قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 11 مايو 2012

قصة انتحاري القاعدة"المفترض" عميل مزدوج للاستخبارات السعودية


قصة انتحاري القاعدة"المفترض" عميل مزدوج للاستخبارات السعودية

قصة انتحاري القاعدة"المفترض"  عميل مزدوج للاستخبارات السعودية

غزة - دنيا الوطن
كشف مسؤولون أميركيون أن الانتحاري الذي بعث به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتفجير طائرة أميركية كان عميلا للامن السعودي تمكن من اختراق المنظمة الإرهابية وتطوع للقيام بهذه المهمة. وفي انتصار استخباراتي استثنائي، غادر العميل المزدوج اليمن الشهر الماضي مارا بالإمارات، وسلم كلا من القنبلة المبتكرة التي صممت للهجوم على الطائرة ومعلومات عن قادة الجماعة ومواقعها وأساليبها وخططها إلى وكالة الاستخبارات المركزية والامن السعودي والوكالات الاستخبارية المتحالفة معها.
وأوضح المسؤولون أن العميل، الذي لم تكشف هويته، يعمل في الاستخبارات السعودية التي تعاونت بشكل وثيق مع وكالة الاستخبارات المركزية منذ سنوات عديدة ضد الجماعة الإرهابية في اليمن. وقد نسقت مع العميل في اليمن بمعرفة كاملة من وكالة الاستخبارات، لكنه لم يخضع لإشراف مباشر منها، بحسب المسؤولين.
وقدم عميل الامن، بعد قضاء أسابيع في معقل أخطر الجماعات التابعة لـ«القاعدة»، معلومات حساسة سمحت لوكالة الاستخبارات الأميركية بشن غارة بطائرة من دون طيار يوم الأحد، أدت إلى مقتل فهد محمد أحمد القصع، مدير العمليات الخارجية في الجماعة والمشتبه في ضلوعه في تفجير المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في اليمن عام 2000. وقد سلم العميل القنبلة، التي صممها خبير المتفجرات في الجماعة كي لا يتم اكتشافها في نقاط التفتيش في المطارات، إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي قام بتحليل مكوناتها في معامله في كونتيكو، بولاية فيرجينيا. وقد ظلت مؤامرة التفجير سرا لأسابيع من قبل وكالة الاستخبارات المركزية والوكالات الأخرى لأنها كانت تخشى من الانتقام من العميل وأسرته، وليس، كما أشار بعض المعلقين، لأن إدارة أوباما ترغب في وضع جدول للإعلان عن المؤامرة التي تم إحباطها، بحسب مسؤولين أميركيين. وأشار المسؤولون ليلة الثلاثاء إلى أن المخاطر التي قد يتعرض لها العميل وأقاربه تم التخفيف منها بشكل واضح عبر نقل العميل وعائلته إلى مكان آمن.
لكن مسؤولي الاستخبارات الأميركية كانوا غاضبين بشأن كشف مخطط «القاعدة»، الذي تم الإعلان عنه يوم الاثنين عبر وكالة «أسوشييتد برس»، التي أجلت القصة على مدى عدة أيام بطلب من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، حيث كانوا يخشون من أن يؤدي تسريب الخبر إلى تثبيط وكالات الاستخبارات الأجنبية من التعاون مع الولايات المتحدة في مهام خطرة في المستقبل، بحسب النائب الجمهوري عن ولاية نيويورك في الكونغرس بيتر كنغ، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب.
وقال كنغ، الذي تحدث مع المراسلين بشأن المخطط ليلة الاثنين والثلاثاء بعد تلقيه مذكرة مسؤولي مكافحة الإرهاب «نحن نتحدث بشأن طرق ومصادر يمكن الاتفاق عليها تجعل شركاءنا قلقين بشأن التعامل معنا. وهي واحدة من أكثر العمليات صعوبة التي شهدتها خلال وجودي في مجلس النواب». وأوضح أن مسؤولي الحكومة أخبروه بأنهم خططوا للتحقيق في مصدر التسريبات الأصلية. وقد رفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على الخبر.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات أن المتفجرات هي آخر جهود صانع القنابل في المجموعة إبراهيم حسن عسيري، الذي يعتقد أنه صمم القنابل الذي استخدمت في المحاولات التفجيرية الفاشلة في تفجير طائرة ديترويت في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2009، والقنبلة التي وضعت في حبارة طابعة في طائرات الشحن في أكتوبر (تشرين الأول) 2010. وأوضح مسؤول أميركي أن جهاز تفجير جديدا تمت حياكته في ملابس داخلية، وكان من الصعب اكتشافه حتى في التفتيش الدقيق. وعلى عكس الجهاز الذي تم استخدامه في الهجوم غير الناجح في عام 2009، يمكن لهذه القنبلة أن تنفجر بطريقتين، في حال فشل واحدة منهما.
وقال المسؤول «كانت الشحنة الرئيسية عبارة عن متفجرات عسكرية عالية الجودة كانت ستؤدي من دون شك إلى وقوع أي طائرة». ويقوم خبراء الطب الشرعي في معمل القنابل في مكتب التحقيقات الفيدرالي بتقييم ما إذا كانت القنبلة قادرة على تفادي آلات المراقبة والتدابير الأمنية التي تم استحداثها بعد المؤامرة الفاشلة في عام 2009. وأشار أحد المسؤولين الأميركيين إلى أن «التحليل الأولي الذي قام به المكتب أوضح أنه إذا ما تمكنت البروتوكولات الأمنية التي جرى تحديثها لكشف نطاق واسع من التهديدات المحتملة من العمل بشكل سليم، فسوف تتمكن هذه التدابير على الأرجح من كشف القنبلة».
وأعادت إدارة أمن النقل التأكيد على الرسالة التي بعثت بها سابقا إلى شركات الطيران والحكومات الأجنبية، وأشارت فيها إلى أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا يزال ينوي الهجوم على الولايات المتحدة ربما باستخدام طائرات تجارية، وحذرت إدارة أمن النقل عملاءها بضرورة البحث عن المتفجرات في الشحنات التي يتم إخفاؤها في الملابس أو التي يتم زرعها بطريقة جراحية، بحسب المسؤول.
وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، راقب مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيين بانزعاج شديد ارتفاع أعداد الرسائل الإلكترونية التي تم اعتراضها والمعلومات التي تم تلقيها من عملائهم والتي تشير إلى أن فرع «القاعدة» في اليمن يعد خططا للهجوم على الولايات. وقال أحد مسؤولي الإدارة «كان هناك قلق متزايد بشأن الدردشة والمزيد بشأن المعلومات الاستخباراتية بأن (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية يسعى بقوة إلى تنفيذ بعض الهجمات ضد الأمن الداخلي الأميركي باستخدام الطائرات من خلال صعود انتحاريين على متنها». وقد تمكنت الولايات المتحدة من خلال العمل مع حلفائها من تشديد أمن المطارات.
وجاءت المؤشرات التي تنذر بالسوء في أعقاب شهور من الفوضى السياسية العارمة في اليمن التي تمكن فيها فرع «القاعدة» في اليمن والميليشيات التابعة لها من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، مما أعطى المنظمة الإرهابية قاعدة أوسع تمكنها من التخطيط لشن هجمات ضد الحكومة اليمنية والولايات المتحدة.
وقد عبر مسؤولون عسكريون ومسؤول رفيع المستوى في وحدة مكافحة الإرهاب عن قلقهم إزاء تنامي أعداد معسكرات التدريب التابعة لـ«القاعدة»، والتي تشمل مقرات صغيرة تضم عشرات المقاتلين الذين يساعدون في توسيع المنطقة التابعة لسيطرة المتمردين. ويخشى المسؤولون من أن تستخدم هذه المعسكرات في تدريب أعضاء «القاعدة» للقيام بعمليات خارجية ضد أهداف في أوروبا والولايات المتحدة. وقال مسؤول عسكري بارز «عندما تمكنت هذه الجماعة من السيطرة على مساحة من الأرض، جعلت معسكرات تدريبها أكثر أمنا من المناطق المتنازع عليها. ومن ثم تقدم تدريبا أكثر وأفضل».
وكانت سيطرة الحكومة اليمنية على المناطق النائية جنوب العاصمة صنعاء ضعيفة، لكنها تمكنت خلال العام الماضي من السيطرة عليها بشكل كامل. ومع تركيز السلطة على الاضطرابات السياسية في العاصمة فر الكثير من الجنود من مواقعهم، وبدأ الجهاديون في فرض سيطرتهم على هذه المناطق. وعلى مدى أكثر من عام خضعت مدينة جعار - إلى جانب العديد من التجمعات الصغيرة الأخرى - لسيطرة المقاتلين الذي يعملون تحت راية «أنصار الشريعة»، التي تصف نفسها بأنها جناح «القاعدة» في اليمن أو متحالفة مع «القاعدة».
وأكد أحد الوسطاء القبليين في محافظة شبوة، والذي أجرى معه لقاء عبر الهاتف، أن جماعة أنصار الشريعة تسيطر على كل نقاط التفتيش على الساحل الجنوبي لليمن بين عدن وبلهاف، وشمالا حتى عتاق. وقد هاجم المقاتلون يوم الاثنين العديد من قواعد الجيش والمواقع في الجنوب ليقتلوا 20 جنديا ويأسروا 25 آخرين، بحسب وكالة «أسوشييتد برس». ووصفت شخصيات محلية بارزة الهجوم بأنه انتقام لمقتل فهد القوصو يوم الأحد.
السيطرة على الجنوب عادة ما كان يجري تقاسمها بين المقاتلين والقبائل المحلية وحركات الاستقلال الجنوبية، العلمانية إلى حد بعيد. لكن مقاتلي «القاعدة» والمتحالفين معها يبدو أنهم يعملون بحرية حتى في المناطق لا تخضع لسيطرتهم بشكل كامل، بما في ذلك عدن، التي أصبحت معقلا للمعارضة التي ترفع راية الاستقلال - التي كانت محظورة بقوة في السابق – والتي ترفرف من منزل إلى آخر في المدينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق