بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
|
إيران وأذرعها في المنطقة... معركة الوجود والنفوذ والمصير
|
شبكة البصرة
|
الدكتور خضير المرشدي
|
قبل أن أبدأ حديثي هذا، لابد من التأكيد حقيقةً، أن المقاومة في أي قطر من أقطار أمتنا العربية المجيدة تمثل طريقا وعنوانا وهوية ومستقبلا وشرفا وكرامة ومنهج حياة، ومشروع نهضة. بدونها لايمكن ان يكون لنا مكانا تحت الشمس.. ومن غير خوض غمارها بصدق، سوف لن نجد لنا دورا بين الامم والشعوب.
فأنا جزءا منها وجندي فيها، وأعرف أنها أنطلقت في العراق، من أجل تحرير الانسان من ذاته المريضة المترددة، المتهاونة، الخائفة، المنزوية، المتخلية عن الدور والمسؤولية، الخائنة، الأمارة بالسوء، قبل تحرير الوطن من محتليه!! وتحرير الامة من المتآمرين من أبناءها والطارئين عليها والمتواطئين والمتعاونين مع اعدائها، والمتطوعين لتنفيذ مشروع هؤلاء الأعداء، قبل تحريرها من المعتدين والمحتلين والغزاة.. وأنها انطلقت من أجل تحقيق وحدة الامة ونهضتها وضمان مستقبلها. وليس أمامي كعربي، إلا أن أحيي من الاعماق من يتخذ هذه المقاومة طريقا وعنوانا ومنهجا له، على أن يكون صادقا في مسعاه، ومتطابقا عنده القول مع الفعل.
وبعد فأنه لابد أن يكون للحديث من معنى وللكلمة من مقصد، ومن هنا نبدأ :
فمنذ حادثة إستقبال جاسوس محترف، لص دولي، عراب الاحتلال، من دعاة الفتنة في العراق والأمة، متنكرا للعروبة، جاحدا بالإسلام، مجندا من جهات عديدة لتنفيذ اجتثاث كل ماهو وطني وعربي وإسلامي حقيقي، رئيس أول عصابة إرهابية اختصت بقتل وتصفية العلماء والكفاءات والخبرات الوطنية العراقية العسكرية والمدنية بعد الاحتلال، (المدعو احمد الجلبي)، ليلقي كلمة في افتتاح مؤتمر نظمه حزب الله في لبنان؟؟ مما إستفز أحد الحاضرين من أبناء أمتنا الشرفاء وهو (الاخ الدكتورأشرف بيومي) من مصر العروبة، لكي ينتفض ويعترض ويستنكر هذا الفعل، ليرميه (بحذاء) أمام مرأى ومسمع من أتى به محاضرا عن (المقاومة والممانعة)؟؟ في جلسة افتتاح المؤتمر؟؟
منذ ذلك التاريخ وأنا ولربما غيري أيضاً، أبحث عن المغزى من وراء ذلك الفعل الذي ارتكبه هذا الحزب والذي يتناقض مع ما يدعيه وما يرفعه من عناوين وشعارات المقاومة ضد الكيان الصهيوني؟؟ والذي قام بها فعلا ضد هذا الكيان في حرب تموز 2006، ونال تأييد جميع الأحرار في أمتنا من العرب والمسلمين. وما تمخض عنها من نتائج، وكشف لتحالفات إقليمية خطيرة تهدد الأمن القومي لكل الدول العربية بالصميم وبدون استثناء؟؟ خاصة وأن السيد أمين عام حزب الله قد إعترف بعد تلك الحرب بخطأ التقديرات المتعلقة بمسبباتها ونتائجها؟
ومما زاد في تأكيد هذه المفارقة الخطيرة، وهذا التناقض بين القول والفعل، بين تبني المقاومة كعنوان، وبين التعامل مع اعداءها في العراق، هو أن الامر لم يقتصرعلى دعوة وإستقبال هذا الجاسوس الصهيوني فقط، وانما تعداه الى إستقبال الكثير من هؤلاء الجواسيس من أدوات الاحتلال وأعوانه، دعاة الفتنة ورعاة الارهاب، وان التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات قائم معهم على أحسن وجه، وأتم صورة؟ وحتى هذه اللحظة، بل أن الأمر قد وصل لتحالف إستراتيجي بين الطرفين (حزب الله، وأحزاب سلطة الاحتلال في بغداد)؟؟، لاتفسر دوافعه الا في أطار تنفيذ مشروع (الولي الفقيه في ما يسمى تصدير الثورة)؟؟ الذي بدأه الخميني منذ مجيئه، وأجهضه العراق وحمى الامة من شروره والفتنة التي يحملها، حتى إحتلال العراق عام 2003 حيث تحقق لقادة هذا المشروع ماكانوا يحلمون به!!! بعد أن تعاونوا مع المحتل لإزالة عقبة كأداء تمنع انتشاره!!
وهنا يبرز التساؤل الأهم، على وفق أي الأسس يتم ذلك التعاون والتنسيق؟ وعلى حساب من يكون هذا الذي يجري؟؟
والجواب قد يكون بديهيا في ذهن الكثيرين من أبناء الامة، ولكنه قد يكون محرجا لمن يرى الامور بعين واحدة ويفسرها حسب هواه وتبعيته؟؟
لكن الذي يتتبع التاريخ ووقائعه ويرجع قليلا الى الوراء ليجد الحقائق ناصعة لا تغطيها ادعاءات، أو تحجبها براقع شعارات سواءا كانت بإسم الدين أو الوطنية أو القومية او المقاومة والممانعة أو غيرها.. ليجد المبرر لذلك الفعل الذي تم، وهذه العلاقة بين حزب الله، وهؤلاء الذين يشكلون الان رأس الحربة في إدارة مشروع الاحتلال والتدمير في العراق.
- أقرب تلك الوقائع التي لازلنا نعيش أحداثها وتداعياتها، هو ذلك الاصطفاف في العدوان والحرب التي شنتها إيران على العراق (1980 - 1988)، وحاولوا عبثا وتزويرا وتزييفا تحميل العراق مسؤولية البدء بها خلافا لكافة الوثائق والشهود وحقائق التاريخ القريب... ومنها مذكرات نائب الأمين العام للأمم المتحدة (جيادومينكو بيكو) والذي كشف عن فضيحة بين أميركا والامين العام دي كويلار وإيران، ولحزب الله دور أساسي فيها، في عقد صفقة إطلاق سراح الرهائن الاميركيين في بيروت مقابل تحميل العراق مسؤولية تلك الحرب!!! خارج أطار قرار مجلس الأمن (598) والذي قبلته ايران مرغمة بعد هزيمتها العسكرية، حيث تم وضع نهاية لتلك الحرب العدوانية.. وتضمن آلية التحكيم لتصفية آثارها.
وقاتلت في هذه الحرب إلى جانب إيران (أحزاب وأشخاص تدعي انها عراقية وتحكم العراق الآن بفضل الارادة والدعم الأمريكي والإيراني؟) كما ساهم فيها بفاعلية وإخلاص مقاتلي حزب الله اللبناني أيضاً، اضافة الى ماقدمته دولا عربية (سوريا وليبيا) في حينه، من دعم عسكري وسياسي (وغطاء عربي)؟ لهذا العدوان، مما شجع الخميني على التعنت والاصرار على إستمرار تلك الحرب طيلة هذه السنوات، رغم دعوات العراق لوقفها منذ الايام الاولى، وموافقته على جميع المبادرات والقرارات العربية والاسلامية والدولية لايقافها، والتي كانت ترفضها إيران بشكل مستمر وبإصرار غريب!! حتى راح ضحيتها مئات الالاف من العراقيين والإيرانيين ستكون بإذن الله دماءهم جميعا (برقبة الخميني وفي ذمته ومن عاونه أو من وقف معه وسانده)، هذا من ناحية.
- من ناحية أخرى فإن مايفسر تلك العلاقة القائمة الان، هو الخيمة الجامعة لهؤلاء جميعا الممثلة بإيران، حيث كما هو معلوم بأن معظم جواسيس الاحتلال في العراق قد ارتبطوا بهذه الدولة وترعرعوا في احضانها منذ عقود، وتأسست أحزابهم بفضلها ودعمها وخبراتها؟ وليس خافيا على أحد بأنها الداعم الرئيسي لحزب الله أيضا ماديا وعسكريا، وهي الملهم والموجه والمرجع والمشروع وهذا لم يعد يحرج أحدا، ولا يشكل عيبا لجماهير ومؤيدي وقيادات هذا الحزب بل على العكس فانه مبعث فخرهم وعزمهم، ومصدر قوتهم وصمودهم؟؟ كما يعبرون عن ذلك رسميا من أنهم يتشرفون بالانتماء لولاية الفقيه الإيرانية؟؟
إذن إنها الأسس الطائفية والمذهبية ووحدة المرجع، وهدف تحقيق المشروع القديم - الجديد (تصدير الثورة) هي التي حققت محورا وتحالفا، حتى وان تم ذلك بالتعاون والتنسيق والتوافق مع محتل لبلد عربي وإسلامي!! ومع عملاء وجواسيس لهذا المحتل؟ وهذا ماحصل، ويحصل الان... على حساب دماء وأرواح وتضحيات وثروات العراقيين؟ ومصالح وحقوق العراق والامة العليا؟
هذا هو الدافع، وتلك هي الحقيقة.
وإن من يريد المزيد من البحث والتفسير لهذا الذي يجري من تنسيق وتعاون بين هذا الحزب الذي (يرفع راية المقاومة ضد الامريكان والكيان الصهيوني)؟؟ وبين من ينفذون مشروع الامريكان والصهاينة في بغداد، ويستقبل ممثليهم!!، سيجد التفسير في هذا التناقض الخطير في الموقف والرؤية تجاه مايحيط بالامة من مخاطر وتهديدات وذلك في تصريحات ومواقف وأفعال المسؤولين الإيرانيين خلال الأزمة والفتنة الجارية في العراق الان، والتي كان للاحتلال الامريكي وحلفاءه ولإيران، وعملاءهما من احزاب وشخوص الدور الأساسي في بثها وانتشارها وتأجيجها في صفوف شعب، كشعب العراق لم يعرف لها سبيلا من قبل مجيء هؤلاء المهرولين خلف الدبابات الأمريكية!!، ومما يزيدها اشتعالا وسعيرا وإنتشارا هو مايقوم به مقاتلي (الحرس الثوري الإيراني) من إسناد ومشاركة مباشرة لحكومة الاحتلال في بغداد (بقوات وخبرات)!! لقتل العراقيين في ساحات التظاهر والاعتصام كما جرى في الفلوجة من قتل المتطاهرين العزل، وما حدث في الحويجة من مجزرة يندى لها جبين الإنسانية (حيث أعلن النظام الايراني رسميا على لسان أحد جنرالات الحرس الثوري عن مشاركته في تحرير احدى مدن كركوك من سيطرة من أسماهم بالمتمردين (الوهابيين)؟ وذلك جاء بحسب تصريح (للعميد ناصر شعباني) لجريدة (اخبار روز) الايرانية، حيث قال (ان الحرس الثوري الايراني نفذ في الاسبوع الماضي اول عملية امنية له في العراق بالاشتراك مع الجيش العراقي منذ اعلان الثورة الاسلامية والاطاحة بنظام الشاه في ايران) مبينا (ان هذه العملية سوف لن تكون الأخيرة)؟
وإن مايتم الإعداد له الآن من مجازر قد تحصل بين لحظة واخرى في ساحة الاعتصام في الأنبار، وما يرافقها من تتابع الأخبار حول تحشدات لقوات تابعة (للحرس الثوري الإيراني) في محيط ساحات الاعتصام، تعزيزا وإسنادا لمايسمى (قوات سوات) المرتبطة برئيس حكومة الاحتلال، والتي يتم تدريبها من قبل خبراء أمريكان في قاعدة أمريكية في المطار حسب ماأكدته مصادر مطلعة ومن بين أطراف العملية السياسية في تصريحات علنية..
- وسيجد المتتبع تفسيرا لهذه العلاقة ولهذا التناقض في الموقف، وبين القول والعمل، بسبب عدم الاكتراث من الدول العربية لما يجري في العراق، وتخليهم عن كل فعل قد يحقق أمنهم المهدد ومستقبل دولهم وكياناتهم؟ بل كان لهم دورهم المرسوم في خارطة التدمير والفوضى التي يتعرض لها العراق ومن بعده دول عربية أخرى، والتي رسمها لهم السيد الامريكي، والصديق الصهيوني، الا مارحم ربي!! وكذا معظم دول العالم الاخرى التي سارت خلف عجلة الهيمنة الامريكية، وصدقت جملة أكاذيب اطلقتها هذه الادارة، وأكبر عملية تزييف وتزوير في التاريخ بحق بلد باهمية العراق، وشعب بعراقة وأصالة شعب العراق!! والجميع يتفرج على مايجري دون أن يرف له جفن، ودون ان يستفز ذلك أحدا من القادة العرب أو المسلمين أو غيرهم، ليبادر بالدعوة لعقد جلسة طارئة لمجلس أمن أو مؤتمر إسلامي أو جامعة عربية أو غير ذلك!!، بل حتى المؤسسات والمؤتمرات الشعبية العربية القائمة باتت هي الاخرى لاتسمع ولا ترى، وقد صمت الاذان، ولا يعنيها مايجري في العراق من كذب وتزوير وتزييف للحقائق التي تقوم بها زمر الاحتلال وإيران وأحزاب السلطة؟؟ لكي تهب في موقف من أجل كشف هذا الزيف ونصرة وانصاف هذا الشعب والوقوف معه في المطالبة بنيل حقوقه المنتهكة من قبل حكومة فاقدة للشرعية بكافة المقاييس القانونية والأخلاقية والإنسانية؟
- لكن التفسير الحاسم والواضح والمباشر لذلك التعاون والتنسيق والتحالف، جاء في خطاب ألسيد أمين عام حزب الله الأخير يوم 30 نيسان، وهو يتحدث فيه عن قراره النهائي في الانخراط في الشأن السوري والانحياز بشكل كامل لصالح النظام على حساب دماء وأرواح وتضحيات السوريين، ومصير سوريا كدولة ومؤسسات وكيان وهوية ومستقبل، وليس (سوريا النظام) الذي مهما طال عمره فهو الى زوال.. وسوريا وشعبها وكيانها هي من يبقى ويدوم؟؟
وبدلا من أن يتبنى هذا الحزب خيارا معتدلا في التعامل مع هذه الازمة المعقدة والحساسة ويكون عاملا مساعدا في الحل بما يملكه من أواصر وتحالفات مع النظام في سوريا، وينصف الشعب السوري ويحقق اهدافه المشروعة التي انتفض من اجلها، ويجنب لبنان الهش، والمنطقة القلقة، فتنة مستعرة؟؟ نراه يندفع بانحياز كامل (وبأجندة اقليمية خطيرة تقودها ايران وبمشاركة فعلية لحرسها الثوري والباسيج وميليشيات أحزاب عراقية مرتبطة بها) لطرف النظام مما سيؤدي لمزيد من التعقيد للوضع المعقد اصلا، ولمزيد من التدمير الممنهج للدولة والمجتمع السوري!!
إن هذا التحالف والاصطفاف والانحياز التام لطرف النظام في سوريا، والتنسيق والتحالف والتعاون مع النظام العميل في بغداد، وباشراف وتخطيط وقيادة الحرس الثوري الايراني، سوف يفضي حتما الى مزيد من التدمير والقتل والتهجير للشعب السوري الشقيق، والضياع لهوية سوريا وتهديد لوجودها وتمزيقها وتقسيمها، وهدر ثرواتها المادية والبشرية، والتي هو بحق خسارة للامة بأكملها!!
كما هي خسارة الامة الكبيرة بتدمير العراق الدولة والشعب والمشروع والرسالة والثروات على ايدي المحتلين، ومن بعدهم هؤلاء الذين يحكمون بغداد الآن بارادة المحتل الامريكي - الصهيوني، ويشكلون جزءا مهما من (محور الفتنة والقتل) التي تقوده ايران والسائرين في فلكها؟؟
لقد جاء هذا الانحياز حاسما لكي تكتمل حلقات الفتنة التي بدأت تدور حول رقبة أمة العرب منذ ان جاء (الخميني) بنظام (الظلام والفتنة) وتسلم السلطة في ايران عام 1979 ولحد الان؟
وكما هو دور إيران المرسوم والمتفق عليه في العراق وسوريا، وفي بقية الدول العربية حيث إمتدت لها أذرعا، سيكون لها دورها المرسوم أيضا هناك ولو بعد حين، وقد باشرت بتنفيذه فعلا في غير مكان من أقطار الامة في دول المشرق العربي كافة، ودول المغرب العربي وآخرها ماجرى في موريتانيا وقبلها المملكة المغربية!! للمزيد من تعميق الفتنة الطائفية والمذهبية والعنصرية، وتفتيت وتقسيم البلدان العربية بما يهدد الوجود والهوية والمستقبل!!!
وهنا يبرز تساؤل آخر؟ لنجد من خلاله حقيقة قد تكون ضائعة في خضم التحالفات والحماس والقتل والدماء والتهديدات والفعل ورد الفعل؟؟
وهو هل أن (إيران النظام) بتحالفها مع (سوريا النظام)، (والعراق النظام)، وبامتداداتها (واذرعها) في جميع الدول العربية، وخاصة ذراعها اللبناني، وكرمها السخي لجهات عديدة في غير قطر عربي بحجة دعم المقاومة وخاصة الفلسطينية؟؟ وتعضيد الممانعة!!، تبغي من ذلك غير تحقيق مصالحها ومشروعها في التوسع والهيمنة والنفوذ على مقدرات هذه الامة؟ وهل يمكن لعاقل، ومبتديء في متابعة الاحداث العادية وليست السياسية، أن يعتقد بغير ذلك؟ ومن أن إيران يمكن أن تكون حريصة على وحدة وسيادة وسلامة وأمن أي بلد عربي بما فيها (سوريا النظام - الحليفة لها؟) واحترام مصالح شعبها؟؟ والوقوف في الدفاع عنها ضد أي عدوان أجنبي؟
والجواب على ذلك كله، تؤكده الوقائع والأحداث والمواقف والتاريخ والتحالفات والمحاور!! من أن إيران الدولة والنظام لاتبحث عن مهمة، ولا تقوم بفعل، الا بما يحقق مصالحها فقط في النفوذ والهيمنة والتوسع، مما يجعل منها مصالحا غير مشروعة؟
-الآن سوريا تعرضت لعدوان إسرائيلي سافر وهي ليست المرة الأولى وسوف لن تكون الأخيرة، وبغض النظر عن (دوافع هذا العدوان وأسبابه)؟؟ فإنه على دولة عربية شقيقة ذات سيادة، وإنه لمن واجب أي عربي أن يدينه ويستنكره ويشجبه بأقسى وأعمق العبارات وذلك اضعف الايمان، وإن هذا العدوان يبعث على الأسى والحزن لما وصل اليه الوضع العربي المتردي والمفكك، وما وصل اليه الأمن القومي العربي من مستويات خطيرة من التدهور والانهيار بسبب سياسات أنظمة عربية قد تواطئت وتعاونت مع المشروع الأمريكي - الصهيوني بمختلف أنواع التعاون ومنها إرسال الجيوش لمقاتلة العراق في حفر الباطن بقيادة (شوارزكوف) الذي جاء لتنفيذ هذا المشروع!! ومساهمتهم المجانية في حصار العراق، والاشتراك الفعلي وبمستويات مختلفة في احتلاله وتدميره.. وهاهو المشروع الامريكي - الصهيوني الذي يشتكون منه، ويتحدثون عنه في بياناتهم التي صدرت رنانة بعد الغارة الصهيونية، قد إرتد عليهم جميعا ليأكل جميع الثيران بألوانها المختلفة بعد أن أكل (الثور الابيض)؟؟؟؟ انها الحقائق كما هي بدون مجاملة أو رتوش، وبعد هذا العدوان على سوريا وبغض النظر عن أهدافه (الخفية او العلنية)؟
لم نسمع من إيران وحلفاءها في محور الممانعة الا الإدانة والاستنكار والدعوات للتهدئة وعدم الانجرار لحرب أو صراع؟؟
ومن أن هناك أوراقا للرد والدعم والأسناد، ولولا إيران لما صمدت سوريا بوجه المؤامرة كما قال (علي أكبر ولايتي)؟؟
يالها من مواقف وكلمات تثير الأسى حقاً، مع ذلك لننتظر ونرى.
الحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون هي أن إيران بتاريخها المعروف في ممارسة المراوغة في تصريف كافة شؤون الحياة، وبسياستها البراغماتية المصلحية وفق مبدأ (التقية؟)، وبأطماعها الذي تبغي، وبطموحاتها الراهنة، وباذرعها العديدة في المنطقة التي كلفتها الكثير ماديا ومعنويا، تعتبر تلك هي معركتها النهائية من اجل (تنفيذ مشروعها وبسط نفوذها وتحقيق المصالح وتصدير الثورة وعقد الشراكة، وتحديد المصير)، بالتنسيق والتوافق والتلاقي مع مشاريع طامحة وطامعة هي الاخرى، سواءا كانت مشاريع امريكية - غربية، أو إسرائيلية أو تركية، وهي في أساسها وتكوينها وأهدافها جميعا معادية لامة العرب ومهددة لهويتها ووجودها ومستقبلها.. ولا يهمها مايتعرض له هذا البلد العربي أو ذاك، وحتى من حلفاءها؟
وهذا هو ماوعدت وبشرت به الحملة الأمريكية الصهيونية الكونية على عراق العروبة والإسلام، وكانت ايران وقيادات دول عربية للأسف خانعة وتابعة جزءا من هذه الحملة.. التي انقلب وسينقلب فيها السحر على الساحر!!
وتبقى المقاومة الوطنية والقومية والاسلامية الصادقة، بكافة أنواعها هي الحل، وهي الطريق الحق ليسلكه أبناء العراق وسوريا والامة المخلصين.. لاسقاط تلك المشاريع المشبوهة التي تستهدف الوجود والهوية والمستقبل.
|
شبكة البصرة
|
الاثنين 26 جماد الثاني 1434 / 6 آيار 2013
|
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الثلاثاء، 7 مايو 2013
الدكتور خضير المرشدي : إيران وأذرعها في المنطقة... معركة الوجود والنفوذ والمصير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق