إنتقادات حادة للنفاق النووي الإسرائيلي
بقلم ثاليف ديين/وكالة إنتر بريس سيرفس
الأمم المتحدة, أكتوبر (آي بي إس) - عندما حزم زعماء العالم حقائبهم تأهبا للعودة إلي بلادهم إثر إختتام الجلسات رفيعة المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل العديد منهم في ذاكرته منظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يعرض عليهم تلك الورقة التي رسم عليها "الخط النووي الأحمر" الذي نشرته معظم الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة.
فقد حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي إيران من عبور مثل هذا "الخط الأحمر".. علي الرغم من أن إسرائيل نفسها قد عبرته وتجاوزته منذ سنوات طويلة عديدة.
فعلق معين رباني، المحرر في "تقرير الشرق الأوسط" (Middle East Report) لوكالة إنتر بريس سيرفس، قائلا أن "العبث الحقيقي" في محاضرة نتنياهو للعالم حول الأسلحة النووية، هو علي بالذات أن يحاضر زعيم إسرائيلي العالم حول مخاطر الانتشار النووي في الشرق الأوسط.
فحقيقة الأمر هي أن إسرائيل ليست هي فقط القوة النووية الوحيدة في المنطقة، وليس فقط أنها سبق وأن هددت باستخدام أسلحة الدمار الشامل هذه، بل في أنها رفضت دائما وأبدا وبثبات منذ إنشائها، التصديق على معاهدة حظر الانتشار النووي، وفقا لهذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط المعروف بمقالاته العديدة حول القضايا السياسية في المنطقة.
وقال رباني أنه يمكن مقارنة ذلك -مثلا- بما لو قام (ناشر مجلة Hustler) فلينت لاري، بالتنديد.. بالإباحية.. وإن كان الحق يقال أنه من غير المحتمل أن يصل فلينت إلى مستوي النفاق الذي وصل إليه نتنياهو!.
ومع ذلك، فيبدو أن معظم زعماء الشرق الأوسط -عبر المناقشات رفيعة المستوي في الجمعية العامة-يقبلون بإزدواجية المعايير الإسرائيلية هذه تجاه القضايا النووية، من دون أي رد فعل قوي أيا كان لخطاب نتنياهو في الجمعية العامة.
فإلى جانب ملك الأردن عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاطب الجيل الجديد من القادة العرب الجمعية العامة، ومن بينهم الرئيس المصري محمد مرسي، واليمني عبد ربه منصور هادي، والليبي محمد يوسف المرزوقي، والتونسي منصف مرزوقي.
هذا ولقد علق دبلوماسي آسيوي علي مداخلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله أن خطاب نتنياهو عن السلاح النووي انتهي بالدوي في حين أن خطب معظم زعماء الشرق الأوسط انتهت بالتذمر.
ومن جانبه، أجاب إيان ويليامز، كبير المحللين بمركز السياسة الخارجية تحت المجهر Foreign Policy in Focus and Deadline Pundit علي سؤال لوكالة إنتر بريس سيرفس بشأن هذا التردد من قبل الزعماء العرب قائلا، "لعل واحدة من المشاكل هو أن القادة العرب وشعوبهم يدركون تماما أن تناول قضية إمتلاك إسرائيل للأسلحة النووية يعتبر من المحرمات في الغرب”.
"وهكذا وفي حين أنهم أشاروا في مناسبات أخرى إلي القدرات النووية الإسرائيلية، فقد تباطؤ في الرد على النفاق الصارخ في موقف نتنياهو بعرضه قنبلة مرسومة علي ورقة في حين يجلس هو نفسه على 200 قنبلة حقيقية"، وفقا لوليامز الذي يتابع سياسات الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة.
فعلي الرغم من أن إيران تشدد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، إلا أن إسرائيل تواصل التحامل عليها.
هذا ولقد إستطرد رباني قائلا أنه إذا كان نتنياهو أراد تقديم وجهة نظر موضع إهتمام، لكان بدلا من ذلك قد فسر لماذا لا تزال إسرائيل تصر علي رفض المبادرة المصرية الطويلة الأجل لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
بل والأهم من ذلك -وفقا لتصريحات رباني لوكالة إنتر بريس سيرفس- هو لماذا رفضت إسرائيل قبل خطاب نتنياهو بمجرد أيام قليلة المشاركة في مؤتمر هلسنكي المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام وبدعم من الولايات المتحدة، والهادف لمناقشة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وأضاف أن القادة العرب يبدو وأنهم لا يطعنون مباشرة في حملة الترويج الإسرائيلي للحرب تجاه إيران، وذلك يرجع جزئيا إلي أن بعض الدول العربية تأمل بقوة أن يتحقق مثل هذا الهجوم، في حين أن البعض الآخر إما لا يريدون توتر العلاقات مع الدول العربية المؤثرة التي تعتبر إحتواء إيران هدفا أساسيا لسياستها الخارجية، وإما لأنهم لا يريدون المخاطرة بتوترات مع واشنطن بالظهور بمظهر الداعم لإيران في صراعها مع إسرائيل.(آي بي إس / 2012)
بقلم ثاليف ديين/وكالة إنتر بريس سيرفس
Credit: UN Photo/J Carrier |
الأمم المتحدة, أكتوبر (آي بي إس) - عندما حزم زعماء العالم حقائبهم تأهبا للعودة إلي بلادهم إثر إختتام الجلسات رفيعة المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل العديد منهم في ذاكرته منظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يعرض عليهم تلك الورقة التي رسم عليها "الخط النووي الأحمر" الذي نشرته معظم الصحف الرئيسية في الولايات المتحدة.
فقد حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي إيران من عبور مثل هذا "الخط الأحمر".. علي الرغم من أن إسرائيل نفسها قد عبرته وتجاوزته منذ سنوات طويلة عديدة.
فعلق معين رباني، المحرر في "تقرير الشرق الأوسط" (Middle East Report) لوكالة إنتر بريس سيرفس، قائلا أن "العبث الحقيقي" في محاضرة نتنياهو للعالم حول الأسلحة النووية، هو علي بالذات أن يحاضر زعيم إسرائيلي العالم حول مخاطر الانتشار النووي في الشرق الأوسط.
فحقيقة الأمر هي أن إسرائيل ليست هي فقط القوة النووية الوحيدة في المنطقة، وليس فقط أنها سبق وأن هددت باستخدام أسلحة الدمار الشامل هذه، بل في أنها رفضت دائما وأبدا وبثبات منذ إنشائها، التصديق على معاهدة حظر الانتشار النووي، وفقا لهذا الخبير في شؤون الشرق الأوسط المعروف بمقالاته العديدة حول القضايا السياسية في المنطقة.
وقال رباني أنه يمكن مقارنة ذلك -مثلا- بما لو قام (ناشر مجلة Hustler) فلينت لاري، بالتنديد.. بالإباحية.. وإن كان الحق يقال أنه من غير المحتمل أن يصل فلينت إلى مستوي النفاق الذي وصل إليه نتنياهو!.
ومع ذلك، فيبدو أن معظم زعماء الشرق الأوسط -عبر المناقشات رفيعة المستوي في الجمعية العامة-يقبلون بإزدواجية المعايير الإسرائيلية هذه تجاه القضايا النووية، من دون أي رد فعل قوي أيا كان لخطاب نتنياهو في الجمعية العامة.
فإلى جانب ملك الأردن عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خاطب الجيل الجديد من القادة العرب الجمعية العامة، ومن بينهم الرئيس المصري محمد مرسي، واليمني عبد ربه منصور هادي، والليبي محمد يوسف المرزوقي، والتونسي منصف مرزوقي.
هذا ولقد علق دبلوماسي آسيوي علي مداخلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله أن خطاب نتنياهو عن السلاح النووي انتهي بالدوي في حين أن خطب معظم زعماء الشرق الأوسط انتهت بالتذمر.
ومن جانبه، أجاب إيان ويليامز، كبير المحللين بمركز السياسة الخارجية تحت المجهر Foreign Policy in Focus and Deadline Pundit علي سؤال لوكالة إنتر بريس سيرفس بشأن هذا التردد من قبل الزعماء العرب قائلا، "لعل واحدة من المشاكل هو أن القادة العرب وشعوبهم يدركون تماما أن تناول قضية إمتلاك إسرائيل للأسلحة النووية يعتبر من المحرمات في الغرب”.
"وهكذا وفي حين أنهم أشاروا في مناسبات أخرى إلي القدرات النووية الإسرائيلية، فقد تباطؤ في الرد على النفاق الصارخ في موقف نتنياهو بعرضه قنبلة مرسومة علي ورقة في حين يجلس هو نفسه على 200 قنبلة حقيقية"، وفقا لوليامز الذي يتابع سياسات الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة.
فعلي الرغم من أن إيران تشدد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، إلا أن إسرائيل تواصل التحامل عليها.
هذا ولقد إستطرد رباني قائلا أنه إذا كان نتنياهو أراد تقديم وجهة نظر موضع إهتمام، لكان بدلا من ذلك قد فسر لماذا لا تزال إسرائيل تصر علي رفض المبادرة المصرية الطويلة الأجل لشرق أوسط خال من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.
بل والأهم من ذلك -وفقا لتصريحات رباني لوكالة إنتر بريس سيرفس- هو لماذا رفضت إسرائيل قبل خطاب نتنياهو بمجرد أيام قليلة المشاركة في مؤتمر هلسنكي المقرر عقده في وقت لاحق من هذا العام وبدعم من الولايات المتحدة، والهادف لمناقشة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وأضاف أن القادة العرب يبدو وأنهم لا يطعنون مباشرة في حملة الترويج الإسرائيلي للحرب تجاه إيران، وذلك يرجع جزئيا إلي أن بعض الدول العربية تأمل بقوة أن يتحقق مثل هذا الهجوم، في حين أن البعض الآخر إما لا يريدون توتر العلاقات مع الدول العربية المؤثرة التي تعتبر إحتواء إيران هدفا أساسيا لسياستها الخارجية، وإما لأنهم لا يريدون المخاطرة بتوترات مع واشنطن بالظهور بمظهر الداعم لإيران في صراعها مع إسرائيل.(آي بي إس / 2012)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق