاوزت 70 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح و14 ألف معوق عقليا وفقا لإحصاءات ومصادر أمريكية ودمرت له آليات لا تعد ولا تحصى وخسر تريليونات من الدولارات أنهكت اقتصاده وأسقطته في اسوأ أزمة اقتصادية عرفها تاريخ أميركا. أما على المستوى التنظيمي فقد نجح البعثيون الرساليون في التغلب على قانون الاجتثاث سئ الصيت والتصفيات الجسدية التي راح ضحيتها ما يزيد على 150 ألف شهيد بعثي وما تزال متواصلة والتهجير والإقصاء حيث أعاد ترتيب أوضاعه التنظيمية وخلق مسالك التفاعل مع جماهير شعبنا في كل أرجاء العراق وتمكن من وضع عراقيل وعقبات جدية في طريق جهود الاحتلال للتأسيس لعملية سياسية مدنية وتصدى للطائفية والعرقية والفيدرالية التي يراد لها أن تكون مدخلا لتمزيق وحدة العراق. وحيث نفتخر إن مقاومتنا قد أنجزت عملا أسطوريا في زمن قصير قياسا لقدرات العدو الخيالية فإننا نثق بان الأيام كما الله سبحانه وتعالى وشعبنا في العراق وفي كل امتنا المجيدة معنا في تطوير وسائلنا الجهادية حتى ننجز كامل أهدافنا التي تضمنتها إستراتيجية التحرير والاستقلال وسنبقى نطل على ديمومة الفعل الجسور والتعاطي بعقل منفتح وصبر لا ينفذ مع عامل الزمن حتى يأذن الله بنصره.

‎


مندوبة كتاب المقاومة العراقية :هل اهتزت مكانة الحزب بين الجماهير في العراق وعلى مستوى الأمة بعد استشهاد القائد وهل اثر ذلك على وحدة الحزب التنظيمية، وبماذا تصفون من خانوا البعث وقيادته الشرعية ؟

الدكتور كاظم عبد الحسين عباس : لقد وضعت أميركا وعملاءها أجهزة إعلام لا مثيل لحجمها وإمكاناتها في كل تاريخ البشرية ووضعت مئات الملايين من الدولارات لإسناد عجلة إعلام تبشيع وشيطنة البعث وقيادته التاريخية البطلة ومن الخطأ في تقديري أن نقلل من تأثيرات هذه الماكنة الإعلامية المهولة خاصة وأننا إزاء معادلة غير متوازنة في حسابات المنتصر والمهزوم في المواجهة التقليدية ترتبت على معطيات وتداعيات سنوات الغزو والاحتلال الأولى..غير إن البعث ومجاهديه في خط الإعلام المجاهد تمكن ورغم صعوبة الظروف من فتح الثغرات الهامة في جدار الحصار المفروض على اشرف قضية وطنية وقومية. بوسعنا الآن أن نقول إن الزوبعة وغبارها قد انجلى معظمها وان رجال البعث يجتهدون ويجاهدون في توضيح كامل الصورة. إن العراق الآن من أقصاه إلى أقصاه يتحدث عن البعث كأحد أقطاب الإنقاذ الوطني بل والإنقاذ القومي وقد كانت انتصارات مقاومتنا الباسلة هي الكشافات العملاقة التي أنهت ظلام وظلامية الهجمة بعد أن أظهرت العدو وكأنه نمر من ورق وكبدته ما أوصله إلى الهرب.

وحدة الحزب التنظيمية لم ولن تتأثر بعد أن أعاد الرجال ترتيب أوضاعهم بعد شهور بل أسابيع قليلة من احتلال بغداد وان البعث الآن في الداخل العراقي في حال نوعي أفضل من مرحلة ما قبل الغزو وما يجعله في هكذا وصف هو سقوط الأقنعة والأوراق الصفراء وتدحرجها خارج المسيرة الجهادية سواء في الداخل أو في بلاد المهجر بحيث إن الوصف بالجسد المعافى ينطبق الآن على تنظيمات حزبنا العظيم وتحت توجيه الحكمة والصبر والشجاعة التي يتحلى بها الرفيق المجاهد عزة إبراهيم أمين عام الحزب ورفاقه في الميدان. لقد استطاع الحزب أن يحول من خسارته الفادحة المتمثلة برحيل القائد الخالد سيد شهداء العصر صدام حسين رحمه الله خسارته كقائد مفكر شجاع ويقف على خصال متفردة إلى منطلقات فعل جسور إكراما واعتزازا لروح الشهيد البطل ورفاقه الشهداء الإبرار .

من سقط من قطار الجهاد البعثي غير مأسوف عليه أسدى للحزب خدمة كبيرة لأنه هذب النوع الرسالي وقلص أو أنهى من النوع الانتهازي النفعي الذي أتاحت ظروف العراق الاستثنائية تسلقه هنا أو هناك... المتساقطون أنفار لا يجب أن نحسب لهم أي حساب ولا نمنحهم ما يزيد على وزنهم الحقيقي وهم خارج فعلنا التاريخي العظيم وليس أمامهم سوى التوبة أمام شعبنا ومجاهدي البعث وبغير ذلك فهم لا يربحون سوى الذكر المشين في صفحات تاريخ العراق والبعث والأمة.
‎

 
مندوبة كتاب المقاومة العراقية :هل تعتقدون بأن عدم تلبية نداءات القائد المجاهد عزة ابراهيم الدوري لتوحيد فصائل المقاومة لحد الان سيؤثر على طبيعة العلاقة بين الفصائل ، وما سبب عدم تلبية الدعوة لحد الان ؟

الدكتور كاظم عبد الحسين عباس : المناضلون... حملة المبادئ والعقيدة والكينونة الرسالية لا يتعبون ولا تضيق صدورهم ولا ينفذ صبرهم وهم يتصدون للمهمات الوطنية والقومية التي تحمل مضامين وضرورات ملحة في اطر تحقيق النصر الناجز... إنهم يدركون أهمية وحدة الفصائل ويعرفون إن مَن مانع إلى اللحظة في الاستجابة لدوافع التوافق الوطني لانطلاق الهيكل القيادي السياسي للمقاومة تحت تأثيرات النظرة المرتبطة بزمن سلف سوف يعبرون نظرتهم الضيقة وسيكبرون على أفكار التكفير والتبشيع. أسباب الامتناع منها ما هو موضوعي ومنها ما هو مرتبط بعوامل ذاتية. بعض الفصائل ما زالت تتعامل بنفس اثني وبعضها ما زال يتعامل مع البعث بصيغة مقيدة بوقائع ما قبل الاحتلال وتداعيات الظروف الاستثنائية التي فرضت على العراق وقيادته وشعبه وبعضها ممنوع عليه التوحد باملاءات من قبل بعض الجهات العربية الداعمة والساندة ماليا وإعلاميا. سوف لن نقطع حبال الوصل والمبادرات حتى نتفق مع رفاق السلاح لان اتفاقنا ليس ضروريا لتحقيق النصر في زمن اقصر فقط بل لأنه هو الضمانة الوحيدة لوحدة العراق أرضا وشعبا.

‎

 
مندوبة كتاب المقاومة العراقية : رغم الاعلان الرسمي عن الانسحاب الامريكي الا انهم قد خلفوا وراءهم عشرات الآلاف من جنودهم في سفارتهم وللتدريب وفي الشركات الامنية فهل هذا سيحد من فعاليات المقاومة كون الغزاة محميين في مواقعهم ؟ وماذا يعني مثل هذا التواجد وبهذه التسميات ؟

‎للمقاومة البطلة... وهي من رجال جيش العراق اسُود الرافدين المجربين وأهل الخبرات العسكرية التكتيكية والإستراتيجية المجربة والمعروفة ما يؤهلها على ابتكار وإيجاد الوسائل القتالية التي تطال العلوج الغزاة المجرمون في أي حصن يتوهمون التواجد فيه لحمايتهم. يد مقاومتنا تطالهم أينما اختبئوا وستجبرهم على الهرب أسوة بمن هرب قبلهم وستجد سفارة أميركا نفسها هدفا لصواريخ ورصاص المجاهدين وستستمر معاناة موظفيها وكلاب حراستها تواصلا مع معاناتها المستمرة طيلة السنوات الماضية على الاحتلال حيث المنطقة الخضراء المحصنة هدف يومي لاسود الرافدين بقذائفهم ورصاص بنادقهم.

‎التواجد المتبقي لأمريكا يحمل دلالتين أساسيتين ... الأولى إن الاحتلال لم ينسحب انسحابا كاملا كما روج الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض وقردتهم في المنطقة الخضراء وهذا الزيف والكذب لا بد أن ينطوي على خطط خبيثة لإدامة إيذاء شعبنا. أما الدلالة الثانية فهي إن الأمريكان يحاولون ببقاياهم المتروكة الآن الإيحاء بأنهم ينسحبون انسحابا مسئولا وإراديا وهذا كذب مفضوح لأنهم هربوا تحت وطأة الموت الزؤام والتدمير المنظم من شعبنا ومقاومته الوطنية ونستشهد هنا بإشارة الرفيق قائد المقاومة سيف العرب عزة إبراهيم حين قال في حطابه التاريخي بمناسبة عيد الجيش العراقي الباسل الواحد والتسعين بان المتبقي منهم هو بمثابة رهينة تحت سطوة إيران التي تركوا لها العراق مباحا مجانا... هذا إذا نظرنا للأمر من زاوية أخرى هي الهرب الأمريكي الجبان وترك العراق تحت سيطرة إيران و أولياء إيران وعبيدها وقواتها المخابراتية والنظامية في الوقت الذي كان على أميركا أن تعتذر من العراقيين وتعوضهم وتعيد البلد إلى أهله عبر التفاوض مع ممثل الشعب الوحيد وهو المقاومة العراقية البطلة. إن الإشارة هذه إلى بقاء قوات أمريكية ضعيفة رهينة تحت يد إيران هي للدلالة الأكيدة على هرب أميركا غير المسئول لا تجاه نفسها ولا تجاه العراق.

‎

 
مندوبة كتاب المقاومة العراقية : نصح القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله الحكام العرب بالأستقواء بشعوبهم والاهتمام بمطالب الجماهير ورعايتها لا بالاجنبي، فهل ما يحصل الان في وطننا العربي هو انعكاس لتلك السياسات الخاطئة للأنظمة، أم أن الاجنبي قد تخلى عنها ؟

‎ نحن إزاء عوامل عديدة متداخلة ولا يجوز الاجتزاء لكي نصل إلى تقييم مفيد. قوة أي نظام تستمد من صلته بشعبه وصدقيه تمثيله لإرادة هذا الشعب سواء كان هذا النظام نظاما شرعيا بثوريته أو منتخب هذه حقيقة ثابتة وعامل حاسم كما نبه القائد الخالد صدام حسين... إن صدقيه وشفافية التمثيل للشعب وإرادته هي الفيصل غير أن في منطقتنا عوامل أخرى تتداخل ولم يغفلها الرفيق القائد الشهيد ورفاقه في نتاجه الفكري والتطبيقي الميداني... في منطقتنا تلعب عوامل الاستعمار والامبريالية الاقتصادية وجشع المصالح وعوامل سياسية تتلاعب بمعاني الاستقلال الحقيقي من جهة وتستثمر تأثيرات اللوبي الصهيوني العالمية في سعيه المحموم للحفاظ على دويلته اللقيطة في فلسطين المغتصبة..، ثم أدخلت في السنوات الأخيرة عوامل الصراع الديني والطائفي والعرقي ميدانيا بعد أن ظلت محجورة في إطارها النظري العقيم لتخدم التداخل ألمصالحي الاقتصادي والسياسي .
‎معظم أنظمتنا أخطأت في تقدير أهمية صلتها بالشعب واعتمدت السطوة الاستخبارية والمخابراتية وامتلاك وسائل الإعلام والتعبئة والتوجيه وأخفقت في رسم الصلات المعبرة عن مصالح الأمة وثوابتها لضمان البقاء وديمومته لأطول زمن ممكن ... وأخفقت في تطوير هياكلها البنيوية في مختلف قطاعات الدولة بما في ذلك التوجه نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي والتربوي والصحي وإدخال التقنيات الحديثة للارتقاء إلى نظم ديمقراطية تتماشى مع روح العصر ومعطياته سواء ما كان منها حالة مطلوبة للتوافق مع البيئة العالمية أو تلك التي تنبع من رحم الواقع واحتكاكاته الحتمية مع المنظومة العالمية التي انفتحت على بعضها انفتاحا رهيبا عبر ثورة الاتصالات.
‎المؤكد إن مَن لا يحمي نفسه فانه لن يجد من يحميه وسيكون ريشة في مهب الريح مادام يتكأ أو يتعكز على مقومات الإسناد الخارجي. العالم الآخر عالم متوحش في إشباع حاجاته الاقتصادية والمواد الأولية الضامنة لدوران عجلة الإنتاج ومتوحش أيضا في تحقيق الصيغ الضامنة لإحكام قبضة الإيديولوجية الحاكمة في العقيدة الاقتصادية التي يعتنقها. وعليه فان الأجنبي يسعى إلى تبديل أدواته ووسائله باستمرار ويصبح استبدال الأنظمة التابعة الخانعة جزء من آلية الاستبدال الموضوعي له .


مندوبة كتاب المقاومة العراقية : بماذا تصفون الاوضاع على الساحة السورية الان، ولماذا وقفت حكمومة العمالة الطائفية في العراق الى جانب النظام السوري حاله حال النظام الايراني خلافاً لموقفها من الاحداث في بقية الاقطار العربية ؟

‎ سوريا تتعرض لمؤامرة أو لنقل فعل عدواني سافر يقع ضمن مجريات العمل العدواني المصمم على كل امتنا في إطار أجندة الشرق الأوسط الكبير التي يجري تنفيذها بعد غزو العراق واحتلاله . والنظام في سوريا يتحمل شانه شان الأنظمة العربية الأخرى جوانب من حيثيات ودواعي هذا العدوان لأسباب كثيرة من بين أهمها اللعب بالسياسة والتحالفات البعيدة عن ثوابت الأمة ومصالحها العليا فضلا عن سمات القنوط والعجز عن التحرك السريع لاحتواء متطلبات التغيير التي تهب بهيئة ريح عاصفة على الأمة العربية تحت عنوان الشرق الأوسط الكبير أو الربيع العربي. في سوريا نية ثورة شعبية كما كانت نية ثورة في ليبيا غير إن مخترعي الربيع قد وضعوا هذه النية وجزء الحراك الشعبي الساعي إليها تحت أجنحة الردة التي تقودها بقوة مفاجئة هي وليدة مرحلة ما بعد احتلال العراق ومنحت للإسلام السياسي والطائفي والعرقي وقواه الممثلة ألمعروفه من قبل الامبريالية والصهيونية والصفوية الفارسية. إن دعوات التدخل التي نسمعها علنا من بعض أطراف المعارضة السورية وممارسات التدخل الأجنبي الحاصلة فعلا من إطراف دولية وإقليمية معروفه بصيغة مال وإعلام هي ما هو مرجح للتصعيد في الزمن المرئي القادم للأسف الشديد بصيغة تدخل عسكري... أي إن احتمالات تدمير سوريا كما دمر العراق وليبيا قائمة ومرجحة ونحن نقف ضدها بكل قوة وبكل إمكاناتنا ليس لأننا نساند النظام السوري كما يحاول البعض تصوير موقفنا بل لأننا ضد أي تدخل عسكري يؤدي إلى تدمير البلد واحتلاله بمعنى إن موقفنا ينطلق من ثوابتنا الوطنية والقومية المعروفة التي لا تستخدم سياسة رد الفعل والثأر والانتقام وتبادل الموقف السيئ بموقف يقابله أو أسوأ منه.
‎إيران تحتل العراق بشراكة معروفه مع أميركا المجرمة وموقف حكومة الاحتلال الذي هو امتداد طبيعي لموقف إيران ليس موقف صداقة لسوريا ولا تبني لمصالح الشعب السوري بل هدفه الأول هو مقايضة هذا الموقف الساند إعلاميا برؤوس العراقيين الموجودين في سوريا وبعض تشكيلاتهم ألمعروفه المعارضة للاحتلال وحكومة العمالة في المنطقة الخضراء. ونحن على يقين بان النظام السوري سيدرك بعد فوات الأوان إن إيران وعملاءها لن تزج نفسها في حرب للدفاع عن سوريا حين تقع واقعة التدخل الناتوي الذي يجري الإعداد له وتهيئة ساحاته. نحن نعرف إن إيران وعملاؤها باطنيين وأهل تقية وديماغوجيين وإيران ستكتفي بما حققته لها أميركا من سيطرة على العراق في الوقت الراهن على الأقل ومنه تطل بفحيح الأفاعي وجشع الغول الفارسي على الخليج كله . العراق والخليج هو حلم الإمبراطورية الطائفية الصفوية الآن ومنه يمكن أن تغذي جيوبها المعروفة في اليمن وبلاد الشام في مرحلة لاحقة. نحن نرجح أن تكون منطقة الشام قد وضعت تحت التصرف التركي والقوى السياسية الاسلاموية التابعة له ضمن إطار التوزيع الجديد للمشرق العربي وبما يضمن مصالح أميركا والكيان الصهيوني بالتوافق مع إيران وتركيا.
‎ كان الأجدر بالنظام السوري أن ينتقي الشريك الأفضل والأطهر والأنقى عربيا الآن وللمستقيل ويراهن على هذه الشراكة لأنها ستكون منهلا لدعم شعبي سوري وعربي هائل وكان الأجدر به أن يرفق هذا الانتقاء التاريخي بإصلاحات جدية وعميقة تستجيب لإرادة شعبنا في سوريا وبسرعة كان بوسعها أن توقف نزيف الدم وتنتصر بسوريا ولها. سيجد النظام السوري نفسه إن لم يتدارك ما اشرنا إليه وبسرعة نفسه لوحده أمام قوة الناتو التي تدمر كل شئ فيكون قد خسر كل شئ دفعة واحدة ومع خسارة سوريا تخسر الأمة ساحة أخرى ستخضع لإذلال الاحتلال مع إننا تدعوا العلي القدير أن لا يحصل هذا لسوريا العروبة وشعبها الأبي. إن على النظام السوري أن لا يصدق قطعا أن المالكي يقف معه لان المالكي عبد خانع وصنيعة أمريكية وان لا يصدق أن النظام الإيراني يقف معه لأي سبب كان بما في ذلك خرافة الإسناد الإيراني الطائفية لان حقيقة نظام إيران هي انه نظام قومي فارسي لا يؤمن بدين ولا بمذهب والدين والمذهب عنده محض وزرة يستر بها شوفينيته وعرقيته المقيتة ومصالحه غير المشروعة في امتنا.
‎امتنا العربية تحتاج إلى النظام الذي يثبت على المبادئ والعقيدة القومية الوحدوية التحررية وان يؤسس كل علاقاته الداخلية والخارجية على ضؤ مصالح العرب العليا ولا تحتاج إلى نظام لا يعنيه غير بقاءه .


مندوبة كتاب المقاومة العراقية : باعتباركم مناضلاً بعثياً وأستاذاً اكاديمياً، فما هو تقييمك لدور المواقع الاعلامية الجهادية وهل تؤدي دورها بما ينبغي وبماذا تنصحون القائمين عليها ؟

‎القائد المجاهد عزة إبراهيم يثني في كل خطاب أو رسالة عامة أو خاصة على انجازات رجال الإعلام وقنواتهم المختلفة رغم محدوديتها. ونحن نحيي معه الجهد النضالي العملاق لرفاق الجهاد بالكلمة والمدافعين عن حقوق العراق والأمة وعن الوجود المهدد لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو حزب الأمة وتطلعها المشروع. غير إننا نطمح إلى المزيد المقترن بتجديد الأدوات والأساليب والارتقاء بالهمم. ووصيتي لرفاقي في بعض قنوات عملهم بالتجانس والتعاون والابتعاد التام عن كل ما يعرقل الإنتاج الفكري والثقافي والإعلامي والتعبوي للبعث وللمقاومة وان نضع الأنا جانبا ونغلب الروح الجماعية والتعاون الخلاق ونترفع عن الرد عن ما لاستحق الرد وتضييع الوقت وان نعود باستمرار إلى إستراتيجية البعث الإعلامية التي أقرتها مقاومتنا البعثية وشركاؤها. وعلينا جميعا أن نميز بين الغث والسمين في بحر الانترنيت المتلاطم الأمواج وان نعود لمرجعيات فكرية وقيادات إعلامية معرفة حزبيا وجهاديا وان ننتبه إلى وسائل أعداءنا في تجديد طرائق التبشيع والشيطنة الإجرامية تحت عناوين متداخلة كما يحصل في الفيس بووك مثلا إذ نجد صداميون أعداء للبعث وأنصار للشهيد أدعياء لا هم لهم غير مهاجمة رفاق البعث الناشطين إعلاميا وثقافيا ضمن خطط ملعونة وقذرة تستند على فكرة العيار الذي لا يصيب يدوش وخلط الألوان يقود إلى التعمية. إن وضع أولويات للعمل اليومي والعمل الأبعد مدى أمر في غاية الأهمية مع التركيز دوما على عوامل الوحدة الوطنية وعروبة العراق ونبذ الفرقة الطائفية والعرقية وكل ما رفعه الاحتلال المجرم وإذنابه كمعاول تهديم وإيذاء للعراق. وأوصي أيضا بالاجتهاد الفردي والجهد الفردي لضرورات تقتضيها مرحلة الجهاد والنضال التي نعيشها.

احيي جهد رفاقي المميز في منتديات كتاب المقاومة وأدعو لهم بالتوفيق والسداد على قدر ما اعرفه من نيات صادقة تعمر صدورهم والله ولي التوفيق وسيبقى شعارنا أبدا ..ننتصر أو ننتصر .
لقاء مندوبة كتاب المقاومة العراقية

اجرى اللقاء نائبة مدير كتاب المقاومة العراقية
سلمى الادريسي مندوب الادارة بالخارج
19/1/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق