قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 12 مايو 2012

السيد زهره:عن المناظرة الأولى


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عن المناظرة الأولى
شبكة البصرة
السيد زهره
تابعت مثل الملايين المناظرة الأولى التي نظمتها محطتا تليفزيون في مصر وصحف مصرية بين المرشحين للرئاسة عمرو موسى وعبدالمنعم ابو الفتوح.
تابعتها ليس كي اختار بين الاثنين، ذلك انني ومنذ فترة طويلة قررت ان الاثنين لا يستحقان ان امنحهما صوتي ولأسباب كثيرة.
تابعتها لأن الحدث مهم بلا شك، هذه هي المرة الاولي التي تجري فيها مناظرة مفتوحة مثل هذه في مصر والدول العربية، على غرار ما يجري في الدول الغربية. وكان من المهم ان نعرف كيف ستمضي هذه التجربة.
وكما قيل بالفعل قبل وبعد المناظرة، فلم يكن لحدث مثل هذا ان يتم لولا الثورة المصرية ولولا دماء الشهداء والتضحيات التي قدمها الشعب المصري في ثورته.
وبداية، لا شك ان تنظيم المناظرة بين اثنين فقط من المرشحين للرئاسة في مصر، ينطوي على تحيز، وعلى اجحاف بحق المرشحين الآخرين.
تنظيم المناظرة بين هذين المرشحين فقط اعطى الانطباع كما لو ان المنافسة محصورة او تكاد ان تكون محصورة بينهما فقط. وهذا ليس صحيحا.
وطالما انه تم تقرير تجريب مثل هذه المناظرات، فقد كان الانصاف يقضي ان يحظى على الاقل المرشحون البارزون الآخرون بنفس الفرصة امام الراي العام.
لهذا كانت حملة المرشح البارز حمدين صباحي على حق عندما انتقدت المناظرة قبل تنظيمها وانتقت استبعاد صباحي منها والمرشحين الآخرين.
صحيح ان اختيار موسى وابوالفتوح تم بناء على معيار محدد هو نتائج بعض استطلاعات الراي العام التي جرت في الفترة الماضية والتي وضعتهما في مقدمة من يحظون بالتأييد في هذه الاستطلاعات. لكن الحقيقة ان هذا المعيار ليس مقنعا تماما. الكل يعلم ان هذه الاستطلاعات هي اسلوب جديد في مصر، وهي لا تحظى بالتأكيد بالمصداقية الكافية ولا يمكن اعتبار نتائجها موثوقة كما هو الحال في الدول الغربية التي تجري فيها هذه الاستطلاعات وفق ضوابط دقيقة الى حد بعيد.
هذا بشكل عام. اما عن المناظرة نفسها، فعلى الرغم من استمرارها نحو ثلاث ساعات، فانها لم تأت في حقيقة الأمر بأي جديد لا يعرفه المواطنون المصريون الذين يتابعون سباق معركة انتخابات الرئاسة، ويعرفون المرشحين.
المناظرة لم يكن الصراع فيها بالأساس صراعا حول برامج المرشحين ونقاط القوة او الضعف فيها.
التكتيك الذي اتبعه كلا المرشحين في مواجهة المرشح الآخر ومحاولة النيل منه والطعن في احقيته بالرئاسة، لم ينطو على جديد، وركز على تاريخه وموقفه العام.
كما كان متوقعا، ركز ابوالفتوح في هجومه على عمرو موسى، على اعتبار انه كان من رجال النظام السابق، وانه مسئول بهذا القدر او ذاك عما ارتكبه النظام، وبالتالي ليس معقولا ان يأتي بعد الثورة ر ئيس من رجال نظام اسقطته الثورة.
اما موسى، فقد ركز في هجومه على بوالفتوح على حقيقة انه قضى حياته قياديا في جماعة الاخوان المسلمين والولاء المطلق للمرشد وللجماعة وافكارها ومواقفها، وبما يمثله ذلك من خطر في رايه يتهدد مصر اذا فاز بالرئاسة، وعلى تناقض وعدم وضوح وتذبذب مواقف ابوالفتوح.
وحقيقة الامر ان الاثنين على حق فيما ذهبا اليه.
على الرغم من ان عمرو موسى دافع عن نفسه وعن مواقفه في عهد النظام السابق، فانه في نهاية المطاف احد الرموز البارزة لذلك النظام. وهذه حقيقة لا يستطيع ان ينكرها احد.
وعلى الرغم من ان ابوالفتوح دافع ايضا عن تاريخه ومواقفه، فانه يبقى احد قادة الاخوان المسلمين واحد قادة الجماعات الاسلامية التي لجأت الى العنف طويلا قبل ان تراجع نفسها ومواقفها كما قال. وهو استقال من الاخوان فقط كي يترشح للرئاسة لا لخلاف جوهري حول المواقف مع الجماعة. وهو لا يستطيع ان يزعم انه قد اصبح مستقلا حقا عن مواقف الجماعة.
ولهذا السبب، ولأن الاثنين على حق فيما ذهبا اليه، فاظن انهما خرجا خاسرين معا من هذه المناظرة من هذه الزاوية تحديدا.
اعني ان المناظرة وان كانت قد صورتهما على اعتبار انهما على راس المرشحين للفوز، فانها في نفس الوقت اكدت نقاط ضعفهما الجوهرية التي تجعل كلا منهما غير جدير حقا بالفوز.
لكن يبق السؤال المهم: من بين المرشحين للرئاسة في مصر، من هو المرشح الجديرحقا بأن يمنحه المصريون اصواتهم؟
هذا حديث آخر باذن الله.
شبكة البصرة
الجمعة 20 جماد الثاني 1433 / 11 آيار 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق