قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 25 يناير 2012

مهم :- فرق الاغتيالات العسكرية والتابعة للمخابرات الأمريكية

السيد زهره: فرق الاغتيالات العسكرية والتابعة للمخابرات الأمريكية موجودة في 120 بلدا في العالم..


الحرب العالمية على الديمقراطية
السيد زهره
  قبل يومين ، نشر الكاتب ومخرج الافلام الوثائقية الاسترالي الاصل جون بايلجر ، تحليلا جميلا عنوانه" الحرب العالمية على الديمقراطية".
  الفكرة الجوهرية التي يناقشها هي ان الولايات المتحدة ومعها بريطانيا ، والدول الغربية عموما ، تشن حربا عالمية على الديمقراطية ، ليس الآن فقط ، وانما منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
  وقد وجدت ان من المفيد ان اعرض لبعض الافكار الاساسية التي يعبر عنها في تحليله.
  يشير بايلجر الى ما نشره المؤرخ الامريكي ويليام بلوم في شهر يوليو الماضي من " ملخص لسجل السياسة الخارجية الامريكية"
   في هذا الملخص يذكر بلوم انه منذ الحرب العالمية الثانية ، اقدمت الولايات المتحدة على ما يلي:
1- حاولت الإطاحة بأكثر من 50 حكومة في العالم ، ومعظم هذه الحكومات كانت منتخبة بشكل ديمقراطي.
2 – حاولت قمع حركات شعبية وطنية في 20 بلدا.
3 -  تدخلت بشكل سافر في انتخابات ديمقراطية في 30 دولة على الاقل.
4 – القت قنابل على شعوب اكثر من 30 دولة.
5 – حاولت اغتيال اكثر من 50 من القادة العالميين.
  وبشكل عام ، فان الولايات المتحدة نفذت واحدا او اكثر من هذه الاعمال في 69 دولة. وفي كل هذه الحالات تقريبا كانت بريطانيا شريكا مع امريكا.
   يقول بايلجر ان  هذه الحرب على الديمقراطية وكل ما فعلته امريكا والغرب تمت وتتم بالطبع  بحجة محاربة او مواجهة " العدو" .. والعدو  بالنسبة الى الغرب تغير اسمه من " الشيوعية" الى " الاسلامية" ، لكن الذي لم
يتغير هو الهدف من وراء كل هذه الاعمال . والهدف هو ، اما قمع دميقراطية مستقلة عن القوة الغربية ، او المصلحة الاستراتيجية  الغربية في دولة او منطقة معينة.
  ويلفت الكاتب النظر الى حقيقة ان حجم المعاناة المترتبة على كل هذا الذي فعلته امريكا والغرب ، وما تنطوي عليه من جرائم ، ليس معروفا على نطاق واسع في الغرب ولا يوجد وعي عام به.
   يحدث هذا على الرغم من وجود اكثر شبكات الاتصالات تقدما في العالم ، ووجود الصحافة الاكثر حرية في العالم كما يقولون في الغرب ، ووجود المؤسسات الأكاديمية المتقدمة.
  وعلى سبيل المثال ، كما يقول الكاتب ، فانه لا احد في الغرب يعترف بان اكثر ضحايا الإرهاب الغربي هم من المسلمين. لا احد في الغرب يهتم مثلا بأن يعرف بأن نصف مليون طفل عراقي ماتوا في التسعينييات نتيجة للعقوبات التي فرضتها امريكا وبريطانيا على العراق.
  ويذكر الكاتب ايضا في هذا السياق ان حقيقة ان ما يسمونه في الغرب " الجهادية المتطرفة" كانت في منشئها صناعة غربية ، لا يعرفها الا المختصون ، وغير هذا غير مسموح بشيوع هذه الحقيقة على نطاق واسع.. وهكذا.
     بعبارة اخرى ، يرى الكاتب ان هذه الحرب على الديمقراطية في العالم وما يرتبط بها من جرائم ، لا تهتم بها ولا تأتي عليها بذكر دوائر النخبة السياسية والاعلامية في الغرب.
  ليس هذا فحسب ، بل ان هذه النخبة تتعمد اخفاء الحقائق المرتبطة بهذه الحرب عن الراي العام ، وتحرص على ان يبقى جاهلا بها وذلك عبر مخطط من السيطرة السياسية والاعلامية.
  ويستعرض الكاتب بالتفصيل كيف واصلت الولايات المتحدة في عهد ادارة اوباما هذه الحرب العالمية على الديمقراطية.
  يشير مثلا الى الاف الضحايا المدنيين الذين حصدت ارواحهم الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن والصومال وغيرها من الدول.
  ويشير ايضا الى ان فرق الاغتيالات العسكرية والتابعة للمخابرات الأمريكية موجودة في 120 بلدا في العالم.
   غير ان انجاز اوباما " التاريخي "  الاكبر في الحرب على الديمقراطية ، يتمثل في راي الكاتب في انه نقل هذه الحرب الى داخل امريكا.
  ويشير هنا مثلا الى القانون الذي اقره اوباما مؤخرا ، والذي يمنح البنتاجون ، وزارة الدفاع الأمريكية ، الحق القانوني في اختطاف الاجانب والمواطنين الامريكيين على حد سواء ، واعتقالهم وتعذيبهم وحتى قتلهم. ويقول ان هذا القانون يعني انه لم تعد توجد حماية قانونية لأحد.
   هذه اهم الأفكار التي طرحها بايلجر في تحليله.
  وهو كما نرى  يفضح كل دعاوى امريكا عن حرصها على الديمقراطية في العالم ، ويبين كيف انه على العكس من هذا ، فان ما تفعله امريكا هو حرب عالمية تشنها على الديمقراطية .
   عرضنا لهذه الأفكار ليس فقط لأهميتها في حد ذاتها ، وانما لسبب آخر اهم يتعلق بنا في الدول العربية وموقفنا من هذه الحرب الامريكية على الديمقراطية.
   سنتطرق الى هذا في المقال القادم باذن الله.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق