التقينا الإعلامي المصري الأستاذ إبراهيم سنجاب قبل قرابة سنتين على صفحات التواصل الاجتماعي في الفيس بووك. كان واحدا من آلاف تعرفنا عليهم في هذا العالم الافتراضي ولم يكن الصحفي الوحيد بل ثمة كثر غيره من محترفي المهنة الإعلامية. وقد توافقنا فورا على موقف طبيعي مشترك هو استثمار الفيس بووك في إيجاد مجموعه عربية تهتم بالحلم العربي, الوحدة, وسرعان ما تحول التعارف من العالم الافتراضي إلى مفردات واقعية منها التواصل عبر الهاتف والارتقاء بالعلاقة إلى مستوى عائلي. ولأنني مؤمن بان وحدة الأمة لا تتحقق إلا بالجهاد والنضال والمقاومة المسلحة حيثما اقتضى الأمر ذلك فقد تلاقينا طبيعيا أيضا في هذا الموقف الإنساني والقومي والوطني إذ سرعان ما بدأ إبراهيم سنجاب في التعبير بكتاباته على الفيس بووك وغيره عن العشق الكامن في ذاته للعراق والألم المستوطن فيه لما حل به بعد الحصار والغزو والاحتلال والتعبير أيضا عن الفخر بالمقاومة العراقية الباسلة باعتبارها الممثلة لإرادة العراق والعراقيين الحقيقية. وكنت إنا أمارس النشر والكتابة على صفحتنا المشتركة التي أسميناها , اتحاد العرب , لكل ما يصدر من بيانات وأفلام عن فصائلنا المجاهدة وأتغنى بها وبجهاد حزب البعث العربي الاشتراكي وبطولات رجاله وابشر بالنصر القادم على انه حقيقة ثابتة تزحف نحونا مع كل إطلالة فجر جديد. واستطاع السيد سنجاب أن يحتوي اندفاعي ويحتوي في نفس الوقت بروح متحضرة طيبة متسامحة هي التي نعرفها عن شعب مصر العظيم وأخلاقه الدمثة كل نقاط الاختلاف والتقابل بيننا في جزئيات الحوارات عن العراق ونظامه الوطني والاتهامات والتبشيع التي طالت للأسف الشديد عقول الكثير من أبناء امتنا غير إن الأخ إبراهيم كان يبدو وكأنه مستعد تماما للخروج من بيت العنكبوت أو هو أصلا لم تقع قدماه في شرنقة الباطل التي مازال الكثير من إعلاميو الأمة يقبعون تحت كابوسها.
تدريجيا بدأ الأخ إبراهيم سنجاب يشاركني عشقي , بل هوسي , بالمقاومة العراقية البطلة واعتزازي بالرفيق القائد المجاهد أمين عام البعث شيخ المجاهدين عزة إبراهيم. وبدأ يعبر عن حبه الطبيعي للعراق وللمقاومة ورجالها بوضوح واجه جراءه النقد واللوم وتطاول بعض الألسن. وأنا توليت بعفوية وبساطة إيصال بعض أطروحاته ومنشوراته ومواقفه على قنوات الفضاء المصرية إلى مواقعنا المجاهدة لنجد أنفسنا في فجر تشرق شمسه على مشرق ومغرب الأمة إن القائد عزة إبراهيم قد خص الأستاذ إبراهيم سنجاب برسالة رائعة نشرتها شبكة ذي قار الغراء..ومن يومها بدأ نقاشنا عن إمكانية إجراء حوار للأهرام مع أمين عام البعث والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني وبدأت معه هواجس ومخاوف ترتبط بتفاصيل الحدث الذي نريد تحقيقه وعشرات التساؤلات بكيف وأين ومتى لها وقع الوجع والآلام المبرحة التي تقض مضاجعنا لأننا نعرف إن هذا الحوار حلم كبير ينتظر الملايين تحقيقه. أسابيع قبل رمضان المبارك بدأنا نفكر بطريقة توصل إبراهيم وما في جعبته إلى عرين الأسد لتحقيق الحوار وكيف نقنع القائد الذي عرف بامتناعه عن اللقاءات الصحفية التي يخشى عادة من إحداث تحويرات تنقصها الأمانة عليها , ثم بعد ذلك إن وافق القائد وحملنا وزر النشر فماذا سنعمل لو رفضت الأهرام نشر الحوار وهي شانها شان كل قنوات وأدوات الإعلام العربي واقعه تحت تأثيرات الحصار الإعلامي الظالم على اشرف قضية في العصر الحديث والمعاصر وواقعه أيضا تحت وطأة الإشاعات الملفقة التي تشكك بكل شان من شؤون المقاومة العراقية المسلحة البطلة....
غير إن إبراهيم سنجاب قد توكل على الله وخاض تجربته المثيرة بل والمثيرة جدا بكل ما يكمن فيها من تفاصيل قابلة للنشر وأخرى غير قابلة للنشر وستكشف عنها قوادم الأيام ونجح نجاحا باهرا في تحقيق الحوار التاريخي الذي هز ومازال يهز العالم ويصفه عمالقة الإعلام بأنه الحوار الأبرز والأخطر والأكثر أهمية خلال عام 2012.
هذه المقدمة سقتها لأصوغ من التكثيف المكون لها سؤالا ادخل من خلاله إلى هذه السلسلة من المقالات التي سأحاول أن اقتبس فيها بعض إضاءات واشراقات الحوار الذي تكرم به قائد المقاومة لابن الكنانة البار لعروبته وأمته الأستاذ إبراهيم سنجاب :
لم يضع إعلامي عربي يشغل منصبا مرموقا في الأهرام نفسه في هذه الأجواء الموجعة والمحفوفة بالاحتمالات ليفوز بلقاء وحوار صحفي مع رجل تطارده نصف مخابرات العالم وجيش أمريكي جرار وحكومة عميلة بشرطتها وحرسها المليوني..رجل تبحث عنه الأقمار الصناعية والاواكس الأمريكية ومئات الملايين من الدولارات الشيطانية في الوقت الذي يستطيع فيه إن يطرق أبواب ملوك وأمراء ورؤساء ويفوز بأموال طائلة وشهرة أطول؟
في البحث عن إجابات لهذا السؤال وما يمكن أن يتفرع عنه تبادر إلى ذهني وتفاعل مع يقيني ان:
إبراهيم سنجاب لا يحب العراق فقط ولا يتعاطف بقوة مع مقاومته الباسلة بعد أن تعاطف معنا وأحبنا وأحببناه فقط وليس بباحث مجرد عن حقيقة يلفها الغموض وتتقاذفها مئات الساعات اليومي من إعلام التغييب والتبشيع والشيطنه... بل هو رجل يمتلك تفكيرا استراتيجيا راقيا وحسب الأمور من منظور أخلاقي واستراتيجي ولأنه رجل مسلم مؤمن فقد فاز بالتقاط طريق لسمعة طيبة خاصة تختلف عن السمعة والشهرة التي يلهث وراءها الكثير من رجال الصحافة والإعلام في زمن فقدت فيه الكثير من المعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية تحت مطارق الروح الاستعمارية الجديدة لليمين الأمريكي المتصهين والقوة الغاشمة للناتو وللصهيونية ونفوذ آني مجرم للطائفية الصفوية الفارسية الإيرانية..
إبراهيم سنجاب يدرك بحسه الوطني والقومي العروبي الحر والإنساني الراقي إن:
أولا: المجاهد عزة إبراهيم رمز للعراق الذي لم يستسلم ولن يستسلم رغم أهوال ما تعرض له من قصف مجنون متوحش وجيوش غزو واحتلال لأكثر من أربعين دولة كبرى وصغرى وعزة إبراهيم هو التشكيل المكثف لدولة العراق الوطنية ولحزب البعث العربي الاشتراكي الذي ظل يقاتل ويقاوم رغم الاجتثاث والإقصاء والاعتقالات والتصفيات الجسدية.
ثانيا: الحوار مع المجاهد عزة إبراهيم هو حوار مع العراق القادم لان من بين نتائج جهاد العراقيين ومقاومتهم هو تشكل قناعات عند الكثير من أحرار الأمة بان الاحتلال وعملاءه ومنتجاته كلها إلى زوال حتمي وان العراق عائد لا محال إلى حضن الأمة وان هذه العودة هي مفتاح لنجاة الأمة من طوفان الزمن الردئ.
ثالثا: إن الحل الوحيد والأوحد للمحن التي تمر بها امتنا العربية وما تتعرض له من تسيير إرغامي للتشرذم والفرقة والاقتتال الطائفي والوقوع في براثن النعرات والفتن العرقية والقبلية والدينية وما ينتج عن ذلك من قتل وترويع وتجويع وهدم للبنى التحتية وللبنى الفوقية وهذا الحل هو المقاومة المسلحة الوطنية والقومية.
رابعا: إن الانفتاح على المقاومة المسلحة بعد تسع سنوات من الحصار والتغييب هو حق وواجب مقدس تفرضه شرائع السماء والأخلاق والقيم الإنسانية كلها. وان استمرار الخضوع لإرادة التغييب المفروضة أمريكيا وصهيونيا وفارسيا لا تنسجم مع روح العروبة وقيم الوفاء للعراق.
خامسا: إن الصمود البطولي لشعبنا ومقاومتنا قد احدثت التغيير في الوقائع والقناعات واخترقت الجلود الثخينة التي كبست على جلود العرب باستخدام كل قدرات الباطل الاعلامي الأسود والقوة الغاشمة ومنطق التزوير وصار لزاما على مثقفي الأمة وكتابها وإعلامييها النجباء أن يعبروا ما تبقى من حواجز تقرب المقاومة من أهدافها وتمهد لها صياغة بيانات النصر المؤزر بعون الله.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق