قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 24 يناير 2012

أبناء العملاء يدفعون فاتورة أخطاء أبائهم... والبنات مصيرهن العنوسة

أبناء العملاء يدفعون فاتورة أخطاء أبائهم... والبنات مصيرهن العنوسة

أبناء العملاء يدفعون فاتورة أخطاء أبائهم... والبنات مصيرهن العنوسة
إلتصق بهم لفظا لم يكن في حسبانهم  أنهم  سيكونوا أصحابه ,بين قاب قوسين (أبناء العملاء)هكذا يتفوه المجتمع بأسماءهم.
تحملوا جلدات الأسواط من كل جال لذنب لم يقترفوه سوى أن القدر نسبهم لهؤلاء العملاء.
منهم من تم طرده من وظيفته ومنهن  أصبحن يقبعن في غرف العنوسة لأجل غير مسمى ومنهن كان الطلاق حليفها لاكتشاف أمر العمالة لأحد من عائلتها.
قضية لم تجد العلاج من المجتمع إلا بالصمت أو التجريح رغم ما تتركه من آثار بالغة على هؤلاء الأبناء الذين من المتوقع أن يكون مصير بعضهم كمصير آباءهم ويرتعون بسبل  العمالة بسبب اضطهاد المجتمع لهم.
من الاحترام إلى الإزدراء
  فتتحدث المواطنة سعاد من خانيونس عن عمق معاناتها بسبب نظرات المجتمع وتقول:بعد أن كنت محط احترام من الجميع تغير الحال إلى كامل الإزدراء بعد اكتشاف قصة عمالة اخى  الذي كان متسترا بعمله النضالي .
وبدموعها تضيف: لم نكن نعلم أن اخى هكذا إلا بعد اكتشافه من الفصيل الذي ينتمي له ولم نرضى عنه بعد اكتشاف عمالته وقامت العائلة بالتبرئة إلا أن ذلك لم يعجب أهل خطيبي وقاموا بإنهاء الخطوبة ومكثت أنا أتجرع الحسرة سواء من المحيطين بى ولفظهم أنى من عائلة عملاء أو اننى أصبحت عانس  أو من  أفكاري السوداء التي تراودني أن مستقبلي ضاع بسبب لم يكن لي ذنب به.

وتختم المواطنة سعاد والدموع حال سبيلها وتتساءل: لماذا يحكم علية أن أتخفى بطاقية الإخفاء كلما مررت بأي مكان وإلى متى سيتم محاكمتي وأنا بريئة من هذا الذنب؟؟
محاكمة غير منصفة
المواطن أشرف من دير البلح  لم تختلف معاناته عن المواطنة سعاد لكنه دفع الثمن مكوثه ببته أسيرا لهواجسه التي تسببت بها قسوة مجتمعه  فيقول: لم أكن أعرف شيئا عن والدي فكان يبدو بالبيت ملتزما ولا تظهر عليه أية علامات تدل أنه سيئ السير والسمعة ومع مرور الوقت والأيام وكان بشهر رمضان وكنا وقت الفجر تفاجئنا بمداهمة البيت من قبل ملثمين وينتمون لإحدى الكتائب المقاومة وأخذ والدي من بيننا وأجريت التحقيقات وتبين أن والدي عميلا للجيش الاسرائيلى منذ سنوات وتم قتله .
ويتابع أشرف حذافير قصته ويقول: خرجت بعد مرور بضعة أشهر على هذه الحادثة لمواصلة مشواري إلا اننى تفاحات بأن بلاغا برفضي من عملي جاءني دون إبداء اى أسباب لكنني عرفت أن السبب خطأ والدي الذي حاكموني بناء عليه!!
إلى متى ستبقى أحكام المجتمع بلا رادع
  بتضرع إلى الله بدأت السيدة أم احمد من خانيونس حديثها لتقول: نتيجة ظلم المجتمع هرب ابني إلى إسرائيل وكلى تخوف أن يكون مصيره مثل مصير والده ويصبح عميلا بسبب قسوة الناس من حوله.
وتسرد أم احمد حروف قصتها وتقول:  بعد اكتشاف أمر زوجي كان ابني يدرس بالجامعة مما  جعل أصدقائه والناس كلهم ينبذونه فاضطر للجلوس  بالبيت لكنه لم يحتمل  فترك البيت وذهب إلى إسرائيل ولم اعرف له عنوانا سوى أنني أتحسس أخباره من بعض المعارف هناك.
 
وتختم أم احمد حديثها والحسرة تعنون ملامحها وتقول: حسبي الله ونعم الوكيل إلى متى سيبقى المجتمع حاكما ظالما دون رادعا له؟؟
المجتمع بين المؤيد والمعارض
ومن آهات أبناء العملاء كان لا بد معرفة آراء الجهة التي حكمت عليهم بالإعدام وهم أحياء  فتقول الطالبة الجامعية رشا حسين  : أعرف أن أبناء العملاء ليس لهم ذنبا بخطأ آباءهم لكنني لا اتجرا أن أقترب منهم لأن المجتمع سيعدني مشوهة واننى احمل نفس صفاتهم لذلك أبعد كليا عن هؤلاء مع اننى أشفق عليهم لكن قسوة المجتمع تمنعنى من الاقتراب منهم ومصادقتهم.
الشاب أبو يزن عارض الطالبة رشا بموقفها وقال: لو اكتشفت أن والد صديقي عميلا لن أغير نظرتي له وسأقف بجانبه وأساعده أما إذا كان مؤيدا لوالده فالطبيعي أن اتركه لحال سبيله .
لتقول أم محمود من رفح عند سؤالها هل تقبلين أن تزوجي أحد أبناءك من ابنة عميل:  لا أقبل أن يكون جد اولادى عميل لأن هذا سيؤثر على نظرة الناس و ارفض بشدة مع اعترافي أنهم لا ذنب لهم لكن المجتمع لا يرحم
هكذا كانت نظرة المجتمع لأبناء العملاء متراوحة بين الرفض والقبول والأحكام الشاقة عليهم وكان لا بد من معرفة الآثار التي تخلفها تلك النظرة على هؤلاء المظلومين .
توصيات بالكف عن الظلم وتوعية المجتمع 
الأخصائية الاجتماعية سهيلة سرحان اعتبرت  إن ظاهرة العملاء موجودة منذ بدء مجتمعاتنا من خلال الانقسام إلي طبقات متصارعة ومنذ الاستعمار في غزو الشعوب مضيفة  أن هده الظاهرة كونها ظاهرة مشينة و منبوذة تسيء إلي شعبنا وأبنائه وتوقع بهم في شباك العدو لذلك يكون الأمر خطير ومؤلم لأسرته ولعائلته ولكافة المقربين للعميل فيترتب عليها أثار نفسية واجتماعية لأبنائهم وتصبح علاقاتهم محصورة ومنغلقة علي أنفسهم خجلا من السمعة السيئة ونظرات العارالتى  تلاحقهم فينعكس علي نفسيتهم وتتحطم معنوياتهم ويشعرون بالتوتر والغضب والخوف والخجل ويكرهون العالم ويكرهون أسرهم
وتضيف سرحان:  نتاجا لنظرة المجتمع نجد  أن من أبناء العملاء قد يسلكون حد المسلكين الاجتماعيين منه السلوك الإنحرافي لعدم قدرته علي مواجهة هدا الواقع الذي ظلمه فيها آباءه وظلمه المجتمع وسلوك آخر ايجابي للذين يدركون خطورة ما ارتكبوه آباءهم فيعملون علي تغيير الصورة السيئة واستبدالها بصورة حسنة وذلك من خلال انخراطهم في العمل الوطني وتقديم أرواحهم فداء للوطن ومحو العار عنهم وآخرين ينجزون في تطورهم العلمي وتحسين أوضاعهم الاجتماعية
 
وأوصت سرحان في ختام حديثها  بضرورة الكف عن النظرة السلبية لهم ومعاملتهم بشكل مزري و رفع الوعي لدي المجتمع ولأبناء العملاء خوفا من  الانجراف إلي المزيد و توفير لهم ملاذا آمنا مطالبة بالكف عن حفر القبور لهم ودفنهم بصمت .
ليبقى السؤال لسان حال أبناء العملاء موجها لمجتمعهم :إلى متى سنقتل باليوم ألف مرة لذنب لم نقترفه؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق